انصر نبيك

انصر نبيك
صلى الله عليه وسلم

الى جميع الاخوة والاخوات المكتبيين العرب

ارجو التواصل ، من اجل بناء صروح معرفية تخدم ثقافتنا، وتعيد المجد لحضارتنا العربية

الأربعاء، 23 أبريل 2008

المكتبة الجامعية


الـمـكـتبة الجـامعـيـة العـربية في ظل مجتمـع المعلومـات حتميةمواكبة ثورة التكنولوجيا الرقمية .الملخص:يبدو أن ثورة المعلومات و الاتصالات البعيدة و ما توفـره من تدفق حر للمعلومات لا يعترف بالحدود أو البوابات، ستمنح للمجتمعـات البشرية تأشيرة الدخول إلى مجتمع المعلومات ومن ثمة الانتقال إلى مجتمع التكنولوجيا الرقمية• علما بأنه فيما يتعلق بالمعلومات لابد من التمييز ما بين مجموعة من المراحل التاريخية المهمة• لقد سمحت التكنولوجيا الحديثة للمعلومات لمؤسسات المعلومات بصفة عامة و المكتبات بصفة خاصة، بالانخراط في ثورة الاتصالات المعاصرة• وبالتالي التفكير في تطوير المعلوماتية من خلال تمكينها من التغلغل اجتماعيا وعالميا• إذن مثل هذه الظروف تطرح و بإلحاح متزايد ضرورة إعادة النظر في هذه القضية من زاوية مجتمع المعلومات، هذا الأخير الذي يرادف اقتصاديات المعلومات و التمكن من السيطرة عليها• كما أن مجتمع المعلومات يتميز باتصالات عالمية فعالة تساعد في عملية إنتاج المعلومات بمعدل كبير جدا، و توزع بشكل موسع مما يجعل من المعلومات القوة الدافعة و المهيمنة على اقتصاد المجتمع البشري•نظراً لأن فكرة مجتمع المعلومات ليست جديدة بالنسبة للدول المتقدمة (الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان•••)، فإنها مكنت من التفكير في نمط جديد للمجتمعات : مجتمع التكنولوجيا الرقمية• هذا الأخير الذي لا يقتصر على المعلومات كمورد استثماري، سلعة تجارية، مصدر للدخل القومي، مجال للقوى العاملـة و كخدمة فحسب، و إنما معالجتها معالجة رقمية تساهم في تخزين أكبر كم ممكن من جهة و إضافة إلى فتح مصدر جديد للدخل القومي من جهة أخرى• فالدول المتقدمة قد قطعت أشواطا في التأسيس لمجتمع ما بعد المعلومات و هو المجتمع المستقبلي - على حد قول الألماني بيتر كلوتـز - ، الذي سينتقل من اقتصاد السلـع و البضائع إلى اقتصاد المعرفة الرقمية• هذا الأخير الذي يعتمـد على تجهيز المعلومات - أساس مجتمع المعلومات - رقميا، و عليه التأسيس لقطاع جديد إلى جانب القطاعات الاقتصادية المعروفة•في ظل هذا التطور المتسارع لقطاع المعلومات بمختلف أبعاده تقف المكتبات بصفة عامة، والمكتبة الجامعية بصفة خاصة بين الانخراط ضمن مجتمع المعلومات و محاولة الالتحاق بركب مجتمع التكنولوجيا الرقمية، لا سيما إذا ما علمنا بأن عدد الدول التي تتصف بخصائص مجتمع المعلومات لا تتعدى الاثنتي عشرة دولة• في حين أن عدد الدول التي بدأت تؤسس لمجتمع التكنولوجيا الرقمية لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة• سنحاول من خلال هذه الورقة استعراض نتائج دراسة ميدانية ، نراها كفيلة بالمساهمة في وضع تصورات جديدة تمكن مكتباتنا العربية من التأقلم مع هذا الواقع الجديد، لاسيما وأنها تجمع بين الجوانب الموضوعية للموضوع وبين التحليل الموضوعي لنتائج الدراسة الميدانية، وعليه سنسعى من خلال هذه الدراسة للرد عن التساؤل التالي: ما موقع المكتبة العربية ضمن مرحلة الانتقـال من مجتمع المعلومات إلى مجتمع التكنولوجـيا الرقمية ؟ و ما درجة تأثير ذلك الانتقال على وظائفها وخدماتها وحتى تركيبتها البشرية؟ تمهيد:إن الثورة الهائلة التي نعيشها اليوم، و التي تقوم أساساً على تزاوج وسائل الاتصال عن بعد مع شبكات المعلومات و الحواسيب بخاصة، قد أعطت إلى مجتمع المعلومات إنجازات و نجاحات أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع• إنها ثورة معلوماتية في طريقها إلى تغيير روتين المجتمعات تغييرا جذريا، كما غيرته الثورة الصناعية خلال القرون الماضية• لأنها تحولات أعطت الصدارة للمعلومات، فأخذت تلعب أدوارا كبيرة و حساسة في جميع المجالات : الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية ••• • لتولد بذلك عصرا جديدا هو المواجهة الحضارية، حيث لا يقاس تقدم الأمم بما لديها من أسلحة و إنما بقدرتها على مواجهة هذه الثورة المعلوماتية - التكنولوجية الفائقة• والمكتبات بصفة عامة و الجامعية بصفة خاصة باعتبارها مرآة الرصيد الفكري و العلمي للمجتمعات، فإنها مطالبة اليوم أكثر من أي يوم مضى بقيادة هذا التغيير و ضمان المكانة الفاعلة في عالم اليوم• لا سيما و أن المستقبل لمن يمتلك وسائل الوصول إلى المعلومات، معالجتها، تداولها و إنتاجها بسرعة و كفاءة و جودة عالية•إن القناعة بأهمية الدور يمكـن للمكتبات أن تلعبـه، تجعلنا نقف أمام الحالة التي توجد عليها مكتباتنا بعامة و الجامعية بخاصة• و مـدى استعدادها للتفاعل مع آليات وخصوصيات مجتمع المعلومات، كذلك قدرتها على الصمود أمام منافسة تعتمد على مقاييس صارمة تتطلب استراتيجية عمل و وعي بضرورة اقتناص المكانة التي تتماشى و طموحات المكتبة الجامعية العربية• إن المجتمع ما بعد الصناعي " مجتمع المعلومات "، يعتمد في تطوره بصفة رئيسية على المعلومات و التكنولوجيات الحديثة من حاسبات آلية، وشبكات و نظم المعلومات ••• • لقد تمكن مجتمع المعلومات من تجاوز كل الحواجز الجغرافية و الزمنية، إضافة إلى كونه يعتبر المعلومات سلعة قيد التداول، شأنها شأن باقي الموارد الطبيعية الأخرى، مع تسجيل الاختلاف الذي يميزها كونها لا تفنى بالاستخدام و إنما تزداد نماءا و تطورا• لذا فالمكتبات بمختلف أنماطها : تقليدية، إلكترونية، مدمجة، افتراضية تعد بمثابة الشريك الفاعل و الرئيسي في تلقي المعلومات من جهة و في المساهمة في نشر المعلومات من جهة أخرى• محاولة منها في تعزيز مكانتها ضمن مجتمع المعلومات، و أمام هذا الوضع الجديد والمتسارع و أيمانا منا بالدور الريادي الذي تلعبه المكتبات الجامعية العربية سنحاول من خلال ورقتنا هذه الإجابة عن التساؤلات التالية :ما هي الملامح الكبرى لمجتمع المعلومات داخل المكتبة الجامعية العربية ؟ ما متطلبات وشروط انخراط المكتبة الجامعية العربية ضمن مجتمع المعلومات ؟ ما درجة التأثير والتأثر بمظاهر مجتمع المعلومات ؟ ما موقع المكتبة الجامعية العربية داخل مجتمع المعلومات : منتج، وسيط أم زبون ؟ هل عملية تبني مظاهر مجتمع المعلومات بالمكتبة الجامعية العربية غاية أم وسيلة ؟ ما مدى قدرة مكتباتنا الجامعية في الاستمرار على البقاء ضمن مجتمع المعلومات ؟ ما هي الاستراتيجية المثلى الواجب تدبرها لنوجد لمكتباتنا مكانا فاعلا ضمن مجتمع المعلومات ؟و تعكس المكتبة الجامعية ضمن مجتمع المعلومات صورة واضحة لوضعية المكتبة في ظل هذا المجتمع الجديد، وتطرح في نفس الوقت تساؤلات حول مدى تأثير وانعكاسات مجتمع المعلومات على المكتبة الجامعية، هل هو استمرارية أو زوال؟ أهو تدعيم لمسيرة علمية؟ أم تجسيد لفكرة تجارية جديدة؟ تساؤلات تقودنا للوقوف عند سلبيات ونقائص هذا المجتمع، والتي تفرض علينا اختيار البدائل، وطرح الحلول التي تجسدها التكنولوجيا الرقمية بمميزاتها وخصائصها، ومنها محاولة المكتبة الجامعية تخطي مجتمع المعلومات، والانخراط في مجتمع التكنولوجيا الرقمية•1• المـكتبـة الجـامعيـة داخـل مجتمـع المعلومـات : انعكاسـات وتأثيـراتلقد وضعت تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة، المكتبات العامة بصفة عامة والمكتبات الجامعية بصفة خاصة أسوة بغيرها من المؤسسات، على طريق المعلومات، ولم يعد أمامها من بديل سوى دخول هذا المجتمع بوعي وإدراك، وفهم لطبيعة هذا المجتمع ووسائل العيش فيه• ومن هنا أصبحت مشاركتها في اقتصاد السوق مطلوبة وضرورية، وتأمين الدخول الحر للمعلومات بدون عوائق لجميع الناس، مع الولوج المباشر لعالم الأوعية الرقمية، والنشر الإلكتروني و الحواسيب، وهذا بحاجة إلى إمكانات مادية كبيرة، لا تستطيع تحملها بالموارد المادية المألوفة(1)•إلا أن مكتباتنا الجامعية، بإمكانياتها الحالية سوف تجد صعوبة للتأقلم مع معطيات مجتمع المعلومات، التي تفرض عليها مقاييس دقيقة لنوعية ومستوى الخدمات• ومنه يتوجب عليها أن نتبع استراتيجية مدروسة ومنظمة، لإرساء قواعدها في هذا المجتمع، وسوف لن يتأتى لها ذلك إلا من خلال الاهتمام بثلاثة جوانب محورية، وهي: الهيكل الإداري والفني للمكتبة، الصورة الخارجية للمكتبة، المستفيدين(2)•ولكنها ليست في وضعية الميؤوس منها، فما زالت تحتفظ بفرص كبيرة لتثبت قدرتها على احتلال المكانة الفعالة في مجتمع المعلومات، هذا إذا ما راعت متطلبات واحتياجات مستفيديها وعرفت مواطن الضعف في خدماتها، وسعت بذلك لتطويرها لتصل بها إلى المستوى المطلوب(3)• وهذا ما يجمع عليه أفراد عينة الدراسة الميدانية، وذلك بنسبة إيجابية تقدر بـ%68.18 نظرا للإمكانيات التي تمتلكها غالبية مكتباتنا الجامعية العربية كقاعات الإنترنيت، قاعات السمعي البصري، و هياكلها التي تمتع بالاتساع وتعدد المصالح و الفهارس الآلية• كما أنها تمتلك أرصدة مهمة وإمكانيات مقبولة مقارنة مع باقي أنواع المكتبات الأخرى على المستوى العربي القومي، إضافة إلى امتلاك بعضها مواقع على شبكة الإنترنيت، وقيامها بتقديم خدمات الإنترنيت للمستفيدين• حظوظ المكتبة الجامعية في مجتمع المعلوماتوقد عادت نسبة %30.30 للذين يستبعدون الفكرة انطلاقا من الواقع الحالي الذي يلمسه المستفيد، والذي يعود إلى أسباب مختلفة وبنسب متفاوتة، ونجد أعلى نسبة تقدر بـ%43.47، بسبب السياسة المتبعة وقلة التجهيزات، وهذا يعكس الوعي بأن أي تقصير في الخدمة أو ضعف في التنظيم يترتب عن سياسة داخلية غير مضبوطة، وكذا غياب التخطيط ونقص الإطار البشري المؤهل• وفيما يخص قلة التجهيزات نجد بأن معظم المكتبات الجامعية العربية لا زالت تقوم بجل الأعمال الفنية والإدارية بالطرق التقليدية، فعملية الإعارة لا زالت تعاني مشاكل الازدحام وعدم الرضا على مردود الفهارس البطاقية، وهذا يعكس ضعف التجهيز وغياب التكنولوجيا الحديثة• فالأجهزة لا تتعدى جهاز هاتف (إن وجد) و حاسوب (على الأكثر)• وقد عادت نسبة %23.90 إلى سبب المنافسة، وهي نسبة قليلة كون الدول العربية لا تزال مبتدئة في نظام اقتصاد السوق، والمكتبة الجامعية تحتكر نوعاً ما مهمة تدفق المعلومات، لكن الأمر لا يمنع من ظهور بعض المنافسين لفضاءات الإعلام المتعدد كمقاهي الإنترنيت (cybercafé)• ونجد نسبة %8.69 من الأساتذة الباحثين أفادتنا بأسباب مهمة، تتلخص في العائق النفسي والتنظيمي لدى المسؤولين، كمركب النقص، والارتجالية في العمل، كما أنهم ما زالوا يفكرون بذهنية الاقتصاد الموجه ••• وتجدر الإشارة إلى أن نسبة %1.52 من أفراد عينة الدراسة امتنعوا عن الإجابة، وهذا يعود إما لجهلهم بمتطلبات مجتمع المعلومات، وعدم إلمامهـم بإمكانيـات مكتباتهم الجامعية، أو عجزهم عن تصور المكتبة الجامعية في مجتمع المعلومات•نقائص المكتبة الجامعية1 • 1 • المـكتبـة الجـامعيـة بين الحــفظ و الاستثمــــارإن التغيرات المختلفة، تقنية كانت أم اقتصادية، تقودنا إلى إعادة تعريف المكتبات ذلك الوعاء الأساسي لحفظ المعلومات• كمـا أن ظهـور مجتمـع المعـلومـات ومـا صـاحبه من انتشار وسائل الإعلام المتعدد (multi-media) وابتكار وسائط جديدة في اختزان المعلومات، وكذا التطور الواضح في النشر الإلكتروني والتحول المتلاحق من المجتمع الورقي إلى المجتمع الرقمي، أدت إلى تغيير واضح في أشكال المكتبات وغيرها من مرافق المعلومات• فلن تقاس قيمة المكتبة بحجمها أو بفخامتها، وإنما بمقدار ما تسهم به في تشغيل المعلومات لخدمة مختلف الأغراض(4)، وستتضاءل أحجام المكتبات حتى أن هناك من يرى أن هذا القرن هو قرن المكتبات بلا جدران، وقرن المكتبات الافتراضية والمكتبات الرقمية•وفي هذا السياق يقول لانكستر : "نحن نقترب من اليوم الذي يمكن أن تكون فيه مكتبات المستقبل العظيمة، تتكون من غرفة صغيرة مساحتها 10 أقدام مربعة، لا تحتوي على أي شيء سوى منفذ إلكتروني ومعدات التوصيل السلكي الأخرى• ومستقبلا فإن جميع المكتبات سوف تكون على هذا الشكل، لأنها سوف تتمتع بالوسائل الإلكترونية للوصول إلى المعلومات" (5)• ومنه فإنه بدلا من أن تذهب إلى المكتبة، فإن المكتبة هي التي ستأتي إليك في المكان والزمان الذي ترغبه•إن هذه التغيرات المختلفة أعطت ميلادا ًلمفهوم جديد ألا وهو المكتبة الافتراضية، تلك الوحدة التي تتكون من تزاوج ثلاثة عناصر أساسية هي :- أتمتة المكتبة، وهي نقطة البداية للمكتبة الافتراضية، وتخص الوظائف المختلفة والمتمثلة في تسيير الإعارة، جرد المقتنيات، وصول القارئ إلى الفهارس(6)•- توفير الاتصالات عن بعد، والوصول إلى محتويات أو مصالح المكتبة•- توفير المعلومات للقارئ في مكان عمله، سواء في شكلها المطبوع أو الإلكتروني(7)•وقد أتاحت هذه المكتبات مجموعات متنوعة ومصادر معلومات غير متناهية وفي جميع التخصصات، مجتازة بذلك الحدود الزمانية والمكانية• ومنه فإن المكتبات بلا جدران ستتسع على حساب المكتبات التقليدية، التي ستؤول إلى الزوال وستصبح كمستودع تاريخي لحفظ الأوعية المطبوعة•وأمام هذه التحولات والتطورات الحاصلة في مجال المكتبات، تطرح إشكالية مصير المكتبة الجامعية من حيث بقاؤها على حالها، أو تحولها إلى شكل جديد افتراضي، إلكتروني أو حاسوبي• وفي هذا الإطار، طرح سؤال على أفراد العينة حول مستقبل المكتبة الجامعية الحالية داخل مجتمع المعلومات، فاختلفت الآراء وتضاربت بين حتميات التغيير الجذري، والاستمرارية على حالها• وقد بلغت نسبة من يؤيدون التغيير الجذري، أو التحول إلى مكتبة إلكترونية، افتراضية، حاسوبية بنسب متقاربة قدرت بـ%40.35، %35.96 و%32.46 على التوالي• ويعود سبب ذلك إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة في عالم الإعلام والاتصال، ودخول المكتبات الجامعية مجتمع المعلومات الذي يتطلب أكثر من شبكات المعلومات، ومع مظاهر المعلوماتية من تخزين واتصالات عالمية عالية، وكذا استخدام الحواسيب الآلية، الذي نتج عنه تأمين الدخول الحر للمعلومات بدون عوائق للمستفيدين• ومنه كان لا بد للمكتبات الجامعية من التكيف مع متطلبات هذا المجتمع الجديد• و الشكل الموالي يترجم بشكل دقيق مستقبل المكتبات الجامعية العربية الحالية من حيث إمكانية التحول أو الاستمرارية على المنوال نفسه :مستقبل المكتبة الجامعية داخل مجتمع المعلومات•في حين أن نسبة من يرون أن المكتبة الجامعية ستبقى على حالها قد قدرت بـ%13.16 ، ويعود ذلك إلى إمكانيات المكتبة المحدودة وغير المتوفرة أحيانا، وكذا العنصر البشري المؤهل المتواجد بأعداد قليلة تعد على الأصابع، بالإضافة إلى عدم وجود ميزانية مالية مستقلة لهذه المكتبات في غالبية الدول العربية•ولقد نتج عن الاتجاهات الحديثة في خدمات المعلومات ظهور منافذ منافسة للمكتبات الجامعية تقدم خدمات معلومات لم تكن في حسبانها، ويستطيع المستفيد أن يصلها مباشرة: إنهم تجار ووسطاء المعلومات وكذا القطاع الخاص، الذين يساعدون المستفيدين في الوصـول إلى المعلومات دون الحاجة إلى وجود المرجع أو أخصائي المعلومات كوسيط، كما يقدمون معلومات عند الطلب وبشكل شامل وسريع(8)• ومنه أصبحت المعلومات في متناول الفرد بسهولة وبسرعة أين كان موقع المعلومات منه على بعد أمتار أو على بعد آلاف الكيلومترات• وهكذا بدأت المعلومات تعامل كسلعة تباع وتشترى، وتنشئ بذلك من حولها صناعة كبيرة هي صناعة المعلومات، كما أصبح لها سوق يسمى سوق المعلومات•انطلاقاً من هذه التنظيمات الجديدة، تجد المكتبة الجامعية العربية نفسها مضطرة لمواكبة هذه التحولات الكبرى المتواصلة، وكان لزاما عليها أن تفكر في تهيئة خدمات معلومات مقابل أجور، وإلا حكمت على نفسها بالجمود والتخلف عن العصر• وبذلك ستتحول وظيفة المكتبة الجامعية، باعتبارها مؤسسة علمية تعمل على توفير وتقديم خدمات علمية بالمجان، إلى مؤسسة اقتصادية تعتبر المعلومات منتوجاً اقتصادياً تتعامل معه كسلعة تجارية تخضع لقوانين العرض والطلب•إن واقع المكتبة الجامعية العربية بعيد كل البعد عن التعامل مع المعلومات باعتبارها سلعة تجارية، على الأقل في الوقت الراهن، لأن الدول العربية لم تصل بعد إلى خصخصة قطاع التعليم العلمي والبحث العالي، كما أن المكتبة الجامعية تتأثر بحكم الوصاية الإدارية للدولة، بالجانب الاقتصادي والاجتماعي لتلك الأخيرة، إضافة إلى ذلك لا توجد هناك سياسات قومية موحدة للتوثيـق• غير أننا مع الفكـرة - فكرة تقديم المعلومات بالمقابل - وذلك لكونها تعتبر جانباً محسنًا لمردودية الخدمة، لأن كل ما هو بمقابل يصبح مثمناً(9)•1 • 2 • الأرصــدة الورقيــة : زوال أم بـقاء؟مع التحول الذي يشهده العالم المتقدم وانتقاله من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات، ظهرت حتمية التحكم في إنتاج المعلومات، ومعالجتها، ومحاولة الاستفادة منها• فوقفت المكتبات بشتى أنواعها والجامعية منها خصوصا عاجزة عن توفير كل ما ينشر في اختصاصات الباحثين والإلمام بمستجدات بحوثهم العلمية• ومع ظهور تكنولوجيا البث والاتصال، استخدمت طريقة البحث على الخط المباشر• وبظهور الوسائط الضوئية، والمغناطيسية، والإلكترونية، فقد استخدمت تقنيات حديثة في المعالجة وبث المعلومات، ناهيك عن توفيرها للصورة والصوت(10)•ومما لا شك فيه أن هذه الثورة في المعلومات قد بدأت تهدد الأرصدة الورقية أو المطبوعة، حيث أصبحت لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من الإنتاج الفكري المنشور، وذلك نظراً لما توفره من سرعة في الحصول على المعلومات بأدق الكيفيات وبأقل التكـاليف• ويقـول النقاد أن ثورة المعلومات سوف لن تلغي المكتوب و إنما تغير في شكله، فالناس لن تقرأ جريدة مصنوعة من الورق، ولا كتاباً ولا قاموساً مصنوعاً من الورق، بعدما أصبح كل ذلك عبارة عن صفحات إلكترونية تقرأ على الشاشة بفضل تقنيات الكمبيوتر والأقراص المضغوطة(11)•وفي هذا الصدد يقول وانويندوب كريستيان، عضو في جمعية الحدود الإلكترونية : "إن النصوص الموجهة للقراءات الجارية ستكون على وسائط رقمية كما هو الحال في البريد الإلكتروني ونشاطات القراءة على صفحات الويب (WEB)، والكتاب الإلكتروني سيعجل في التغيير من الورقي إلى الرقمي وبخاصة الكتب الرقمية، وبدون شك فإن حصة الورق في نشاطاتنا القرائية اليومية ستنخفض عما كانت عليه بالأمس، كما حدث للكوديكس (codex) الذي حل محل لفافة الورق، التي بدورها حلت محل اللوائح الطينية، فالكوديكس الرقمي حلّ محل الكوديكس الورقي"(12)•وتكفل لنا التطورات الهائلة في علوم الحاسوب وتقنيات الاتصال القدرة على تصور نظام عالمي نرى فيه تنفيذ تقارير البحوث، ونشرها، وبثها، والإفادة منها في جو إلكتروني خالص، ولن تكون هناك حاجة للورق في هذا المجتمع(13)• وعليه فنحن الآن في مرحلة انتقالية من حلقة التطور الطبيعي من الطباعة إلى الورق إلى الإلكترونيات• مع هذا يجب أن لا نخدع أنفسنا• فلحد الآن لم تصبح شبكات الكتب الإلكترونية شعبية، ولن تصبح كذلك قبل إدخال تحسينات على تكنولوجيا الشاشات• فالقراءة على الشاشة حاليا أبطأ بنسبة %20 إلى %30، وأقل درجة بكثير مقارنة بقراءة المواد المطبوعة بسبب الوميض وذبذبة الصورة ومشاكل أخرى(14)، مما جعل الكتاب الوعاء الأساسي بين أوعية المعلومات الأخرى، والدليل على ذلك أن جميع التنبؤات السابقة بقرب نهاية الكتاب أمام الأوعية الجديدة المنافسة باءت بالفشل•ويؤكد الأستاذ الدكتور شعبان عبد العزيز خليفة بقاء واستمرارية الكتاب الورقي، حيث ينسب السيادة الكاملة له على مستوى العالم، ويقول في كتابه "المصغرات في المكتبات ومراكز المعلومات": "إن ما تنشره المطابع سنويا يزيد عن 600 ألف كتاب وحوالي 10 آلاف نسخة• أما عن الدوريات فيقدر المطبوع منها بنصف مليون دورية، بعدد نسخ يفوق 02 مليار نسخة، هذا خلاف الأوعية الورقية الأخرى ••• ولنا أن نتصور ضخامة ما ينشر ورقيا، حيث أن كمية الورق المستخدمة سنويا لو وضعت على شكل لفافة لأمكن تغليف الكرة الأرضية سبع مرات في العام الواحد" (15)•ومنه يبقى كل من الوعاء الورقي والأوعية الإلكترونية تعمل لهدف واحد، وهو تخزين المعلومات وحفظها، فهي بذلك متكاملة رغم اختلافها المادي الذي لا يؤثر في أهمية المعلومات مهما كان وعاؤها، زيادة على أن الكتاب الورقي وسيط مألوف، وأداة مناسبة سهلة الحمل لاسترجاع المعلومات والانتقال إلى أي مكان، وهذا ما لا يحققه الحاسوب الذي تتزايد استعمالاته يوما بعد يوم في عصر طغت فيه المادة على كل ما هو روحي•وفي سؤال طُرح على أفراد العينة حول بقاء الأرصدة المطبوعة أو زوالها في ظل تعاملهم مع التكنولوجيا الحديثة للمعلومات التي يفرضها مجتمع المعلومات القائم أساساً على الحاسبات الآلية وشبكات الاتصال، فكانت إجابتهم سلبية بـ : (لا) وذلك بنسبة %86.36، مقابل %12.12 فقط ممن يتعاملون معها• ويعود ذلك إلى سرعة الوصول إلى المعلومات، التي احتلت النسبة الأكبر بـ%79.34، إذ يكفي الضغط على زر الحاسب الآلي لنحصل بعد ذلك على المعلومات المطلوبة• كما يرجعون ذلك أيضاً إلى قلة التكاليف وتدفق المعلومات التي كانت نسبتاهما %27.67 و%26.67 على التوالي، فهي توفر خدمات معلومات لا تعد ولا تحصى، وفي جميع المجالات والتخصصات، فضلا عن كونها معلومات حديثة وآنية تحيط المستفيد بكل المستجدات• أما من أجابوا بـ : (لا) فقد احتلوا النسبة الأكبر، ويعود ذلك لإيمانهم بأن الأوعية الورقية هي المصدر الأساسي الذي يعتمد عليه الأستاذ الباحث عند شروعه في البحث عن المعلومات• كما أن التعامل مع الحاسوب والمصادر الإلكترونية يتطلب إمكانيات مادية ومهارات بشرية، إضافة لعدم توفر مكتباتنا الجامعية على الإمكانيات اللازمة لتوفيرها، وهذا دليل على أن المكتبة الجامعية العربية لا تزال بعيدة عما وصلت إليه المكتبات الجامعية في الدول المتطورة، والتي تعتبر عنصراً فعالاً في مجتمع المعلومات• 1 • 3 • المعلومات : من الخدمة الخالصة إلى التجارةلقد أدت الظروف الاقتصادية التي عمت معظم أنحاء العالم في نهاية القرن العشرين، إلى إعادة النظر في أسس تقديم خدمات المعلومات، إذ وجدت مرافق المعلومات نفسها مضطرة إلى تغطية جزء من نفقاتها، كما أدى التوسع في الاعتماد على تقنيات المعلومات إلى تغذية هذا الاتجاه، كذلك أدى توفر أجهزة الاستنساخ وارتفاع كفاءتها وبساطة التعامل معها إلى التوسع في خدمات التصوير• وقد أدى ذلك بدوره إلى الإضرار بحقوق الناشرين، ومن ثمة حرص المكتبات على تعويضهم• ومن هنا بدأ التفكير في فرض رسوم مقابل ما يقدم إلى المستفيد من خدمات• وكانت البداية بخدمات التصوير• بهدف ترشيد الإفادة منها وتعويض الناشرين، ثم امتدت إلى الأنواع الأخرى من الخدمات كالترجمة واسترجاع المعلومات(16)• وقد أدى هذا التوسع إلى تحول المعلومات من خدمة خالصة إلى الصناعة، أي من المعلومات باعتبارها أحد الحقوق الأساسية للإنسان، إلى المعلومات باعتبارها مجالا للاستثمار•ويحذر البعض من مخاطر هذا الاتجاه الجديد -من بينهم IFLA- الذي يعتبر ويقر بمبدأ المعلومات كسلعة، فوضعت الأسعار، وأصبحت هذه الأسعار تتحكم فيها قوانين وقواعد السوق التجارية، وأصبح لها ما يعرف بسوق المعلومات (information market)• كما أنها ترى فيه تهديداً لمقومات المجتمع القائم على أساس مبدأ الديمقراطية والمساواة في الحصول على خدمات المعلومات، وذلك لأنه يشكل عائقا في سبيل التدفق الحر للمعلومات• وهذا ما ساعد على توسيع الهوة يوما بعد آخر بين من يستطيع ومن لا يستطيع الحصول على المعلومات، اعتمادا على تقنيات الاتصالات عن بعد -خاصة-، بين من نطلق عليهم الأغنياء والفقراء للمعلومات (Rich information, Poor information)، أو ما يطلق عليهم (Have - Have not)، وبروز نخبة جديدة وهي نخبة المعلومات، والتي تتكون من القادرين على تحمل تكلفة المعلومات(17)•وقد يتعجب البعض إذا ما علم بأن هذه التحذيرات تصدر في مجتمع متقدم يتمتع كما يقولون بتخمة المعلومات، مجتمع يتمتع فيه المستفيدون من المعلومات بموارد وإمكانات تعينهم على مسايرة هذا الاتجاه بشكل أو بآخر• فما بالنا بما يمكن أن يصدر في مجتمعات متخلفة تعاني فاقة الفقر، إذا ما لاح في الأفق الاتجاه نحو تجارة المعلومات• وإذا كنا عاجزين عن مقاومة تيار الاتجاه نحو تجارة المعلومات، فإن خطانا في هذا الاتجاه تتسم بالتريث، وذلك للأسباب التالية :1• حاجة المجتمعات التي تعاني فاقة المعلومات إلى الجهود الرامية إلى تقوية أواصر تآلفها مع خدمات المعلومات وأوعية المعلومات•2• انخفاض مستوى الدخل وانعكاساته السلبية على مسايرة الاتجاه نحو تجارة المعلومات•3• غياب الدعم المادي المناسب لمجهود البحث والتطوير•4• يمكن لتحول المعلومات إلى تجارة أن تكون له نتائجه المدمرة في بعض المجالات الحيوية كالطب والزراعة والتعليم(18)•وعلى هذا الأساس يُجمع جل مسؤولي مكتباتنا الجامعية العربية على تقديم خدمات المعلومات مجانا،ً لأهداف علمية محضة، دون أي حواجز أو تعقيدات• فإمكانيات المستفيد الآن سواء كان طالباً أم أستاذاً تحول دون إرهاقه بنفقات جديدة، أما في مجال المقابل فيمكن ذلك إذا ما استثمرت الأموال لهدف علمي بحت، وكان هناك قانون يسمح بذلك مع توفر التخطيط والتنظيم(19)•1 • 4 • المـهـنــة المـكتبيـــة : إلـى أيـــــن ؟إثر التطورات الجارية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطور خدمات المكتبات ومراكز المعلومات، ومجاراتها للبيئة التكنولوجية الحديثة، باستحداث نظم وشبكات معلومات وآليات عمل جديدة للتحكم وتحقيق السيطرة في ميدان تجميع وتخزين، وتحليل، وبث المعلومات، وتعزيز سبل وقنوات الاتصال مع مختلف فئات المجتمع، وكذا دخول مجتمعات المعلومات(20)، قد غُيّرت النظرة إلى أمناء المكتبات، والعاملين في مراكز المعلومات• فاخصائيـو المعلومات، مدراء المعلومات وأمناء المعلومات (cyber-documentalistes, cyber-thécaires) وسواها من التسميات الأخرى، تدل على التغيير الواضح في مهنة المكتبيين، وضخامة الدور الذي ينهضون به في عصر المعلومـات أو عصر النظم البارعة في انتقال المعلومات، فلم يعد أمين المكتبة أو المكتبي مجرد حارس للكتاب أو المكتبة، أو مجرد حلقة وسيطة بين الكتاب وقارئه• ولم تعد مهمته الأساسية تتركز على اختيار المواد ثم التنظيم الفكري لها، ثم تقديم أشكال متعددة من خدمة بحث الإنتاج الفكري وخدمات الإجابة على الأسئلة المعتمدة هذه المواد• بل أصبحت الوظائف الأساسية التي ينجزها أخصائيو المعلومات تتمثل في تحديد المعلومات المطلوبة، وتقديم الإجابات الدقيقة للباحثين وكذا الطلبة باستخدام وسائل الاتصال المتداخلة كالإنترنيت (Internet)، والبحث في قواعد البيانات وشبكات المعلومات، وإحاطة المستفيد علما بالجديد في مجال اهتمامه، أو الاتصال بفهارس المكتبات وغير ذلك من الخدمات(21)• ولأخصائيي المعلومات مواصفات شخصية يستلزم التحلي بها نذكر منها :آ- القدرة على التفكير التحليلي•ب- القدرة على كتابة التقارير المهنية ومهارات عرض المعلومات بكفاءة عالية•جـ- مهارات إدارة الوقت وإمكانية العمل تحت ضغط ما، سواء كان هذا الضغط حجم العمل أم ضيق الوقت أو بعض الضغوط النفسية•د- الثقة والقدرة على التنافس في استخدام تكنولوجيا المعلومات•هـ- القدرة على العمل بإيجابية من خلال مجموعات العمل، وذلك يعني البعد عن السلبية والانتقال إلى مرحلة المشاركة بفاعلية أكبر تأثيراً في العمل اليومي(22)•انطلاقا ًمن هذه المواصفات ندرك ذلك المستوى المتقدم والمطلوب إحرازه من خلال المواصفات الشخصية لأمين المكتبة أو أخصائي المعلومات بوجه عام•وأمين المراجع مستقبلاً سيكون مترجماً ومحللاً أكثر من كونه مرشداً، وهو مطالب أن يحدد بدقة احتياجات الباحثين والدارسين واهتماماتهم الموضوعية، ومساعدتهم في صياغة استراتيجيات البحث، بدلا ًمن إرسالهم إلى الفهارس البطاقية والأدوات الببليوغرافية الأخرى، من خلال إجراء مقابلات، وفتح قنوات الحوار البناء، للتعرف على عناصر السؤال أو المشكلة موضوع البحث(23)•ولكي تتحقق هذه المهام والإنجازات للمكتبي، من الضروري له ملاحقة التطورات الجارية في مهنة المكتبات والمعلومات، والاتجاهات المعاصرة في أساليب الخدمة المرجعية، لتطوير ورفع كفاءة العمل• ومكتبي المستقبل أو أخصائي المعلومات ينبغي أن ينظر إلى عالم المعلومات على أنه المكتبة والحاسوب، وملفات البيانات، والقرص البصري، والمعرفة عبر مراصد المعلومات وشبكات المعلومات(24)•والمكتبة الجامعية قد تعتبر بشكل جاد وحقيقي مشكلة الدخول إلى مجتمع المعلومات المدخل الصحيح، عن طريق تأهيل وإعداد الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة على تنظيم وإدارة النظم وشبكات المعلومات• فالتطور والتغيير ليس في محتويات المقررات و تسمياتها فحسب، وإنما إلى جانب ذلك التحول الكبير في طرق التدريس وفي مناهج البحث• و بهذا الصدد يقول لانكستر (Lancaster): "إننا إذا لم نقم بهذا، فإن مهنة المكتبات سوف تزاح وتحل محلها مهن أخرى أكثر حركة وفعالية، والمكتبة المعروفة لنا اليوم سوف تموت، ولكن المهنة يجب أن لا تموت، ومستقبلها يعتمد علينا، ولذلك لا بد أن نأمل بأن نرتفع لنكون على مستوى المشكلة والتحدي"(25)•وحول سؤال طرح على أفراد العينة المدروسة حول دور المكتبي في مجتمع المعلومات، ومدى استعداده للتكيف مع متطلبات هذا المجتمع، تضاربت الآراء واختلفت• فمنهم من يقول أن مكتبي المستقبل سيكون أخصائي معلومات ووسيط معلومات، وذلك بنسب متقاربة %51.94 و%50.65 على التوالي، تبعا لما تفرضه متطلبات مجتمع المعلومات على المكتبي من تعامل مع الحاسبات الإلكترونية، وقواعد البيانات، والأقراص الليزرية، وكذا الاتصال مع المستفيدين ومساعدتهم في استراتيجيات البحث، والتعامل مع التقنيات المتطورة، وخلق قواعد بيانات• أما من أجابوا بأن المكتبي ليس له دور في مجتمع المعلومات، والذين بلغت نسبتهم %6.49، فنحن كمكتبيين نقول لهم بأن الحاسب الآلي لا يمكن أن يقوم مقام أخصائي معلومات مقتدر مسلح بالمعرفة والإمكانات الفكرية، والقدرة على التحاور والتحليل، فالإتاحة لا تعني فقط تحديد موقع وجود المعلومات، إنها تعني الأفكار المترابطة والكيفية التي تصل بها إلى المستفيد كأفكار ناضجة• فالحاسبات لا تفكر كما هو الحال لدى أخصائي المعلومات، والبرامج الذكية تقدم لنا الأسلوب أو الطريقة التي يمكن بواسطتها أن نحل مشكلة ما• إنها مجرد حلول مبرمجة وليست ابتكارات أو مبادرات شخصية• إن خلق خدمات المعلومات وابتكارها هي من صنع أخصائي المعلومات•دور المكتبي في مكتبة مجتمع المعلومات•2 • المـكتبـة الجـامـعيــة عـشيــة مجـتمـع مـا بعد المعـلومـات :نعيش اليوم مجتمع المعلومات، هذا المجتمع الذي ظهر أول الأمر في الدول المتقدمة، والذي يعتمد أساساً على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري، وكسلعة تجارية، كخدمة وكمصدر للدخل القومي، وكمجال للقوى العاملة• والمكتبة الجامعية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المجتمع وتؤثر فيه، فقد تأثرت بمطالب هذا المجتمع، ومن التأثيرات التي نلاحظها التحول في شكل المكتبة الجامعية العربية من مكتبة تقليدية إلى مكتبة حديثة• فظهور التقنية الحديثة من حواسيب وأجهزة اتصال متطورة ومختلفة يحتّم ويوجب على المكتبة الجامعية تبديل نظامها كلية، وإدخال التقنية على جميع أعمالها ومصالحها الفنية والإدارية، وذلك من أجل التحكم أكثر في المعلومات وتحسين الخدمات، وكذا التكيف والتعامل مع هذا المجتمع الإلكتروني• وسيؤدي هذا إلى زيادة أهمية المكتبيين الذين أصبحوا يعرفون بما يسمى بأخصائيي المعلومات• كما أن اتجاهاتها نحو تقديم خدمات بمقابل قد غيّر من الوظيفة الأساسية لها باعتبارها وحدة علمية، إلى الاستثمار في مجال المعلومات والتعامل معها كسلعة تخضع لقوانين السوق التجارية من عرض وطلب•كانت هذه وضعية المكتبة الجامعية العربية عشية مجتمع ما بعد المعلومات، فكيف ستكون في صباح الغد التالي في مجتمع يرتكز على ركائز جديدة ويتطلب مطالب جديدة؟2 • 1 • دوافــع الانتقــال مـن مجـتمـع المعـلومـات إلـى مجـتمـع التكنولوجـيا الرقميـةتعتمد المكتبة الجامعية أساساً في مجتمع المعلومات على آخر اختراعات وابتكارات تكنولوجيا المعلومات، من حاسبات آلية، وشبكات اتصال فائقة السرعة في نقل المعلومات وإتاحتها للمستفيدين، وكذا في تأمينها الدخول الحر للمعلومات بدون عوائق، واعتمادها على النشر الإلكتروني ومصادر المعلومات الإلكترونية، مما جعل هذه المعلومات تتعرض لمخاطر السرقة والانتحال، وكذا الطبع أو التوزيع غير المرخص، ونشر الفيروسات، وتخريب برامج الحواسيب وأنظمتها• ومن أبرز هذه المخاطر : ضعف حماية المعلومات، غياب حقوق المؤلف، القرصنة و غياب التشريعات القانونية، هذا ما سنوضحه لاحقا•وقد أدت هذه المخاطر والنقائص التي تعاني منها المكتبات الجامعية في ظل مجتمع المعلومات إلى ضرورة التفكير في تطوير مظاهر المعلوماتية من تخزين، واتصالات عالمية عالية، محاولة بذلك الالتحاق بركب التكنولوجيا الرقمية•2 • 1 • 1 • ضـعـف حـمـايــة المـعــلومــات :تتعرض المعلومات في هذه الأيام لأخطار بلغت قدراً لم تعرفه قط من قبل، فعندما تكون المعلومات مجرد وثائق مطبوعة يسهل توفير الأمن لها، وكل ما يحتاج إليه المرء هو أن يضعها في خزانة حديدية فيمنع الوصول إليها• وحتى عندما ظهرت وحدات المعالجة الرئيسية (main frames) كان توفير الأمن قضية غير صعبة لأن النظام الحاسوبي المركزي يحتوي إجراءات تتيح توفير الأمن(26)•ولكن في هذه الأيام، صارت المعالجة الكمبيوترية منتشرة على الشبكات في جميع أنحاء العالم، فالشبكات تطورت بفضل الانتشار الواسع للكمبيوتر الشخصي، وهكذا صار ينبغي إعادة النظر في حماية المعلومات بسبب تعقد الأنظمة، والتغييرات السريعة التي يفرضها تسارع العمل في الشبكات(27)•ولقد أدت الزيادة الهائلة في انتشار نظم الحواسيب الشخصية، واعتمادها على نظم وشبكات المعلومات فائقة السرعة، إلى تعرضها للاختراق أو التجسس، فلقد أضحت أجهزة هذه النظم كنزاً غير مصان يثير شهية هواة اختراق الشبكات وسرقة المعلومات التي تحتويها، خاصة مع توافر تسهيلات ربطها ببعضها عبر الشبكات فائقة السرعة كالإنترنيت(28)•ويشير الأستاذ الباحث إلى أن أهم خطر يواجهه في مجتمع المعلومات هو ضعف حماية المعلومات، بنسبة تقدر بـ : %44.52، وذلك راجع إلى عدم توفر تقنيات توفر الحماية الكافية لها من الاختراق والتجسس• انعكاسات مجتمع المعلومات على المكتبة الجامعية•فحماية المعلومات يجب أن تكون دائمة سواء كان ذلك عند التخزين أو عند إرسال البيانات، وهناك العديد من المحاولات التكنولوجية لحل مشكلة ضعف حماية المعلومات مثل "جدران النار" (firewall) التي تهدف إلى إبعاد المعلومات الشخصية أو الشبكة عن متناول المتطفلين، فهو بمثابة حاجز تفتيش، أو أداة تتبع•2 • 1 • 2 • القرصنة :تعرّف القرصنة بأنها عملية النسخ غير القانوني لمعلومات يحميها قانون حماية الملكية الفكرية• والقرصنة هي من الأمور الخطيرة لأنها غير قانونية، كما أنها واسعة الانتشار، حيث انتشرت هذه الظاهرة في جميع دول العالم(29)، لأن الجميـع يريد الحصـول على المعلومـات المتاحـة أثنـاء عملية الاتصال سواء للمتاجرة بها، أو استخدامها لأغراض أخرى تكون مربحة•فلقد أصبح بإمكان قراصنة المعلومات الولوج إلى حواسيب البيت الأبيض ومركز بحوث الفضاء في أمريكا (NASA)، حيث يكفي وجود حاسوب وموديم (modem) لتنفيذ عملية القرصنة، كما أنه يستحيل على المركز معرفة كامل الطريق الذي تسلكه المعلومات من مرسلها إلى مستقبلها جيئة وذهابا، مما يجعل القرصنة بمأمن عن المراقبة والمتابعة•وتشكل الجامعات والشركات والمنظمات أهدافا مثالية لهذه القرصنة، فقد اضطرت إحدى الجامعات الأمريكية دفع فاتورة هاتف قدر بـ : 200.000 دولار أكثر من نصفها استخدمت لاتصالات مقرصنة(30)•وقد عبّر أفراد عينة الدراسة الميدانية عن تخوفهم من القرصنة بنسبة %37.43، الأمر الذي جعل الأساتذة الباحثون يحجمون عن عرض أعمالهم عبر شبكات الاتصال مخافة سرقتها أو التزوير فيها أو استغلالها لأغراض أخرى• وهذا ما يوضحه الشكل التوضيحي السابق (انعكاسات مجتمع المعلومات على المكتبة الجامعية)•ولحلّ مشكلة قرصنة المعلومات، كانت العديد من المحاولات التكنولوجية، كاستعمال تقنية الترميز، وتقنية جدار النار، وكذا تقنية تشفير المحتوى (Pretty Good Privacy)، والتي تعتبر محاولات لتأمين المعلومات في الشبكة(31)•2 • 1 • 3 • انـعــدام حـقــوق المــؤلـف :إن المشكلة التي نواجهها في مجتمع المعلومات، المجتمع الذي تكون فيه المعلومات أحد الموارد الأساسية، هو أن المعلومات لا تشبه أية موارد أخرى يجوز امتلاكها• فقضية حق النشر وإتاحة المعلومات لكل الأفراد تتعارض مع قضية حماية حقوق المؤلف أو الناشر، والمشكلة أن التكنولوجيا سهّلت من إعادة الطبع وسرقة المعلومات•فمن المخاوف التي تنتاب رجال الفكر والثقافة مسألة الملكية الفكرية، فبظهور الأساليب الحديثة ومنها سرعة تبادل المعلومات، أصبح بإمكان أي كان الحصول على نسخة من العمل نفسه عن بعد، في آلته الطابعة المتصلة بالكمبيوتر الذي يملكه، وذلك بالجودة نفسها التي عليها الأصل، وهذا كله بمجرد كبسة زر(32)• مما جعل أفراد عينة الدراسة يعبّرون عنها بـ : %24.25، حيث لا يمكن للأستاذ الباحث الثقة في المعلومات المتاحة، فبإمكان أي كان الحصول على نسخة من العمل واستخدامه باسمه وكأنه يمتلك الملكية الفكرية له• والشكل المذكور أعلاه يوضح ذلك (انعكاسات مجتمع المعلومات على المكتبة الجامعية)• ومن ثمة ولتفادي ذلك هناك بعض الحلول :آ- حلول تقنية : تصميم نظم إدارة حماية المؤلفات الإلكترونية، التي تهدف إلى وضع سبل الحماية للعمل من خلال وضع بصمات رقمية، أو شفرة معينة تمنع النسخ• لكن هذه الطرق قد تكون مكلفة•ب- حلول قانونية : من خلال التعاقد مع المنتج المستخدم الذي يحصل على تصريح باستخدام العمل نظير مبلغ معين يدفعه المنتج خلال مدة معينة(33)•وقد أضاف التطور السريع في تقانة الاستنساخ من صعوبة ممارسة مالكي حقوق النشر سيطرتهم على إعادة استنساخ وقرصنة أعمالهم، وزاد من صعوبة إمكانياتهم للحصول على تعويضات على قرصنة أعمالهم من المتلصصين، وزاد عليهـم الطين بلّة انتشار الإدراك الحسي لدى العامة بأن عمل نسخ للاستخدام الشخصي أو الخاص يعتبر فعلا قانونيا(34)•ويرى أعضاء في جمعية الحدود الأمريكية بكل بساطة أن الملكية الثقافية مغالطة تاريخية• فهل يعتبر هذا المجتمع الجديد مجتمعا يسلب حق المؤلف والمبدع والمفكر؟2 • 1 • 4 • غياب التـشريعات القانونية:مع التوسع في صناعات تكنولوجيا المعلومات، وانتشار تطبيقاتها في المجالات المختلفة، وتبادل المعلومات عبر الحدود، ظهرت الحاجة إلى وضع العديد من التنظيمات والتشريعات، ولوائح التوحيد القياسي• ومن أهم الجوانب التي يجب تغطيتها تشريعيا ًهي تلك المتعلقة بالملكية الفكرية، وحماية الأسرار الصناعية والتجارية، ومنع الممارسات التنافسية غير المشروعة(35)•وترى نسبة %28.41 من عينة الدراسة الميدانية أن المخاطر الناتجة عن القرصنة والاحتيال وإعادة الطبع ناتجة عن غياب التشريعات القانونية التي تحمي معلوماتهم• كما هو مبين بشكل جلي من خلال الرسم البياني السابق و المعنون (انعكاسات مجتمع المعلومات على المكتبة الجامعية)• ويرجع مشكل التشريعات إلى المعدل السريع لتقدم تكنولوجيا المعلومات، الذي تصعب عملية ملاحقته من قبل الجهات التنظيمية والتشريعية•وقد أعطت حرية التعبير والنشر عبر الشبكات فرصة لوجود صور تتنافى ومبادئ الدين الإسلامي وكذا ثقافتنا العربية• ويرجع هذا إلى انعدام التشريعات، واحترام مبدأ حرية التعبير عبر الشبكات• كما تتعرض المعلومات أثناء عملية إرسالها أو إتاحتها عبر الشبكات إلى مخاطر القرصنة والاحتيال، لذا وجب توفير التشريعات التي تحمي حقوق المؤلفين والناشرين، وتضمن التدفق الحرّ للمعلومات لكي تصل إلى من يحتاج إليها•وقد سعت الكثير من الدول المتقدمة إلى إصدار تشريعات بهدف حماية المستجدات المعلوماتية المعاصرة• ومن أهم هذه القوانين : قيام الولايات المتحدة الأمريكية عام 1993 بإصدار قانون يقضي بالسيطرة على حقوق النشر في المجال الإلكتروني، وإعطاء الحماية القانونية لهذه الأعمال، وقيامها كذلك بتضمين قوانينهم، قانون حق النشر، وتشجيع الحقوق الإبداعية في المجال التقني، حيث يمكن الحصول على حق النشر بشكل آلي بمجرد أن يصبح العمل مثبتا ًبشكل مادي، وبذلك لا يمكن لأحد أن ينسخ أو يوزع أو يعرض العمل دون سماح المالك بذلك(36)•3 • التكنولــوجـيا الرقمـيــة : حـتميــة داخــل المـكتبـات الجـامـعـيــةإن دخول المكتبات بصورة متزايدة في الخدمات الرقمية الوطنية والدولية أمر مطلوب وضروري، ويجب أخذه بعين الاعتبار أمام النقائص المسجلة في خدمات المعلومات المتاحة لدى مكتبات مجتمع المعلومات• ومنه كان من الضروري الانتقال بهذه المكتبة إلى مجتمع يحصن هذه المعلومات، فكان مجتمع التكنولوجيا الرقمية•وقد بدأت منذ عام 1998 تظهر تحالفات المستقبل الرقمي، وذلك مع ضرورة تسهيل وضع الأعمال العلمية في خدمة التطوير والبحث العلمي ط ط• وقد أدى استخدام تقنية الترقيم إلى بروز المكتبات الرقمية، التي تعتمد على كفاءة البرامج المستخدمة، وكفاءة المجموعات، كما توفر إمكانات تقديم خدمات مباشرة للمستفيدين الراغبين في استعمال أجهزة المكتبة وإمكاناتها بأنفسهم•وتعرّف المكتبة الرقمية بأنها مجموعة من أوعية المعلومات المحسّبة رقميا، والمرتبة بطريقة خاصة تلائم طريقة الاستخدام من خلال شبكات المعلومات التي تمكن من الوصول إلى المعلومات مهما بعدت المسافات، وتؤكد تجهيزات المكتبات الرقمية على تيسير تزويد المعلومات وبثها واستخدامها• وينبغي أن تؤدي المكتبة الرقمية الخدمات الأساسية التي تقدمها المكتبة التقليدية، وأن توظف في ذلك مزايا التخزين، والمعالجة الرقمية، والبحث، والاتصالات الرقمية• كما أنها تدعمها، أي الخدمات، بتوفير الأمن، والتحقق، ورقابة الملكية الفكرية•وفي سؤال طرح على أفراد عينة الدراسة حول ضرورة الانتقال بالمكتبات الجامعية العربية إلى مجتمع التكنولوجيا الرقمية، كانت الإجابة بالإيجاب بنسبة عالية قدرت بـ : %78.79؛ أما من رفض هذا الانتقال، فقد قدرت النسبة بـ : %19.70 وهي نسبة ضئيلة إذا ما قورنت بتلك التي أيّدت وقالت بأن الانتقال إلى مجتمع التكنولوجيا الرقمية هو مطلب ضروري، وذلك نظراً للنقائص والمخاطر التي تعتري خدمات المعلومات المقدمة في مجتمع المعلومات، مقارنة بمجتمع التكنولوجيا الرقمية الذي يوفر الحصانة والحماية للمعلومات، ويجعل الاتصال مؤسسا ومصانا كوحدة متكاملة عالية الجودة• كما توفر الاتصالات الرقمية عملية نقل المعلومات إلى مسافات بعيدة دون قيود أو حدود• كما أنه لا يؤدي إلى تشويش أو أية أخطاء محتملة، وكذا مقاومة التداخل في عمليتي الإرسال و الاستقبال عند نقل المعلومات• وتجدر الإشارة إلى أن نسبة عدم الإجابة قدرت بـ : %1.51•ضرورة الانتقال إلى المجتمع الرقمي•3 • 1 • التكنـولـوجـيا الرقمـيــة في خـدمـة المـكتبــاتإن جميع التقنيات التي كانت مستعملة لتحصين المعلومات من عمليات الوصول إليها، كاستخدام التشفير، باءت بالفشل نظراً لسهولة استخدامها طرق حل الشفرة، والتعرف على كلمات المرور (Passwords)، وذلك للوصول إلى مضامين المعلومات• لذا كان لا بد من إيجاد حل لهذه المشكلة، وذلك من خلال اكتشاف تقنية الترقيم• وقد ظهرت هذه الأخيرة بظهور التكنولوجيا الرقمية المطبقة داخل شبكات الاتصال، وعلى مدى واسع• فهي تمكّن من ترميز الملفات عن طريق أرقام محددة، وكل رقم له مدلوله ومفهومه لدى المرسل والمستقبل• وهذه العملية معقدة التركيب، وتتطلب استخدام تكنولوجيات ذات قدرات عالية•وستكون خدمات المكتبات التي تعتمد التكنولوجيا الرقمية في ظل مجتمع رقمي، ذات طابع خاص ومتطور، متسمة بالديناميكية والفعالية التي ستحقق، ولو جزئياً عملية إتاحة المعلومات لمن يريدونها دون قيد أو شرط• وذلك من خلال أجهزة الاتصال المختلفة في إطار الاتصال العالمي، بهدف تدعيم عمليات البحث والتعليم وخدمة المجتمع• وقد استخدمت هذه التكنولوجيا الحديثة في المكتبات الجامعية لبعض الدول المتطورة، لما توفره من خصائص ومميزات نذكر منها : عقلنة استغلال الحيز المكاني، إمكانية الوصول المباشر للمعلومات، ضمان خدمات معلومات موضوعية وآمنة، تحسين المردودية وتطوير الأداء، كما سنوضحه من خلال العناصر الموالية :3 • 1 • 1 • عـقـلـنــة اسـتـغـلال الحـيـز المـكـانــي :إن مضغوطية البيانات الرقمية تفسح المجال لتجميع الأعمال بدلا من التفكير في طباعتها، وسنرى محتويات مكتبات كاملة مخزنة على قرص صغير بصيغة رقمية• وأصبح شائعاً أن مؤسسات المعلومات تخزن معلوماتها على أقراص ممغنطة بدلا من الملفات الورقية التي تكون عرضة للتلف، كما أن الأوساط الرقمية لا تحتاج إلى مساحات تخزين كبيرة(37)•وفي سؤال طرح على أفراد عينة الدراسة الميدانية حول الإيجابيات التي يقدمها استخدام التكنولوجيا الرقمية في المكتبات الرقمية، احتلت عقلنة استغلال الحيز المكاني نسبة تقدر بـ : %31.14. •دوافع الانتقال إلى المجتمع الرقمي•لقد مكّن الاتصال الرقمي عبر شبكات المعلومات الرقمية من اختزال الحيز المكاني داخل المكتبات الجامعية، فلم يعد هناك ما يعرف بوسائط المعلومات الورقية، الرفوف، الجدران، المباني، والميزانية التي تنجر عن ذلك• إذ تمت عملية الانتقال بالمكتبة الجامعية إلى مجتمع يتعامل رقميا، وأصبحت المكتبة لا تستلزم الحضور البدني للمستفيدين، والجوانب المادية المكونة لها، حيث وفرت شبكات الاتصال الرقمي للمستفيد المعلومات التي يحتاجها من المكتبات دونما حاجة إلى الفهارس البطاقية• كما أصبحت المجموعات منظمة في شكل قوائم، لا تحتاج من المستفيد سوى لمسة(38)، وأصبحت الفهارس تتاح على الشبكات المحلية، الوطنية، الإقليمية والدولية• كما أن هذه المكتبات لم تعد بحاجة إلى بنوك الإعارة والمخازن لحفظ مختلف الأوعية الفكرية، فمكنت بذلك المستفيد من الوصول إلى المعلومات مباشرة من مصادرها المنتشرة عبر المكتبات، ومراكز وبنوك وقواعد المعلومات في كافة أنحاء العالم، وفي وقت قصير••2.1.3 إمـكـانيـة الوصــول المـبـاشــر إلـى المـعلومــات :إن استعمال تكنولوجيا الاتصالات الرقمية قد قلص من الوقت الذي تمر من خلاله المعلومات، من إنتاجها إلى الاستفادة منها، إضافة إلى تقليصها لوقت الوصول إلى المعلومات• فقد مكنت المستفيد من الحصول على ما يريده من معلومات في زمن قياسي يمكن عدّه بالثواني، إن لم نقل عدّه بأجزاء بالمائة من الثانية، وأصبح المستفيد في عالم لا تقيده الحواجز الجغرافية والسياسية والزمنية• فأضحى العالم بمثابة قرية إلكترونية يمكن التواصل فيما بين عناصر أفرادها، وتبادل المعلومات بين جميع الشعوب والأمم•كما مكنت شبكات الاتصالات الرقمية المستفيد من الوصول المباشر إلى الأوعية الفكرية المختلفة، مع إمكانية تصفح محتوياتها في الوقت نفسه، والبحث فيها بسهولة ويُسر، وذلك من خلال الاتصال ببنوك المعلومات والمكتبات الموصلة بالبحث المباشر في جميع أنحاء العالم، والتي تتيح الوصول المباشر إلى مقالات الدوريات، الرسائل الجامعية، المنشورات ••• وغير ذلك من مختلف الأوعية الفكرية•وقد عبّر أفراد عينة الدراسة الميدانية على هذه الميزة أو الخاصة بنسبة %35.48، لما توفره من إمكانية التجول عبر أرصدة مختلف المكتبات، والبلوغ المباشر والسريع لها دونما حاجة للذهاب إليها والحضور فيها بدنيا، ودونما جهد وعناء، حيث تصبح النشاطات وظيفة استكشافية للشبكات خلال رحلة البحث عن وحدات المعلومات المناسبة للمستفيدين•3 • 1 • 3 • ضـمــان خـدمــات مـوضـوعـيــة وآمـنــة :لقد وفّر استخدام التكنولوجيا الرقمية تقديم خدمات معلومات موضوعية بعيدة كل البعد عن العواطف، كما أنها تقدم معلومات شاملة تغطي الموضوع من مختلف جوانبه• كما يسمح النظام الرقمي بنقل المعلومات والبيانات في شكل نصوص، صور، أصوات و رسوم، وذلك بقدر عال من الدقة• وتتم كل أشكال الاتصـالات عن طريق استخـدام الإشارات الرقمية، كما يمكن أن تنقل الشبكة الرقمية العديد من المحادثات أو الأصوات المركبة، وذلك في آن واحد•كما يتسم نظام الاتصال الرقمي بتحقيق قدر عال من تأمين الاتصال (Security)، حيث سبق استخدام نظم الاتصال الرقمي للأغراض العسكرية ونقل البيانات السرية للحكومات، قبل أن يصبح هذا النوع من الاتصال متاحا على المستوى التجاري• كذلك يستخدم الاتصال الرقمي في شبكات بنوك المعلومات والنقل الإلكتروني للبيانات، ونقل المعلومات الحساسة التي تتسم بدرجة عالية من السرية•كما أنها توفر الحماية للمعلومات من الانتحال أو التغيير باستخدام تقنيات معينة كالعلامة المائية المرئية(Digital Watermark)(39)•مما جعل نسبة %38.39، وهي النسبة الأكبر من أفراد عينة الدراسة الميدانية، ترى بأن توفير خدمات موضوعية وآمنة هي أهم صفة تتحلى بها التكنولوجيا الرقمية، نظرا ًلما تتعرض له المعلومات من القرصنة الناتجة عن غياب التشريعات، وغياب الملكية الفكرية، إضافة إلى نشر الفيروسات المخرّبة لبرامج الحواسيب، مما أدى إلى مخافة استعمالها في إعداد البحوث العلمية كونها معلومات غير آمنة مائة بالمائة• 3 • 1 • 4 • تـحـسيــن المـردوديــة و تطـويـر الأداء :تكمن قوة الاتصال الرقمي وفعاليته من خلال عدة أبعاد نذكر منها : مقاومة التشويش، مقاومة التداخل في عمليتي الإرسال و الاستقبال، تصحيح الأخطاء إلكترونيا، والحفاظ على قوة الإشارة، وذلك على طول خط الاتصال بين المرسل والمستقبل• كما أنها تقوم بتطبيقات مختلفة : نص، صورة، صوت•كما تتسم الشبكة الرقمية بالمرونة (Flexibility)، حيث تخضع النظم الرقمية عادة للتحكم من جانب البرمجيات الإلكترونية (Software)، مما يسمح بتحقيق قدر عال من جودة الاستخدام(40)•وقد عبّر أفراد العينة المبحوثة على هذه الخاصية بنسبة %36.94، نظرا لما توفره المكتبات الرقمية من كفاءات في البرامج المستخدمة، وكفاءات المجموعات، وكذا جودة المعلومات المقدمة من حيث كونها معلومات فورية وواضحة•الخــاتمـــــةمن خلال بحثنا يظهر أن المكتبة الجامعية العربية تسير بخطى بطيئة وغير مضبوطة نحو التفاعل مع هذا المجتمع الجديد• فالتشاؤم وعدم الثقة بالنفس لدى بعض المسؤولين تقف حاجزا ًيحول دون اتخاذ أية إجراءات تطبيقية، لذلك يجب كسر هذا الحاجز النفسي والسعي لاستغلال الطاقات الكامنة للمكتبة الجامعية، وتدريب الإطار البشري لمواكبة متطلبات هذا المجتمع• ونحاول من خلال النقاط التالية تقديم بعض المقترحات مساهمة منا في الوقوف عند أهم الآليات التي إذا ما تم استغلالها الاستغلال الأمثل، ستتجاوز مكتباتنا الجامعية الكثير من العراقيل، فتقوم بتأدية خدماتها على أكمل وجه :- استغلال الإمكانيات المتوفرة حاليا، وتدعيمها بوسائل أكثر فعالية وتعميمها على جميع المصالح والهياكل التنظيمية بالمكتبة الجامعية العربية•- تطبيق الإدارة العلمية لتوجيه الأعمال والخدمات نحو الأفضل، وذلك لبناء استراتيجية عمل مضبوطة لمراقبة ومتابعة تحقيق الأهداف المرجوة بعيداً عن الانعزالية والارتجالية في العمل•- السعي لتجاوز المشاكل والعوائق التي تحول دون تعميم الأنظمة الوطنية للمعلومات، وذلك بالعمل على تحضير أرصدتها وتنظيمها لتسهيل تطبيق النظام لجعله يتماشى ومتطلبات العصر•- توحيد وإرساء قواعد التعاون بمكتباتنا الجامعية، التي تملك أرصدة هامة تبقى دائماً حكراً على مؤسسة دون الأخرى، لذلك وجب ترسيخ مبدأ تشاطر المعلومات والخبرات في ظل شبكة عربية•- محاولة إعطاء الصورة المطلوبة لهيكل المكتبة الجامعية بالداخل والخارج، وذلك بتكييف النشاطات العلمية والثقافية، توسيع وتنويع خدماتها، إثراء مواقعها بالإنترنيت بصفحات معلوماتية تتضمن برامج وأعمالا تهدف للمساهمة في إنتاج المعلومات وتحسين المردود وترويجه•- اتباع خطة تسويقية مضبوطة ومحكمة لضمان رواج خدماتها في أوساط مستفيديها، وتوسيع دائرة اهتماماتها بتوظيف خبرات باحثي علم الاجتماع والاقتصاد كونهم أكثر تحكماً في هذا المجال وأدرى بآليات ومتطلبات السوق•- الاهتمام بالعنصر البشري المتمثل في أخصائي المعلومات، وتكوينه تكويناً أكاديمياً يمكنه من التعامل مع متطلبات مجتمع المعلومات•إنها جملة من التوصيات والمقترحات، يجب أن تتعامل معها المكتبة الجامعية لضمان المكانة اللائقة والفعالة لها ضمن مجتمع المعلومات، وإلا فسيكون مصيرها مستودعاً للمعلومات يتجاوزه الزمن، ومقعداً من مقاعد المستهلكين القانعين•وأملنا كبير في أن نرى ما توصلنا إليه من نتائج وما اقترحناه يؤخذ بعين الاعتبار، ويتحقق في مجتمعنا حتى ندخل في زمرة مجتمعات المعلومات• إن قطار عصر المعلومات ومجتمع المعلومات بدأ المسير ولن يتوقف حتى يصل محطته، وطموحنا أن نكون فيه ركاباً لا مودّعين•قائمة المراجع:1- الصوفي، عبد اللطيف• المكتبات في مجتمع المعلومات• أيام دراسية حول تكنولوجيا الاتصال والجامعة الافتراضية، قالمة• 9-8 ماي 2001 •2- بدر، أحمد• مقدمة في المكتبات المتخصصة ومراكز المعلومات• القاهرة : المكتبة الأكاديمية، 1988. ص250 •3- معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ المكتبة المركزية• 22 ماي 2001. 10:004- فتحي عبد الهادي، محمد• المعلومات وتكنولوجيا المعلومات على أعقاب قرن جديد• القاهرة: مكتبة الدار العربية للكتاب• ص203 •5- بوشارب بولوداني، لزهر؛ سرسور، مفتاح• البحث عن المعلومات في ظل الواقع الافتراضي من خلال شبكة الانترنيت• مذكرة تخرج : علم المكتبات: قسنطينة، 2000 • ص136 •6- BERROUK, Saïd. La bibliothèque virtuelle. Journées d'études sur la technologie de la communication et l'université virtuelle. GUELMA, 8-9 Mai 2001.7- JACQUESSON, Alain. L'informatisation des bibliothèques : historique, stratégies et perspectives. Paris : Ed. du cercle de la librairie, 1995. p.339.8- فاضل السامرائي، إيمان• الاتجاهات الحديثة في الخدمات المرجعية• المجلة العربية للمعلومات، مج• 16، ع• 1، 1995 • ص• 73 •9- معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ كلية علوم الأرض والتهيئة العمرانية، 14 ماي 2001، 14:30•10- FONDIN, Hubert. Profession enseignant: rechercher et traiter l'information. Paris: Hachette, 1992. p49.11- لعقاب، محمد• الانترنيت وعصر ثورة المعلومات• الجزائر: دار هومة، 1999. ص.204.12- Interview avec Blaise ROSNEY. 09 Novembre 2000. http://www.ceveil.qc.ca.13- محمود الهوش، أبو بكر• تقنية المعلومات و مكتبة المستقبل• القاهرة: دار عصمى للنشر، 1996. ص• 174 •14- لعقاب، محمد• المرجع نفسه• ص • 104 •15- عبد الجواد شريف، محمد• التربية المكتبية بمراحل التعليم• القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2000 • ص• 13 •16- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم• استراتيجية التوثيق والمعلومات وخطة العمل المستقبلي• تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1998 • ص• 115 •17- فاضل السامرائي، إيمان• المرجع نفسه• ص• 82 •18- قاسم، حشمت• المعلومات و الأمية المعلوماتية في مجتمعنا المعاصر• الاتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات : كتاب سنوي• 1994. ع• 1 • ص•ص• 27-26 •19- معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ المكتبة المركزية• 22 ماي 2001، 10:00 •20- لازم المالكي، مجبل• المراجع : التطورات الحديثة في أساليب الخدمة المرجعية و اتجاهاتها• عمان : مؤسسة الوراق، 2000 • ص• 159 •21- المرجع نفسه• ص• 161 •22- فتحي عبد الهادي، محمد• تكنولوجيا المعلومات و وصول مجموعات المستفيدين إلى مصادر المعلومات• وقائع المؤتمر العربي الثامن للمعلومات• القاهرة• 12/14 ديسمبر 1997. القاهرة : الدار المصــرية اللبنانيــــة، 1997 • ص• 110 •23- لازم المالكي، مجبل• المرجع نفسه• ص• 160 •24- فتحي عبد الهادي، محمد• المكتبات والمعلومات : دراسات في الإعداد المهني والبيبليوغرافيا والمعلومات• القاهرة : مكتبة الدار العربية للكتاب، 1998 • ص• 235 •25- محمود الهوش، أبو بكر• المرجع نفسه• ص• 225 •26- لمسفر، يوسف• الشبكات المعلوماتية والجدران الواقية للنار• علوم وتكنولوجيا، ع• 3 ، 1998. ص.69.27- المرجع نفسه، ص• 27 •28- لصوفي، عبد اللطيف• المكتبات وحقوق التأليف الرقمية والنشر الإلكتروني• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، قسنطينة• 27-25 سبتمبر 1999. قسنطينة : جامعة منتوري، 2000. ص• 69 •29- عبد الوهاب الصباغ، عماد• علم المعلومات• عمان : مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع• ص.212.30- الصوفي، عبد اللطيف• حدث مجتمع المعلومات في الجزائر• مجلة المعلومات العلمية والتقنية، ع.1، 1998. ص.36.31- لعقاب، محمد• المرجع نفسه• ص.62.32- عبد الغني صبرة، بسام• تزويد المعلومات في العصر الإلكتروني: حماية حقوق المؤلف• نشرة المستخلصات، ع.10، 1998. ص•ص.85-84.33- عبد الغني صبرة، بسام• نظم إدارة حقوق المؤلف الإلكترونية: حلم، كابوس أم حقيقة؟• نشرة المستخلصات، ع.16، 1999. ص.82.34- الصوفي، عبد اللطيف• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية• المرجع نفسه• ص.30.35- نبيل، علي• المرجع نفسه• ص.237.36- زياد، فداء• تحديث القوانين في ضوء عصر المعلومات• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، قسنطينة• 27-25 سبتمبر 1999. قسنطينة : جامعة منتوري، 2000. ص.60.37- الصوفي، عبد اللطيف• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية• المرجع نفسه• ص.177.38- عبد الغني صبرة، بسام• المكتبات الرقمية• نشرة المستخلصات، ع.16، 1999. ص.90.39- زياد، فداء• المرجع نفسه• ص.63.40- مكاوي عماد، حسن• تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات• القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1997. ص.153.41- مكاوي عماد، حسن• المرجع نفسه، ص.150.أ الصوفي، عبد اللطيف• المكتبات في مجتمع المعلومات• أيام دراسية حول تكنولوجيا الاتصال والجامعة الافتراضية، قالمة• 9-8 ماي 2001.ب بدر، أحمد• مقدمة في المكتبات المتخصصة ومراكز المعلومات• القاهرة : المكتبة الأكاديمية، 1988. ص.250.ج معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ المكتبة المركزية• 22 ماي 2001. 10:00.د فتحي عبد الهادي، محمد• المعلومات وتكنولوجيا المعلومات على أعقاب قرن جديد• القاهرة : مكتبة الدار العربية للكتاب• ص.203.ه بوشارب بولوداني، لزهر؛ سرسور، مفتاح• البحث عن المعلومات في ظل الواقع الافتراضي من خلال شبكة الانترنيت• مذكرة تخرج : علم المكتبات: قسنطينة، 2000. ص.136.و BERROUK, Saïd• La bibliothèque virtuelle• Journées d'études sur la technologie de la communication et l'université virtuelle• GUELMA, 8-9 Mai 2001.ز JACQUESSON, Alain• L'informatisation des bibliothèques : historique, stratégies et perspectives• Paris : Ed• du cercle de la librairie, 1995. p•339•ح فاضل السامرائي، إيمان• الاتجاهات الحديثة في الخدمات المرجعية• المجلة العربية للمعلومات، مج.16، ع.1، 1995. ص.73.ط معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ كلية علوم الأرض والتهيئة العمرانية،14 ماي 2001، 14:30•ي FONDIN, Hubert• Profession enseignant : rechercher et traiter l'information• Paris : Hachette, 1992. p.49•ك لعقاب، محمد• الانترنيت وعصر ثورة المعلومات• الجزائر: دار هومة، 1999. ص.204.ل Interview avec Blaise ROSNEY• 09 Novembre 2000. http://www•ceveil•qc•ca•م محمود الهوش، أبو بكر• تقنية المعلومات و مكتبة المستقبل• القاهرة : دار عصمى للنشر، 1996. ص.174.ن لعقاب، محمد• المرجع نفسه• ص.104.س عبد الجواد شريف، محمد• التربية المكتبية بمراحل التعليم• القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2000. ص.13.ع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم• استراتيجية التوثيق والمعلومات وخطة العمل المستقبلي• تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1998. ص.115.ف فاضل السامرائي، إيمان• المرجع نفسه• ص.82.ص قاسم، حشمت• المعلومات و الأمية المعلوماتية في مجتمعنا المعاصر• الاتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات : كتاب سنوي• 1994. ع.1. ص•ص.27-26.ق معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ المكتبة المركزية• 22 ماي 2001، 10:00.ر لازم المالكي، مجبل• المراجع : التطورات الحديثة في أساليب الخدمة المرجعية و اتجاهاتها• عمان : مؤسسة الوراق، 2000. ص.159.ش المرجع نفسه• ص.161.ت فتحي عبد الهادي، محمد• تكنولوجيا المعلومات و وصول مجموعات المستفيدين إلى مصادر المعلومات• وقائع المؤتمر العربي الثامن للمعلومات• القاهرة• 12/14 ديسمبر 1997. القاهرة : الدار المصرية اللبنانية، 1997. ص.110.ث لازم المالكي، مجبل• المرجع نفسه• ص.160.خ فتحي عبد الهادي، محمد• المكتبات والمعلومات : دراسات في الإعداد المهني والبيبليوغرافيا والمعلومات• القاهرة : مكتبة الدار العربية للكتاب، 1998. ص.235.ذ محمود الهوش، أبو بكر• المرجع نفسه• ص.225.ض المسفر، يوسف•الشبكات المعلوماتية والجدران الواقية للنار• علوم وتكنولوجيا، ع.3، 1998. ص.69.غ المرجع نفسه، ص.70.ظ الصوفي، عبد اللطيف• المكتبات وحقوق التأليف الرقمية والنشر الإلكتروني• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، قسنطينة• 27-25 سبتمبر 1999. قسنطينة : جامعة منتوري، 2000. ص.69.أ أ عبد الوهاب الصباغ، عماد• علم المعلومات• عمان : مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع• ص.212.ب ب الصوفي، عبد اللطيف• حدث مجتمع المعلومات في الجزائر• مجلة المعلومات العلمية والتقنية، ع.1، 1998. ص.36.ج ج لعقاب، محمد• المرجع نفسه• ص.62.د د عبد الغني صبرة، بسام• تزويد المعلومات في العصر الإلكتروني: حماية حقوق المؤلف• نشرة المستخلصات، ع.10، 1998. ص•ص.85-84.ه ه عبد الغني صبرة، بسام• نظم إدارة حقوق المؤلف الإلكترونية: حلم، كابوس أم حقيقة؟• نشرة المستخلصات، ع.16، 1999. ص.82.و و الصوفي، عبد اللطيف• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية• المرجع نفسه• ص.30.ز ز نبيل، علي• المرجع نفسه• ص.237.ح ح زياد، فداء• تحديث القوانين في ضوء عصر المعلومات• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، قسنطينة• 27-25 سبتمبر 1999. قسنطينة : جامعة منتوري، 2000. ص.60.ط ط الصوفي، عبد اللطيف• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية• المرجع نفسه• ص177 •ي ي عبد الغني صبرة، بسام• المكتبات الرقمية• نشرة المستخلصات، ع.16، 1999. ص.90.ك ك زياد، فداء• المرجع نفسه• ص63 •ل ل مكاوي عماد، حسن• تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات• القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1997. ص.153.م م مكاوي عماد، حسن• المرجع نفسه، ص150 •

ليست هناك تعليقات: