الفصل الاول :
تعريف المكتبة المدرسية
اهدافها
اهميتها
المكتبة الشاملة
1. مفهوم المكتبة المدرسية School Library
لقد كان المفهوم السائد حول المكتبة المدرسية عبارة عن مستودع للكتب في زاوية بعيدة ومهجورة يأتي عليها حين من الدهر لا يلتفت إليها أحد، وكان ينظر لامين المكتبة بمثابة الحارس لمجموعة المكتبة من الفقد والضياع دون الأخذ في الاعتبار الخدمات الأخرى التي يجب أن يقدمها للمجتمع المدرسي من الطلاب والمدرسين والإداريين
ونتيجة للمستجدات التي حدثت في مجال المكتبات والمعلومات اهتز هذا المفهوم الخاطئ حول المكتبة المدرسية في ضوء التطورات المعاصرة وما شهدته الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية من تطورات ثورية خطيرة إزاء زحف التكنولوجيا الحديثة اليها بما لها من ثقل ووسائل مستحدثة وتفكير علمي خالص اطاح بالمفهوم التقليدي للمكتبة
واثرت الاتجاهات والمتغيرات التي صاحبت التطور العلمي والتكنولوجيا في كافة مجالات البحث العلمي تأثيرا ايجابيا على الاساليب والنظم التعليمية والتربوية وفي فلسفة التعليم، وكان لهذا التأثير انعكاساته على المكتبة المدرسية بوصفها القاعدة الاساسية ومحور التقاء برامج الانشطة التعليمية في كافة مستويات الدراسة التعليمية المختلفة - أحمد عبد الله العلي. المكتبة المدرسية والمنهج المدرسي: دراسة نظرية وميدانية.- القاهرة: مركز الكتاب للنشر، 1995، ص 71
ونظرا لعدم وجود تعريف محدد ومتفق عليه للمكتبة المدرسية فأننا نسوق هذه التعريفات خدمة لمفهوم المكتبة الحديث.
- المكتبة المدرسيةمكان يتمتع بالاحترام العميق يمكن ان يتصل فيه الفرد الراغب في بذل الجهد بالافكار التي سجلها الانسان عبر العصور بطريق مباشر، وهي المكان الوحيد في المدرسة الذي يمكن ان يعمل فيه الفرد بمفرده دون مساعدة الآخرين - حسني عبد الرحمن الشيمي. مقومات الدور التربوي للمكتبات المدرســـية: دراســة تطبيقية.- الرياض : دار المريخ،1986، مصدر سابق، ص 21
، وهي أول نوع من أنواع المكتبات يتعامل معه الفرد في بداية حياته ويتوقف استخدام الأنواع الأخرى من المكتبات على نجاحه أو عدم نجاحه في استخدام المكتبة المدرسية والاستفادة منها - محمد فتحي عبد الهادي. "الاستخدام التربوي والتعليمي للمكتبة المدرسية"، المجلة العربية للمعلومات.- مج18، ع1، تونس 1997، ص 5
، وهى مكان يحتوي على حوامل المعلومات Carriers of Information وهيئة موظفـين وتجهيزات يذهب إليه المتعلم للحصول على المعلومات التي يحتاجها لتعليم نفسه تبعا للبرنامج التعليمي لمدرسته واستجابته لاحتياجاته الخاصة" - حسني عبد الرحمن الشيمي. مقومات الدور التربوي للمكتبات المدرســـــية: دراسة تطبيقية.- الرياض : دار المريخ، 1986، مصدر سابق، ص 22
، في حـين اعتبر جين لويس Jean Lewis المكتبة المدرسية أساسا هاماً في قيـاس مدى فعـالية اي نـظام تعـليمي لاحتوائها على مجموعة من المراجع المساعدة في استقصاء المعلومات ودورها في تشجيع التلاميذ على استخدام مـوادها وكـيـفية الوصول الى المعلومات فيها.
ويلحظ من خلال تعريفات المكتبة المدرسية آنفة الذكر انها تركز على ناحية وتهمل ناحية اخرى الا انها تشترك في العديد من الاسس التالية:
- الفرد بدلا من الجماعة هو اساس النشاط.
- تعليم الذات.
- احترام او تقدير مسجلات الانسان.
- تقديم المعلومات لمستويات فكرية مختلفة من التلاميذ والطلاب.
وبهذا لا يمكن ان نبتعد في تعريف المكتبة المدرسية عن النظام التعليمي والمدرسة، فالمكتبة المدرسية هي النافذة التي يطل منها التلميذ على العالم يرى من خلالها ثقافته وحضارته وتقدمه ويطلع عبرها على منجزاته في جميع الميادين وهي الاستاذ الدائم والمدرسة المستمرة في حياة الفرد.
ويمكن القول بأن المكتبة المدرسية "عبارة عن بناية او غرفة او مجموعة من الغرف احتوت على مجموعة من المواد المكتبية المطبوعة وغير المطبوعة أحسن اختيارها وجرى تنظيمها وتيسير استخدامها تحت إشراف مهني متخصص لتقديم الخدمات المكتبية المناسبة لمجتمع المدرسة من المعلمين والطلبة" وأصبحت المكتبة المدرسية مركز اتصال يعبر عن ما تحتويه من كتب ووسائط او ما نطلق عليه المكتبة الشاملة.
أهمية المكتبة المدرسية
للمكتبة المدرسية اهمية خاصة تنبع من كونها النوع الأول من أنواع المكتبات الذي يواجهه الطالب في حياته ويتمثل اول احتكاك له بمصادر المعرفة وهي الأساس المتين في العملية التعليمية والتربوية ولها فضل على المعلم والتلميذ عندما كان هدفها رفع كفاءة كل منهما.
وتلعب المكتبة المدرسية بمفهومها المعاصر دوراً أساسياً في تعزيز المنهج المدرسي ، وتشهد العملية التربوية تغيرات أسهمت في تحديث مفهوم المكتبة المدرسية ، حيث خرجت بها من دورها الثانوي الهامشي إلى صلب العملية التعليمية بل ازداد ذلك الإسهام في إدخالها في مجمل البرامج التعليمية ، فإذا كانت التربية بمفهومها العام هي أداة اجتماعية ؛ فإن المكتبة بمفهومها المعاصر هي أداة تربوية . من هنا أضحت المكتبة المدرسية شريكاً مباشراً في مجمل عمليات التطوير التربوي .
إن ما نشهده اليوم من ظهور للنظم التربوية الحديثة، وما أدى ذلك من بروز الحاجة للمعرفة والتجريب يدفع المكتبة المدرسية للاهتمام بالدور التربوي باعتبارها جزءاً أساسياً من مكونات المدرسة، وهذا بدوره يقودنا إلى تفعيل هذا الدور حتى يساهم في تحقيق الهدف من وجود المكتبة المدرسية في المؤسسات التعليمية .وبمراجعة الأهداف العامة لسياسة التعليم نجد أنها اشتملت بنوداً اشتقت منها أهداف المكتبة المدرسية ، بل أنه لا يمكن تحقيقها بالشكل المرجو إلا بتحقق أهداف المكتبة المدرسية .
- وتؤدي المكتبات المدرسية دوراً بالغ الأهمية في بناء ثقافة الطالب وتنميتها فهي بصفتها مؤسسة اختزانية ، فإنها تحوي على عناصر الثقافة سواء كانت مادية أو غير مادية ، وهي بحكم موقعها تعد نقطة الانطلاق أو البداية التي يمكن من خلالها بناء الفرد ثقافيا ، فهذا النوع من المكتبات يمكن أن يتعلم الفرد من خلاله معنى المكتبة وأهمية الكتاب والمواد الأخرى لنقل المعرفة وطرق تنظيم المجموعات واستخدام الفهارس وبدايات القراءات الحرة وتقييم المادة المقروءة والبحث المنهجي المنظم وغير ذلك من المهارات التي تساعد الفرد على مواصلة مسيرته التعليمية وتجعل منه فرداً مثقفاً يساهم مساهمة فعالة في تنمية مجتمعه ورقيه . عوض توفيق عوض . الأهداف التربوية للمكتبة المدرسية . مجلة المكتبات والمعلومات العربية . س 6 ، ع 4 ، ( أكتوبر 1986) ، ص ص 83 - 107-
المكتبة المدرسية و التشجيع على القراءة
تقوم المكتبة المدرسية بين جدران المدرسة أساسا لخدمة الطلاب و المدرسين في المدرسة وهى تسعى إلى تقديم مواد القراءة التي تساند المناهج والقراءات الترفيهية والترويحية وكذلك القراءات التثقيفية للطلاب والمدرسين وتعمل على تشجيع الطلاب على القراءة الحرة وغرس وتنمية عادة القراءة والاطلاع لديهم والاستعانة بالكتب المختلفة والحرص علي تكوين مكتبات شخصية يوجد بها الأوعية التي يفضلونها وتستحوذ علي اهتماماتهم المختلفة وكذلك إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتي والتفكير العلمي والتفكير الابتكارى.
وتعتبر المكتبة المدرسية كذلك مركزا للإشعاع الثقافي في المدرسة فهي لها أكبر الأثر في تشجيع الطلاب على القراءة، واقتناء الكتب حيث أن النظام التعليمي أصبح لا يقف عند حد التعليم وتلقين قدر معين من المعلومات وإنما امتد ليشمل تعليم الطلاب البحث والاطلاع و إضافة معلومات أخرى خارج المناهج الدراسية وليس الاعتماد على المنهج وحده ، والمكتبة المدرسية هي الأساس لأنها أكثر أنواع المكتبات عددا و أوسعها انتشارا والمواطن يتعامل مع المكتبة المدرسية في أهم مراحل تكوينه ومن ثم فانه يمكن للعادات والقيم والخبرات المكتسبة من التعامل مع هذه المكتبة أن تصاحب الفرد في جميع مراحل حياته ومن مجموع الأفراد يتكون المجتمع ووظيفة المكتبة المدرسية وظيفة هامة و أساسية إذ إنها تعمل على انسجام وتكيف الطالب أو التلميذ في الإطار الثقافي العام كما تساعده على القيام بنشاطاته المختلفة كفرد في تلك المدرسة ، كما أنها تعمل على تنمية شخصية التليمذ الخلاقة وتنمية فكره النقدي البناء، بحيث يتمكن عن وعى وبالتعاون مع أبناء مجتمعه من الإسهام في تطوير مجتمعه بدءا من دائرة أسرته إلى دائرة وطنه الكبير، وكذلك تعمل المكتبة المدرسية على إعداد المواطن إعدادا سليما للاندماج النشيط في حياة المجتمع بتزويده بأساسيات التعليم والثقافة ، وهى تعمل على خلق جيل جديد يؤمن بالثقافة ويسير في ظلالها وركبها ،وهى تعمل مكملة للعملية التعليمية وهى حلقة وصل بين البيت والمجتمع والمدرسة.
ويجب التأكيد والاعتراف بدور المكتبة المدرسية في التشجيع على القراءة واقتناء الكتب ويرجع ذلك لأن دور المكتبة المدرسية يأتى بعد دور المنزل والمدرسين حيث أنها أول ما يقابل القارئ في حياته من أنواع المكتبات وسوف تتوقف علاقته بأنواع المكتبات الأخرى على مدى تأثره ،وانطباعه عنها ، وعلى ما يكتسبه من مهارات في التعامل مع مصادر المعلومات المختلفة ، لتحقيق مختلف الأغراض التعليمية والثقافية والبحثية بل والترفيهية أيضا فإذا قام المنزل بدوره في تأسيس مكتبة شخصية تضم أوعية معلومات مختلفة تتناسب مع جميع المراحل العمرية والتعليمية لأبنائهم فإن المدرسين يساعدون ، ويرشدون الطلاب إلى القراءة وإلى عمل أبحاث مختلفة بالاستعانة بالكتب والأوعية المختلفة . ومن ثم تنمية عادة القراءة لديهم . أما عن المكتبة المدرسية فلها دور فعال ومؤثر في التشجيع على القراءة في الموضوعات المختلفة وتنمية القدرة على التعلم من الكتب بلا مدرس وتنمية شهية الطالب من النواحي العلمية والاجتماعية والثقافية حيث تدعم قدرة التلميذ على القراءة ، كما أنها تسهم إسهاما مباشرا في تزويد التلاميذ بالقيم والسلوكيات والأخلاق العامة بما تدبره من مجموعات ومقتنيات وقراءات ومشروعات وعمل جماعي وكذلك فإنها تخلق عند التلميذ حب الكتب والقراءة في تلك المرحلة المبكرة من حياته ومن ثم يشب على الاهتمام بالقراءة والتعليم الذاتي وممارسة الهوايات النافعة ويكون مجتمع المستقبل القارئ المثقف . - سعيد أحمد حسن . المكتبات : أثرها الثقافي ،الاجتماعي ،التعليمي . ـ القاهرة : دار الفكر العربي ،1991 .
• أهداف المكتبة المدرسية:-
يمكن تحديد أهم أهداف المكتبة المدرسية فيما يلي:-
1. بناء وتنمية مجموعات المكتبة من المطبوعات وغيرها من المواد السمعية والبصرية بما يتمشى مع مطالب المنهج الدراسي واحتياجات الطلاب.
2. الإرشاد والتوجيه:- من أهداف المكتبة المدرسية إرشاد الطلاب إلى حاجاتهم وتوجيههم التوجيه السليم والتعرف علي مشروعاتهم التربوية التي يقوم المعلمون بتكليفهم إياها.
3. تنمية مهارات البحث العلمي:-وذلك عن طريق تعليم الطلاب على استخدام المواد المطبوعة فيكتسبوا الخبرة في استعمال المعاجم, والموسوعات, ومصادر المعرفة المختلفة.
4. تنمية الاهتمامات :- فهي تساعد الطلاب في غرس مجموعة من الرغبات والهوايات المفيدة في نفوسهم.
5. تنمية الخبرات الجمالية وتقدير الفنون:-فقاعة المكتبة عادة ذات ألوان جذابة من الداخل, وكتبها ذات ألوان جميلة, وجدران المكتبة مزينة بالصورالفوتوغرافية فجميع هذه الأشياء تخلق جواً مريحاً تستجيب له عواطف الطالب وتزيد من حبه لها.
6. تشجيع الثقافة الدائمة بواسطة استعمال مصادر المكتبة المختلفة.
7. تغرس المكتبة عادات اجتماعية فاضلة في نفوس الطلاب وتشجيعهم على الحياة الديموقراطية . فالمكتبة تتيح للطالب فرص العمل الجماعي التعاوني كالاشتراك في بحث أو دراسة موضوع معين كما أنها تعودهم على الأمانة والمحافظة علىأموال الغير واحترام شعور الآخرين والتزام الهدوء داخل المكتبة.
8. التعاون مع هيئة التدريس ومسؤولي الإدارة في المدرسة حيث أصبحت المكتبة ورشة دراسية باعتبارها مرفقاً تربوياً يتيح الفرصة لممارسة أنواع مختلفة من الأنشطة.
: -أولا: الأهداف العامة في سياسة التعليم وأهداف المكتبة المدرسية :-هنا سنذكر الهدف العام في سياسة التعليم ويليه الهدف من المكتبة المدرسية والمشتق من الهدف العام ويسعى لتحقيقه مع ملاحظة أنه قد يتكرر هدف من أهداف المكتبة المدرسية يحقق أكثر من هدف من أهداف السياسة التعليمية :- تزويد الطالب بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضواً عاملاً في المجتمع .- اكتساب خبرات مكتبيه وذلك عن طريق التعرف على كيفية العثور على مصادر المعلومات داخل المكتبة وتنمية قدرات الطلاب على استعمال جميع أنواع أوعيه مصادر المعلومات
.- تشجيع وتنمية روح البحث والتفكير العلميين وتقوية القدرة على المشاهدة والتأمل ، وتبصير الطلاب بآيات الله في الكون وما فيه وإدراك حكمة الله في خلقه لتمكين الفرد من الاضطلاع بدوره الفعال في بناء الحياة الاجتماعية وتوجيهها توجيهاً سليماً
.- تدريب القراء على الفهم والتلخيص والشرح والتحليل وإعداد البحوث والتعبير بأسلوب واضح ومفهوم
.- تنمية مهارات القراءة وعادة المطالعة سعياً وراء زيادة المعارف .- غرس وتشجيع عاده القراءة وحب المطالعة والبحث وعدم الاكتفاء بما يقوله المدرس أو ما يرد في المقرر الدراسي
.- اكتساب القدرة على التعبير الصحيح في التخاطب والتحدث والكتابة بلغة سليمة وتفكير منظم .
- تدريب القراء على الفهم والتلخيص والشرح والتحليل وإعداد البحوث والتعبير بأسلوب واضح ومفهوم
- .- التعرف على الفروق الفردية بين الطلاب توطئة لحسن توجيههم ، ومساعدتهم على النمو وفق قدراتهم واستعداداتهم وميولهم .
- - تنمية قدرات الطلاب على استعمال جميع أنواع أوعية مصادر المعلومات .-
- الاهتمام باكتشاف الموهوبين ورعايتهم ، وإتاحة الإمكانيات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة ، وبوضع برامج خاصة
- .- اكتشاف الموهوبين ورعايتهم ، واتاحة الإمكانيات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج التي تعدها المكتبة لهذه الفئة .-
- غرس حب العمل في نفوس الطلاب ، والإشادة به في سائر صوره ، والحض على إتقانه والإبداع فيه ، والتأكيد على مدى أثره في بناء كيان الأمة .
- - إكساب الطلاب عادات اجتماعيه حسنه وذلك عن طريق التعاون واحترام الأنظمة والتعليمات والتقيد بها . ومن أهم العادات التي يكتسبها الطالب مايلي:
- أ- التزام الهدوء وتقدير مشاعر الآخرين وتفادي إزعاجهم .ب - بث روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب عن طريق الأبحاث الجماعية ج –
- غرس الأمانة والإخلاص واحترام حقوق الآخرين وحب النظام وحب الكتاب وإدراك أهميته .
- د - تعويد الطلاب على استغلال وقت الفراغ الاستغلال الأمثل
2. التعريف بالمكتبات التقليدية
ولدت المكتبات مع ميلاد الحضارة الإنسانية المسجلة ولقد مضي الوقت الذي كانت المكتبة تعتبر فيه مخزنا للكتب او مظهرا من مظاهر الأبهة التي تحرص على الزخرف والشكل دون الجوهر.... وهي المكتبات التي لا تتوفر فيها الوسائل التقنية الحديثة تحتوي على مطبوعات تقليدية من كتب ونشرات وصحف ومجلات تقدم خدماتها بشكل تقليدي.
وينظر تقليديا الى المكتبات بمقتضى نظم تشغيلها كوحدات منفصلة ضمن المدرسة واحيانا كمؤسسة ضمن مؤسسة المدرسة ومع ذلك، بداية من سنة 1945 ف اعتبرت جمعية المكتبات الامريكية (A.L.A) مكتبة المدرسة كطريقة تدريس وعلى الرغم من ان هذه النظرة تكونت منذ اكثر من 56 عاما الا انها وبشكل منعش ومدهش وثيقة الصلة بالمنهج المعتمد على النتائج التي طبقت بمدارس جنوب افريقيا ، الا ان هذه النظرة تغيرت ونشأ نوع جديد من المكتبات المدرسية يمكن ان نطلق عليه المكتبة المتطورة او المكتبة الشاملة التي تضم مصادر المعلومات المطبوعة وغير المطبوعة.
3. التعريف بالمكتبات الشاملة Comprehensive Library
لم تعد المكتبة المدرسية في الوقت الحاضر مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة وانما اصبحت مركزا للتعلم يستطيع الطالب من خلاله استــخدام مـصادرها المختلفة للحصول على المعلومات بهدف البحث والاستشارة او القراءة الترويحية، كما اصبح الهدف منها تدعيم واثراء المناهج الدراسية ومواكبة الفكر الـتربوي الحديث الذي يؤكد على ضرورة توفير الفرص الكافـية
للطلاب لتحقيق النمو المتكامل على أسس فردية وفق قدراتهم وميولهم واستعدادتهم وقد ادى ذلك الى ضرورة توفير كافة اشكال المواد التعليمية واجهزتها المتمثلة في اوعية الذاكرة الخارجية والآت تشغيلها وتخطيط برامج موسعة وشاملة لخدمات المكتبة المدرسية باعتبارها محـوراً للعملية التعليمية والتربوية والثقافية المتصلة بها - مدحت كاظم، حسن عبد الشافي. الخدمة المكتبية المدرسية، مقوماتها، تنظيمها، انشطتها.– ط3. – القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1990، ص 24
وفي مضمار المكتبات المدرسية هناك تلاحم بين المكتبة وبين الوسائل السمعية والبصرية بمفهومها التعليمي انعكس في التسميات المتعددة التي اصبحت تطلق على المكتبات المدرسية الحديثة وعلى أمين المكتبة الذي اصبح يعرف باختصاصي المعلومات.
ولقد حاول كثير من المكتبيين اختيار اسم مناسب للمكتبة المدرسية الحديثة يعكس المفهوم الحديث لها وبما تقتنيه من مواد تعليمية مطبوعة وغير مطبوعة ومن بين الاسماء التي اطلقت عليها كما اشار اليها مدحت كاظم، حسن عبد الشافي
- مركز التعلم Learning Center
- مركز الاوعية المتعددة Multimedia Center
- مركز المصادرResource Center
- مركز مصادر التعلم Learning Resource Center
- مركز الوسائل السمعية والبصريةAudio-Visual Center
- مركز الاوعية المكتبيةLibrary Media Center
- مركز المواد التعليمية Instructional Materials Center
- المكتبة الشاملة Comprehensive Library
"ولذا استقر الرأي بين المكتبيين العرب على إطلاق اسم المكتبة الشاملة للدلالة على شمول المكتبة المدرسية لمختلف أوعية المعلومات المطبوعة وغير المطبوعة وأجهزتها". "ولان التغيير في تسمية المكتبات المدرسية يُعبر عن واقع بل تحدّ ينبغي لهذه المكتبات أن تتأقلم معه إذا لم يعد التعليم الحديث يعتمد على وسائل التدريس التقليدية" وان مسميات المكتبة المدرسية : (مركز، تعلم، أوعية، مصادر، شاملة) تعكس التحول الجذري في فلسفة ومفهوم ومجاميع وخدمات المكتبات المدرسية وشموليتها لكافة اوعية المعلومات المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية لتكون مركز اشعاع فكري وثقافي وتربوي وتعليمي للطلاب
- التحول الى مكتبات شاملة
"المكتبة الشاملة ديناميكية تتصف بالفعالية والتغير المستمر فهي لا تتألف من مجموعات للكتب منظمة مفهرسة ومصنفة جاهزة للإعارة فحسب بل تستخدم كل طريقة معروفة لتشجيع استخدام مقتنياتها فتثير الاهتمام بالقراءة الجيدة والمشاهدة المفيدة وتذكي حب الاستطلاع الفكري وتوسع افق الطالب ومداركه وتزرع لديه الابتكارية وكل ما يؤدي الى التفاعل مع الحياة ومتطلباتها وهو ما يدعو الى التحول للمكتبات الشاملة .
- المكتبة الشاملة ضرورة تعليمية
ان التقدم العلمي و التكنولوجي الذي تحقق خلال النصف الثاني من القرن العشرين اضاف وسائل اتصال حديثة كان لها الدور الكبير في نقل المعرفة والمعلومات ونشرها على اوسع نطاق من خلال اوعية المعلومات غير التقليدية التي تعتمد على حاستي السمع والبصر كالافلام الثابتة والمتحركة والمسجلات الصوتية والشفافيات والاذاعة المرئية واشرطة جهاز العرض (المشاهدة) الخ.... واستخدمت هذه الوسائل كوسائل اتصال تعليمية في العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية لتحقيق الاهداف التعليمية والتربوية وكان على المكتبات المدرسية ان تستقبل هذا التقدم العلمي وتسخيره وتوظيفه لصالحها. وبذلك اصبحت المكتبة المدرسية مركزا للمصادر التعليمية.
وتؤكد الحقائق العلمية والتربوية ان الاطفال يتعلمون وينمون ثقافيا من خلال اتصالهم بمؤثرات ثقافية وطبيعية واجتماعية في البيئة التي يعيشون فيها وان اكتسابهم للمعلومات يتم عن طريق الحواس الخمس: البصر، السمع، اللمس، التذوق، الشم، قال تعالى "قل هو الذي انشأكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون"
ومن بين الابحاث التي تؤكد على هذه الناحية ما قام به د. رونالد ستيورات (Ronald Stewart) المدير العام لمركز تكــنولوجيا التعليم بجامعة تكساس الامريكية الذي توصل من خلال ابحاثه الى ان حاسة البصر يتعلم منها الانسان بنسبة 85% وهي تأتي في المرتبة الاولى، اما حاسة السمع فهي بنسبة 11% وتأتي في المرتبة الثانية، اما حواس اللمس والشم والذوق يتعلم منها الانسان بنسبة 4% وهي تأتي في المرتبة الثالثة 18 - مدحت كاظم، حسن عبد الشافي. الخدمة المكتــبية المدرســية.- مصـدر ســابق، ص ص 22-23
ويُرجع "براون" (Brawen) وهو من رجال المكتبات المشهورين ان المشاكل التي ظهرت على التعليم في العصر الحديث هو بسبب "التضخم السكاني الرهيب_ الانتشار السريع للمعرفة والمخترعات الحديثة، الحاجة الملحة لاعداد القوى العاملة" التي تتم بواسطتها مقابلة متطلبات العصر وتحديات المستقبل مما جعل وجود المكتبة المدرسية الشاملة امراً ضرورياً لاداء المدرسة لرسالتها التربوية والتعليمية نحو التعليم الذاتي والتعليم المستمر مما جعل المكتبة الشاملة تحقق الميزات التالية:
- تكامل مواد التعليم وترتيبها في مكان واحد سواء اكانت مواد مطبوعة او غير مطبوعة وعدم تشتتها وتفرقها في اماكن مختلفة بالمدرسة.
- سهولة الوصول الى المادة التعليمية المطلوبة المتعلقة باي موضوع من الموضوعات.
- عدم تكرار شراء المواد الموجودة بالمكتبة وهو يؤدي الى الاقتصاد في التكاليف بالنسبة لتجهيز المدرسة بالوسائل التعليمية واجهزتها.
- ترشيد استخدام المواد التعليمية وتنسيق تداولها بما يحقق اكبر استفادة ممكنة من موجودات المكتبة.
4 – الاتجاهات الحديثة للمكتبات الشاملة وفق تقنية المعلومات
لم يعد الكتاب وما يدور في فلكه الوسيلة الوحيدة في المكتبة بل برزت الى جانبه مصادر جديدة للمعلومات مثل وسائل الاستمتاع والمشاهدة والعقول الالكترونية ويمكن ان تكون الصورة جلية وواضحة اذا ما قارنا بين مدى فاعلية الكتاب وادائه وبين مدى فاعلية اداء الوسائل التكنولوجية الاخرى من حيث التحصيل، فالكتاب في ظل منجزات التكنولوجيا او ما يعرف بالوسائل السمع-بصرية ليس سوى وسيلة واحدة من وسائل نقل المعلومات ونشر المعرفة وابراز الحقائق والمدركات وما يعرف بالمنجزات التكنولوجية هي اقدر واسهل على الاستيعاب الذاتي المباشر من الكتاب واظهار الحقائق بصورة مجردة دون تحوير او تنميق لقد اضافت التكنولوجيا بزحفها على المكتبات المدرسية المفهوم الجديد المنبثق من روح العصر كما ان زحفها على المدرسة المتطورة جعلها تتطور التطور الشامل "وهي ليست اجهزة والآت بقدر ما هي فلسفة ومفهوم وتحول في تفكيرنا" - ألفي فاضل إبراهيم، محمد سعد الكباش. المكتبة المدرسية المطورة. – القاهرة: دار الكتاب المصري، بيروت: دار الكتاب اللبناني، [د.ت]، ص 221
.
الا اننا وللاسف مازلنا ملتزمين بالمفهوم التعليمي التقليدي الذي ينحصر تفكيرنا التربوي من خلاله في الفصل الدراسي، الكتاب المدرسي المقرر، المــدرس وان ما ذكرناه ليـس معناه ان الطريق للتطور التكنولوجي للمكتبة المدرسية ممهد وسهل العبور فهو يحتاج الى وقت وجهد فالوسائل السمع-بصرية تحتاج الى تكاليف اكثر من الكتب والى الخبرة الدقيقة لمن يقومون عليها، من هنا فان التلاحم بين المكتبة وهذه الوسائل يصبح امراً حتمياً يتطلبه توحيد العملية وهو بمثابة التلاحم بين المدركات الذهنية وبين المدركات الحسية فكلاهما يكمل الاخر.
من هنا نشأ نوع جديد من المكتبات المدرسية يُعرف بالمكتبات الشاملة او المطورة يحقق الاتجاهات الحديثة وفق تقنية المعلومات "في عصر المعلومات والمهارات التقنية اللازمة للوصول الى مصادر المعرفة والذي بموجبه اصبح العالم قرية كونية لم يعد فيه البعد المكاني عائقا امام طالبي العلم للوصول الى مصادر المعرفة التي يتوقون اليها"
- الاهداف التربوية للمكتبة الشاملة
ان الوظيفة الاولى التي تعمل المكتبة على الوفاء بها في جميع المدارس هي تيسير الخدمات المكتبية المتنوعة ونجدها من مجالات الانشطة التربوية والثقافية التي تتطلبها المناهج التعليمية، لان ما تقتنيه المكتبة له اتصال مباشر بكل المواد الدراسية وهي المركز الذي تتجمع فيه المواد غير المطبوعة من الوسائل التكنولوجية المختلفة المتطورة، جعلها ركيزة للعملية التعليمية والتربوية التي تبعث على الفاعلية والنشاط والحيوية في المناهج الدراسية.
ومن بين الاهداف التربوية للمكتبة الشاملة
1. أن تحـتوي المكتبة المدرسية الشاملة على مراجع وكتب ودوريات ووسـائل اتصال تعليمية تتصل بالمنهاج المدرسي ومقرراته الدراسية وأنواع النشاط التربوي داخل المدرسة وخارجها
2. تكامل مواد التعلم وترتيبها بما يحقق التفاهم العميق بين جميع العاملين بالمدرسة وفهم العملية التعليمية وإتباع أفضل الأساليب لاستخدام المكتبة الشاملة - حسن عبد الشافي. الخدمة المكتبية في المدرسة الابتدائية.- تقديم محمد محمود رضوان.– القاهرة: دار الشعب، 1980، ص ص 40-41
.
3. فتح قنوات الاتصال الطبيعية بين مختلف المواد الدراسية وممارسات الأنشطة المدرسية الأخرى.
4. مواجهة ظاهرة تكاثر المعارف الإنسانية.
5. تحليل المقرارات الدراسية ومساندتها بالوسائل التي تحقق اهدافها.
6. تعدد مصادر المعرفة وتنوع وسائلها.
7.القدرة على التثقيف الذاتي.
8. تكافؤ الفرص التعليمية في الفصول المزدحمة - مدحت كاظم، حسن عبد الشافي. الخدمة المكتب المدرسية.- مصـــدر سابق، ص ص 28-31
9. تلبية احتياجات الفروق الفردية بتوفير وسائل الاتصال التعليمية التي تحقق الفاعلية في التعليم وفق القدرات.
10. اكتساب التلاميذ مهارات الاتصال باوعية الفكر المختلفة.
11.اكتساب التلاميذ اهتمامات جديدة تنمي من شخصياتهم وتميزها.
12. ممارسة الحياة الاجتماعية وغرس القيم الجمالية.
13.التدريب على استخدام المصادر المتنوعة والمتعددة التي تتناسب مع البحوث والدراسات التي تتنوع وتتعدد مجالاتها وتختلف طبيعتها
نحو تعميم المكتبات الشاملة
ان طرح اسلوب المكتبة المدرسية التقليدية بواقع جديد ومعاصر يعتبر اسلوباً حضارياً هدفه العام هو تحقيق طموحات المدرسة العصرية الحديثة والانتقال من التركيز على التعليم الى التركيز على التعلم بتوفير المواد التعليمية المختلفة التي تساعد التلاميذ والطلاب عى اكتساب القدرة على التحليل والتركيب والنقد.
"ولم تعد المكتبات المدرسية الحديثة مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة، انما اصبحت مركزا للتعليم ووسيلة من وسائل التعليم الداعمة للمناهج الدراسية فالمكتبة عبارة عن مجموعات من المواد والتجهيزات والاثاث والقوى البشرية" 27 - مبارك سعد عبد الله سليمان. "المكتبات المدرسية في المملكة العربية السعودية بين الواقع والطموح.- مجلة المكتبات والمعلومات العربية ، ع4، 1996، ص 50
ومما لا شك فيه ان مراكز مصادر التعلم او المكتبات الشاملة يمثل نقلة تربوية هامة انطلاقاً من المبادئ والاسس التالية:
1. تنوع مصادر المعرفة نتيجة الانفجار المعلوماتي والتقدم العلمي.
2. تاكيد الاتجاهات الحديثة في التربية على دور التلميذ والطالب الفعال باعتباره المحور الاساسي في العملية التعليمية والتربوية.
3. تنوع الوسائل التعليمية بمختلف اشكالها في المدارس.
4. التوجه الى تفريد التعليم والعناية بالفروق الفردية بين التلاميذ والطلاب وتطور طرق التدريس وتوظيفها لتقنيات التعليم.
العوامل الايجابية للمكتبات الشاملة
ادى التطور التكنولوجي الذي جاءت به الثورة الصناعية في بريطانيا خلال القرن الثامن عشر الميلادي وما افرزه هذا التطور من مخترعات ادت الى تغيير جذري في تقنيات حفظ المعلومات واسترجاعها ولكي تؤدي المكتبات المدرسية رسالتها في الوقت الحاضر يجب ان تتوفر فيها احدث مصادر التعلم المطبوعة وغير المطبوعة للمستفيدين كافة وفي جميع الاوقات وبأفضل الوسائل، اضافة الى المسؤولية في تقديم المشورة الفنية والمساهمة في تنمية مواهب القراء وقدراتهم كما يجب ان يتوفر فيها قاعات للمحاضرات والندوات واحدث اجهزة العرض المختلفة ووسائل الاستماع والمشاهدة واماكن لاقامة الدورات التدريبية ومسرح للتمثيل والعروض الفنية.
وحتى تقوم المكتبات المدرسية الشاملة بدورها يجب ان يتوفر لها العوامل الايجابية التالية:-
اولاً: الموقـــع
اذا كانت المكتبة الشاملة جزءاً من مدرستها فان الموقع يعتبر من العوامل التي تساعد على اداء رسالتها ويجب ان يتوفر في الموقع الشروط التالية:
1. ان تكون المكتبة في موقع يسهل الوصول اليه من قبل الطلبة والمعلمين وليس هناك مبرر لان تكون في الادوار العليا للمدرسة.
2. ان تكون بعيدة عن الضوضاء في مكان هادئ يساعد على التفكير والتأمل والفهم.
3. توفير الضوء الطبيعي والتهوية المناسبة في ضوء المناخ والجو العام للمدرسة.
4. توفر المدخل الملائم للمكتبة الشاملة حتى يمكن استخدامه كمهئ نفسي ليعرف رواد المكتبة انهم ذاهبون الى المكتبة وليس الى مقصف المدرسة.
5. عدم وجود المكتبة ضمن حجرات الادارة او ملاصقة لها الغاءً لاي حواجز سيكولوجية او اعمال روتينية مثل معاقبة التلاميذ كذلك التقليل من التزامات امين المكتبة تجاه الادارة في التكليفات البعيدة عن التخصص.
ثانيا: المبنــى
يعتبر مبنى المكتبة المدرسية الشاملة المرتكز الاساسي الذي يعتمد عليه في تقديم الخدمات وتصميم مبنى المكتبة يتطلب توافر العديد من الاعتبارات:
1. مناسبة المساحة لاحتياجات المكتبة من توفير مكان للكتب والمواد المكتبية ومكان للمطالعة والخدمات المكتبية الاخرى والاعمال الفنية والادارية الخاصة بالمكتبات.
2. امكانية التوسع في المستقبل من غير تكلفة في النفقات.
ثالثاً: المساحــــة
بالاضافة الى اختيار موقع مناسب للمكتبة ووجود التهوية والاضاءة الطبيعية يجب تخصيص مساحة مناسبة تتناسب ومقتنيات المكتبة المدرسية الشاملة من المواد والاجهزة والاثاث والكتيبات والنشرات والقصاصات وارشيف المعلومات والوسائل التعليمية (شرائح- افلام – تسجيلات – خرائط – اجهزة عروض صوتية وضوئية – حاسوب).
الا ان الملاحظ ان مكتباتنا لم تصمم في الاصل لتكون مكتبات وانما هي حجرات او قاعات دراسية عادية تم استخدامها كمكتبات دون اي تحوير او تعديل مما نتج عنه اعاقة الخدمة المكتبية المدرسية، ويوصي في المستقبل عند تصميم المدارس الجديدة ان تكون المكتبة المدرسية من ضمن التصاميم على ان يشترك خبراء المكتبات والمعلومات والمهندسون المعماريون في اعداد المواصفات والمقاييس والمعايير الدولية في هذا الخصوص.
رابعاً: الاثـــاث
ان الاثاث الذي يجب توفيره في المكتبات المدرسية الشاملة يخضع لمعايير خاصة تأخذ في الاعتبار مساحة المكتبة والمجموعات المكتبية اضافة الى عدد التلاميذ والطلاب والمعلمين والاداريين فالاثاث المكتبي يجب ان تكون فيه مرونة ومتانة وجودة وجمالية منظره مع توفر الراحة التامة في الجلوس.
وينبغي ان يكون الاثاث الخاص بالمكتبة المدرسية الشاملة مختلفا عن بقية الاثاث الموجود بالمدرسة الذي يغلب عليه المظهر الرسمي. ويستخدم في المكتبات نوعان من الاثاث، خشبي ومعدني والاثاث الخشبي افضل من الاثاث المعدني على الرغم من ان النوعين بهما مميزات وعيوب.
النوع الاول: غير صالح في المناطق شديدة الحرارة الا اذا تم تصنيعه من انواع جيدة من الخشب الصلب القوي الذي يتحمل الحرارة والجفاف وتعد اخشاب البلوط والزان من افضل الانواع التي تستخدم في اثاث المكتبات.
والنوع الثاني: يتأثر الى حد كبير ويصبح عرضة للصدأ.
الا انه في الوقت الحاضر يستخدم الاثاث الممزوج بين النوعين الخشب والمعدن نظرا لارتفاع اثمان الاخشاب وتصنيعها... هذا الاثاث الممزوج الذي اثبت صلاحيته في المكتبات المدرسية وغيرها من انواع المكتبات الاخرى متخصصة، جامعية... كما انه يجب استخدام الالوان الفاتحة المشرقة التي تضفي على النفس البهجة والسرور والابتعاد عن الالوان القاتمة. وتختلف مقاسات الاثاث حسب النوعية المطلوبة فأثاث المكتبة المدرسية للمرحلة الابتدائية يختلف عن اثاث المكتبة الاعدادية والثانوية....
خامساً: الاجهزة والمعدات
من الاجهزة المطلوبة للمكتبة المدرسية الشاملة:-
1. الاجهزة السمعية (جهاز تسجيل صوتي – جهاز تسجيل عادي من بكرة الى بكرة – جهاز الكاسيت).
2. اجهزة عروض الصور الثابتة: (جهاز عرض الشرائح الفيلمية (الافلام الثابتة) – جهاز العرض العلوي – جهاز عرض الصور المعتمة).
3. اجهزة عروض الصور المتحركة: (جهاز العرض السينمائي – جهاز الاذاعة المرئية – فيديو للمشاهدة – عرض الافلام الحلقية...)
المقومات الاساسية التي تستند عليها حركة تحديث التعليم
تميز النصف الثاني من القرن العشرين بكثرة المتغيرات في مختلف مجالات الحياة وبخاصة المجالات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية هذه المتغيرات التي كان لها التأثير المباشر على استراتيجيات التعليم والتعلم وعلى السياسات التعليمية في الدول، وهو ما أقر به (رانجاناثان) العالم الهندي المكتبي المشهور "ان ايام التعليم الجماعي قد ولت وان عهداً جديداً من التعليم الفردي على وشك الظهور"- حسن محمد عبد الشافي. مجموعات المواد بالمكتبات المدرسـية: بناؤها وتنميتها وتقييمها. – الرياض: دار المريخ، 1986، ص 23
ومن اهم المقومات الاساسية لتحديث التعليم
1- العمل على التوازن بين الريف والحضر وبين القرية والمدينة.
2- اتساع مفهوم ديمقراطية التعليم لكي تشمل توفير الفرص المتكافئة للمواطنين من خلال العملية التعليمية ذاتها لاجل مواجهة الفوارق الاجتماعية بين المتعلمين وعلى اعتبار ان التعليم احد القوى الاجتماعية التي تحكم علاقات الناس في المجتمع. - منصور حسين. " تحديث التعليم والوسائل التعليمية ".- صحيفة المكتبة مج11، ع3، 1979 ، ص5
الاتجاهات التعليمية والتربوية الحديثة
اصبحت الاتجاهات التربوية الحديثة تركز على التعلم الذاتي وضرورة تربية الجيل الناشئ ورسم السياسات التعليمية وفق متطلبات الواقع الحالي في ظل بيئة تكنولوجيا المعلومات والتعلم وانتشار الحواسيب الشخصية (PC.S) المصحوبة بالتقدم السريع لصناعة البرمجيات الجاهزة ذات التطبيقات العلمــية والتعليمية والترفيهية المتعددة للفئات العمرية للاطفال والشباب على وجه التحديد.
وصارت هذه البرامج ما يطلق عليه البرامج الصديقة (User Friendly) لاجل تسهيل مهمة تآلف المستفيدين مع هذه البرمجيات والتدريب عليها لتترجم فلسفة السياسة التعليمية الحديثة ولتؤكد المبدأ والاتجاه نحو تنمية المهارات والابداعات الفردية لدى التلاميذ والطلاب عن طريق نشاط التعلم الذاتي بعيدا عن الاساليب التقليدية للتعليم كالحفظ والتلقين مستعينا ومستخدما كافة اوعية المعلومات المتاحة التي توفرها المكتبة المدرسية - ايمان فاضل السامرائي. خدمات المكتبة المدرسية واتجاهاتها الحديثة.- مصدر سابق، ص291
وفي هذا المضمار يقول (جان جاك روسو JAN JACK ROSO): "لم اكن اعرف شيئا عن ذاتي حتى بلغت سن الخامسة او السادسة، ولا اعرف كيف تعلمت القراءة كل ما اذكره هو كتبي الاولى وتأثيرها في ان وعي الراسخ بكياني يعود الى اولى مطالعاتي" (33 - لوسيل توماس. "دور المكتبات في محو الأمية على الصعيد العالمي".- ترجمة سعيدة الزغلامي. المجلة العربية للمعلومات، مج14، ع2، 1993، ص 97
مصادر التعلم وتقنيات المعلومات الحديثة:
لقد بدأت عملية التطوير التربوي تعمل جاهدة في تغيير المكتبة المدرسية من قاعة استذكار ومركز تجميعي للكتب الى معمل للتعلم وتحويل مقتنياتها المطبوعة الى اشكال وانواع تتناسب مع التلاميذ والطلاب من حيث اشكالها باختلاف الخدمات التعليمية التي تقدمها فالمواد المطبوعة والمواد البصرية والمواد السمعية البصرية تعتبر من اهم مصادر المعلومات.
اما تقنيات المعلومات الحديثة التي تسهل نقل المعلومات من المواد المكتبية المرئية والمسموعة فهي تشمل المسجل الكاسيت وجهاز العرض العلوي الرأسي وجهاز عرض الشرائح والخيالة، والاذاعة المرئية (Television) والحاسوب (Computer).
وتلعب تقنيات المعلومات الحديثة الدور الكبير في عمليتي التعليم والتعلم وتتجسد هذه الاهمية الكبرى في الرفع من مستوى التعليم والتعلم وزيادة الخبرة التعليمية التي تعتبر ابقى اثراً واقل احتمالاً للنسيان، ويقع الحاسوب على سلم الهرم في تقنية المعلومات الحديثة للقدرة الفائقة على تخزين واسترجاع المعلومات حسب رغبات المستفيدين، وان ظهور شبكة المعطيات الدولية الانترنت (Internet) التي تجري فيها المعرفة من اي مكان الى اي مكان اضافت تميزا للحاسوب في خدمة المكتبات والمستفيدين من تقنياتها كالاعارة والتزويد والفهرسة والتصنيف والخدمات المرجعية.....
دور مدير المدرسة تجاه المكتبة المدرسية :
تحتل المكتبة المدرسية موقعاً متميزاً في النظم التعليمية الحديثة إذ عن طريق خدماتها المتنوعة وأنشطتها المتعددة يمكن أن نحقق كثيراً من الأهداف التعليمية والتربوية . ولم تعد المكتبة الحديثة مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة بل هي ركيزة أساس في التعليم الحديث ومركزاً للتعلم يستطيع الطالب استخدام مقتنياتها المختلفة للحصول على ما يثري المنهج الدراسي ، والقراءة الترويحية ، وتوفير الفرصة الكافية للطلاب لتحقيق النمو الكامل على أسس فردية وفق قدراتهم وميولهم .
ويجب ألا ننسى أنه إذا توطدت علاقة الطالب بالمكتبة المدرسية فسيؤدي ذلك إلى أن تكون علاقته مستمرة بأنواع المكتبات الأخرى كالمكتبات العامة أو الجامعية ، على اعتبار أن المكتبة المدرسية هي أول أنواع المكتبات التي تقابل الطالب في حياته .ونجاح المكتبة يتوقف على قدرتها بما تحويه من مقتنيات وما تقدمه من خدمات في التأثير إيجاباً على روادها بما يتحقق لهم من النجاح ويجعلهم محبين للقراءة .
ومن هنا فإن للقيادة الفاعلة دور مهم لنجاح أيّ مؤسسة تربوية
-
.ثانيا : مسؤوليات مدير المدرسة تجاه المكتبة المدرسية
:يعتبر مدير المدرسة المسئول الأول عن تحقيق أهداف المدرسة بوجه عام – وهو الذي يهتم بنشاط المدرسة بنوع خاص – بما يضفي عليه من خبراته في ميدان التربية والتعليم ، بل إن تحقيق الأغراض التربوية والتعليمية رهن بمدى ما يبذله من جهد في تنسيق الأعمال بين جميع العاملين فيها بحيث يشعر كل فرد أنه جزء من المدرسة يهمه نجاحها في تأدية رسالتها بدلاً من أن يقصر اهتمامه على مادته وهو بما يضفيه على المدرسة من جو ديموقراطي تعاوني يدفع جميع العاملين إلى بذل أقصى ما في وسعهم لصالح مجتمعهم ، ويساعد الجميع على حل المشكلات ، وتخطي العقبات التي قد تعترضهم أثناء العمل . والمكتبة المدرسية بالنسبة له مجال هام ونقطة التقاء ، يمكن أن تتخذ كقاعدة لانطلاق مجموعة من الوسائل التي تحقق أهداف المدرسة في النشاط التربوي والتعليمي والثقافي ، فضلاً عن دورها الرئيسي في تحسين العملية التربوية
.وفيما يلي بعض الواجبات التربوية التي تتصل بنشاط مدير المدرسة وميدان الخدمة المكتبية :
1 - توفير المكان المناسب للمكتبة المدرسة خاصة في المباني المستأجرة وتزويده بالأثاث والتجهيزات اللازمة قدر الإمكان .
2 - اختيار أمين المكتبة " المشرف على المكتبة " إذا لم يتوفر أمين متفرغ شريطة أن يكون كفء وليس على حساب أمور أخرى
.3 - تسهيل مهام أمين المكتبة لتحقيق مسؤولياته في إدارة وتوظيف المكتبة .4
– رعاية لجنة المكتبة : حيث يقوم مدير المدرسة في بداية كل عام دراسي بتشكيل لجنة للمكتبة المدرسية يرأسها هو أو وكيله وتتكون من أربعة إلى ستة أعضاء على أن يراعى في اختيارهم تمثيل المواد المختلفة ، ويتولى أمين المكتبة سكرتاريتها ، وللجنة أن تضم إليها من تشاء من ممثلي الطلبة ، وذلك تحقيقاً لمبدأ القيادة الجماعية ، على أن يعد للجنة سجل خاص يثبت فيه محاضر جلساتها ويحتفظ به في المكتبة ، ورعاية مدير المدرسة واهتمامه الصادق باللجنة هو الذي يبعث فيها الحياة المستمرة المتجددة ، فتؤدي عملها بصورة منطلقة خلاقة ، فيها كثير من مظاهر التجديد والابتكار ، وتختص اللجنة بمجموعة من المسئوليات من أهما : - وضع ميزانية للمكتبة ( وهي ميزانية بسيطة لبعض التكاليف الوراقية التي يحتاجها أمين المكتبة و المكافأت الخاصة بنشاط المكتبة ) .
- وضع برنامج لخدمات المكتبة والإفادة منها .
- وضع سياسة محددة لقبول الهدايا من مصادر المعلومات للمكتبة .- وضع سياسة لكيفية التخلص من المواد المكتبية التي لحق بها تلف أو يشوب معلوماتها شك معين والرفع بذلك لقسم المكتبات المدرسية .- تنظيم ومتابعة عملية جرد ممتلكات المكتبة المدرسية .
- تحديد المكافأت لنشاط الطلاب المتعلق بالمكتبة المدرسية .- المشاركة في لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الفصول .
- الإشراف على جدول حصص زيارة مدرسي المواد للمكتبة والإشراف عليه مع أمين المكتبة .5
- ترتيب حصص ثابتة للمكتبة لزيادة الثروة العلمية للتلاميذ عن طريق استخدام المواد الثقافية بالمكتبة للاطلاع الخارجي الهادف بما يخدم المناهج المدرسية المختلفة ويشبع ميولهم ورغباتهم .6
– زيارة الفصول من وقت لآخر لمناقشة التلاميذ فيما اطلعوا عليه من مصادر المعلومات للتعرف على مدى انطلاقهم في القراءة واستفادتهم منها ، مع إذكاء روح المنافسة بينهم ، وتشجيعهم على مداومة القراءة والاطلاع وتلخيص ما يقرءون
.7 – تشجيع النشاط المكتبي وتوجيهه بحضور ندوات التلاميذ الخاصة بالحديث عن الكتب ، وتخصيص جوائز تشجيعية لخير القارئين والتنويه بالطلاب المتفوقين في القراءة في لوحة الشرف بالمدرسة وفي صحافتها وفي الإذاعة المدرسية ، بالإضافة إلى نشر عينات من أبحاثهم وملخصاتهم في صحيفة المدرسة
.8 – توفير المبالغ اللازمة للصرف منها على أوجه النشاط الثقافي للمكتبة حتى لا يقف الأمين مكتوف اليدين أمام ما يتطلبه هذا النشاط من إمكانيات تبرزه وتنشره بين الطلاب
.9 - حث المعلمين على استخدام المكتبة ومتابعة ذلك من خلال تفقده لخططهم التدريسية .
10 - لإشراف المباشر على الإعلام المكتبي والتشجيع على الإفادة من المكتبة وما تقتنيه من أوعية المعلومات 11
- اطلاع بعض أولياء الأمور على المكتبة المدرسية وإشعارهم بأنها مؤسسة ثقافية علمية تربوية اجتماعية جديرة باهتمامهم ورعايتهم ودعمهم لها بكل الوسائل الممكنة تحقيقاً لمصلحة أبناؤهم .
12 - متابعة الأعمال الفنية لأعمال أمين المكتبة من حيث الفهرسة والتصنيف والبرامج التفعيلية لنشاط المكتبة
.
دور المدرسين في التشجيع على القراءة :
للمدرسين دور كبير في التدعيم والتشجيع على القراءة واقتناء الكتب حيث إذا استطاع المدرس أن يستغل ميول التلاميذ ويحسن توجيههم للقراءة التي تتفق مع مستوياتهم وميولهم الفكرية ويشجعهم على القراءة الحرة في هذا السن فمن الممكن أن تستمر معهم عادة القراءة واقتناء الكتب وقد تناول العديد من الباحثين أهمية المدرسين، وأجمعوا على أن المدرسين عادة ما يكون لهم تأثير كبير في التشجيع على القراءة وتعلم القراءة ، والتعود عليها ،وعلى اقتناء الكتب وحب جمع مكتبات شخصية خاصة بهم ونمو هذا الحب مع سنوات حياتهم المختلفة وسنواتهم الدراسية المختلفة وذلك من خلال الطرق التي يتعاملون بها مع الطلاب والترحيب بالإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم ، ونجد أن المدرس مهمته لا تكون في تلقين المعلومات للطالب و إنما تتوقف إلى حد كبير جدا على مقدرته في توسيع مدارك الطلاب ، بإثارة العديد من التساؤلات ،وإكثار المشاكل والاستفسارات التي تحتاج إلى حلول ، فيقوم الطالب باستخدام الوسائل التعليمية المختلفة مثل الكتب والمجلات والنشرات والوسائل الأخرى للبحث والاستقصاء للعثور على الإجابات الصحيحة.
ويرى ( دونالد هوارد ) أن المدرسيين في الفصل الذين يستمتعون بالقراءة ينتهزون كل فرصة لكي يمدوا الطلاب بخبرات قرائية ممتعه ويخصصون الوقت للقراءة الترفيهية أثناء ساعات المدرسة .
حيث نجد أنه من الضروري أن يحاول المدرس أن يكون قدوة لطلابه وأن يخلق الدافع نحو القراءة الحرة والاطلاع وذلك عن طريق توجيههم إلى إعداد أبحاث بالاستعانه بالقراءة والكتب ويعمل على تشجيعهم عليها ،ويعمل على اقتنائهم للكتب لكي يستطيعوا جمع المزيد من المعلومات حول موضوعات دروسهم ومن ثم لا يستطيعون الإستغناء عن المكتبات الشخصية ، ولكن نجد أن تأثير دور المدرسين في التشجيع على القراءة في مصر ليس تأثيرا فعالا ويرجع ذلك إلى اعتماد نظام التعليم في مصر على الكتاب المدرسي المقرر ، وعدم التشجيع على الاستعانة بأى كتب خارجية تتحدث عن المقرر الدراسي أو موضوعات المقرر لكي يستعين بها الطلاب في زيادة معلوماتهـم .
** دور مدير المدرسة في تفعيل المكتبة المدرسية :-
1-اختيار موقع المكتبة:
يُختار موقع المكتبة في مكان متوسط في المدرسة يسهل الوصول إليه ويتوافر فيه الهدوء والبعد عن الضوضاء، ويجب أن تتوافر في المكتبة الإضاءة والتهوية الطبيعية ، ولا يمنع من وجود إضاءة صناعية مناسبة موزعة توزيعاً جيداً ، ومن شروط مساحة المكتبة أن تكون مناسبة لاستيعاب طلاب فصل كامل على الأقل عند حضورهم إلى المكتبة لتنفيذ حصة المكتبة ،بالإضافة إلى استيعابها المواد والأجهزة والأثاث ، كما تستوعب مجموعات الكتب وأوعية المعلومات الأخرى من وسائل تعليمية كالصور والخرائط والمصغرات الفلمية .إلخ
على اعتبار أن المكتبة المدرسية تضمّ أوعية المعلومات المختلفة.
اختيار أمين المكتبة تنفيذ ما ورد في التعميم الصادر من مقام الوزارة رقم 201/9في
3- متابعة سجلات المكتبة المدرسية :
هناك عدد من السجلات الرسمية التي ينبغي على مدير المدرسة الاطلاع عليها ومتابعتها باستمرار وهي :-
1)سجل العهدة . 2)سجل الدوريات . 3) سجل المترددين .
4)السجل المصنّف. 5)سجل الإعارة . 6) سجل إحصاء النشاط المكتبي.
بالإضافة إلى عدد من السجلات الأخرى التي يعدها أمين المكتبة ومنها :-
· سجل الصادر والوارد .
· سجل جماعة أصدقاء المكتبة .
· سجل لجنة المكتبة ، وما تمّ من اجتماعات لتطوير نشاط المكتبة .
· سجل زيارات المعلمين مع طلابهم .
· السجل الخاص بمحاضر الجرد السنوي للمكتبة .
· ملف لحفظ المسابقات والبحوث والملخصات المقدمة من الطلاب . 4- تكليف أمين المكتبة بخطة عمل فصلية ، ومتابعة تنفيذها :
من الأمور الرئيسة في خطة أمين المكتبة المقدمة إلى
مدير المدرسة لمتابعة تنفيذها ما يلي:
أ-تهيئة المكتبة لروادها من ناحية تصنيفها وفهرستها وتنظيم أثاثها وإعداد اللوحات
الإرشادية المناسبة داخل المكتبة .
ب-تنظيم سجلات المكتبة .
ج –تكوين جماعة أصدقاء المكتبة وجدولة نشاطها من مسابقات وإذاعة ونشرات .
د- إعداد جدول زيارات المعلمين مع طلابهم .
هـ إعداد جدول التردد والإعارة لفصول المدرسة .
و- التقرير الفصلي لنشاط المكتبة .
5-تضمين خطة مدير المدرسة زيارة المكتبة بصفة دورية ومستمرة :
وذلك للاطلاع على سجلات المكتبة وتنظيمها وأنشطتها المختلفة .
6-متابعة نشاط وخدمات المكتبة المدرسية :
مجال نشاط المكتبة المدرسية متعدد ، ويعتمد بشكل رئيس على نشاط أمين المكتبة ،ولعل كثرة أعداد المترددين تعطي دليلاً على جودة ما تقدمه المكتبة من أنشطة وخدمات . ومن أبرز الأنشطة والخدمات التي تقدمها المكتبة المدرسية :-
¯ الإعارة وفق شروطها وقواعدها المعروفة .
¯ تكوين جماعة أصدقاء المكتبة .
¯ إعداد لوحات حائطية ومطويات .
¯ إجراء مسابقات ثقافية وبحوث .
¯ دعم المكتبة للنشاط العام في المدرسة لما تحويه من أوعية معلومات .
¯ المشاركة في الإذاعة الصباحية .
7-دعم المكتبة المدرسية للقاءات التربوية الشهرية :
يتمثل دور المكتبة المدرسية- في هذه اللقاءات التربوية- فيما تحويه من مصادر المعلومات ذات الأثر الناجع في إثراء موضوعات اللقاءات، حيث يمكن الرجوع إليها عند إعداد تلك الموضوعات .
8-بالنسبة للمدارس الابتدائية من {1 –7 }فصول. فمن الملاحظ أن جميع المعلمين بها يشغلون كامل النصاب من الحصص ، وحتى تؤدي المدرسة دورها المأمول فإنّ على مدير المدرسة وأمين المكتبة المكلّف القيام بما يلي :
· وضع دولاب صغير داخل كلّ فصل يطلق عليه [ مكتبة الفصل ] ، ويتمّ تزويده بمجموعة من الكتب والقصص المتوفرة في المكتبة المدرسية بصفة دورية ، ويقوم رائد كلّ فصل بإعارة طلابه وتسجيل ذلك في سجلّ إعارة يُعدُّ لكلّ فصل .
· تفعيل كل ما من شانه الارتقاء بالخدمات المكتبية من مسابقات شهرية ، وفصلية ، وبحوث تتناسب و أعمار الطلاب ، والتدريب على عمل الملخصات لبعض الكتب أو القصص .
تفعيل المكتبة المدرسية:-
هناك بعض الوسائل لتفعيل المكتبة المدرسية وهي:-
1. ينبغي أن تتلاءم المكتبة مع ظروف البيئة المدرسية (ابتدائي ,إعدادي ,ثانوي) لأن البيئة المدرسية تفرض بالتالي نوعية معينة من الكتب والأثاث.
2. تعويد الطالب علي الدخول إلي المكتبة في سن مبكر ولن يتم ذلك بشكل تربوي سليم إلا بإيجاد حصة للقراءة الحرة ضمن الجدول الأسبوعي.
3. مراعاة التوازن في مجموعات المكتبة المدرسية بحيث لا تنمو مجموعات مادة على حساب بقية المواد تلبية لإرضاء مختلف الميول والرغبات والاتجاهات.
4. إقامة معارض للكتاب في المدرسة وتنظيم زيارات للطلبة.
5. تدريب الطلبة على استعمال المكتبة والاستفادة من محتوياتها المختلفة وخاصة الكتب المرجعية في تعليم كثير من الموضوعات.
6. نقل المكتبة المدرسية إلى أماكن تواجد الناس بمعنى أن تقيم المكتبة ندوات ومحاضرات ثقافية لاجتذاب الطلبة إليها.
7. التزام المدرسين بالقراءة ليكونوا قدوة لطلابنا في القراءة والإطلاع.
8. الإعلان عن الكتب التي وصلت حديثاً بمكتبة المدرسة عن طريق الإذاعة المدرسية وصحيفة الحائط وحصة القراءة الحرة.
9. إصدار نشرة تربوية تثقيفية تحت مسمى\"صحيفة المكتبة\" بإشراف أمين المكتبة وتنشر كل جديد في المكتبة.
10. التشجيع على الاهتمام بالإذاعة المدرسية وحصة القراءة الحرة والمسابقات الثقافية وعمل لوحات الحائط مختلفة الموضوعات.
11. عمل مكتبة متحركة توضع في أماكن مختلفة من المدرسة.
12. تشجيع مكتبات الفصول وتغذيتها باستمرار بكل ما هو جديد.
13. تدريب بعض الطلاب على إدارة المكتبة لتقديم المساعدة لأكبر عدد من المستفيدين.
ومن هنا يجب أن تكون للمكتبة المدرسية دورها الفعال في تعزيز وتطوير العملية التعليمية /التعلمية إلى جانب هدفها الرئيس وهو نشر الثقافة و الفكر.
مجموعة المصادر الأساسية التي ينبغي أن توفرها المكتبات المدرسية والإعداد الفني لها وكيفية إيصال الفرد أو الطالب بمكتبة المدرسة ، فهذه عناصر أساسية يمكن من خلالها تفعيل الدور المنوط بالمكتبة المدرسية في تنمية وثقافة الفرد .
7- مصادر المعلومات الأساسية الواجب توافرها في المكتبات المدرسية :
عند بناء مجموعات المكتبة المدرسية ينبغي أن تكون هناك مجموعة أساسية تمثل نواة هذه المكتبة تلبي معظم احتياجات الطلبة وتمكن المكتبة من أداء خدماتها بصورة جيدة ومباشرة عند افتتاحها ، ومن ثم يمكنها استكمال اختيار باقي مجموعاتها دون تأثرها بأي ضغوط قد تسبب انحراف عملية الاختيار عن مسارها الصحيح ، هذه المجموعة من وجهة نظر الباحث يرى أنها ينبغي أن تشتمل على ما يلي:
" كتب المراجع كالقواميس والمعاجم والموسوعات ودوائر المعارف والأطالس، وما إلى ذلك من المراجع سواء كانت مطبوعة أو الكترونية .
" كتب التعريف بالحاسوب الآلي وكيفية استخدامه ومجموعة برامج تشغيله .
" الكتب العلمية المبسطة بالدرجة الملائمة والأسلوب المشوق وكتب الاكتشافات العلمية والاختراعات الحديثة التي تتلاءم مع النمو العلمي والثقافي للتلاميذ والكتب التي تتناول التطبيقات العلمية وأثرها في نواحي الحياة المختلفة وحبذا لو تم هذا بأسلوب قصصي مشوق.
" الكتب التي تخدم المناهج الدراسية بصورة مشوقة ملائمة .
" الكتب التي تهدف إلى التربية القومية والتصوير الصادق للمجتمع العربي وأوضاعه وتوعية التلاميذ بالنظم والاتجاهات السائدة فيه .
" المسرحيات المطبوعة والإلكترونية الهادفة التي تناسب مستوى الطلاب وتخدم القيم والاتجاهات السليمة .
" السّير والتراجم والرحلات وقصص البطولة والمغامرات المطبوعة منها والإلكترونية .
" القصص والكتب التي تتناول عادات الشعوب وتقاليدها مما يوسع أفق الطالب وثقافته سواء كانت في شكل مطبوع أو الكتروني .
" الكتب التي تصل الطالب بأحدث التطورات والابتكارات العالمية وتظهر دور العلم في تقدم البشرية، وتساعد على تكوين العقلية العلمية واكتساب طريقة البحث العلمي.
" الكتب والقصص الدينية والأخلاقية التي تتوخى الحقيقة وتدعم الإيمان وتخلو مما يثير العقل والجدل .
" الكتب والقصص التي تعالج مشكلات الشباب وتبعد الطالب عن الانحراف وتسمو بعواطفه.
" الكتب التي تتناول القضايا الأدبية والنقدية.
" الكتب التي تتناول المنظمات الدولية ونشاطها .
" الكتب التي تنمي معلومات هيئات التدريس في تخصصاتهم المختلفة .
" كتب التدريب والتوجيه التي تساعد على النمو المهني للمدرسين فنياً وتربوياً .
" مجلة أسبوعية واحدة أو أكثر .
" مجلة مصورة واحدة أو أكثر .
" بعض دوريات الموضوعات العلمية والأدبية .
" بعض الدوريات التي تهتم بالهوايات التي يقبل عليها التلاميذ كتعليم الحاسوب والتصوير وجمع الطوابع والطيران وغيرها. 5- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1972 - الحلقة الدراسية للخدمات المكتبية والوراقة "الببليوغرافيا" والتوثيق والمخطوطات العربية والوثائق القديمة - سورية:وزارة التعليم العالي - ص ص 82-83 .
8- الإعداد الفني لمصادر المعلومات :
تعد عملية الإعداد الفني لمصادر المعلومات التي تم اختيارها للمكتبة المدرسية عملية في غاية الأهمية تعادل في أهميتها عملية اختيار المصادر نفسها فدون تحليل وتنظيم المواد التي تم اختيارها لا يمكن الاستفادة منها وهذه العملة تشتمل على مجموعة من الإجراءات تختلف تبعاً لاختلاف طبيعة مصادر المعلومات المختارة فالمواد السمعية والبصرية لها إجراءات تختلف عن المواد الأخرى كما أن هذه العملية تحتاج إلى أدوات معيارية .
ولكي تؤدي هذه العملية الأهداف المنوطة بها ينبغي أن تشتمل على الحد الأدنى من الإجراءات الأساسية التالية التي تعتبر من أساسيات الإجراءات التقليدية من جهة ، كما أنها تعد إجراءات ضرورية عند تطبيق النظام الآلي من جهة أخرى ، وسوف نركز هنا على الإجراءات التقليدية للمواد المطبوعة لأنها تمثل الغالبية العظمى لمحتويات المكتبة وهذا لا يمنع أن نتناول باختصار المواد غير المطبوعة .
أولاً المواد السمعية والبصرية :
بصفة عامة ينبغي أن تسجل المواد السمعية والبصرية في سجلات خاصة بعد ختمها بختم المكتبة ويحتوي السجل غالباً على البيانات التالية :
- مسلسل المادة في سجل .
- بيانات النشر "اسم الناشر، مكان النشر، تاريخ النشر".
- بيانات الطبعة .
- ملاحظات.
بعد إتمام عملية التسجيل تمر هذه المواد بعملية أخرى فنية تسمى عملية الفهرسة : وهي عبارة عن وصف للمحتوى المادي للمادة على بطاقات الفهرسة مقاس"7.5×12.5" ، ويتناول هذا الوصف البيانات الآتية :
- عنوان المادة .
- بيان المسؤولية .
- بيانات النشر "اسم الناشر: مكان النشر، تاريخ النشر".
- السعة الزمنية للمادة .
وهذه البيانات تكتب وفق قواعد معينة ولعل أبرز هذه القواعد هي القواعد الأنجلو أمريكية للفهرسة ، وبعد ذلك تصفف هذه البطاقات في الأدراج الخاصة بها وتكون جاهزة للاستعمال .
ثانياً: الكتب :
يمر الكتاب بعدة مراحل قبل أن يوضع في مكانه الصحيح على أحد أرفف المكتبة، وقبل أن يكون صالحاً للإعارة ، ونجمل فيما يلي الخطوات التي يجب اتباعها في هذا السبيل :
1- ختم الكتاب: توضع علامة أو سمة خاصة على الكتاب تدل على ملكية المكتبة له ، ويمكن أن يتم ذلك بأن يختم الكتاب بختم المكتبة والذي يحتوي على البيانات التالية :
- مكتبة المدرسة.
- رقم السجل .
- رقم التصنيف .
2- تسجيل الكتاب: يسجل الكتاب في سجل خاص "سجل العهدة" يحتوي على البيانات التالية بالترتيب:
- مسلسل "رقم السجل".
- رقم التصنيف .
- عنوان الكتاب.
- اسم الملف .
- مكان النشر .
- اسم الناشر .
- تاريخ النشر .
- جهة الورود.
- تاريخ الورود.
- ملاحظات.
3- تصنيف الكتاب: للتصنيف في المكتبة أهمية كبرى ، بل لا نغالي إذا قلنا أن التصنيف الجيد هو المعيار الذي تمتاز به مكتبة على مكتبة ، ويمكن تعريف التصنيف بأنه هو ترتيب أوعية المعلومات ترتيباً من شأنه جمع كتب الموضوع الواحد في مكان واحد على أرفف المكتبة تجاورها أوثق الكتب صلة بهذا الموضوع وذلك لتحقيق غرضين:
أولهما: معاونة الفكر لإدراك طبيعة الموضوعات واجتلاء حقائقها وترتيبها لسهولة الرجوع إليها.
ثانيهما: إظهار ما بينها وبين غيرها من صلة في الخواص والأوضاع .
وهناك تصانيف كثيرة شائعة لا مجال لاستعراضها ، أشهرها ديوي العشري وتصنيف مكتبة الكونجرس الأمريكية، هذا إلى جانب عدد كبير من التصانيف الأقل شهرة كتصنيف بروان وتصنيف كاتر وتصنيف رانجاناثان …إلخ.
وعلى أي حال ، هناك ثلاثة أسس ينبغي على أمين المكتبة أن يأخذها بعين الاهتمام عند تصنيف مكتبته، هي :
- جم الكتب وعددها .
- مستقبل المكتبة والوظيفة التي تؤديها، فتصنيف مكتبة دور المعلمين يجب أن يختلف عن تصنيف مدرسة ابتدائية .
- عدد الطلاب الذين يستعملون المكتبة ومستواهم العلمي ومرهم الزمني والعقلي .
وبخبرة الباحث في المجال يرشح تصنيف ديوي العشري للمكتبات المدرسية في البلاد العربية نظراً لقيام كثير من المتخصصين بوضعه في القالب العربي والإسلامي المناسب للمنطقة العربية - تصنيف ديوي العشري : الطبعة العربية الأولى للطبعة الحادية عشرة المختصرة - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - الكويت: شركة المكتنبات الكويتية 1984 -2 مج .
4- تكعيب الكتب: يوضع رقم التصنيف على كعب الكتاب وذلك بعد إضافة الحرفين الأولين من اسم المؤلف والحرفين الأولين من عنوان الكتاب وهذا بغرض تجميع الكتب ذات المؤلف الواحد في مكان واحد إضافة إلى تسهيل مهمة الطالب في الوصول إلى الكتاب بسرعة .
5- عملية فهرسة الكتب: من المهم بعد الحصول على مواد المعلومات الملائمة لاحتياجات الطلاب ، تنظيم هذه المواد وعرضها بطريقة تؤدي إلى الاستخدام السريع والسهل، كذلك من المهم توفير الأداة " الفهرس" التي تعد بمنزلة الدليل لما هو موجود في المكتبة ، ومكن تعريف الفهرس بأنه أداة دقيقة وسريعة لإيجاد كتاب بعنوان معين أو بموضوع معين أو مؤلف معين ، ولكي نحقق ذلك لا بد أن نعتمد على قواعد للفهرسة ، وظيفتها وصف الملامح المادية والموضوعية للكتب وغيرها من المواد بوساطة مجموعة من البيانات ، ولعل أبرز وأنسب قواعد الفهرسة الوصفية الآن هي قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية حيث أنها تقدم ثلاثة مستويات للوصف :
- المستوى الأول : وهو المستوى المبسط أو المنجز .
- المستوى الثاني : وهو المستوى المتوسط للوصف .
- المستوى الثالث: وهو المستوى المفصل للوصف.
وبالنسبة للمكتبات المدرسية يرجح استخدام المستوى الثاني للوصف "انظر شكل رقم 2" حيث أنه يفي بالغرض، ولا توجد مشكلة في تطبيق هذه القواعد وخصوصاً أنها عربت(7
6 -جيب الكتاب: يوضع جيباً للكتاب وترفق به بطاقة جيب للكتاب ويلصق جيب الكتاب عادة على الصفحة الداخلية للغلاف الخارجي الواقع في أخر الكتاب وتوضع فيه بطاقة جيب الكتاب، وهي تحتوي على البيانات التالية "انظر شكل رقم "3" " وبعد ذلك يكون الكتاب جاهزا للتداول والإعارة ويوضع في مكانه المناسب على رفوف المكتبة.
بطاقة جيب للكتاب
" عنوان الكتاب
" اسم المؤلف
" اسم المستعير
ثالثاً الدوريات:
من المعروف أن المعلومات التي تتضمنها أحدث الكتب تعد قديمة نسبياً عن المعلومات التي تتضمنها الدوريات ، والمكتبة الحية تحاول أن تسد الثغرة بين عالم الكتب والعالم الآتي الذي تتناول أخباره الدوريات بكل ما فيه من معلومات جديدة .
ولذا يمكننا القول بأن أهمية الدوريات بالنسبة للمكتبات المدرسية تضاهي أهمية الكتب .
وتختلف الإجراءات الخاصة بتجهيز الدوريات لعرضها على الطلاب عن إجراءات الكتب ، ذلك أن أهم شيء يميز الدوريات عن الكتب هو الاستمرارية وفيما يلي هذه الإجراءات :
1- متابعة وصول الدوريات :
إن قيمة الاشتراك السنوي للدوريات التي تم اختيارها تسدد عادة مقدماً ، وإذا تم ذلك فيجب التأكد من أن جميع الأعداد التي دفعت فيمتها سلفاً تصل بانتظام .
ويمكن تسجيل ذلك في دفتر خاص يسمى سجل الدوريات وغالباً يشتمل على البيانات الآتية:
- عنوان المجلة .
- نوع المجلة .
- عدد مرات صدورها .
- تاريخ صدورها .
- اسم النشر .
- مكان النشر .
ثم بعد ذلك تقسم الصفحة إلى شهور السنة أفقياً والسنين رأسياً فيصبح لكل شهر مربع خاص به، كما يمكن تقسيمه إلى أربعة مربعات أخرى، وهذا في حالة الدوريات التي تصدر أسبوعياً .
ويجوز تسجيل الدوريات على بطاقات مقوية يوجد فيها البيانات السابقة ترتب ألفبائياً في ملف خاص . وعندما تصل الدوريات أو المجلة إلى المكتبة يسجل رقم ذلك العدد تحت الشهر المعين في البطاقة وفي حالة عدم وصول الدورية أو المجلة توضع إشارة × .
وغالباً يفضل طريقة البطاقات عن السجل، لأن البطاقة تعطي مرونة أكثر من السجل وخصوصاً في عملية الترتيب للدوريات المسجلة.
2- فهرسة الدوريات:
تحتاج الدوريات إلى معالجة تختلف بعض الشيء عن معالجة الكتب وذلك لأن أهم شيء يميز الدوريات عن الكتب كما قلنا هو صفة الاستمرارية، ولذلك فإن مدخل الدوريات مفتوح لا يغلق إلا عندما تقف الدورية عن الصدور، كذلك يجب أن يذكر في بطاقة فهرسة الدورية اعداد كل ما تقتنيه المكتبة من تلك الدورية، فبطاقة فهرسة الدوريات هي أولاً وسيلة لإيجاد الدورية ، وثانيا"ً سجل لما تقتنيه المكتبة من تلك الدورية، وتشتمل بطاقة الفهرس المعلومات التالية :
- العنوان .
- تاريخ صدور أول عدد وصل المكتبة ورقمه.
- مكان النشر .
- اسم الناشر .
- كونها اسبوعية أو شهرية .
- ما إذا كانت تحوي صوراً أو غيرها من وسائل الإيضاح .
ويمكن الاعتماد على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في فهرسة الدوريات حيث أنها تحتوي على فصل خاص بالدوريات وطريقة فهرستها . 7- راجع موجز قواعد الفهرسة الانجلو أمريكية في طبعتها الثانية / ميشيل جرومان تعريب محمد فتحي عبد الهادي، نبيلة خليفة جمعة
ط1 القاهرة: د.ن "1987"
3- تصنيف الدوريات:
تصنف الدوريات مثل الكتب ويفضل تصنيف ديوي العشري لهذا الغرض وغالباً يضاف الثلاثة أحرف الأولى لعنوان الدورية بعد إهمال التعريف ويعد هذا هو الرقم الخاص للدورية .
بعد الانتهاء من عمليتي الفهرسة والتصنيف للدوريات توضع البطاقة في الفهرس وتوضع الدورية في مكانها على الرفوف الخاصة بالدوريات .
في نهاية هذا العرض الموجز للعمليات الفنية، أو أن أشير إلى أهمية الإجراءات التقليدية لبناء أي نظام آلي للمكتبة، فعملية مكننة المكتبة لا تنشأ من فراغ بل على ما تم إعداده تقليدياً، فكلما كانت المكتبة معدة تقليدياً جيداً، كانت عملية المكننة سهلة وناجحة.
كما أود أن أشير إلى أهمية وجود نظام آلي للمكتبة سواء كان جاهزاً أو محلياً وخصوصاً أن الأنظمة الآلية أصبحت متوافرة وبأسعار تناسب ميزانيات كثير من المدارس على أنه ينبغي أن يشتمل نظام المكتبة على النظم الفرعية الآتية:
نظام التزويد، ونظام الفهرسة، ونظام الإعارة .
فمثل هذا النظام من شأنه أن ييسر الإستفادة من المكتبة وبالتالي الإستفادة من دورها الثقافي في بناء الفرد .
9- كيفية إيصال الطالب بمكتبة المدرسة :
هناك مجموعة من الأنشطة والبرامج التي يمكن من خلالها إيصال الفرد بمكتبة المدرسة، وتقع المسؤولية على أمين المكتبة في وضع هذه البرامج والأنشطة محل التنفيذ وتكمن هذه البرامج والأنشطة فيما يلي :
- تنشيط القراءة الحرة عن طريق تنظيم المسابقات: وذلك بعمل مسابقات في موضوعات مختلفة، ورصد جوائز قيمة للبحوث التي تستحق النشر.
- تشجيع القراءة في الهواء الطلق: بأن تقام الرحلات في العطلات إلى المنتزهات أو البر أو الشاطئ مع أخذ مجموعات قصصية تلائم إلى حد ما جو الرحلة المقامة .
- إصدار مجلة خاصة بالمكتبة المدرسية يساهم في إعدادها الطلاب وتهدف إلى خلق شعور بأن المكتبة المدرسية المكان المجيب إلى أنفسهم حيث يمكنهم التعبير عن شخصياتهم بالمساهمة في تحرير المقالات .
- التوسع في برامج النشاط الثقافي: بأن تقام الندوات والمحاضرات الهادفة والتي تتناسب مع ميول الطلاب .
- تعليم استخدام الانترنيت: يعد الانترنيت وسيلة من الوسائل الثقافية المهمة في هذا العصر تساعد الطلاب في الحصول على أية معلومة في أي مكان في العالم بسهولة ويسر، فهي أصبحت بحق بارجة العبور إلى الثقافة العالمية. لذلك من المهم أن تخصص المكتبة حصة أسبوعية لجميع الصفوف لتعليمهم كيفية البحث من خلال الانترنيت، ولا سيما أن الانترنيت أصبح مجبباً لجميع الطلاب.
- تنمية التذوق الموسيقي لدى المترددين على المكتبة المدرسية : تساعد الموسيقا على تنمية المواهب الفنية وخلق الذوق الرفيع لدى الطلاب الأمر الذي يدعو إلى زيادة اهتمام المكتبة المدرسية بنشر التوعية الموسيقية وتنمية الذوق الموسيقي لدى المترددين عليها وذلك بإذاعة المقطوعات الموسيقية الهادئة في قاعة المكتبة خلال ساعات الدوام بحيث يستمع القرّاء بالاستماع إلى تلك المقطوعات الموسيقية التي تهيئ لهم الجو المناسب للقراءة والبحث.
- تنظيم الرحلات الثقافية: يقترح أن تقوم المكتبة المدرسية بتنظيم برنامج للرحلات الثقافية يشمل زيارة المعالم الرئيسية في البلد، وتحقيق مثل هذا البرنامج يزيد من ارتباط المكتبة المدرية بطلابها، حيث لا تقتصر وظيفة المكتبة على تقديم المعلومات عن طريق الكتب فحسب بل أيضاً عن طريق الزيارات العلمية الهادفة.
- الدعوة إلى تخصيص أسبوع للمكتبات المدرسية : يقترح تخصيص أسبوع من كل عام دراسي تحتفل فيه وزارة التربية بالمكتبات المدرسية يتعرف الطلاب والمهتمون بالمكتبات على أوجه النشاطات المختلفة التي تقدمها المكتبة ويمكن اتخاذ هذا الأسبوع مناسبة طيبة لتقديم الجوائز التشجيعية والتقديرية على النحو التالي:
" أكثر أفراد الطلاب تردداً على المكتبة .
" أحسن البحوث والدراسات التي يتقدم بها الطلاب .
" أفضل الملخصات التي يعدها الطلاب لبعض المكتبات .
" أفضل قصة تكتب من قبل الطلاب المترددين على المكتبة .
" أحسن الأعمال الفنية التي عرضت في معارض المكتبات .
" أفضل المسرحيات التي تدعو إلى الاستفادة في المكتبات المدرسية .
" أحسن المكتبات المدرسية أداءاً لرسالتها .
وفي النهاية، هذه العناصر ليست صعبة التنفيذ إذا تم التعاون بين أمين المكتبة والإدارة المدرسية من جانب، والإدارة المدرسية مع القيادات الفنية المهتمة بالمكتبات المدرسية بالجهة القائمة على التعليم من جانب آخر، على أن يكون الهدف من وراء ذلك هو الطالب وكيفية إيصاله بالمكتبة لتخريج جيل من المثقفين القادرين على تحمل كل المهام التي تسند إليهم في المستقبل .
تعريف المكتبة المدرسية
اهدافها
اهميتها
المكتبة الشاملة
1. مفهوم المكتبة المدرسية School Library
لقد كان المفهوم السائد حول المكتبة المدرسية عبارة عن مستودع للكتب في زاوية بعيدة ومهجورة يأتي عليها حين من الدهر لا يلتفت إليها أحد، وكان ينظر لامين المكتبة بمثابة الحارس لمجموعة المكتبة من الفقد والضياع دون الأخذ في الاعتبار الخدمات الأخرى التي يجب أن يقدمها للمجتمع المدرسي من الطلاب والمدرسين والإداريين
ونتيجة للمستجدات التي حدثت في مجال المكتبات والمعلومات اهتز هذا المفهوم الخاطئ حول المكتبة المدرسية في ضوء التطورات المعاصرة وما شهدته الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية من تطورات ثورية خطيرة إزاء زحف التكنولوجيا الحديثة اليها بما لها من ثقل ووسائل مستحدثة وتفكير علمي خالص اطاح بالمفهوم التقليدي للمكتبة
واثرت الاتجاهات والمتغيرات التي صاحبت التطور العلمي والتكنولوجيا في كافة مجالات البحث العلمي تأثيرا ايجابيا على الاساليب والنظم التعليمية والتربوية وفي فلسفة التعليم، وكان لهذا التأثير انعكاساته على المكتبة المدرسية بوصفها القاعدة الاساسية ومحور التقاء برامج الانشطة التعليمية في كافة مستويات الدراسة التعليمية المختلفة - أحمد عبد الله العلي. المكتبة المدرسية والمنهج المدرسي: دراسة نظرية وميدانية.- القاهرة: مركز الكتاب للنشر، 1995، ص 71
ونظرا لعدم وجود تعريف محدد ومتفق عليه للمكتبة المدرسية فأننا نسوق هذه التعريفات خدمة لمفهوم المكتبة الحديث.
- المكتبة المدرسيةمكان يتمتع بالاحترام العميق يمكن ان يتصل فيه الفرد الراغب في بذل الجهد بالافكار التي سجلها الانسان عبر العصور بطريق مباشر، وهي المكان الوحيد في المدرسة الذي يمكن ان يعمل فيه الفرد بمفرده دون مساعدة الآخرين - حسني عبد الرحمن الشيمي. مقومات الدور التربوي للمكتبات المدرســـية: دراســة تطبيقية.- الرياض : دار المريخ،1986، مصدر سابق، ص 21
، وهي أول نوع من أنواع المكتبات يتعامل معه الفرد في بداية حياته ويتوقف استخدام الأنواع الأخرى من المكتبات على نجاحه أو عدم نجاحه في استخدام المكتبة المدرسية والاستفادة منها - محمد فتحي عبد الهادي. "الاستخدام التربوي والتعليمي للمكتبة المدرسية"، المجلة العربية للمعلومات.- مج18، ع1، تونس 1997، ص 5
، وهى مكان يحتوي على حوامل المعلومات Carriers of Information وهيئة موظفـين وتجهيزات يذهب إليه المتعلم للحصول على المعلومات التي يحتاجها لتعليم نفسه تبعا للبرنامج التعليمي لمدرسته واستجابته لاحتياجاته الخاصة" - حسني عبد الرحمن الشيمي. مقومات الدور التربوي للمكتبات المدرســـــية: دراسة تطبيقية.- الرياض : دار المريخ، 1986، مصدر سابق، ص 22
، في حـين اعتبر جين لويس Jean Lewis المكتبة المدرسية أساسا هاماً في قيـاس مدى فعـالية اي نـظام تعـليمي لاحتوائها على مجموعة من المراجع المساعدة في استقصاء المعلومات ودورها في تشجيع التلاميذ على استخدام مـوادها وكـيـفية الوصول الى المعلومات فيها.
ويلحظ من خلال تعريفات المكتبة المدرسية آنفة الذكر انها تركز على ناحية وتهمل ناحية اخرى الا انها تشترك في العديد من الاسس التالية:
- الفرد بدلا من الجماعة هو اساس النشاط.
- تعليم الذات.
- احترام او تقدير مسجلات الانسان.
- تقديم المعلومات لمستويات فكرية مختلفة من التلاميذ والطلاب.
وبهذا لا يمكن ان نبتعد في تعريف المكتبة المدرسية عن النظام التعليمي والمدرسة، فالمكتبة المدرسية هي النافذة التي يطل منها التلميذ على العالم يرى من خلالها ثقافته وحضارته وتقدمه ويطلع عبرها على منجزاته في جميع الميادين وهي الاستاذ الدائم والمدرسة المستمرة في حياة الفرد.
ويمكن القول بأن المكتبة المدرسية "عبارة عن بناية او غرفة او مجموعة من الغرف احتوت على مجموعة من المواد المكتبية المطبوعة وغير المطبوعة أحسن اختيارها وجرى تنظيمها وتيسير استخدامها تحت إشراف مهني متخصص لتقديم الخدمات المكتبية المناسبة لمجتمع المدرسة من المعلمين والطلبة" وأصبحت المكتبة المدرسية مركز اتصال يعبر عن ما تحتويه من كتب ووسائط او ما نطلق عليه المكتبة الشاملة.
أهمية المكتبة المدرسية
للمكتبة المدرسية اهمية خاصة تنبع من كونها النوع الأول من أنواع المكتبات الذي يواجهه الطالب في حياته ويتمثل اول احتكاك له بمصادر المعرفة وهي الأساس المتين في العملية التعليمية والتربوية ولها فضل على المعلم والتلميذ عندما كان هدفها رفع كفاءة كل منهما.
وتلعب المكتبة المدرسية بمفهومها المعاصر دوراً أساسياً في تعزيز المنهج المدرسي ، وتشهد العملية التربوية تغيرات أسهمت في تحديث مفهوم المكتبة المدرسية ، حيث خرجت بها من دورها الثانوي الهامشي إلى صلب العملية التعليمية بل ازداد ذلك الإسهام في إدخالها في مجمل البرامج التعليمية ، فإذا كانت التربية بمفهومها العام هي أداة اجتماعية ؛ فإن المكتبة بمفهومها المعاصر هي أداة تربوية . من هنا أضحت المكتبة المدرسية شريكاً مباشراً في مجمل عمليات التطوير التربوي .
إن ما نشهده اليوم من ظهور للنظم التربوية الحديثة، وما أدى ذلك من بروز الحاجة للمعرفة والتجريب يدفع المكتبة المدرسية للاهتمام بالدور التربوي باعتبارها جزءاً أساسياً من مكونات المدرسة، وهذا بدوره يقودنا إلى تفعيل هذا الدور حتى يساهم في تحقيق الهدف من وجود المكتبة المدرسية في المؤسسات التعليمية .وبمراجعة الأهداف العامة لسياسة التعليم نجد أنها اشتملت بنوداً اشتقت منها أهداف المكتبة المدرسية ، بل أنه لا يمكن تحقيقها بالشكل المرجو إلا بتحقق أهداف المكتبة المدرسية .
- وتؤدي المكتبات المدرسية دوراً بالغ الأهمية في بناء ثقافة الطالب وتنميتها فهي بصفتها مؤسسة اختزانية ، فإنها تحوي على عناصر الثقافة سواء كانت مادية أو غير مادية ، وهي بحكم موقعها تعد نقطة الانطلاق أو البداية التي يمكن من خلالها بناء الفرد ثقافيا ، فهذا النوع من المكتبات يمكن أن يتعلم الفرد من خلاله معنى المكتبة وأهمية الكتاب والمواد الأخرى لنقل المعرفة وطرق تنظيم المجموعات واستخدام الفهارس وبدايات القراءات الحرة وتقييم المادة المقروءة والبحث المنهجي المنظم وغير ذلك من المهارات التي تساعد الفرد على مواصلة مسيرته التعليمية وتجعل منه فرداً مثقفاً يساهم مساهمة فعالة في تنمية مجتمعه ورقيه . عوض توفيق عوض . الأهداف التربوية للمكتبة المدرسية . مجلة المكتبات والمعلومات العربية . س 6 ، ع 4 ، ( أكتوبر 1986) ، ص ص 83 - 107-
المكتبة المدرسية و التشجيع على القراءة
تقوم المكتبة المدرسية بين جدران المدرسة أساسا لخدمة الطلاب و المدرسين في المدرسة وهى تسعى إلى تقديم مواد القراءة التي تساند المناهج والقراءات الترفيهية والترويحية وكذلك القراءات التثقيفية للطلاب والمدرسين وتعمل على تشجيع الطلاب على القراءة الحرة وغرس وتنمية عادة القراءة والاطلاع لديهم والاستعانة بالكتب المختلفة والحرص علي تكوين مكتبات شخصية يوجد بها الأوعية التي يفضلونها وتستحوذ علي اهتماماتهم المختلفة وكذلك إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتي والتفكير العلمي والتفكير الابتكارى.
وتعتبر المكتبة المدرسية كذلك مركزا للإشعاع الثقافي في المدرسة فهي لها أكبر الأثر في تشجيع الطلاب على القراءة، واقتناء الكتب حيث أن النظام التعليمي أصبح لا يقف عند حد التعليم وتلقين قدر معين من المعلومات وإنما امتد ليشمل تعليم الطلاب البحث والاطلاع و إضافة معلومات أخرى خارج المناهج الدراسية وليس الاعتماد على المنهج وحده ، والمكتبة المدرسية هي الأساس لأنها أكثر أنواع المكتبات عددا و أوسعها انتشارا والمواطن يتعامل مع المكتبة المدرسية في أهم مراحل تكوينه ومن ثم فانه يمكن للعادات والقيم والخبرات المكتسبة من التعامل مع هذه المكتبة أن تصاحب الفرد في جميع مراحل حياته ومن مجموع الأفراد يتكون المجتمع ووظيفة المكتبة المدرسية وظيفة هامة و أساسية إذ إنها تعمل على انسجام وتكيف الطالب أو التلميذ في الإطار الثقافي العام كما تساعده على القيام بنشاطاته المختلفة كفرد في تلك المدرسة ، كما أنها تعمل على تنمية شخصية التليمذ الخلاقة وتنمية فكره النقدي البناء، بحيث يتمكن عن وعى وبالتعاون مع أبناء مجتمعه من الإسهام في تطوير مجتمعه بدءا من دائرة أسرته إلى دائرة وطنه الكبير، وكذلك تعمل المكتبة المدرسية على إعداد المواطن إعدادا سليما للاندماج النشيط في حياة المجتمع بتزويده بأساسيات التعليم والثقافة ، وهى تعمل على خلق جيل جديد يؤمن بالثقافة ويسير في ظلالها وركبها ،وهى تعمل مكملة للعملية التعليمية وهى حلقة وصل بين البيت والمجتمع والمدرسة.
ويجب التأكيد والاعتراف بدور المكتبة المدرسية في التشجيع على القراءة واقتناء الكتب ويرجع ذلك لأن دور المكتبة المدرسية يأتى بعد دور المنزل والمدرسين حيث أنها أول ما يقابل القارئ في حياته من أنواع المكتبات وسوف تتوقف علاقته بأنواع المكتبات الأخرى على مدى تأثره ،وانطباعه عنها ، وعلى ما يكتسبه من مهارات في التعامل مع مصادر المعلومات المختلفة ، لتحقيق مختلف الأغراض التعليمية والثقافية والبحثية بل والترفيهية أيضا فإذا قام المنزل بدوره في تأسيس مكتبة شخصية تضم أوعية معلومات مختلفة تتناسب مع جميع المراحل العمرية والتعليمية لأبنائهم فإن المدرسين يساعدون ، ويرشدون الطلاب إلى القراءة وإلى عمل أبحاث مختلفة بالاستعانة بالكتب والأوعية المختلفة . ومن ثم تنمية عادة القراءة لديهم . أما عن المكتبة المدرسية فلها دور فعال ومؤثر في التشجيع على القراءة في الموضوعات المختلفة وتنمية القدرة على التعلم من الكتب بلا مدرس وتنمية شهية الطالب من النواحي العلمية والاجتماعية والثقافية حيث تدعم قدرة التلميذ على القراءة ، كما أنها تسهم إسهاما مباشرا في تزويد التلاميذ بالقيم والسلوكيات والأخلاق العامة بما تدبره من مجموعات ومقتنيات وقراءات ومشروعات وعمل جماعي وكذلك فإنها تخلق عند التلميذ حب الكتب والقراءة في تلك المرحلة المبكرة من حياته ومن ثم يشب على الاهتمام بالقراءة والتعليم الذاتي وممارسة الهوايات النافعة ويكون مجتمع المستقبل القارئ المثقف . - سعيد أحمد حسن . المكتبات : أثرها الثقافي ،الاجتماعي ،التعليمي . ـ القاهرة : دار الفكر العربي ،1991 .
• أهداف المكتبة المدرسية:-
يمكن تحديد أهم أهداف المكتبة المدرسية فيما يلي:-
1. بناء وتنمية مجموعات المكتبة من المطبوعات وغيرها من المواد السمعية والبصرية بما يتمشى مع مطالب المنهج الدراسي واحتياجات الطلاب.
2. الإرشاد والتوجيه:- من أهداف المكتبة المدرسية إرشاد الطلاب إلى حاجاتهم وتوجيههم التوجيه السليم والتعرف علي مشروعاتهم التربوية التي يقوم المعلمون بتكليفهم إياها.
3. تنمية مهارات البحث العلمي:-وذلك عن طريق تعليم الطلاب على استخدام المواد المطبوعة فيكتسبوا الخبرة في استعمال المعاجم, والموسوعات, ومصادر المعرفة المختلفة.
4. تنمية الاهتمامات :- فهي تساعد الطلاب في غرس مجموعة من الرغبات والهوايات المفيدة في نفوسهم.
5. تنمية الخبرات الجمالية وتقدير الفنون:-فقاعة المكتبة عادة ذات ألوان جذابة من الداخل, وكتبها ذات ألوان جميلة, وجدران المكتبة مزينة بالصورالفوتوغرافية فجميع هذه الأشياء تخلق جواً مريحاً تستجيب له عواطف الطالب وتزيد من حبه لها.
6. تشجيع الثقافة الدائمة بواسطة استعمال مصادر المكتبة المختلفة.
7. تغرس المكتبة عادات اجتماعية فاضلة في نفوس الطلاب وتشجيعهم على الحياة الديموقراطية . فالمكتبة تتيح للطالب فرص العمل الجماعي التعاوني كالاشتراك في بحث أو دراسة موضوع معين كما أنها تعودهم على الأمانة والمحافظة علىأموال الغير واحترام شعور الآخرين والتزام الهدوء داخل المكتبة.
8. التعاون مع هيئة التدريس ومسؤولي الإدارة في المدرسة حيث أصبحت المكتبة ورشة دراسية باعتبارها مرفقاً تربوياً يتيح الفرصة لممارسة أنواع مختلفة من الأنشطة.
: -أولا: الأهداف العامة في سياسة التعليم وأهداف المكتبة المدرسية :-هنا سنذكر الهدف العام في سياسة التعليم ويليه الهدف من المكتبة المدرسية والمشتق من الهدف العام ويسعى لتحقيقه مع ملاحظة أنه قد يتكرر هدف من أهداف المكتبة المدرسية يحقق أكثر من هدف من أهداف السياسة التعليمية :- تزويد الطالب بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضواً عاملاً في المجتمع .- اكتساب خبرات مكتبيه وذلك عن طريق التعرف على كيفية العثور على مصادر المعلومات داخل المكتبة وتنمية قدرات الطلاب على استعمال جميع أنواع أوعيه مصادر المعلومات
.- تشجيع وتنمية روح البحث والتفكير العلميين وتقوية القدرة على المشاهدة والتأمل ، وتبصير الطلاب بآيات الله في الكون وما فيه وإدراك حكمة الله في خلقه لتمكين الفرد من الاضطلاع بدوره الفعال في بناء الحياة الاجتماعية وتوجيهها توجيهاً سليماً
.- تدريب القراء على الفهم والتلخيص والشرح والتحليل وإعداد البحوث والتعبير بأسلوب واضح ومفهوم
.- تنمية مهارات القراءة وعادة المطالعة سعياً وراء زيادة المعارف .- غرس وتشجيع عاده القراءة وحب المطالعة والبحث وعدم الاكتفاء بما يقوله المدرس أو ما يرد في المقرر الدراسي
.- اكتساب القدرة على التعبير الصحيح في التخاطب والتحدث والكتابة بلغة سليمة وتفكير منظم .
- تدريب القراء على الفهم والتلخيص والشرح والتحليل وإعداد البحوث والتعبير بأسلوب واضح ومفهوم
- .- التعرف على الفروق الفردية بين الطلاب توطئة لحسن توجيههم ، ومساعدتهم على النمو وفق قدراتهم واستعداداتهم وميولهم .
- - تنمية قدرات الطلاب على استعمال جميع أنواع أوعية مصادر المعلومات .-
- الاهتمام باكتشاف الموهوبين ورعايتهم ، وإتاحة الإمكانيات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة ، وبوضع برامج خاصة
- .- اكتشاف الموهوبين ورعايتهم ، واتاحة الإمكانيات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج التي تعدها المكتبة لهذه الفئة .-
- غرس حب العمل في نفوس الطلاب ، والإشادة به في سائر صوره ، والحض على إتقانه والإبداع فيه ، والتأكيد على مدى أثره في بناء كيان الأمة .
- - إكساب الطلاب عادات اجتماعيه حسنه وذلك عن طريق التعاون واحترام الأنظمة والتعليمات والتقيد بها . ومن أهم العادات التي يكتسبها الطالب مايلي:
- أ- التزام الهدوء وتقدير مشاعر الآخرين وتفادي إزعاجهم .ب - بث روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب عن طريق الأبحاث الجماعية ج –
- غرس الأمانة والإخلاص واحترام حقوق الآخرين وحب النظام وحب الكتاب وإدراك أهميته .
- د - تعويد الطلاب على استغلال وقت الفراغ الاستغلال الأمثل
2. التعريف بالمكتبات التقليدية
ولدت المكتبات مع ميلاد الحضارة الإنسانية المسجلة ولقد مضي الوقت الذي كانت المكتبة تعتبر فيه مخزنا للكتب او مظهرا من مظاهر الأبهة التي تحرص على الزخرف والشكل دون الجوهر.... وهي المكتبات التي لا تتوفر فيها الوسائل التقنية الحديثة تحتوي على مطبوعات تقليدية من كتب ونشرات وصحف ومجلات تقدم خدماتها بشكل تقليدي.
وينظر تقليديا الى المكتبات بمقتضى نظم تشغيلها كوحدات منفصلة ضمن المدرسة واحيانا كمؤسسة ضمن مؤسسة المدرسة ومع ذلك، بداية من سنة 1945 ف اعتبرت جمعية المكتبات الامريكية (A.L.A) مكتبة المدرسة كطريقة تدريس وعلى الرغم من ان هذه النظرة تكونت منذ اكثر من 56 عاما الا انها وبشكل منعش ومدهش وثيقة الصلة بالمنهج المعتمد على النتائج التي طبقت بمدارس جنوب افريقيا ، الا ان هذه النظرة تغيرت ونشأ نوع جديد من المكتبات المدرسية يمكن ان نطلق عليه المكتبة المتطورة او المكتبة الشاملة التي تضم مصادر المعلومات المطبوعة وغير المطبوعة.
3. التعريف بالمكتبات الشاملة Comprehensive Library
لم تعد المكتبة المدرسية في الوقت الحاضر مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة وانما اصبحت مركزا للتعلم يستطيع الطالب من خلاله استــخدام مـصادرها المختلفة للحصول على المعلومات بهدف البحث والاستشارة او القراءة الترويحية، كما اصبح الهدف منها تدعيم واثراء المناهج الدراسية ومواكبة الفكر الـتربوي الحديث الذي يؤكد على ضرورة توفير الفرص الكافـية
للطلاب لتحقيق النمو المتكامل على أسس فردية وفق قدراتهم وميولهم واستعدادتهم وقد ادى ذلك الى ضرورة توفير كافة اشكال المواد التعليمية واجهزتها المتمثلة في اوعية الذاكرة الخارجية والآت تشغيلها وتخطيط برامج موسعة وشاملة لخدمات المكتبة المدرسية باعتبارها محـوراً للعملية التعليمية والتربوية والثقافية المتصلة بها - مدحت كاظم، حسن عبد الشافي. الخدمة المكتبية المدرسية، مقوماتها، تنظيمها، انشطتها.– ط3. – القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1990، ص 24
وفي مضمار المكتبات المدرسية هناك تلاحم بين المكتبة وبين الوسائل السمعية والبصرية بمفهومها التعليمي انعكس في التسميات المتعددة التي اصبحت تطلق على المكتبات المدرسية الحديثة وعلى أمين المكتبة الذي اصبح يعرف باختصاصي المعلومات.
ولقد حاول كثير من المكتبيين اختيار اسم مناسب للمكتبة المدرسية الحديثة يعكس المفهوم الحديث لها وبما تقتنيه من مواد تعليمية مطبوعة وغير مطبوعة ومن بين الاسماء التي اطلقت عليها كما اشار اليها مدحت كاظم، حسن عبد الشافي
- مركز التعلم Learning Center
- مركز الاوعية المتعددة Multimedia Center
- مركز المصادرResource Center
- مركز مصادر التعلم Learning Resource Center
- مركز الوسائل السمعية والبصريةAudio-Visual Center
- مركز الاوعية المكتبيةLibrary Media Center
- مركز المواد التعليمية Instructional Materials Center
- المكتبة الشاملة Comprehensive Library
"ولذا استقر الرأي بين المكتبيين العرب على إطلاق اسم المكتبة الشاملة للدلالة على شمول المكتبة المدرسية لمختلف أوعية المعلومات المطبوعة وغير المطبوعة وأجهزتها". "ولان التغيير في تسمية المكتبات المدرسية يُعبر عن واقع بل تحدّ ينبغي لهذه المكتبات أن تتأقلم معه إذا لم يعد التعليم الحديث يعتمد على وسائل التدريس التقليدية" وان مسميات المكتبة المدرسية : (مركز، تعلم، أوعية، مصادر، شاملة) تعكس التحول الجذري في فلسفة ومفهوم ومجاميع وخدمات المكتبات المدرسية وشموليتها لكافة اوعية المعلومات المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية لتكون مركز اشعاع فكري وثقافي وتربوي وتعليمي للطلاب
- التحول الى مكتبات شاملة
"المكتبة الشاملة ديناميكية تتصف بالفعالية والتغير المستمر فهي لا تتألف من مجموعات للكتب منظمة مفهرسة ومصنفة جاهزة للإعارة فحسب بل تستخدم كل طريقة معروفة لتشجيع استخدام مقتنياتها فتثير الاهتمام بالقراءة الجيدة والمشاهدة المفيدة وتذكي حب الاستطلاع الفكري وتوسع افق الطالب ومداركه وتزرع لديه الابتكارية وكل ما يؤدي الى التفاعل مع الحياة ومتطلباتها وهو ما يدعو الى التحول للمكتبات الشاملة .
- المكتبة الشاملة ضرورة تعليمية
ان التقدم العلمي و التكنولوجي الذي تحقق خلال النصف الثاني من القرن العشرين اضاف وسائل اتصال حديثة كان لها الدور الكبير في نقل المعرفة والمعلومات ونشرها على اوسع نطاق من خلال اوعية المعلومات غير التقليدية التي تعتمد على حاستي السمع والبصر كالافلام الثابتة والمتحركة والمسجلات الصوتية والشفافيات والاذاعة المرئية واشرطة جهاز العرض (المشاهدة) الخ.... واستخدمت هذه الوسائل كوسائل اتصال تعليمية في العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية لتحقيق الاهداف التعليمية والتربوية وكان على المكتبات المدرسية ان تستقبل هذا التقدم العلمي وتسخيره وتوظيفه لصالحها. وبذلك اصبحت المكتبة المدرسية مركزا للمصادر التعليمية.
وتؤكد الحقائق العلمية والتربوية ان الاطفال يتعلمون وينمون ثقافيا من خلال اتصالهم بمؤثرات ثقافية وطبيعية واجتماعية في البيئة التي يعيشون فيها وان اكتسابهم للمعلومات يتم عن طريق الحواس الخمس: البصر، السمع، اللمس، التذوق، الشم، قال تعالى "قل هو الذي انشأكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون"
ومن بين الابحاث التي تؤكد على هذه الناحية ما قام به د. رونالد ستيورات (Ronald Stewart) المدير العام لمركز تكــنولوجيا التعليم بجامعة تكساس الامريكية الذي توصل من خلال ابحاثه الى ان حاسة البصر يتعلم منها الانسان بنسبة 85% وهي تأتي في المرتبة الاولى، اما حاسة السمع فهي بنسبة 11% وتأتي في المرتبة الثانية، اما حواس اللمس والشم والذوق يتعلم منها الانسان بنسبة 4% وهي تأتي في المرتبة الثالثة 18 - مدحت كاظم، حسن عبد الشافي. الخدمة المكتــبية المدرســية.- مصـدر ســابق، ص ص 22-23
ويُرجع "براون" (Brawen) وهو من رجال المكتبات المشهورين ان المشاكل التي ظهرت على التعليم في العصر الحديث هو بسبب "التضخم السكاني الرهيب_ الانتشار السريع للمعرفة والمخترعات الحديثة، الحاجة الملحة لاعداد القوى العاملة" التي تتم بواسطتها مقابلة متطلبات العصر وتحديات المستقبل مما جعل وجود المكتبة المدرسية الشاملة امراً ضرورياً لاداء المدرسة لرسالتها التربوية والتعليمية نحو التعليم الذاتي والتعليم المستمر مما جعل المكتبة الشاملة تحقق الميزات التالية:
- تكامل مواد التعليم وترتيبها في مكان واحد سواء اكانت مواد مطبوعة او غير مطبوعة وعدم تشتتها وتفرقها في اماكن مختلفة بالمدرسة.
- سهولة الوصول الى المادة التعليمية المطلوبة المتعلقة باي موضوع من الموضوعات.
- عدم تكرار شراء المواد الموجودة بالمكتبة وهو يؤدي الى الاقتصاد في التكاليف بالنسبة لتجهيز المدرسة بالوسائل التعليمية واجهزتها.
- ترشيد استخدام المواد التعليمية وتنسيق تداولها بما يحقق اكبر استفادة ممكنة من موجودات المكتبة.
4 – الاتجاهات الحديثة للمكتبات الشاملة وفق تقنية المعلومات
لم يعد الكتاب وما يدور في فلكه الوسيلة الوحيدة في المكتبة بل برزت الى جانبه مصادر جديدة للمعلومات مثل وسائل الاستمتاع والمشاهدة والعقول الالكترونية ويمكن ان تكون الصورة جلية وواضحة اذا ما قارنا بين مدى فاعلية الكتاب وادائه وبين مدى فاعلية اداء الوسائل التكنولوجية الاخرى من حيث التحصيل، فالكتاب في ظل منجزات التكنولوجيا او ما يعرف بالوسائل السمع-بصرية ليس سوى وسيلة واحدة من وسائل نقل المعلومات ونشر المعرفة وابراز الحقائق والمدركات وما يعرف بالمنجزات التكنولوجية هي اقدر واسهل على الاستيعاب الذاتي المباشر من الكتاب واظهار الحقائق بصورة مجردة دون تحوير او تنميق لقد اضافت التكنولوجيا بزحفها على المكتبات المدرسية المفهوم الجديد المنبثق من روح العصر كما ان زحفها على المدرسة المتطورة جعلها تتطور التطور الشامل "وهي ليست اجهزة والآت بقدر ما هي فلسفة ومفهوم وتحول في تفكيرنا" - ألفي فاضل إبراهيم، محمد سعد الكباش. المكتبة المدرسية المطورة. – القاهرة: دار الكتاب المصري، بيروت: دار الكتاب اللبناني، [د.ت]، ص 221
.
الا اننا وللاسف مازلنا ملتزمين بالمفهوم التعليمي التقليدي الذي ينحصر تفكيرنا التربوي من خلاله في الفصل الدراسي، الكتاب المدرسي المقرر، المــدرس وان ما ذكرناه ليـس معناه ان الطريق للتطور التكنولوجي للمكتبة المدرسية ممهد وسهل العبور فهو يحتاج الى وقت وجهد فالوسائل السمع-بصرية تحتاج الى تكاليف اكثر من الكتب والى الخبرة الدقيقة لمن يقومون عليها، من هنا فان التلاحم بين المكتبة وهذه الوسائل يصبح امراً حتمياً يتطلبه توحيد العملية وهو بمثابة التلاحم بين المدركات الذهنية وبين المدركات الحسية فكلاهما يكمل الاخر.
من هنا نشأ نوع جديد من المكتبات المدرسية يُعرف بالمكتبات الشاملة او المطورة يحقق الاتجاهات الحديثة وفق تقنية المعلومات "في عصر المعلومات والمهارات التقنية اللازمة للوصول الى مصادر المعرفة والذي بموجبه اصبح العالم قرية كونية لم يعد فيه البعد المكاني عائقا امام طالبي العلم للوصول الى مصادر المعرفة التي يتوقون اليها"
- الاهداف التربوية للمكتبة الشاملة
ان الوظيفة الاولى التي تعمل المكتبة على الوفاء بها في جميع المدارس هي تيسير الخدمات المكتبية المتنوعة ونجدها من مجالات الانشطة التربوية والثقافية التي تتطلبها المناهج التعليمية، لان ما تقتنيه المكتبة له اتصال مباشر بكل المواد الدراسية وهي المركز الذي تتجمع فيه المواد غير المطبوعة من الوسائل التكنولوجية المختلفة المتطورة، جعلها ركيزة للعملية التعليمية والتربوية التي تبعث على الفاعلية والنشاط والحيوية في المناهج الدراسية.
ومن بين الاهداف التربوية للمكتبة الشاملة
1. أن تحـتوي المكتبة المدرسية الشاملة على مراجع وكتب ودوريات ووسـائل اتصال تعليمية تتصل بالمنهاج المدرسي ومقرراته الدراسية وأنواع النشاط التربوي داخل المدرسة وخارجها
2. تكامل مواد التعلم وترتيبها بما يحقق التفاهم العميق بين جميع العاملين بالمدرسة وفهم العملية التعليمية وإتباع أفضل الأساليب لاستخدام المكتبة الشاملة - حسن عبد الشافي. الخدمة المكتبية في المدرسة الابتدائية.- تقديم محمد محمود رضوان.– القاهرة: دار الشعب، 1980، ص ص 40-41
.
3. فتح قنوات الاتصال الطبيعية بين مختلف المواد الدراسية وممارسات الأنشطة المدرسية الأخرى.
4. مواجهة ظاهرة تكاثر المعارف الإنسانية.
5. تحليل المقرارات الدراسية ومساندتها بالوسائل التي تحقق اهدافها.
6. تعدد مصادر المعرفة وتنوع وسائلها.
7.القدرة على التثقيف الذاتي.
8. تكافؤ الفرص التعليمية في الفصول المزدحمة - مدحت كاظم، حسن عبد الشافي. الخدمة المكتب المدرسية.- مصـــدر سابق، ص ص 28-31
9. تلبية احتياجات الفروق الفردية بتوفير وسائل الاتصال التعليمية التي تحقق الفاعلية في التعليم وفق القدرات.
10. اكتساب التلاميذ مهارات الاتصال باوعية الفكر المختلفة.
11.اكتساب التلاميذ اهتمامات جديدة تنمي من شخصياتهم وتميزها.
12. ممارسة الحياة الاجتماعية وغرس القيم الجمالية.
13.التدريب على استخدام المصادر المتنوعة والمتعددة التي تتناسب مع البحوث والدراسات التي تتنوع وتتعدد مجالاتها وتختلف طبيعتها
نحو تعميم المكتبات الشاملة
ان طرح اسلوب المكتبة المدرسية التقليدية بواقع جديد ومعاصر يعتبر اسلوباً حضارياً هدفه العام هو تحقيق طموحات المدرسة العصرية الحديثة والانتقال من التركيز على التعليم الى التركيز على التعلم بتوفير المواد التعليمية المختلفة التي تساعد التلاميذ والطلاب عى اكتساب القدرة على التحليل والتركيب والنقد.
"ولم تعد المكتبات المدرسية الحديثة مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة، انما اصبحت مركزا للتعليم ووسيلة من وسائل التعليم الداعمة للمناهج الدراسية فالمكتبة عبارة عن مجموعات من المواد والتجهيزات والاثاث والقوى البشرية" 27 - مبارك سعد عبد الله سليمان. "المكتبات المدرسية في المملكة العربية السعودية بين الواقع والطموح.- مجلة المكتبات والمعلومات العربية ، ع4، 1996، ص 50
ومما لا شك فيه ان مراكز مصادر التعلم او المكتبات الشاملة يمثل نقلة تربوية هامة انطلاقاً من المبادئ والاسس التالية:
1. تنوع مصادر المعرفة نتيجة الانفجار المعلوماتي والتقدم العلمي.
2. تاكيد الاتجاهات الحديثة في التربية على دور التلميذ والطالب الفعال باعتباره المحور الاساسي في العملية التعليمية والتربوية.
3. تنوع الوسائل التعليمية بمختلف اشكالها في المدارس.
4. التوجه الى تفريد التعليم والعناية بالفروق الفردية بين التلاميذ والطلاب وتطور طرق التدريس وتوظيفها لتقنيات التعليم.
العوامل الايجابية للمكتبات الشاملة
ادى التطور التكنولوجي الذي جاءت به الثورة الصناعية في بريطانيا خلال القرن الثامن عشر الميلادي وما افرزه هذا التطور من مخترعات ادت الى تغيير جذري في تقنيات حفظ المعلومات واسترجاعها ولكي تؤدي المكتبات المدرسية رسالتها في الوقت الحاضر يجب ان تتوفر فيها احدث مصادر التعلم المطبوعة وغير المطبوعة للمستفيدين كافة وفي جميع الاوقات وبأفضل الوسائل، اضافة الى المسؤولية في تقديم المشورة الفنية والمساهمة في تنمية مواهب القراء وقدراتهم كما يجب ان يتوفر فيها قاعات للمحاضرات والندوات واحدث اجهزة العرض المختلفة ووسائل الاستماع والمشاهدة واماكن لاقامة الدورات التدريبية ومسرح للتمثيل والعروض الفنية.
وحتى تقوم المكتبات المدرسية الشاملة بدورها يجب ان يتوفر لها العوامل الايجابية التالية:-
اولاً: الموقـــع
اذا كانت المكتبة الشاملة جزءاً من مدرستها فان الموقع يعتبر من العوامل التي تساعد على اداء رسالتها ويجب ان يتوفر في الموقع الشروط التالية:
1. ان تكون المكتبة في موقع يسهل الوصول اليه من قبل الطلبة والمعلمين وليس هناك مبرر لان تكون في الادوار العليا للمدرسة.
2. ان تكون بعيدة عن الضوضاء في مكان هادئ يساعد على التفكير والتأمل والفهم.
3. توفير الضوء الطبيعي والتهوية المناسبة في ضوء المناخ والجو العام للمدرسة.
4. توفر المدخل الملائم للمكتبة الشاملة حتى يمكن استخدامه كمهئ نفسي ليعرف رواد المكتبة انهم ذاهبون الى المكتبة وليس الى مقصف المدرسة.
5. عدم وجود المكتبة ضمن حجرات الادارة او ملاصقة لها الغاءً لاي حواجز سيكولوجية او اعمال روتينية مثل معاقبة التلاميذ كذلك التقليل من التزامات امين المكتبة تجاه الادارة في التكليفات البعيدة عن التخصص.
ثانيا: المبنــى
يعتبر مبنى المكتبة المدرسية الشاملة المرتكز الاساسي الذي يعتمد عليه في تقديم الخدمات وتصميم مبنى المكتبة يتطلب توافر العديد من الاعتبارات:
1. مناسبة المساحة لاحتياجات المكتبة من توفير مكان للكتب والمواد المكتبية ومكان للمطالعة والخدمات المكتبية الاخرى والاعمال الفنية والادارية الخاصة بالمكتبات.
2. امكانية التوسع في المستقبل من غير تكلفة في النفقات.
ثالثاً: المساحــــة
بالاضافة الى اختيار موقع مناسب للمكتبة ووجود التهوية والاضاءة الطبيعية يجب تخصيص مساحة مناسبة تتناسب ومقتنيات المكتبة المدرسية الشاملة من المواد والاجهزة والاثاث والكتيبات والنشرات والقصاصات وارشيف المعلومات والوسائل التعليمية (شرائح- افلام – تسجيلات – خرائط – اجهزة عروض صوتية وضوئية – حاسوب).
الا ان الملاحظ ان مكتباتنا لم تصمم في الاصل لتكون مكتبات وانما هي حجرات او قاعات دراسية عادية تم استخدامها كمكتبات دون اي تحوير او تعديل مما نتج عنه اعاقة الخدمة المكتبية المدرسية، ويوصي في المستقبل عند تصميم المدارس الجديدة ان تكون المكتبة المدرسية من ضمن التصاميم على ان يشترك خبراء المكتبات والمعلومات والمهندسون المعماريون في اعداد المواصفات والمقاييس والمعايير الدولية في هذا الخصوص.
رابعاً: الاثـــاث
ان الاثاث الذي يجب توفيره في المكتبات المدرسية الشاملة يخضع لمعايير خاصة تأخذ في الاعتبار مساحة المكتبة والمجموعات المكتبية اضافة الى عدد التلاميذ والطلاب والمعلمين والاداريين فالاثاث المكتبي يجب ان تكون فيه مرونة ومتانة وجودة وجمالية منظره مع توفر الراحة التامة في الجلوس.
وينبغي ان يكون الاثاث الخاص بالمكتبة المدرسية الشاملة مختلفا عن بقية الاثاث الموجود بالمدرسة الذي يغلب عليه المظهر الرسمي. ويستخدم في المكتبات نوعان من الاثاث، خشبي ومعدني والاثاث الخشبي افضل من الاثاث المعدني على الرغم من ان النوعين بهما مميزات وعيوب.
النوع الاول: غير صالح في المناطق شديدة الحرارة الا اذا تم تصنيعه من انواع جيدة من الخشب الصلب القوي الذي يتحمل الحرارة والجفاف وتعد اخشاب البلوط والزان من افضل الانواع التي تستخدم في اثاث المكتبات.
والنوع الثاني: يتأثر الى حد كبير ويصبح عرضة للصدأ.
الا انه في الوقت الحاضر يستخدم الاثاث الممزوج بين النوعين الخشب والمعدن نظرا لارتفاع اثمان الاخشاب وتصنيعها... هذا الاثاث الممزوج الذي اثبت صلاحيته في المكتبات المدرسية وغيرها من انواع المكتبات الاخرى متخصصة، جامعية... كما انه يجب استخدام الالوان الفاتحة المشرقة التي تضفي على النفس البهجة والسرور والابتعاد عن الالوان القاتمة. وتختلف مقاسات الاثاث حسب النوعية المطلوبة فأثاث المكتبة المدرسية للمرحلة الابتدائية يختلف عن اثاث المكتبة الاعدادية والثانوية....
خامساً: الاجهزة والمعدات
من الاجهزة المطلوبة للمكتبة المدرسية الشاملة:-
1. الاجهزة السمعية (جهاز تسجيل صوتي – جهاز تسجيل عادي من بكرة الى بكرة – جهاز الكاسيت).
2. اجهزة عروض الصور الثابتة: (جهاز عرض الشرائح الفيلمية (الافلام الثابتة) – جهاز العرض العلوي – جهاز عرض الصور المعتمة).
3. اجهزة عروض الصور المتحركة: (جهاز العرض السينمائي – جهاز الاذاعة المرئية – فيديو للمشاهدة – عرض الافلام الحلقية...)
المقومات الاساسية التي تستند عليها حركة تحديث التعليم
تميز النصف الثاني من القرن العشرين بكثرة المتغيرات في مختلف مجالات الحياة وبخاصة المجالات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية هذه المتغيرات التي كان لها التأثير المباشر على استراتيجيات التعليم والتعلم وعلى السياسات التعليمية في الدول، وهو ما أقر به (رانجاناثان) العالم الهندي المكتبي المشهور "ان ايام التعليم الجماعي قد ولت وان عهداً جديداً من التعليم الفردي على وشك الظهور"- حسن محمد عبد الشافي. مجموعات المواد بالمكتبات المدرسـية: بناؤها وتنميتها وتقييمها. – الرياض: دار المريخ، 1986، ص 23
ومن اهم المقومات الاساسية لتحديث التعليم
1- العمل على التوازن بين الريف والحضر وبين القرية والمدينة.
2- اتساع مفهوم ديمقراطية التعليم لكي تشمل توفير الفرص المتكافئة للمواطنين من خلال العملية التعليمية ذاتها لاجل مواجهة الفوارق الاجتماعية بين المتعلمين وعلى اعتبار ان التعليم احد القوى الاجتماعية التي تحكم علاقات الناس في المجتمع. - منصور حسين. " تحديث التعليم والوسائل التعليمية ".- صحيفة المكتبة مج11، ع3، 1979 ، ص5
الاتجاهات التعليمية والتربوية الحديثة
اصبحت الاتجاهات التربوية الحديثة تركز على التعلم الذاتي وضرورة تربية الجيل الناشئ ورسم السياسات التعليمية وفق متطلبات الواقع الحالي في ظل بيئة تكنولوجيا المعلومات والتعلم وانتشار الحواسيب الشخصية (PC.S) المصحوبة بالتقدم السريع لصناعة البرمجيات الجاهزة ذات التطبيقات العلمــية والتعليمية والترفيهية المتعددة للفئات العمرية للاطفال والشباب على وجه التحديد.
وصارت هذه البرامج ما يطلق عليه البرامج الصديقة (User Friendly) لاجل تسهيل مهمة تآلف المستفيدين مع هذه البرمجيات والتدريب عليها لتترجم فلسفة السياسة التعليمية الحديثة ولتؤكد المبدأ والاتجاه نحو تنمية المهارات والابداعات الفردية لدى التلاميذ والطلاب عن طريق نشاط التعلم الذاتي بعيدا عن الاساليب التقليدية للتعليم كالحفظ والتلقين مستعينا ومستخدما كافة اوعية المعلومات المتاحة التي توفرها المكتبة المدرسية - ايمان فاضل السامرائي. خدمات المكتبة المدرسية واتجاهاتها الحديثة.- مصدر سابق، ص291
وفي هذا المضمار يقول (جان جاك روسو JAN JACK ROSO): "لم اكن اعرف شيئا عن ذاتي حتى بلغت سن الخامسة او السادسة، ولا اعرف كيف تعلمت القراءة كل ما اذكره هو كتبي الاولى وتأثيرها في ان وعي الراسخ بكياني يعود الى اولى مطالعاتي" (33 - لوسيل توماس. "دور المكتبات في محو الأمية على الصعيد العالمي".- ترجمة سعيدة الزغلامي. المجلة العربية للمعلومات، مج14، ع2، 1993، ص 97
مصادر التعلم وتقنيات المعلومات الحديثة:
لقد بدأت عملية التطوير التربوي تعمل جاهدة في تغيير المكتبة المدرسية من قاعة استذكار ومركز تجميعي للكتب الى معمل للتعلم وتحويل مقتنياتها المطبوعة الى اشكال وانواع تتناسب مع التلاميذ والطلاب من حيث اشكالها باختلاف الخدمات التعليمية التي تقدمها فالمواد المطبوعة والمواد البصرية والمواد السمعية البصرية تعتبر من اهم مصادر المعلومات.
اما تقنيات المعلومات الحديثة التي تسهل نقل المعلومات من المواد المكتبية المرئية والمسموعة فهي تشمل المسجل الكاسيت وجهاز العرض العلوي الرأسي وجهاز عرض الشرائح والخيالة، والاذاعة المرئية (Television) والحاسوب (Computer).
وتلعب تقنيات المعلومات الحديثة الدور الكبير في عمليتي التعليم والتعلم وتتجسد هذه الاهمية الكبرى في الرفع من مستوى التعليم والتعلم وزيادة الخبرة التعليمية التي تعتبر ابقى اثراً واقل احتمالاً للنسيان، ويقع الحاسوب على سلم الهرم في تقنية المعلومات الحديثة للقدرة الفائقة على تخزين واسترجاع المعلومات حسب رغبات المستفيدين، وان ظهور شبكة المعطيات الدولية الانترنت (Internet) التي تجري فيها المعرفة من اي مكان الى اي مكان اضافت تميزا للحاسوب في خدمة المكتبات والمستفيدين من تقنياتها كالاعارة والتزويد والفهرسة والتصنيف والخدمات المرجعية.....
دور مدير المدرسة تجاه المكتبة المدرسية :
تحتل المكتبة المدرسية موقعاً متميزاً في النظم التعليمية الحديثة إذ عن طريق خدماتها المتنوعة وأنشطتها المتعددة يمكن أن نحقق كثيراً من الأهداف التعليمية والتربوية . ولم تعد المكتبة الحديثة مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة بل هي ركيزة أساس في التعليم الحديث ومركزاً للتعلم يستطيع الطالب استخدام مقتنياتها المختلفة للحصول على ما يثري المنهج الدراسي ، والقراءة الترويحية ، وتوفير الفرصة الكافية للطلاب لتحقيق النمو الكامل على أسس فردية وفق قدراتهم وميولهم .
ويجب ألا ننسى أنه إذا توطدت علاقة الطالب بالمكتبة المدرسية فسيؤدي ذلك إلى أن تكون علاقته مستمرة بأنواع المكتبات الأخرى كالمكتبات العامة أو الجامعية ، على اعتبار أن المكتبة المدرسية هي أول أنواع المكتبات التي تقابل الطالب في حياته .ونجاح المكتبة يتوقف على قدرتها بما تحويه من مقتنيات وما تقدمه من خدمات في التأثير إيجاباً على روادها بما يتحقق لهم من النجاح ويجعلهم محبين للقراءة .
ومن هنا فإن للقيادة الفاعلة دور مهم لنجاح أيّ مؤسسة تربوية
-
.ثانيا : مسؤوليات مدير المدرسة تجاه المكتبة المدرسية
:يعتبر مدير المدرسة المسئول الأول عن تحقيق أهداف المدرسة بوجه عام – وهو الذي يهتم بنشاط المدرسة بنوع خاص – بما يضفي عليه من خبراته في ميدان التربية والتعليم ، بل إن تحقيق الأغراض التربوية والتعليمية رهن بمدى ما يبذله من جهد في تنسيق الأعمال بين جميع العاملين فيها بحيث يشعر كل فرد أنه جزء من المدرسة يهمه نجاحها في تأدية رسالتها بدلاً من أن يقصر اهتمامه على مادته وهو بما يضفيه على المدرسة من جو ديموقراطي تعاوني يدفع جميع العاملين إلى بذل أقصى ما في وسعهم لصالح مجتمعهم ، ويساعد الجميع على حل المشكلات ، وتخطي العقبات التي قد تعترضهم أثناء العمل . والمكتبة المدرسية بالنسبة له مجال هام ونقطة التقاء ، يمكن أن تتخذ كقاعدة لانطلاق مجموعة من الوسائل التي تحقق أهداف المدرسة في النشاط التربوي والتعليمي والثقافي ، فضلاً عن دورها الرئيسي في تحسين العملية التربوية
.وفيما يلي بعض الواجبات التربوية التي تتصل بنشاط مدير المدرسة وميدان الخدمة المكتبية :
1 - توفير المكان المناسب للمكتبة المدرسة خاصة في المباني المستأجرة وتزويده بالأثاث والتجهيزات اللازمة قدر الإمكان .
2 - اختيار أمين المكتبة " المشرف على المكتبة " إذا لم يتوفر أمين متفرغ شريطة أن يكون كفء وليس على حساب أمور أخرى
.3 - تسهيل مهام أمين المكتبة لتحقيق مسؤولياته في إدارة وتوظيف المكتبة .4
– رعاية لجنة المكتبة : حيث يقوم مدير المدرسة في بداية كل عام دراسي بتشكيل لجنة للمكتبة المدرسية يرأسها هو أو وكيله وتتكون من أربعة إلى ستة أعضاء على أن يراعى في اختيارهم تمثيل المواد المختلفة ، ويتولى أمين المكتبة سكرتاريتها ، وللجنة أن تضم إليها من تشاء من ممثلي الطلبة ، وذلك تحقيقاً لمبدأ القيادة الجماعية ، على أن يعد للجنة سجل خاص يثبت فيه محاضر جلساتها ويحتفظ به في المكتبة ، ورعاية مدير المدرسة واهتمامه الصادق باللجنة هو الذي يبعث فيها الحياة المستمرة المتجددة ، فتؤدي عملها بصورة منطلقة خلاقة ، فيها كثير من مظاهر التجديد والابتكار ، وتختص اللجنة بمجموعة من المسئوليات من أهما : - وضع ميزانية للمكتبة ( وهي ميزانية بسيطة لبعض التكاليف الوراقية التي يحتاجها أمين المكتبة و المكافأت الخاصة بنشاط المكتبة ) .
- وضع برنامج لخدمات المكتبة والإفادة منها .
- وضع سياسة محددة لقبول الهدايا من مصادر المعلومات للمكتبة .- وضع سياسة لكيفية التخلص من المواد المكتبية التي لحق بها تلف أو يشوب معلوماتها شك معين والرفع بذلك لقسم المكتبات المدرسية .- تنظيم ومتابعة عملية جرد ممتلكات المكتبة المدرسية .
- تحديد المكافأت لنشاط الطلاب المتعلق بالمكتبة المدرسية .- المشاركة في لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الفصول .
- الإشراف على جدول حصص زيارة مدرسي المواد للمكتبة والإشراف عليه مع أمين المكتبة .5
- ترتيب حصص ثابتة للمكتبة لزيادة الثروة العلمية للتلاميذ عن طريق استخدام المواد الثقافية بالمكتبة للاطلاع الخارجي الهادف بما يخدم المناهج المدرسية المختلفة ويشبع ميولهم ورغباتهم .6
– زيارة الفصول من وقت لآخر لمناقشة التلاميذ فيما اطلعوا عليه من مصادر المعلومات للتعرف على مدى انطلاقهم في القراءة واستفادتهم منها ، مع إذكاء روح المنافسة بينهم ، وتشجيعهم على مداومة القراءة والاطلاع وتلخيص ما يقرءون
.7 – تشجيع النشاط المكتبي وتوجيهه بحضور ندوات التلاميذ الخاصة بالحديث عن الكتب ، وتخصيص جوائز تشجيعية لخير القارئين والتنويه بالطلاب المتفوقين في القراءة في لوحة الشرف بالمدرسة وفي صحافتها وفي الإذاعة المدرسية ، بالإضافة إلى نشر عينات من أبحاثهم وملخصاتهم في صحيفة المدرسة
.8 – توفير المبالغ اللازمة للصرف منها على أوجه النشاط الثقافي للمكتبة حتى لا يقف الأمين مكتوف اليدين أمام ما يتطلبه هذا النشاط من إمكانيات تبرزه وتنشره بين الطلاب
.9 - حث المعلمين على استخدام المكتبة ومتابعة ذلك من خلال تفقده لخططهم التدريسية .
10 - لإشراف المباشر على الإعلام المكتبي والتشجيع على الإفادة من المكتبة وما تقتنيه من أوعية المعلومات 11
- اطلاع بعض أولياء الأمور على المكتبة المدرسية وإشعارهم بأنها مؤسسة ثقافية علمية تربوية اجتماعية جديرة باهتمامهم ورعايتهم ودعمهم لها بكل الوسائل الممكنة تحقيقاً لمصلحة أبناؤهم .
12 - متابعة الأعمال الفنية لأعمال أمين المكتبة من حيث الفهرسة والتصنيف والبرامج التفعيلية لنشاط المكتبة
.
دور المدرسين في التشجيع على القراءة :
للمدرسين دور كبير في التدعيم والتشجيع على القراءة واقتناء الكتب حيث إذا استطاع المدرس أن يستغل ميول التلاميذ ويحسن توجيههم للقراءة التي تتفق مع مستوياتهم وميولهم الفكرية ويشجعهم على القراءة الحرة في هذا السن فمن الممكن أن تستمر معهم عادة القراءة واقتناء الكتب وقد تناول العديد من الباحثين أهمية المدرسين، وأجمعوا على أن المدرسين عادة ما يكون لهم تأثير كبير في التشجيع على القراءة وتعلم القراءة ، والتعود عليها ،وعلى اقتناء الكتب وحب جمع مكتبات شخصية خاصة بهم ونمو هذا الحب مع سنوات حياتهم المختلفة وسنواتهم الدراسية المختلفة وذلك من خلال الطرق التي يتعاملون بها مع الطلاب والترحيب بالإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم ، ونجد أن المدرس مهمته لا تكون في تلقين المعلومات للطالب و إنما تتوقف إلى حد كبير جدا على مقدرته في توسيع مدارك الطلاب ، بإثارة العديد من التساؤلات ،وإكثار المشاكل والاستفسارات التي تحتاج إلى حلول ، فيقوم الطالب باستخدام الوسائل التعليمية المختلفة مثل الكتب والمجلات والنشرات والوسائل الأخرى للبحث والاستقصاء للعثور على الإجابات الصحيحة.
ويرى ( دونالد هوارد ) أن المدرسيين في الفصل الذين يستمتعون بالقراءة ينتهزون كل فرصة لكي يمدوا الطلاب بخبرات قرائية ممتعه ويخصصون الوقت للقراءة الترفيهية أثناء ساعات المدرسة .
حيث نجد أنه من الضروري أن يحاول المدرس أن يكون قدوة لطلابه وأن يخلق الدافع نحو القراءة الحرة والاطلاع وذلك عن طريق توجيههم إلى إعداد أبحاث بالاستعانه بالقراءة والكتب ويعمل على تشجيعهم عليها ،ويعمل على اقتنائهم للكتب لكي يستطيعوا جمع المزيد من المعلومات حول موضوعات دروسهم ومن ثم لا يستطيعون الإستغناء عن المكتبات الشخصية ، ولكن نجد أن تأثير دور المدرسين في التشجيع على القراءة في مصر ليس تأثيرا فعالا ويرجع ذلك إلى اعتماد نظام التعليم في مصر على الكتاب المدرسي المقرر ، وعدم التشجيع على الاستعانة بأى كتب خارجية تتحدث عن المقرر الدراسي أو موضوعات المقرر لكي يستعين بها الطلاب في زيادة معلوماتهـم .
** دور مدير المدرسة في تفعيل المكتبة المدرسية :-
1-اختيار موقع المكتبة:
يُختار موقع المكتبة في مكان متوسط في المدرسة يسهل الوصول إليه ويتوافر فيه الهدوء والبعد عن الضوضاء، ويجب أن تتوافر في المكتبة الإضاءة والتهوية الطبيعية ، ولا يمنع من وجود إضاءة صناعية مناسبة موزعة توزيعاً جيداً ، ومن شروط مساحة المكتبة أن تكون مناسبة لاستيعاب طلاب فصل كامل على الأقل عند حضورهم إلى المكتبة لتنفيذ حصة المكتبة ،بالإضافة إلى استيعابها المواد والأجهزة والأثاث ، كما تستوعب مجموعات الكتب وأوعية المعلومات الأخرى من وسائل تعليمية كالصور والخرائط والمصغرات الفلمية .إلخ
على اعتبار أن المكتبة المدرسية تضمّ أوعية المعلومات المختلفة.
اختيار أمين المكتبة تنفيذ ما ورد في التعميم الصادر من مقام الوزارة رقم 201/9في
3- متابعة سجلات المكتبة المدرسية :
هناك عدد من السجلات الرسمية التي ينبغي على مدير المدرسة الاطلاع عليها ومتابعتها باستمرار وهي :-
1)سجل العهدة . 2)سجل الدوريات . 3) سجل المترددين .
4)السجل المصنّف. 5)سجل الإعارة . 6) سجل إحصاء النشاط المكتبي.
بالإضافة إلى عدد من السجلات الأخرى التي يعدها أمين المكتبة ومنها :-
· سجل الصادر والوارد .
· سجل جماعة أصدقاء المكتبة .
· سجل لجنة المكتبة ، وما تمّ من اجتماعات لتطوير نشاط المكتبة .
· سجل زيارات المعلمين مع طلابهم .
· السجل الخاص بمحاضر الجرد السنوي للمكتبة .
· ملف لحفظ المسابقات والبحوث والملخصات المقدمة من الطلاب . 4- تكليف أمين المكتبة بخطة عمل فصلية ، ومتابعة تنفيذها :
من الأمور الرئيسة في خطة أمين المكتبة المقدمة إلى
مدير المدرسة لمتابعة تنفيذها ما يلي:
أ-تهيئة المكتبة لروادها من ناحية تصنيفها وفهرستها وتنظيم أثاثها وإعداد اللوحات
الإرشادية المناسبة داخل المكتبة .
ب-تنظيم سجلات المكتبة .
ج –تكوين جماعة أصدقاء المكتبة وجدولة نشاطها من مسابقات وإذاعة ونشرات .
د- إعداد جدول زيارات المعلمين مع طلابهم .
هـ إعداد جدول التردد والإعارة لفصول المدرسة .
و- التقرير الفصلي لنشاط المكتبة .
5-تضمين خطة مدير المدرسة زيارة المكتبة بصفة دورية ومستمرة :
وذلك للاطلاع على سجلات المكتبة وتنظيمها وأنشطتها المختلفة .
6-متابعة نشاط وخدمات المكتبة المدرسية :
مجال نشاط المكتبة المدرسية متعدد ، ويعتمد بشكل رئيس على نشاط أمين المكتبة ،ولعل كثرة أعداد المترددين تعطي دليلاً على جودة ما تقدمه المكتبة من أنشطة وخدمات . ومن أبرز الأنشطة والخدمات التي تقدمها المكتبة المدرسية :-
¯ الإعارة وفق شروطها وقواعدها المعروفة .
¯ تكوين جماعة أصدقاء المكتبة .
¯ إعداد لوحات حائطية ومطويات .
¯ إجراء مسابقات ثقافية وبحوث .
¯ دعم المكتبة للنشاط العام في المدرسة لما تحويه من أوعية معلومات .
¯ المشاركة في الإذاعة الصباحية .
7-دعم المكتبة المدرسية للقاءات التربوية الشهرية :
يتمثل دور المكتبة المدرسية- في هذه اللقاءات التربوية- فيما تحويه من مصادر المعلومات ذات الأثر الناجع في إثراء موضوعات اللقاءات، حيث يمكن الرجوع إليها عند إعداد تلك الموضوعات .
8-بالنسبة للمدارس الابتدائية من {1 –7 }فصول. فمن الملاحظ أن جميع المعلمين بها يشغلون كامل النصاب من الحصص ، وحتى تؤدي المدرسة دورها المأمول فإنّ على مدير المدرسة وأمين المكتبة المكلّف القيام بما يلي :
· وضع دولاب صغير داخل كلّ فصل يطلق عليه [ مكتبة الفصل ] ، ويتمّ تزويده بمجموعة من الكتب والقصص المتوفرة في المكتبة المدرسية بصفة دورية ، ويقوم رائد كلّ فصل بإعارة طلابه وتسجيل ذلك في سجلّ إعارة يُعدُّ لكلّ فصل .
· تفعيل كل ما من شانه الارتقاء بالخدمات المكتبية من مسابقات شهرية ، وفصلية ، وبحوث تتناسب و أعمار الطلاب ، والتدريب على عمل الملخصات لبعض الكتب أو القصص .
تفعيل المكتبة المدرسية:-
هناك بعض الوسائل لتفعيل المكتبة المدرسية وهي:-
1. ينبغي أن تتلاءم المكتبة مع ظروف البيئة المدرسية (ابتدائي ,إعدادي ,ثانوي) لأن البيئة المدرسية تفرض بالتالي نوعية معينة من الكتب والأثاث.
2. تعويد الطالب علي الدخول إلي المكتبة في سن مبكر ولن يتم ذلك بشكل تربوي سليم إلا بإيجاد حصة للقراءة الحرة ضمن الجدول الأسبوعي.
3. مراعاة التوازن في مجموعات المكتبة المدرسية بحيث لا تنمو مجموعات مادة على حساب بقية المواد تلبية لإرضاء مختلف الميول والرغبات والاتجاهات.
4. إقامة معارض للكتاب في المدرسة وتنظيم زيارات للطلبة.
5. تدريب الطلبة على استعمال المكتبة والاستفادة من محتوياتها المختلفة وخاصة الكتب المرجعية في تعليم كثير من الموضوعات.
6. نقل المكتبة المدرسية إلى أماكن تواجد الناس بمعنى أن تقيم المكتبة ندوات ومحاضرات ثقافية لاجتذاب الطلبة إليها.
7. التزام المدرسين بالقراءة ليكونوا قدوة لطلابنا في القراءة والإطلاع.
8. الإعلان عن الكتب التي وصلت حديثاً بمكتبة المدرسة عن طريق الإذاعة المدرسية وصحيفة الحائط وحصة القراءة الحرة.
9. إصدار نشرة تربوية تثقيفية تحت مسمى\"صحيفة المكتبة\" بإشراف أمين المكتبة وتنشر كل جديد في المكتبة.
10. التشجيع على الاهتمام بالإذاعة المدرسية وحصة القراءة الحرة والمسابقات الثقافية وعمل لوحات الحائط مختلفة الموضوعات.
11. عمل مكتبة متحركة توضع في أماكن مختلفة من المدرسة.
12. تشجيع مكتبات الفصول وتغذيتها باستمرار بكل ما هو جديد.
13. تدريب بعض الطلاب على إدارة المكتبة لتقديم المساعدة لأكبر عدد من المستفيدين.
ومن هنا يجب أن تكون للمكتبة المدرسية دورها الفعال في تعزيز وتطوير العملية التعليمية /التعلمية إلى جانب هدفها الرئيس وهو نشر الثقافة و الفكر.
مجموعة المصادر الأساسية التي ينبغي أن توفرها المكتبات المدرسية والإعداد الفني لها وكيفية إيصال الفرد أو الطالب بمكتبة المدرسة ، فهذه عناصر أساسية يمكن من خلالها تفعيل الدور المنوط بالمكتبة المدرسية في تنمية وثقافة الفرد .
7- مصادر المعلومات الأساسية الواجب توافرها في المكتبات المدرسية :
عند بناء مجموعات المكتبة المدرسية ينبغي أن تكون هناك مجموعة أساسية تمثل نواة هذه المكتبة تلبي معظم احتياجات الطلبة وتمكن المكتبة من أداء خدماتها بصورة جيدة ومباشرة عند افتتاحها ، ومن ثم يمكنها استكمال اختيار باقي مجموعاتها دون تأثرها بأي ضغوط قد تسبب انحراف عملية الاختيار عن مسارها الصحيح ، هذه المجموعة من وجهة نظر الباحث يرى أنها ينبغي أن تشتمل على ما يلي:
" كتب المراجع كالقواميس والمعاجم والموسوعات ودوائر المعارف والأطالس، وما إلى ذلك من المراجع سواء كانت مطبوعة أو الكترونية .
" كتب التعريف بالحاسوب الآلي وكيفية استخدامه ومجموعة برامج تشغيله .
" الكتب العلمية المبسطة بالدرجة الملائمة والأسلوب المشوق وكتب الاكتشافات العلمية والاختراعات الحديثة التي تتلاءم مع النمو العلمي والثقافي للتلاميذ والكتب التي تتناول التطبيقات العلمية وأثرها في نواحي الحياة المختلفة وحبذا لو تم هذا بأسلوب قصصي مشوق.
" الكتب التي تخدم المناهج الدراسية بصورة مشوقة ملائمة .
" الكتب التي تهدف إلى التربية القومية والتصوير الصادق للمجتمع العربي وأوضاعه وتوعية التلاميذ بالنظم والاتجاهات السائدة فيه .
" المسرحيات المطبوعة والإلكترونية الهادفة التي تناسب مستوى الطلاب وتخدم القيم والاتجاهات السليمة .
" السّير والتراجم والرحلات وقصص البطولة والمغامرات المطبوعة منها والإلكترونية .
" القصص والكتب التي تتناول عادات الشعوب وتقاليدها مما يوسع أفق الطالب وثقافته سواء كانت في شكل مطبوع أو الكتروني .
" الكتب التي تصل الطالب بأحدث التطورات والابتكارات العالمية وتظهر دور العلم في تقدم البشرية، وتساعد على تكوين العقلية العلمية واكتساب طريقة البحث العلمي.
" الكتب والقصص الدينية والأخلاقية التي تتوخى الحقيقة وتدعم الإيمان وتخلو مما يثير العقل والجدل .
" الكتب والقصص التي تعالج مشكلات الشباب وتبعد الطالب عن الانحراف وتسمو بعواطفه.
" الكتب التي تتناول القضايا الأدبية والنقدية.
" الكتب التي تتناول المنظمات الدولية ونشاطها .
" الكتب التي تنمي معلومات هيئات التدريس في تخصصاتهم المختلفة .
" كتب التدريب والتوجيه التي تساعد على النمو المهني للمدرسين فنياً وتربوياً .
" مجلة أسبوعية واحدة أو أكثر .
" مجلة مصورة واحدة أو أكثر .
" بعض دوريات الموضوعات العلمية والأدبية .
" بعض الدوريات التي تهتم بالهوايات التي يقبل عليها التلاميذ كتعليم الحاسوب والتصوير وجمع الطوابع والطيران وغيرها. 5- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1972 - الحلقة الدراسية للخدمات المكتبية والوراقة "الببليوغرافيا" والتوثيق والمخطوطات العربية والوثائق القديمة - سورية:وزارة التعليم العالي - ص ص 82-83 .
8- الإعداد الفني لمصادر المعلومات :
تعد عملية الإعداد الفني لمصادر المعلومات التي تم اختيارها للمكتبة المدرسية عملية في غاية الأهمية تعادل في أهميتها عملية اختيار المصادر نفسها فدون تحليل وتنظيم المواد التي تم اختيارها لا يمكن الاستفادة منها وهذه العملة تشتمل على مجموعة من الإجراءات تختلف تبعاً لاختلاف طبيعة مصادر المعلومات المختارة فالمواد السمعية والبصرية لها إجراءات تختلف عن المواد الأخرى كما أن هذه العملية تحتاج إلى أدوات معيارية .
ولكي تؤدي هذه العملية الأهداف المنوطة بها ينبغي أن تشتمل على الحد الأدنى من الإجراءات الأساسية التالية التي تعتبر من أساسيات الإجراءات التقليدية من جهة ، كما أنها تعد إجراءات ضرورية عند تطبيق النظام الآلي من جهة أخرى ، وسوف نركز هنا على الإجراءات التقليدية للمواد المطبوعة لأنها تمثل الغالبية العظمى لمحتويات المكتبة وهذا لا يمنع أن نتناول باختصار المواد غير المطبوعة .
أولاً المواد السمعية والبصرية :
بصفة عامة ينبغي أن تسجل المواد السمعية والبصرية في سجلات خاصة بعد ختمها بختم المكتبة ويحتوي السجل غالباً على البيانات التالية :
- مسلسل المادة في سجل .
- بيانات النشر "اسم الناشر، مكان النشر، تاريخ النشر".
- بيانات الطبعة .
- ملاحظات.
بعد إتمام عملية التسجيل تمر هذه المواد بعملية أخرى فنية تسمى عملية الفهرسة : وهي عبارة عن وصف للمحتوى المادي للمادة على بطاقات الفهرسة مقاس"7.5×12.5" ، ويتناول هذا الوصف البيانات الآتية :
- عنوان المادة .
- بيان المسؤولية .
- بيانات النشر "اسم الناشر: مكان النشر، تاريخ النشر".
- السعة الزمنية للمادة .
وهذه البيانات تكتب وفق قواعد معينة ولعل أبرز هذه القواعد هي القواعد الأنجلو أمريكية للفهرسة ، وبعد ذلك تصفف هذه البطاقات في الأدراج الخاصة بها وتكون جاهزة للاستعمال .
ثانياً: الكتب :
يمر الكتاب بعدة مراحل قبل أن يوضع في مكانه الصحيح على أحد أرفف المكتبة، وقبل أن يكون صالحاً للإعارة ، ونجمل فيما يلي الخطوات التي يجب اتباعها في هذا السبيل :
1- ختم الكتاب: توضع علامة أو سمة خاصة على الكتاب تدل على ملكية المكتبة له ، ويمكن أن يتم ذلك بأن يختم الكتاب بختم المكتبة والذي يحتوي على البيانات التالية :
- مكتبة المدرسة.
- رقم السجل .
- رقم التصنيف .
2- تسجيل الكتاب: يسجل الكتاب في سجل خاص "سجل العهدة" يحتوي على البيانات التالية بالترتيب:
- مسلسل "رقم السجل".
- رقم التصنيف .
- عنوان الكتاب.
- اسم الملف .
- مكان النشر .
- اسم الناشر .
- تاريخ النشر .
- جهة الورود.
- تاريخ الورود.
- ملاحظات.
3- تصنيف الكتاب: للتصنيف في المكتبة أهمية كبرى ، بل لا نغالي إذا قلنا أن التصنيف الجيد هو المعيار الذي تمتاز به مكتبة على مكتبة ، ويمكن تعريف التصنيف بأنه هو ترتيب أوعية المعلومات ترتيباً من شأنه جمع كتب الموضوع الواحد في مكان واحد على أرفف المكتبة تجاورها أوثق الكتب صلة بهذا الموضوع وذلك لتحقيق غرضين:
أولهما: معاونة الفكر لإدراك طبيعة الموضوعات واجتلاء حقائقها وترتيبها لسهولة الرجوع إليها.
ثانيهما: إظهار ما بينها وبين غيرها من صلة في الخواص والأوضاع .
وهناك تصانيف كثيرة شائعة لا مجال لاستعراضها ، أشهرها ديوي العشري وتصنيف مكتبة الكونجرس الأمريكية، هذا إلى جانب عدد كبير من التصانيف الأقل شهرة كتصنيف بروان وتصنيف كاتر وتصنيف رانجاناثان …إلخ.
وعلى أي حال ، هناك ثلاثة أسس ينبغي على أمين المكتبة أن يأخذها بعين الاهتمام عند تصنيف مكتبته، هي :
- جم الكتب وعددها .
- مستقبل المكتبة والوظيفة التي تؤديها، فتصنيف مكتبة دور المعلمين يجب أن يختلف عن تصنيف مدرسة ابتدائية .
- عدد الطلاب الذين يستعملون المكتبة ومستواهم العلمي ومرهم الزمني والعقلي .
وبخبرة الباحث في المجال يرشح تصنيف ديوي العشري للمكتبات المدرسية في البلاد العربية نظراً لقيام كثير من المتخصصين بوضعه في القالب العربي والإسلامي المناسب للمنطقة العربية - تصنيف ديوي العشري : الطبعة العربية الأولى للطبعة الحادية عشرة المختصرة - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - الكويت: شركة المكتنبات الكويتية 1984 -2 مج .
4- تكعيب الكتب: يوضع رقم التصنيف على كعب الكتاب وذلك بعد إضافة الحرفين الأولين من اسم المؤلف والحرفين الأولين من عنوان الكتاب وهذا بغرض تجميع الكتب ذات المؤلف الواحد في مكان واحد إضافة إلى تسهيل مهمة الطالب في الوصول إلى الكتاب بسرعة .
5- عملية فهرسة الكتب: من المهم بعد الحصول على مواد المعلومات الملائمة لاحتياجات الطلاب ، تنظيم هذه المواد وعرضها بطريقة تؤدي إلى الاستخدام السريع والسهل، كذلك من المهم توفير الأداة " الفهرس" التي تعد بمنزلة الدليل لما هو موجود في المكتبة ، ومكن تعريف الفهرس بأنه أداة دقيقة وسريعة لإيجاد كتاب بعنوان معين أو بموضوع معين أو مؤلف معين ، ولكي نحقق ذلك لا بد أن نعتمد على قواعد للفهرسة ، وظيفتها وصف الملامح المادية والموضوعية للكتب وغيرها من المواد بوساطة مجموعة من البيانات ، ولعل أبرز وأنسب قواعد الفهرسة الوصفية الآن هي قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية حيث أنها تقدم ثلاثة مستويات للوصف :
- المستوى الأول : وهو المستوى المبسط أو المنجز .
- المستوى الثاني : وهو المستوى المتوسط للوصف .
- المستوى الثالث: وهو المستوى المفصل للوصف.
وبالنسبة للمكتبات المدرسية يرجح استخدام المستوى الثاني للوصف "انظر شكل رقم 2" حيث أنه يفي بالغرض، ولا توجد مشكلة في تطبيق هذه القواعد وخصوصاً أنها عربت(7
6 -جيب الكتاب: يوضع جيباً للكتاب وترفق به بطاقة جيب للكتاب ويلصق جيب الكتاب عادة على الصفحة الداخلية للغلاف الخارجي الواقع في أخر الكتاب وتوضع فيه بطاقة جيب الكتاب، وهي تحتوي على البيانات التالية "انظر شكل رقم "3" " وبعد ذلك يكون الكتاب جاهزا للتداول والإعارة ويوضع في مكانه المناسب على رفوف المكتبة.
بطاقة جيب للكتاب
" عنوان الكتاب
" اسم المؤلف
" اسم المستعير
ثالثاً الدوريات:
من المعروف أن المعلومات التي تتضمنها أحدث الكتب تعد قديمة نسبياً عن المعلومات التي تتضمنها الدوريات ، والمكتبة الحية تحاول أن تسد الثغرة بين عالم الكتب والعالم الآتي الذي تتناول أخباره الدوريات بكل ما فيه من معلومات جديدة .
ولذا يمكننا القول بأن أهمية الدوريات بالنسبة للمكتبات المدرسية تضاهي أهمية الكتب .
وتختلف الإجراءات الخاصة بتجهيز الدوريات لعرضها على الطلاب عن إجراءات الكتب ، ذلك أن أهم شيء يميز الدوريات عن الكتب هو الاستمرارية وفيما يلي هذه الإجراءات :
1- متابعة وصول الدوريات :
إن قيمة الاشتراك السنوي للدوريات التي تم اختيارها تسدد عادة مقدماً ، وإذا تم ذلك فيجب التأكد من أن جميع الأعداد التي دفعت فيمتها سلفاً تصل بانتظام .
ويمكن تسجيل ذلك في دفتر خاص يسمى سجل الدوريات وغالباً يشتمل على البيانات الآتية:
- عنوان المجلة .
- نوع المجلة .
- عدد مرات صدورها .
- تاريخ صدورها .
- اسم النشر .
- مكان النشر .
ثم بعد ذلك تقسم الصفحة إلى شهور السنة أفقياً والسنين رأسياً فيصبح لكل شهر مربع خاص به، كما يمكن تقسيمه إلى أربعة مربعات أخرى، وهذا في حالة الدوريات التي تصدر أسبوعياً .
ويجوز تسجيل الدوريات على بطاقات مقوية يوجد فيها البيانات السابقة ترتب ألفبائياً في ملف خاص . وعندما تصل الدوريات أو المجلة إلى المكتبة يسجل رقم ذلك العدد تحت الشهر المعين في البطاقة وفي حالة عدم وصول الدورية أو المجلة توضع إشارة × .
وغالباً يفضل طريقة البطاقات عن السجل، لأن البطاقة تعطي مرونة أكثر من السجل وخصوصاً في عملية الترتيب للدوريات المسجلة.
2- فهرسة الدوريات:
تحتاج الدوريات إلى معالجة تختلف بعض الشيء عن معالجة الكتب وذلك لأن أهم شيء يميز الدوريات عن الكتب كما قلنا هو صفة الاستمرارية، ولذلك فإن مدخل الدوريات مفتوح لا يغلق إلا عندما تقف الدورية عن الصدور، كذلك يجب أن يذكر في بطاقة فهرسة الدورية اعداد كل ما تقتنيه المكتبة من تلك الدورية، فبطاقة فهرسة الدوريات هي أولاً وسيلة لإيجاد الدورية ، وثانيا"ً سجل لما تقتنيه المكتبة من تلك الدورية، وتشتمل بطاقة الفهرس المعلومات التالية :
- العنوان .
- تاريخ صدور أول عدد وصل المكتبة ورقمه.
- مكان النشر .
- اسم الناشر .
- كونها اسبوعية أو شهرية .
- ما إذا كانت تحوي صوراً أو غيرها من وسائل الإيضاح .
ويمكن الاعتماد على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في فهرسة الدوريات حيث أنها تحتوي على فصل خاص بالدوريات وطريقة فهرستها . 7- راجع موجز قواعد الفهرسة الانجلو أمريكية في طبعتها الثانية / ميشيل جرومان تعريب محمد فتحي عبد الهادي، نبيلة خليفة جمعة
ط1 القاهرة: د.ن "1987"
3- تصنيف الدوريات:
تصنف الدوريات مثل الكتب ويفضل تصنيف ديوي العشري لهذا الغرض وغالباً يضاف الثلاثة أحرف الأولى لعنوان الدورية بعد إهمال التعريف ويعد هذا هو الرقم الخاص للدورية .
بعد الانتهاء من عمليتي الفهرسة والتصنيف للدوريات توضع البطاقة في الفهرس وتوضع الدورية في مكانها على الرفوف الخاصة بالدوريات .
في نهاية هذا العرض الموجز للعمليات الفنية، أو أن أشير إلى أهمية الإجراءات التقليدية لبناء أي نظام آلي للمكتبة، فعملية مكننة المكتبة لا تنشأ من فراغ بل على ما تم إعداده تقليدياً، فكلما كانت المكتبة معدة تقليدياً جيداً، كانت عملية المكننة سهلة وناجحة.
كما أود أن أشير إلى أهمية وجود نظام آلي للمكتبة سواء كان جاهزاً أو محلياً وخصوصاً أن الأنظمة الآلية أصبحت متوافرة وبأسعار تناسب ميزانيات كثير من المدارس على أنه ينبغي أن يشتمل نظام المكتبة على النظم الفرعية الآتية:
نظام التزويد، ونظام الفهرسة، ونظام الإعارة .
فمثل هذا النظام من شأنه أن ييسر الإستفادة من المكتبة وبالتالي الإستفادة من دورها الثقافي في بناء الفرد .
9- كيفية إيصال الطالب بمكتبة المدرسة :
هناك مجموعة من الأنشطة والبرامج التي يمكن من خلالها إيصال الفرد بمكتبة المدرسة، وتقع المسؤولية على أمين المكتبة في وضع هذه البرامج والأنشطة محل التنفيذ وتكمن هذه البرامج والأنشطة فيما يلي :
- تنشيط القراءة الحرة عن طريق تنظيم المسابقات: وذلك بعمل مسابقات في موضوعات مختلفة، ورصد جوائز قيمة للبحوث التي تستحق النشر.
- تشجيع القراءة في الهواء الطلق: بأن تقام الرحلات في العطلات إلى المنتزهات أو البر أو الشاطئ مع أخذ مجموعات قصصية تلائم إلى حد ما جو الرحلة المقامة .
- إصدار مجلة خاصة بالمكتبة المدرسية يساهم في إعدادها الطلاب وتهدف إلى خلق شعور بأن المكتبة المدرسية المكان المجيب إلى أنفسهم حيث يمكنهم التعبير عن شخصياتهم بالمساهمة في تحرير المقالات .
- التوسع في برامج النشاط الثقافي: بأن تقام الندوات والمحاضرات الهادفة والتي تتناسب مع ميول الطلاب .
- تعليم استخدام الانترنيت: يعد الانترنيت وسيلة من الوسائل الثقافية المهمة في هذا العصر تساعد الطلاب في الحصول على أية معلومة في أي مكان في العالم بسهولة ويسر، فهي أصبحت بحق بارجة العبور إلى الثقافة العالمية. لذلك من المهم أن تخصص المكتبة حصة أسبوعية لجميع الصفوف لتعليمهم كيفية البحث من خلال الانترنيت، ولا سيما أن الانترنيت أصبح مجبباً لجميع الطلاب.
- تنمية التذوق الموسيقي لدى المترددين على المكتبة المدرسية : تساعد الموسيقا على تنمية المواهب الفنية وخلق الذوق الرفيع لدى الطلاب الأمر الذي يدعو إلى زيادة اهتمام المكتبة المدرسية بنشر التوعية الموسيقية وتنمية الذوق الموسيقي لدى المترددين عليها وذلك بإذاعة المقطوعات الموسيقية الهادئة في قاعة المكتبة خلال ساعات الدوام بحيث يستمع القرّاء بالاستماع إلى تلك المقطوعات الموسيقية التي تهيئ لهم الجو المناسب للقراءة والبحث.
- تنظيم الرحلات الثقافية: يقترح أن تقوم المكتبة المدرسية بتنظيم برنامج للرحلات الثقافية يشمل زيارة المعالم الرئيسية في البلد، وتحقيق مثل هذا البرنامج يزيد من ارتباط المكتبة المدرية بطلابها، حيث لا تقتصر وظيفة المكتبة على تقديم المعلومات عن طريق الكتب فحسب بل أيضاً عن طريق الزيارات العلمية الهادفة.
- الدعوة إلى تخصيص أسبوع للمكتبات المدرسية : يقترح تخصيص أسبوع من كل عام دراسي تحتفل فيه وزارة التربية بالمكتبات المدرسية يتعرف الطلاب والمهتمون بالمكتبات على أوجه النشاطات المختلفة التي تقدمها المكتبة ويمكن اتخاذ هذا الأسبوع مناسبة طيبة لتقديم الجوائز التشجيعية والتقديرية على النحو التالي:
" أكثر أفراد الطلاب تردداً على المكتبة .
" أحسن البحوث والدراسات التي يتقدم بها الطلاب .
" أفضل الملخصات التي يعدها الطلاب لبعض المكتبات .
" أفضل قصة تكتب من قبل الطلاب المترددين على المكتبة .
" أحسن الأعمال الفنية التي عرضت في معارض المكتبات .
" أفضل المسرحيات التي تدعو إلى الاستفادة في المكتبات المدرسية .
" أحسن المكتبات المدرسية أداءاً لرسالتها .
وفي النهاية، هذه العناصر ليست صعبة التنفيذ إذا تم التعاون بين أمين المكتبة والإدارة المدرسية من جانب، والإدارة المدرسية مع القيادات الفنية المهتمة بالمكتبات المدرسية بالجهة القائمة على التعليم من جانب آخر، على أن يكون الهدف من وراء ذلك هو الطالب وكيفية إيصاله بالمكتبة لتخريج جيل من المثقفين القادرين على تحمل كل المهام التي تسند إليهم في المستقبل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق