انصر نبيك

انصر نبيك
صلى الله عليه وسلم

الى جميع الاخوة والاخوات المكتبيين العرب

ارجو التواصل ، من اجل بناء صروح معرفية تخدم ثقافتنا، وتعيد المجد لحضارتنا العربية

الأحد، 11 مايو 2008

المعلم بين المهنة والرسالة


المعلم بين المهنة والرسالة
تُجمع كل الأنظمة التعليمية بأن المعلم أحد العناصر الأساسية للعملية التعليمية التعلمية، فبدون معلم مؤهل أكاديمياً ومتدربٍٍ مهنياً يعي دوره الكبير والشامل لا يستطيع أي نظام تعليمي الوصول إلى تحقيق أهدافه المنشودة . ومع الانفجار المعرفي الهائل ودخول العالم عصر العولمة والاتصالات والتقنية العالية، أصبحت هناك ضرورة ملحة إلى معلم يتطور باستمرار متمشياً مع روح العصر؛ معلمٍ يلبي حاجات الطالب والمجتمع.إن الحاجة ماسة لتدريب المعلمين على مواكبة التغييرات والمستجدات المتلاحقة، ولتحقيق ذلك تتبني بعض الدول مفهوم \" التعلم مدى الحياة \" , هذا المفهوم الذي جعل المعلم منتجاً مهنياً للمعرفة, ومطوراً باستمرار لكفاياته المهنية.إن مهنة المعلم عظيمة لأنه الشخص الذي يقوم بعملية التعليم المنهجية, والتي يمر فيها معظم فئات المجتمع, حيث يلقى كل فرد نوعاً ما من التعليم. إن للمعلم رسالة هي الأسمى, وتأثيره هو الأبلغ والأجدى؛ فهو الذي يشكل العقول والثقافات من خلال هندسة العقل البشري, ويحدد القيم والتوجهات, ويرسم إطار مستقبل الأمة.إن رسالة المعلم تعتبر لبنة هامة في المنظومة التعليمية، تناط به مسئوليات جمة حتمها عليه تنامي هيكلية التعليم واتساع نطاقه من طرق تدريس ووسائل متنوعة ناتجة عن ثورة المعلومات, والانفجار المعرفي الهائل الذي يمخر المعلم أمواجه بهدف إيصال الطالب لمواكبة عصره.إن الرسالة الكبرى للمعلمين تتطلب جهداً كبيراً في تنمية معلوماتهم واكتساب مهارات متنوعة ليتمكنوا عن طريقها من التأثير على من يعلمونهم وخلق التفاعل الإيجابي بين الطلاب ومعلميهم فعلى المعلمين أن يكونوا قدوة حسنة في سلوكهم وأخلاقهم وأداء رسالتهم من أجل خلق جيل متعلم واع مفكر مبدع.لكن هذا المعلم المؤمن برسالته له حقوق لا ينبغي تجاهلها ومنها:-1. حقوق المعلم المهنية:• من حق المعلم ان يؤهل تأهيلاً يمكِّنه من أداء رسالته التربوية باقتدار ويتحقق ذلك عن طريق التدريب المستمر وتطوير المناهج وإكساب المعلم تلك المهارات.• رفع مستوى أداء المعلم وتطويره من خلال الدورات التدريبية اللازمة وإطلاعه على كل جديد في مجال التربية والتعليم, وتدريبه على استخدام الطرق الحديثة والتقنيات التربوية الميسِّرة لعملية التعليم.• تشجيع البحث العلمي والتجريب: يجب تشجيع المعلم على البحث العلمي والتجريب في مجال الإعداد، وطرائق التدريس، والادارة الصفية و التقويم...الخ.• رعاية المعلمين المتميزين والعمل على تنمية مواهبهم وتوثيق إنجازاتهم ونشاطاتهم المتميزة في الدراسات والأبحاث وتعريف الآخرين بها.• تحديد الأنظمة الوظيفية والجزائية تحددياً دقيقاً حتى يعرف المعلم ما له وما عليه.• معالجة مشكلات المعلم بأسلوب تربوي بعيداً عن التسلط والتشهير.• تمكين المعلم من تدريس موضوع تخصصه.• توفير البيئة المدرسية المناسبة حتى يعمل المعلم براحة وأمان.2. حقوق المعلم المادية:• إعطاء المعلم المكانة التي يستحقها في السلم التعليمي وإعلان الضوابط التي تحكم الرواتب ليعيش بكرامة وضبط عمليات النقل والترفيع والترقية.• تقديم الحوافز والمكافآت المادية لتنمية دافعية المعلم وحبه لمهنته والانتماء لها.• تحقيق الشعور بالأمن والرضى الوظيفي للتفرغ لرسالته وعدم الاندفاع لممارسة أعمال أخرى.3. حقوق المعلم المعنوية:• تغيير النظرة النمطية للمعلم في أذهان المجتمع وإبراز الصورة المشرقة له ودوره في بناء الأجيال وزيادة وعي أولياء الأمور والطلاب بأهمية احترام المعلم وتقديره.• منح المعلم الثقة والتعاون معه على تحقيق رسالته السامية ورفع روحه المعنوية وتقدير جهوده.• وضع نظام يحفظ للمعلم كرامته من الاعتداءات المختلفة.• احترام المعلم وتقديره والاستماع له ومساعدته في حل المشاكل التي تواجهه.
لم تعد رسالة المعلم مقصورة على التعليم، بل تعداها إلى دائرة التربية، فالمعلم مرب أولاً, وقبل كل شيء، والتعليم جزء من العملية التربوية. ويتأكد هذا الدور في ظل المشتتات العديدة وفي ظل تقنية المعلومات المتنوعة التي نشهدها هذه الأيام. مما يفرض على المعلم أن يواكب عصره فكما أن له حقوق عليه أيضاً واجبات.1. واجبات المعلم المهنية: ومن أهم هذه الواجبات:1. على المعلم أن يكون مطلعاً على سياسة التعليم وأهدافه ساعياً إلى تحقيق هذه الأهداف المرجوة وأن يؤدي رسالته وفق الأنظمة المعمول بها.2. الانتماء إلى مهنة التعليم وتقديرها والإلمام بالطرق العلمية التي تعينه على أدائها وألا يعتبر التدريس مجرد مهنة يتكسَّب منها.3. الاستزادة من المعرفة ومتابعة كل جديد ومفيد وتطوير إمكاناته المعرفية والتربوية.4. الأمانة في العلم وعدم كتمانه ونقل ما تعلمه إلى المتعلمين.5. معرفة متطلبات التدريس: على المعلم أن يحلل محتوى المنهج من بداية العام الدراسي ليحدد على أساسه طرائق تدريسه حتى تتناسب مع أنماط تعلم طلابه.6. المشاركة في الدورات التدريبية وإجراء الدراسات التربوية والبحوث الإجرائية.2. واجبات المعلم نحو مدرسته:1. الالتزام بواجبه الوظيفي واحترام القوانين والأنظمة.2. تنفيذ المناهج والاختبارات حسب الأنظمة والتعليمات المعمول بها.3. التعاون مع المجتمع المدرسي.4. المساهمة في الأنشطة المدرسية المختلفة.5. المساهمة في حل المشكلات المدرسية.6. توظيف الخبرات الجديدة.3. واجبات المعلم نحو الطلاب:• غرس القيم والاتجاهات السليمة من خلال التعليم.• القدوة الحسنة لطلابه في تصرفاته وسلوكه وانتمائه وإخلاصه.• توجيه الطلاب وإرشادهم وتقديم النصح لهم باستمرار.• تشجيع الطلاب ومكافأتهم.• مراعاة الفروق الفردية والوعي بطبيعة المتعلمين وخصائصهم النمائية المختلفة.• المساواة في التعامل مع الطلاب.• تعريف الطلاب بأهمية وفائدة ما يدرس لهم وأهمية ذلك في حياتهم.4. واجبات المعلم نحو المجتمع المحلي:• القيام بدور القائد الواعي الذي يعرف القيم والمثل والأفكار التي تحكم سلوك المجتمع.• توافق قوله مع تصرفاته وإعطاء المثل الحي لتلاميذه ومجتمعه.• على المعلم أن يكون على علم بقضايا شعبه المصيرية وبالمتغيرات والتحديات التي يمر بها المجتمع، والتفاعل مع المجتمع والتواصل الإيجابي معه.• أن تتكامل رسالة المعلم مع رسالة الأسرة في التربية الحسنة لأبنائها.
صفات المعلم المنشود الذي يؤمن برسالته:إن هناك صفات يجب أن تتوفر في المعلم المؤمن برسالته حتى يكون عنصراً فاعلاً في عملية التغيير الاجتماعي التي نسعى إلى تحقيقه:-• الإخلاص في العمل والولاء للمهنة والالتزام بها والاهتمام بنمو طلابه من جميع النواحي المختلفة.• التعليم رسالة وليس مجرد مهنة: يعي المعلم دوره ويتحرك بدافع ذاتي داخلي مدركاً لرسالته ويسعى لتحقيقها.• يحمل هموم شعبه: المعلم المؤمن برسالته يتفاعل مع قضايا شعبه ومعاناتهم ولا يغفل عنها عند القيام بواجبه الوظيفي، إنه المعلم الذي يستطيع دمج فنه وتدريسه بهذه المعاناة وتوجيه طلابه إلى الاهتمام بها والتفاعل معها.• عطاء لا ينتظر العطاء: المعلم المؤمن برسالته لا يربط بين جهده وعطائه وبين ما يحصل عليه من مردود مادي ومعنوي، بل السير نحو تحقيق هدفه الرسالي وتسخير كل طاقاته وإمكاناته لذلك.• المعلم القدوة: المعلم صاحب الرسالة يعمل بما يعلم ويُعلِّم ، فهو صورة ينعكس فيها ما يعلمه لطلابه.• المظهر الحسن: على المعلم أن يحسن هندامه ومظهره بعيداً عن الإسراف ولكن في حدود الاعتدال، فذلك أدعى للقبول والتقدير له.• النمو الأكاديمي في مادة تخصصه: على المعلم أن يتابع نموه الأكاديمي جنباً إلى جنب مع النمو المهني حتى يتابع كل جديد ويكون مرجعاً لطلابه وزملائه مع الاهتمام بالتخصصات الأخرى خاصة ذات العلاقة بموضوع تخصصه حتى يقدم لطلابه نسيجاً متناسقاً وكاملاً من المعلومات.• العدل والانصاف: على المعلم أن يحترم آداب المهنة وأخلاقياتها ويقوم بالعدل والقسط بين طلابه، يقوِّمهم حسب ما يستحقون دون أي اعتبارات أخرى.• التعليم مشاركة: إن العملية التعليمية جهد مشترك لها مدخلات كثيرة من أهمها المعلم والمتعلم والكتاب والمنهج.....، ولكلٍّ دوره الذي لا يخفى، ولكن يجب الاهتمام بدور المتعلم وإشراكه في التخطيط والتعليم والتقويم وتتسع هذه المشاركة كلما تقدم الطالب من مرحلة إلى أخرى.• معلم ومتعلم في نفس الوقت: المعلم صاحب رسالة لا ينقطع عن طلب العلم مهما بلغت معرفته وتقدم به العمر، ولا يجد حرجاً في التعلم حتى من طلابه.• اسكتشاف المواهب ورعايتها: النبوغ ليس قصراً على التفوق الدراسي بل له جوانب شتى من شعر وخطابة وقدرات علمية وإبداعية وإمكانيات قيادية، تحتاج هذه الجوانب إلى معلم يكتشفها ويصقلها وينميها ويعمل على إشباعها من خلال الرعاية والأنشطة المدرسية المتنوعة.• مراعاة الفروق الفردية: على المعلم الاهتمام بالفروق الفردية بين طلابه وأنماط تعلمهم المتعددة وإعداد أنشطة وطرائق تناسب مستوياتهم وقدراتهم وحاجاتهم ودوافعهم.إن رسالة المعلم من أسمى وأشرف الرسالات، وأمانة من أعظم وأثقل الأمانات، لأن المعلم يتعامل مع النفس البشرية التي لا يعلم إلا الله بُعد أعماقها واتساع آفاقها، فالمعلم يحمل رسالة سامية يعد فيها جيلاً صالحاً مسلحاً بالعلم والمعرفة.ولكن المعلم في ربوع وطننا فلسطين يحمل عبء رسالة خاصة، فهو ليس منْ يدِّرس في مدرسة.. بل الذي يمتلك القدرات في أن يجعل مجتمعه قادراً على الصمود وعلى امتلاك المعارف وقادراً على الصمود والتحدي، إنه المعلم الفلسطيني الذي يحمل رسالته يعلِّم الأجيال قضية وطنه وجوهر الصراع مع المشروع المعادي.وعلى امتداد تاريخ النضال الفلسطيني، لعب المعلم دوراً قيادياً وإنتاجياً، فقد أنتج قيادات خيرة انخرطوا في قوى حركات التحرر العربي، حيث كان المعلم وما يزال المدرس, والموجِّه والمربي والزارع والحريص على التمسك بقدسية قضية فلسطين.إن المعلم الفلسطيني هو المعلم النموذج الذي أعطي الكثير لشعبه وأمته العربية, ولا يزال يعطي, رغم الظلم والإجحاف الذي لحق به. ولقد صدق الشاعر عبد الغني أحمد الحداد في قصيدته \"رسالة المعلم\" حيث خاطب المعلم صاحب الرسالة قائلاً:تحيا وتحملُ للوجودِ رسالةً قُدُسِيَّةً يسمو بها الأطهارُما أنت إلا النبعُ فيضُ عطائِهِ خيرٌ يفيضُ وهاطلٌ مِدرارُيكفيكَ فخراً ما صَنَعْتَ على المدى تَشْقَى وَغَيْرُكَ مُتْرَفٌ مِهْذَارُيُعطي الكريمُ وأنْتَ أكرمُ مانحٍ هيهاتَ لَيْسَ تُثَمَّن الأعمارُهذِي الحضاراتُ التي تزهو بها لولا المعلمُ هَلْ لها إثمارُ؟!


المراجع
• الجلهم, عبد الله . (2004) رسالة المعلم.... وواجب الطالب. المجلة الثقافية – الإصدار الدولي العدد: 44 Available on line: www.al-jazirah.com.saAccessed: 15-5-2004• حداد,عبد الغني.( ) قصيدة: رسالة المعلم- روائع من الأدب العربي.Available on line: www.geocities.com/Heart/and/Meadous/9513/teacher.html/
• حسن, عثمان (2003) المعلم من الواجب الوظيفي إلى الواجب الرسالي. شبكة المشكاة الإسلامية.Available on line: Http: //saaid.net/afkar/school/htmAccessed: 15-5-2004
• الحميضي, محمد (2002). حقوق المعلم وواجباته.Available on line: www.almarefah.com.Accessed: 16-5-2004
• المشعل, عبد العزيز (2001) هذه رسالة المعلم والمعلمة. الجزيرة- الطبعة الأولى. العدد 10599.Available on line: www.iplog4.suhuf.net.sa.2001/jaz/oct/5/fc3.htmAccessed: 17-5-2004

الأربعاء، 30 أبريل 2008

الخشوع في الصلاة





الخشوع في الصلاة

المقدمة :-

الحمد لله بجميع محامده كلها ماعلمنا منها وما لم نعلم على جميع نعمه كلها ماعلمنا وما لم الحمد لله رب العالمين عدد خلقه وبجميع الألسن واللغات حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه – اللهم أنت أهل الحمد والثناء وأنت أهل التقوى والمغفرة فتقبل منا صالح ما عملنا وما علمنا واغفر لنا ذنوبنا وسيئاتنا مما نعلم أو مما لا نعلم لانحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ......وصلاة ربي وسلامة وعطاياه وإكرامه ومنحه وأنعامه على المبعوث رحمة وهدى وبشرى للعالمين سيد الأولين والآخرين إمام المتقين ونبراس المؤمنين وخاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبدالله العربي القرشي العدناني وعلى اله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر المحجلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أجمعين :-

أما بعد :-
أخواتي الحبيبات أعلمكم أني أحبكم في الله وأوصيكم بتقوى الله تعالى في السر والعلانية وأدعوكم إلى شكر الله تعالى على نعمة الإسلام وكل نعمه قولا وعملا أعانني وإياكم على كل ما يحب ربنا ويرضاه .لنرتقي أخواتي من كوننا مسلمين إلى أن نكون من المؤمنين القانتين إن المؤمن كلما أزداد ذلا وخشوعا وإنابة لربه زاد إيمانا ويقينا والله عز وجل يريد من عباده الترقي في شعب الأيمان ودرجات اليقين لذا عاتب المؤمنين لينالوا الخشوع فقال تعالى ( ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) الحديد 16وخشوع الإيمان الذي يريده الله من عباده لايتأتى إلا بصفاء الأيمان وقوته وسلامة القلب وطهارته من الأمراض وصدق العلم بمنهاج الله تعالى من كتاب وسنة والأشتغال بالعلم النافع والعمل الصالح وعزوف النفس عن العصيان وعن كل مايسبب قسوة القلب الذي يذهب كل ذرة من خشوع .فلنعش أخواتي هذه اللحظات في التعرف على نواحي عديدة في معنى الخشوع لعلنا نصل إلى أن قلوبنا وجوارحنا في كل عبادتنا خاشعة لله عز وجل .....



معنى الخشوع :-

لغة :-التطامن من طأطأ الرأس وهو بمعنى الخضوع والسكون في البدن والصوت والبصر

اصطلاحا :-يقول ابن القيم هو :خمود النفس وهمود الطباع .قيام القلب بين يدي الرب بالخشوع وما فيه من تعظيم ومحبة وذل وانكسار .فإذا خشع القلب خشعت الجوارح والأعضاء معه .ويأتي الخشوع أيضا بمعنى التواضع والإخبات "وأخبتوا إلى ربهم "هود 23أيه تخشعوا لربهم .

الخشوع شرعا :-"هو هيئة في النفس يظهر منها على الجوارح سكونه ووقاره وهو تأثر القلب بجلال الله واستعظام عظمته وهيبته وهو إشراق أنوار التعظيم في القلب وخمود نار الشهوات والشبهات وهو قبول وانقياد للحق إذا خالف الهوى والمراد " كتاب سليم بن عيد الهلالي .

محل الخشوع :-

محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح وعلى الوجه والجسم له أثر ظاهر

_آيات في الخشوع وردت في 21 آية منها

"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق "الحديد 16.

"واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " البقرة 45.

"وبشر المخبتين"الحج 34 .

"والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات "الأحزاب 35 .

"قد أفلح المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون "المؤمنون

"خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة "المعا رج 44.

وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصية تصلى نارا حامية "الغاشية

"وتراهم يعرضون عليها خاشعون من الذل "الشورى 45 .



-الخشوع في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم :

"ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله "رواه مسلم

"مثل المجاهدين في سبيل الله – والله أعلم بمن يجاهد في سبيله – كمثل القائم الخاشع والراكع الساجد " رواه مسلم .

صفات الخاشعين:-

1) الخوف من الله تعالى " الذين يخشون ربهم ثم تلين قلوبهم إلى ذكر الله" (الزمر23) .

2) البكاء من خشية الله تعالى – عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال( خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، قال أنس فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم حنين وفي رؤية فأكثر الناس البكاء) رواه البخاري رقم 93 . كان أبي بكر رضي الله عنه رقيق القلب غزير الدمع وبكى عمر بن الخطاب يوما لما شرب الماء البارد حين تذكر آية " وخيل بينهم وبين ما يشتهون " سبأ 54.

3) الصبر على المصائب والبلاء لعلمهم بطبيعة هذه الحياة وعلمهم بطبيعة الإيمان الذي يتطلب الصبر وأن الدنيا محل ابتلاء واختبار فيتضح المؤمن بقوة صبره. " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور" الشورى 43.

4) تعظيم شعائر الله " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" الحج 32. وإن كثرة المخالفات هي من الجهل بعظمة الخالق وقلة العلم الشرعي وقلة التفقه بالدين – وجود علم الكلام قديما وآثاره موجوده للآن – كثرة الترخص والتنازلات من علماء السوء الذين أشربوا حب الدنيا.

عدم المعرفة بأعمال القلوب – قلة التفكر في ملكوت السماوات والأرض وقال أبو الدرداء ( تفكر ساعة خير من قيام ليلة) لما للتفكر في تعظيم الله تعالى وتعظيم منهجه ومن ثم اتباعه.

5) اليقين بلقاء الله عز وجل " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنما لكبيرة إلا على

الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون" (البقرة 45- 46) وهذا اليقين أساس التقوى وسبيل المؤمنين الخاشعين الذين يسعون أن لقاءهم مع الله أحسن لقاء.

وإن الخشوع أكثر ما يرتيط بالصلاة لأن أعمالها تتضمن الذكر والدعاء وقراءة القرآن والركوع والسجود وهو مواطن الخشوع والبكاء والخضوع والخشية وكل ما سبق ذكره ليدخل في الصلاة وحسن أدائها وتوجه القلب والجسد لله عز وجل وهي أول صفات المؤمنون المفلحين الذين يرثون الفردوس الأعلى فقد جمعت الصلاة بين طهارة القلب والجسد الظاهر والباطن لما لهذه الطهارة من أثر في خشوعه وتبتله لله عز وجل ولما للصلاة من منزلة عظيمة القدر في الإسلام وهي علامة الإيمان التي تفرق بين المسلم والكافر تنير القلب بعظمة الخالق وتحلي المرء بمكارم الأخلاق وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وخصها بالذكر مع الإستعانه على طاعته بالصبر " استعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة 53).

تؤمن للعبد الراحة النفسية والسكينة وسبب لمغفرة الذنوب وتوبة متجددة للمؤمن ويرتقي في خشوعه وفي صلاته ليصل مرتبة الإحسان " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر" رواه مسلم.

ومن أعظم الأسباب لدخول الجنة وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم " فأعني على نفسك بكثرة السجود" رواه مسلم.

تحط الخطايا وترفع الدرجات وانتظارها رباط في سبيل الله تعالى " وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط " رواه مسلم .

وهي أول ما يسأل عنه العبد فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله وصلاحها بإتيان أركانها والطمأنينة فيها والخشوع والذل لله تعالى وحسن التبتل إليه.

ومن حرصي على الفريضة والنافلة كانت سبيلا لمحبة الله تعالى له وضع القبول له في الأرض والسماء.

ولنحذر أخواتي من الخشوع الغير سوي وخشوع النفاق الذي تخشع جوارحه دون قلبه ونرى أهل العقائد المنحرفة والمعتقدات الباطلة يتباكون ويخشون وهو خداعا من الشيطان لأصحاب البدع الذين ابتعدوا عن منهج الله تعالى المستقيم وغرهم الشيطان وزين لهم أعمالهم وضل سعيهم في الحياة الدنيا.



الوسائل المعينة على الخشوع:-

إن الأصل في المؤمن أن يكون خاشعا في كل عبادة ولا سيما الصلاة وهذه الوسائل تعين بإذن الله تعالى على الخشوع في كل أمر عبادتنا في صلاتنا وصيامنا ودعائنا وقراءة القرآن وحجنا وحتى زكاتنا وعلاقتنا مع الناس بتواضعن " وبشر المخبتين " الخاشعين المتواضعين.

1) معرفة الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا " ولله الأسماء الحسنى

فادعوه بها " ( الأعراف 180). إن من أعظم ما يقوى الإيمان ويزيد القلب خشوعا معرفة أسماء الله تعالى الحسنى الواردة في الكتاب والسنة فنعظمه ونخشاه نعرفها لفظا ومعنا وندعو بها ونعيش معها في كل حياتنا تحصلين أختي الحبيبة بذلك على معنى كبير من معاني الخشوع.

2) تدبر القراّن الكريم وقراءته ومعرفة طرق توصيله فيشغل قلبه في آيات الله ويقيم حدوده وأحكامه وحسن الإنصات له والبعد عن المعاصي والاستعاذة بالله عن قراءته وحسن ترتيله وتجويده وعدم هجرة البكاء وإشباعي عن قراءته وقراءة تفسيره والتوبة والأخلاق في طلبه "أفلا يتدبرون القراّن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراَ" النساء 82

"أفلا يتدبرون القراّن أم على قلوب أقفالها" فالحمد لله تعالي على نعمة القراّن كلامه عظيم .

3) التفكر في ملكوت الله تعالى وإعجاز الله تعالى العظيم القدير في الكون الذي ينعكس أثرة على نفس المؤمن ويستشعر عظمة الخالق وتتوق نفسه إلى رضاه والخضوع بين يدي الله عز وجل .





الوسائل المعينة على الخشوع في الصلاة :-

1)تعظيم قدرها وأهميتها كما بينا .

2) العلم بفقه الصلاة من أسباب الخشوع لأن الجهل بأدائها وأحكامها يؤثم عليه ولا يقيمها كما أمر الله تعالى .

3) تذكر الموت في الصلاة وهذه وحية الرسول" صلى الله عليه وسلم" لأبي أيوب رضي الله عنه لما قال له "إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع "

رواه أحمد في صحيح الجامع .

4) أن الصلاة لقاء مع الله تعالي ومناجاة لله تعالى فيخلص في عبادته ويفرغ قلبه من الدنيا وأشغالها ويستعد للقاء الله تعالي .

5) أن يؤدى الصلاه بطمأنينه

6) أن الصلاة لقاء مع الله تعالى ومناجاة لله تعالى فيخلص في عبادته ويفرغ قلبه من الدنيا وأشبالها ويستعد للقاء الله تعالى .

7) أن يؤدي الصلاة بطمأنينة وتمهل ولا يستعجل في صلاته .

8) الإكثار من النوافل فإن ذلك يجلب محبة الله تعالى ويحصل على ثمرات إيمانية عظيمة منها الخشوع.

9) تحري الأكل الحلال والمال الحلال البعيد عن الربا والنصب فيخشى قلبه والخشية تؤدي للخشوع عكس أكل مال الحرام .



الاستعداد للصلاة ويكون ذلك في :-

1- الحفاظ عليها وأدائها في أوقاتها .

2- الترديد وراء المؤذن والدعاء بعد الأذان .

3- إصباغ الوضوء واستحضار المغفرة والطهارة عند الوضوء والدعاء بعد الوضوء والتسمية قبله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قلن بلا يا رسول الله قال "أصباغ الوضوء على المكارة وكثرة ألخطاي إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط " رواه مسلم

4- اختيار الثوب الحسن الطيب الرائحة .

5- طهارة المكان واستقبال القبلة وستر العورة.

6- الصلاة إلى سترة والدنو منها بمسافة ثلاثة ازرع ولا يدع أحد يمر بين يدي وان امتنع فلا يقاتله فإن معه القرين الشيطان فلا يفسد صلاته.

7- استحضار النية والإخلاص لله تعالى في عبادتنا .

8- تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح ووضع اليمنى على اليسري.

9- تدبر القران وحسن ترتيله وأن يعلم أن الله يجيبه .

10 – النظر إلى موقع السجود وفتح العينين وعدم إغماضهما إلا للضرورة .

11- التذلل لله في الركوع مع الدعاء المأثور .

12- استحضار القرب إلى الله تعالى في السجود .

13- عدم الالتفات في الصلاة أو الصلاة في حضرة طعام.

14- التأني في الصلاة والطمأنينة فيها .

15- الاستعاذة من الشيطان أول الصلاة وأثناءه إذا لزم الأمر .

16- تحريك السبابة ( لهى أشد على الشيطان من الحديد ) رواه أحمد ويسن طول التشهد

17- أن يأتي بسجود التلاوة إذا مر بموضعه.

18- الاجتهاد بالدعاء في مواضعه في الدعاء والسجود.

19- أن لا يصلى وهو حاقن أو بثوب أو مكان فيه نتوش .

20 – أن لا يصلي وقد غلبه النعاس ويرقد كما رواة البخاري.

21- عدم رفع البصر إلى السماء – أن لا يبصق أمامه وعدم الانشغال بتسوية الحصى أثناء السجود – صياح الأولاد .

22- استحضار معني التشهد في معانيه وفي حق الله وفي حق الرسول صلى الله عليه وسلم وحق المسلمين وحقه معهم والصلاة على الرسول وأله .

23- الدعاء بعد التشهد وقبل السلام .

24- الحرص على دعاء القنوت في النوازل ويكون بعد الركوع وقنوت الوتر يكون قبل الركوع ثم الركوع والسجود .

25- الدعاء بعد الصلاة والدعاء لله أن يزده الخشوع وان يتقبل منا .

26- الحذر من العجب والرياء والحرص على التواضع والانكسار .

27- التأمل في حال الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء الصلاة وأحوال السلف وكان الخشوع عند رسول الله تعالى أكمل ما يكون فما زال يري خاشعا باكيا ويقف عند بعض الآيات ويقيم الليل كاملا بأية ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) المائدة 118



أما أحوال السلف فكان أبي بكر رضي الله عنه رقيقاً بكاءً خاشعاً وكان على رضي الله عنه يتزلزل ويتغير وجهه لاستشعاره عظمة الأمانة التي لم تحملها الجبال والسماوات والأرض وحملها هو .



- و بعضهم كان يتذكر في مقامه للصلاة مقامه الذي سيقوم به لرب العالميين يوم القيامة .

- و كان ابن الزبير يقوم في الصلاة كأنه عود ورمى المنجنيف عليه فأخذ من توبه وهو في الصلاة لا يرفع رأسه

- ومسلمه بن بشار انهرم جزء من المسجد ولم يشعر والناس حوله لم يشعر بحركتهم .

- سعيد التنوخي إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه على لحيته .

- وروى عن حاتم الأصم يجعل الكعبة بين حاجبيه والصراط تحت قدميه والجنة عن يمينه والنار على شماله وملك الموت وراءه ويظنها أخر صلاه ويقوم بين يدي الله تعالى خاشعا مرتلا راجيا رحمته خائفا مخلص لله تعالى .

- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "كان ربانيا عابدا منيبا أواها خاشعاً بكءً رقيق الحاشية واسع الخوف من الله تعالي عريض الأمل والرجاء راضياً بقضاء (( كان أسود من البكاء كما رآه زيد بن وهج برواة الزهبي.

-- عباد بن بشر يضرب بالهام وهو يصلي ولم ينهي صلاته ويقطع قرأته التي ملأت نفسه روعة وخشية وخشوع . في غزوة ذات الرقاع .

-- وهذا حال ابن القيم وابن تميمة كانوا مثلاً في خشوعهما وطول صلاتهما حتى سمي ابن القيم بطبيب القلوب كما الف في القلوب وأحوالها ووضح هذه الصفات الطيبة عليه . وكان ابن تميمية يستحضر عظمة الخالق فترتعد أعضاءه ويميل يمينه ويسره من ارتعاده وخشوعه .





أثار الخشوع


1-دعوة إلى العمل الجاد المثمر كما للخشوع من أثار تشعز الهمم لتعمل أعباء الحياة والإستعانه بالله الخاشع له بان يعينه في كل أمور حياته لقوة قربه من الله تعالي .

2- ترغيب العبادة في قلب المسلم ويزيد حباً واشتياقا لها وللصلاة خاصة " جعلت قرة عيني في الصلاة " رواه أحمد .

فيحب ما يحب الله تعالي ويكره ما يكره الله تعالي لشدة حبه لله تعالي وتعلقه به .

3- يزيل الهم من القلب ويشرح الصدر فتستقيم النفس وتحسن الاختيار للعمل الصالح الذي يحقق له السعادة في الدنيا والآخرة .

4- يهذب النفس ويطهرها من سوء الخلق والكبر ويورثها التواضع لله تعالى الحق وللناس

5- يزيد الإيمان ويلين القلب والإقبال على الآخرة والزهد بالدنيا بما لا يتنافي مع تعميره لها محباَ للخير كارهاً للشر . فإن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر.

6- ينفتح للمؤمن الفهم لمنهج الله تعالي ويسعي للتفقه بالدين وطلب العلم فيعلم ويعلم ويدعوا لله تعالي ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لما انعم الله عليه في معرفته للحق وشعائر الدين .

7- سبب لاستجابة الدعاء فالخشوع بما فيه من ذل وخضوع لله تعالى يتحقق عنده معنى العبودية ولا يرد دعائه وهو صادق القلب خاشع ذليل موقن بالإجابة لقربه من الله تعالى عز وجل .

8- يطهر النفس من هواها ويحملها على الإخلاص في العبادة راجيا مرضاة الله تعالى مبتعدا عن النفاق والرياء .

9-أثر الخشوع يمتد لما بعد العبادة فيظهر ذلك في حسن خلقه وصدقه وأمانته و حسن معاملته للناس وحسن تصرف وذكاء وفطنة وتروي في حل المشاكل وتدبر وتأمل وبتفكر.

10- الخشوع يزيل أسباب الاستهانة بحرمات الله تعالى ويعظم شعائره .

11- الأجر والثواب العظيم للخاشعين الذين وصفهم الله تعالى بالمفلحون الورثون للفردوس الأعلى.



بعض الوسائل المعينة لترسيخ الخشوع في نفوس المؤمنين:-


1-المسجد ودوره العظيم في هذا الجانب وفي تعليم الخشوع واستحضار عظمة الخالق والطمأنينة في الصلاة وتعميره بذكر الله والحث على بناء المساجد لما لها من أجر عظيم وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علم علما أو أجر نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته" صحيح الجامع بعد موته رقم 3602.

2-صلاة الجماعة وما لها من دور عظيم في ترسيخ الخشوع في قلوب المسلمين لعظم أجر صلاة الجماعة ومازال في صلاة ما انتظر الصلاة برواية مسلم حديث رقم 649 . وأثر صلاة الجماعة الكبير على المسلمين ووحدتهم وقوتهم .



3-خطب الجمعة وحضور الجمع له الأثر العظيم في ازدياد الخشوع لدى المسلم . فالوعظ والمحاضرات التي تلقى في أهمية الخشوع وأهمية الصلاة لها الأثر العظيم في حياة المسلم.



4-حضور مجالس الذكر والوعظ وأثر ذلك الكبير على النفس وزيادة الإيمان بزيادة العلم ومن ثم زيادة الخشوع في كل العبادات .



5-دور الأسرة الكبيرة في تربية النشئ على حسن عبادة الله تعالى والخوف منه ورجاء عفوه ورضاه والخشوع والخضوع لله عز وجل بالقدوة الصالحة التي يجدها النشئ في الأسرة.



6-المدرسة وأثرها ودورها التربوي في تربية الأجيال على حب الله تعالى وحسن عبادته تربية إيمانية واعية متزنة .



7-دور المجتمع والأعلام في تهيئة الظروف المناسبة وفي إحياء العبادات في المجتمع ونشرها بين المسلمين واستغلال الإعلام في نشر دين الله والخير ولا تكون وسيلة للفساد.



الخاتمة :-

أمر الخشوع كبير وشأنه خطير ولا يتأثر إلا لمن أخلص دين لله عز وجل ووفق الله تعالى لذلك والخاشعون درجات والخشوع من عمل القلب يزيد وينقص فيزيد بتمسك بمنهج الله تعالى وسنة نبي محمد صلى الله عليه وسلم وينقص ببعدنا عن منهج الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن المؤمنين من يصل بخشوعه عنان السماء ومن الناس من يخرج من صلاته لم يعقل منها شيء فيكون ظالم لنفسه . ومن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقرين من الله عز وجل فتقر به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات فاجتهدي أختاه يوفقك الله تعالى لكل خير واصدقي مع الله في أمورك كلها ولا سيما الصلاة لأنها عمود الدين وهي بصلاحها صلاحك وسعادتك في الدنيا والآخرة وليكن الرسول صلى الله عليه وسلك قدوتك في حياتك وفي كل عمل وقول وتقومين به واطلب محبة الله تعالى بمحبة رسول الله تعالى وحسن اتباعه وقال تعالى "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " آل عمران 31 فالرسول صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة وإتباعه في كل عمل وقول يقوي الإيمان فيزيد الخشوع في القلب ويظهر ذلك على جوارحكم

وفقنا الله وإياكم إلى الأخلاص في القول والعمل والبعد عن الخطايا والزلل وأن انا أخواتي بعد هذا الدرس أن نحرص على الخشوع أكثر وأن تخشع قلوبنا لذكر الله وما أنزل من الحق ونكون من الذين أمنا ومن المفلحين نسأل الله تعالى أن يوفقنا ونعوذ بالله تعالى من نفس لا تشبع وقلب لا يخشع وعين لا تدمع ونسأله تعالى أن ينعم علينا برؤية وجهه الكريم وأن يدخلنا الجنة بغير حساب ونسأله الفردوس الأعلى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه بإحسان ليوم الدين أجمعين والحمد لله رب العالمين سبحانك الهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.



أهم المراجع :-



1-أيات الخشوع في القرآن وأثرها في التربية لسعود الشريم .

2- تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله علية وسلم - لمحمد ناصر الدين الألباني

3- كيف تخشع في الصلاة –دار بن خزيمة للنشر.

4- 33 سبب للخشوع في الصلاة - لمحمد صالح المنجد .

5- مقاصد الصلاة - للعز ابن عبد السلام السلمي .

6- محاضرة للدكتور سيد نوح في الخشوع في الصلاة .

7 – كيفية صلاة النبي صلى الله علية وسلم للشيخ عبد العزيز ابن باز .





إيجابيات وسلبيات الإنترنت - سها التركيت
كن كبدر الليل أنور - فاطمة العبدالجادر
أحبه وأخشاه - وفاء السابج
رمضان شهر الجود - معالي السويدان
رفيقة الصبا - بشاير الزامل
الشجار بين الأبناء - سوسن الشرف
وقفات للتأمل في رمضان - فاطمة الأنصاري
كيف نحب قراءة القرآن الكريم
تغيرت للأفضل - فاطمة الأنصاري
التميز - شبا العتيبي
الصداقة - رقية اللوغاني
الشجار بين الأبناء
التزكية و التربية
أطفالنا ورمضان
الفقة المنهجي على مذهب الامام الشافعي - هيام الزامل
أيام ذهبية - هيام الزامل
الصلاة - هيام الزامل
الذكر-هيام الزامل
الخدم بين الضرورة والترفيه - وفاء السابج
التربيه الممتعه
هل حياتك تساوي إنقاذها ؟!!
درس التزكية والتربية
أمانتك بين يديك-هيام الزامل
الإستقامه أعظم الكرامه-هيام الزامل
الحكمه-هيام الزامل
الدعــاء-هيام الزامل
.
تاج الوقار - منى الزامل
والعاقبة للمتقين-منى الزامل
شوق المحبين-منى الزامل
الصبر والصبور-منى الزامل
الحياء- منى الزامل
النظافه فى الاسلام-منى الزامل
خير الزاد التقوى-منى الزامل
اولادنا-منى الزامل
أيام عمري-منى الزامل
الرقيب-منى الزامل
خير الخطائين-منى الزامل
--------------------------------------------------------------------------------

عدد القراء : 839















الأربعاء، 23 أبريل 2008

المكتبة الجامعية


الـمـكـتبة الجـامعـيـة العـربية في ظل مجتمـع المعلومـات حتميةمواكبة ثورة التكنولوجيا الرقمية .الملخص:يبدو أن ثورة المعلومات و الاتصالات البعيدة و ما توفـره من تدفق حر للمعلومات لا يعترف بالحدود أو البوابات، ستمنح للمجتمعـات البشرية تأشيرة الدخول إلى مجتمع المعلومات ومن ثمة الانتقال إلى مجتمع التكنولوجيا الرقمية• علما بأنه فيما يتعلق بالمعلومات لابد من التمييز ما بين مجموعة من المراحل التاريخية المهمة• لقد سمحت التكنولوجيا الحديثة للمعلومات لمؤسسات المعلومات بصفة عامة و المكتبات بصفة خاصة، بالانخراط في ثورة الاتصالات المعاصرة• وبالتالي التفكير في تطوير المعلوماتية من خلال تمكينها من التغلغل اجتماعيا وعالميا• إذن مثل هذه الظروف تطرح و بإلحاح متزايد ضرورة إعادة النظر في هذه القضية من زاوية مجتمع المعلومات، هذا الأخير الذي يرادف اقتصاديات المعلومات و التمكن من السيطرة عليها• كما أن مجتمع المعلومات يتميز باتصالات عالمية فعالة تساعد في عملية إنتاج المعلومات بمعدل كبير جدا، و توزع بشكل موسع مما يجعل من المعلومات القوة الدافعة و المهيمنة على اقتصاد المجتمع البشري•نظراً لأن فكرة مجتمع المعلومات ليست جديدة بالنسبة للدول المتقدمة (الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان•••)، فإنها مكنت من التفكير في نمط جديد للمجتمعات : مجتمع التكنولوجيا الرقمية• هذا الأخير الذي لا يقتصر على المعلومات كمورد استثماري، سلعة تجارية، مصدر للدخل القومي، مجال للقوى العاملـة و كخدمة فحسب، و إنما معالجتها معالجة رقمية تساهم في تخزين أكبر كم ممكن من جهة و إضافة إلى فتح مصدر جديد للدخل القومي من جهة أخرى• فالدول المتقدمة قد قطعت أشواطا في التأسيس لمجتمع ما بعد المعلومات و هو المجتمع المستقبلي - على حد قول الألماني بيتر كلوتـز - ، الذي سينتقل من اقتصاد السلـع و البضائع إلى اقتصاد المعرفة الرقمية• هذا الأخير الذي يعتمـد على تجهيز المعلومات - أساس مجتمع المعلومات - رقميا، و عليه التأسيس لقطاع جديد إلى جانب القطاعات الاقتصادية المعروفة•في ظل هذا التطور المتسارع لقطاع المعلومات بمختلف أبعاده تقف المكتبات بصفة عامة، والمكتبة الجامعية بصفة خاصة بين الانخراط ضمن مجتمع المعلومات و محاولة الالتحاق بركب مجتمع التكنولوجيا الرقمية، لا سيما إذا ما علمنا بأن عدد الدول التي تتصف بخصائص مجتمع المعلومات لا تتعدى الاثنتي عشرة دولة• في حين أن عدد الدول التي بدأت تؤسس لمجتمع التكنولوجيا الرقمية لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة• سنحاول من خلال هذه الورقة استعراض نتائج دراسة ميدانية ، نراها كفيلة بالمساهمة في وضع تصورات جديدة تمكن مكتباتنا العربية من التأقلم مع هذا الواقع الجديد، لاسيما وأنها تجمع بين الجوانب الموضوعية للموضوع وبين التحليل الموضوعي لنتائج الدراسة الميدانية، وعليه سنسعى من خلال هذه الدراسة للرد عن التساؤل التالي: ما موقع المكتبة العربية ضمن مرحلة الانتقـال من مجتمع المعلومات إلى مجتمع التكنولوجـيا الرقمية ؟ و ما درجة تأثير ذلك الانتقال على وظائفها وخدماتها وحتى تركيبتها البشرية؟ تمهيد:إن الثورة الهائلة التي نعيشها اليوم، و التي تقوم أساساً على تزاوج وسائل الاتصال عن بعد مع شبكات المعلومات و الحواسيب بخاصة، قد أعطت إلى مجتمع المعلومات إنجازات و نجاحات أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع• إنها ثورة معلوماتية في طريقها إلى تغيير روتين المجتمعات تغييرا جذريا، كما غيرته الثورة الصناعية خلال القرون الماضية• لأنها تحولات أعطت الصدارة للمعلومات، فأخذت تلعب أدوارا كبيرة و حساسة في جميع المجالات : الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية ••• • لتولد بذلك عصرا جديدا هو المواجهة الحضارية، حيث لا يقاس تقدم الأمم بما لديها من أسلحة و إنما بقدرتها على مواجهة هذه الثورة المعلوماتية - التكنولوجية الفائقة• والمكتبات بصفة عامة و الجامعية بصفة خاصة باعتبارها مرآة الرصيد الفكري و العلمي للمجتمعات، فإنها مطالبة اليوم أكثر من أي يوم مضى بقيادة هذا التغيير و ضمان المكانة الفاعلة في عالم اليوم• لا سيما و أن المستقبل لمن يمتلك وسائل الوصول إلى المعلومات، معالجتها، تداولها و إنتاجها بسرعة و كفاءة و جودة عالية•إن القناعة بأهمية الدور يمكـن للمكتبات أن تلعبـه، تجعلنا نقف أمام الحالة التي توجد عليها مكتباتنا بعامة و الجامعية بخاصة• و مـدى استعدادها للتفاعل مع آليات وخصوصيات مجتمع المعلومات، كذلك قدرتها على الصمود أمام منافسة تعتمد على مقاييس صارمة تتطلب استراتيجية عمل و وعي بضرورة اقتناص المكانة التي تتماشى و طموحات المكتبة الجامعية العربية• إن المجتمع ما بعد الصناعي " مجتمع المعلومات "، يعتمد في تطوره بصفة رئيسية على المعلومات و التكنولوجيات الحديثة من حاسبات آلية، وشبكات و نظم المعلومات ••• • لقد تمكن مجتمع المعلومات من تجاوز كل الحواجز الجغرافية و الزمنية، إضافة إلى كونه يعتبر المعلومات سلعة قيد التداول، شأنها شأن باقي الموارد الطبيعية الأخرى، مع تسجيل الاختلاف الذي يميزها كونها لا تفنى بالاستخدام و إنما تزداد نماءا و تطورا• لذا فالمكتبات بمختلف أنماطها : تقليدية، إلكترونية، مدمجة، افتراضية تعد بمثابة الشريك الفاعل و الرئيسي في تلقي المعلومات من جهة و في المساهمة في نشر المعلومات من جهة أخرى• محاولة منها في تعزيز مكانتها ضمن مجتمع المعلومات، و أمام هذا الوضع الجديد والمتسارع و أيمانا منا بالدور الريادي الذي تلعبه المكتبات الجامعية العربية سنحاول من خلال ورقتنا هذه الإجابة عن التساؤلات التالية :ما هي الملامح الكبرى لمجتمع المعلومات داخل المكتبة الجامعية العربية ؟ ما متطلبات وشروط انخراط المكتبة الجامعية العربية ضمن مجتمع المعلومات ؟ ما درجة التأثير والتأثر بمظاهر مجتمع المعلومات ؟ ما موقع المكتبة الجامعية العربية داخل مجتمع المعلومات : منتج، وسيط أم زبون ؟ هل عملية تبني مظاهر مجتمع المعلومات بالمكتبة الجامعية العربية غاية أم وسيلة ؟ ما مدى قدرة مكتباتنا الجامعية في الاستمرار على البقاء ضمن مجتمع المعلومات ؟ ما هي الاستراتيجية المثلى الواجب تدبرها لنوجد لمكتباتنا مكانا فاعلا ضمن مجتمع المعلومات ؟و تعكس المكتبة الجامعية ضمن مجتمع المعلومات صورة واضحة لوضعية المكتبة في ظل هذا المجتمع الجديد، وتطرح في نفس الوقت تساؤلات حول مدى تأثير وانعكاسات مجتمع المعلومات على المكتبة الجامعية، هل هو استمرارية أو زوال؟ أهو تدعيم لمسيرة علمية؟ أم تجسيد لفكرة تجارية جديدة؟ تساؤلات تقودنا للوقوف عند سلبيات ونقائص هذا المجتمع، والتي تفرض علينا اختيار البدائل، وطرح الحلول التي تجسدها التكنولوجيا الرقمية بمميزاتها وخصائصها، ومنها محاولة المكتبة الجامعية تخطي مجتمع المعلومات، والانخراط في مجتمع التكنولوجيا الرقمية•1• المـكتبـة الجـامعيـة داخـل مجتمـع المعلومـات : انعكاسـات وتأثيـراتلقد وضعت تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة، المكتبات العامة بصفة عامة والمكتبات الجامعية بصفة خاصة أسوة بغيرها من المؤسسات، على طريق المعلومات، ولم يعد أمامها من بديل سوى دخول هذا المجتمع بوعي وإدراك، وفهم لطبيعة هذا المجتمع ووسائل العيش فيه• ومن هنا أصبحت مشاركتها في اقتصاد السوق مطلوبة وضرورية، وتأمين الدخول الحر للمعلومات بدون عوائق لجميع الناس، مع الولوج المباشر لعالم الأوعية الرقمية، والنشر الإلكتروني و الحواسيب، وهذا بحاجة إلى إمكانات مادية كبيرة، لا تستطيع تحملها بالموارد المادية المألوفة(1)•إلا أن مكتباتنا الجامعية، بإمكانياتها الحالية سوف تجد صعوبة للتأقلم مع معطيات مجتمع المعلومات، التي تفرض عليها مقاييس دقيقة لنوعية ومستوى الخدمات• ومنه يتوجب عليها أن نتبع استراتيجية مدروسة ومنظمة، لإرساء قواعدها في هذا المجتمع، وسوف لن يتأتى لها ذلك إلا من خلال الاهتمام بثلاثة جوانب محورية، وهي: الهيكل الإداري والفني للمكتبة، الصورة الخارجية للمكتبة، المستفيدين(2)•ولكنها ليست في وضعية الميؤوس منها، فما زالت تحتفظ بفرص كبيرة لتثبت قدرتها على احتلال المكانة الفعالة في مجتمع المعلومات، هذا إذا ما راعت متطلبات واحتياجات مستفيديها وعرفت مواطن الضعف في خدماتها، وسعت بذلك لتطويرها لتصل بها إلى المستوى المطلوب(3)• وهذا ما يجمع عليه أفراد عينة الدراسة الميدانية، وذلك بنسبة إيجابية تقدر بـ%68.18 نظرا للإمكانيات التي تمتلكها غالبية مكتباتنا الجامعية العربية كقاعات الإنترنيت، قاعات السمعي البصري، و هياكلها التي تمتع بالاتساع وتعدد المصالح و الفهارس الآلية• كما أنها تمتلك أرصدة مهمة وإمكانيات مقبولة مقارنة مع باقي أنواع المكتبات الأخرى على المستوى العربي القومي، إضافة إلى امتلاك بعضها مواقع على شبكة الإنترنيت، وقيامها بتقديم خدمات الإنترنيت للمستفيدين• حظوظ المكتبة الجامعية في مجتمع المعلوماتوقد عادت نسبة %30.30 للذين يستبعدون الفكرة انطلاقا من الواقع الحالي الذي يلمسه المستفيد، والذي يعود إلى أسباب مختلفة وبنسب متفاوتة، ونجد أعلى نسبة تقدر بـ%43.47، بسبب السياسة المتبعة وقلة التجهيزات، وهذا يعكس الوعي بأن أي تقصير في الخدمة أو ضعف في التنظيم يترتب عن سياسة داخلية غير مضبوطة، وكذا غياب التخطيط ونقص الإطار البشري المؤهل• وفيما يخص قلة التجهيزات نجد بأن معظم المكتبات الجامعية العربية لا زالت تقوم بجل الأعمال الفنية والإدارية بالطرق التقليدية، فعملية الإعارة لا زالت تعاني مشاكل الازدحام وعدم الرضا على مردود الفهارس البطاقية، وهذا يعكس ضعف التجهيز وغياب التكنولوجيا الحديثة• فالأجهزة لا تتعدى جهاز هاتف (إن وجد) و حاسوب (على الأكثر)• وقد عادت نسبة %23.90 إلى سبب المنافسة، وهي نسبة قليلة كون الدول العربية لا تزال مبتدئة في نظام اقتصاد السوق، والمكتبة الجامعية تحتكر نوعاً ما مهمة تدفق المعلومات، لكن الأمر لا يمنع من ظهور بعض المنافسين لفضاءات الإعلام المتعدد كمقاهي الإنترنيت (cybercafé)• ونجد نسبة %8.69 من الأساتذة الباحثين أفادتنا بأسباب مهمة، تتلخص في العائق النفسي والتنظيمي لدى المسؤولين، كمركب النقص، والارتجالية في العمل، كما أنهم ما زالوا يفكرون بذهنية الاقتصاد الموجه ••• وتجدر الإشارة إلى أن نسبة %1.52 من أفراد عينة الدراسة امتنعوا عن الإجابة، وهذا يعود إما لجهلهم بمتطلبات مجتمع المعلومات، وعدم إلمامهـم بإمكانيـات مكتباتهم الجامعية، أو عجزهم عن تصور المكتبة الجامعية في مجتمع المعلومات•نقائص المكتبة الجامعية1 • 1 • المـكتبـة الجـامعيـة بين الحــفظ و الاستثمــــارإن التغيرات المختلفة، تقنية كانت أم اقتصادية، تقودنا إلى إعادة تعريف المكتبات ذلك الوعاء الأساسي لحفظ المعلومات• كمـا أن ظهـور مجتمـع المعـلومـات ومـا صـاحبه من انتشار وسائل الإعلام المتعدد (multi-media) وابتكار وسائط جديدة في اختزان المعلومات، وكذا التطور الواضح في النشر الإلكتروني والتحول المتلاحق من المجتمع الورقي إلى المجتمع الرقمي، أدت إلى تغيير واضح في أشكال المكتبات وغيرها من مرافق المعلومات• فلن تقاس قيمة المكتبة بحجمها أو بفخامتها، وإنما بمقدار ما تسهم به في تشغيل المعلومات لخدمة مختلف الأغراض(4)، وستتضاءل أحجام المكتبات حتى أن هناك من يرى أن هذا القرن هو قرن المكتبات بلا جدران، وقرن المكتبات الافتراضية والمكتبات الرقمية•وفي هذا السياق يقول لانكستر : "نحن نقترب من اليوم الذي يمكن أن تكون فيه مكتبات المستقبل العظيمة، تتكون من غرفة صغيرة مساحتها 10 أقدام مربعة، لا تحتوي على أي شيء سوى منفذ إلكتروني ومعدات التوصيل السلكي الأخرى• ومستقبلا فإن جميع المكتبات سوف تكون على هذا الشكل، لأنها سوف تتمتع بالوسائل الإلكترونية للوصول إلى المعلومات" (5)• ومنه فإنه بدلا من أن تذهب إلى المكتبة، فإن المكتبة هي التي ستأتي إليك في المكان والزمان الذي ترغبه•إن هذه التغيرات المختلفة أعطت ميلادا ًلمفهوم جديد ألا وهو المكتبة الافتراضية، تلك الوحدة التي تتكون من تزاوج ثلاثة عناصر أساسية هي :- أتمتة المكتبة، وهي نقطة البداية للمكتبة الافتراضية، وتخص الوظائف المختلفة والمتمثلة في تسيير الإعارة، جرد المقتنيات، وصول القارئ إلى الفهارس(6)•- توفير الاتصالات عن بعد، والوصول إلى محتويات أو مصالح المكتبة•- توفير المعلومات للقارئ في مكان عمله، سواء في شكلها المطبوع أو الإلكتروني(7)•وقد أتاحت هذه المكتبات مجموعات متنوعة ومصادر معلومات غير متناهية وفي جميع التخصصات، مجتازة بذلك الحدود الزمانية والمكانية• ومنه فإن المكتبات بلا جدران ستتسع على حساب المكتبات التقليدية، التي ستؤول إلى الزوال وستصبح كمستودع تاريخي لحفظ الأوعية المطبوعة•وأمام هذه التحولات والتطورات الحاصلة في مجال المكتبات، تطرح إشكالية مصير المكتبة الجامعية من حيث بقاؤها على حالها، أو تحولها إلى شكل جديد افتراضي، إلكتروني أو حاسوبي• وفي هذا الإطار، طرح سؤال على أفراد العينة حول مستقبل المكتبة الجامعية الحالية داخل مجتمع المعلومات، فاختلفت الآراء وتضاربت بين حتميات التغيير الجذري، والاستمرارية على حالها• وقد بلغت نسبة من يؤيدون التغيير الجذري، أو التحول إلى مكتبة إلكترونية، افتراضية، حاسوبية بنسب متقاربة قدرت بـ%40.35، %35.96 و%32.46 على التوالي• ويعود سبب ذلك إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة في عالم الإعلام والاتصال، ودخول المكتبات الجامعية مجتمع المعلومات الذي يتطلب أكثر من شبكات المعلومات، ومع مظاهر المعلوماتية من تخزين واتصالات عالمية عالية، وكذا استخدام الحواسيب الآلية، الذي نتج عنه تأمين الدخول الحر للمعلومات بدون عوائق للمستفيدين• ومنه كان لا بد للمكتبات الجامعية من التكيف مع متطلبات هذا المجتمع الجديد• و الشكل الموالي يترجم بشكل دقيق مستقبل المكتبات الجامعية العربية الحالية من حيث إمكانية التحول أو الاستمرارية على المنوال نفسه :مستقبل المكتبة الجامعية داخل مجتمع المعلومات•في حين أن نسبة من يرون أن المكتبة الجامعية ستبقى على حالها قد قدرت بـ%13.16 ، ويعود ذلك إلى إمكانيات المكتبة المحدودة وغير المتوفرة أحيانا، وكذا العنصر البشري المؤهل المتواجد بأعداد قليلة تعد على الأصابع، بالإضافة إلى عدم وجود ميزانية مالية مستقلة لهذه المكتبات في غالبية الدول العربية•ولقد نتج عن الاتجاهات الحديثة في خدمات المعلومات ظهور منافذ منافسة للمكتبات الجامعية تقدم خدمات معلومات لم تكن في حسبانها، ويستطيع المستفيد أن يصلها مباشرة: إنهم تجار ووسطاء المعلومات وكذا القطاع الخاص، الذين يساعدون المستفيدين في الوصـول إلى المعلومات دون الحاجة إلى وجود المرجع أو أخصائي المعلومات كوسيط، كما يقدمون معلومات عند الطلب وبشكل شامل وسريع(8)• ومنه أصبحت المعلومات في متناول الفرد بسهولة وبسرعة أين كان موقع المعلومات منه على بعد أمتار أو على بعد آلاف الكيلومترات• وهكذا بدأت المعلومات تعامل كسلعة تباع وتشترى، وتنشئ بذلك من حولها صناعة كبيرة هي صناعة المعلومات، كما أصبح لها سوق يسمى سوق المعلومات•انطلاقاً من هذه التنظيمات الجديدة، تجد المكتبة الجامعية العربية نفسها مضطرة لمواكبة هذه التحولات الكبرى المتواصلة، وكان لزاما عليها أن تفكر في تهيئة خدمات معلومات مقابل أجور، وإلا حكمت على نفسها بالجمود والتخلف عن العصر• وبذلك ستتحول وظيفة المكتبة الجامعية، باعتبارها مؤسسة علمية تعمل على توفير وتقديم خدمات علمية بالمجان، إلى مؤسسة اقتصادية تعتبر المعلومات منتوجاً اقتصادياً تتعامل معه كسلعة تجارية تخضع لقوانين العرض والطلب•إن واقع المكتبة الجامعية العربية بعيد كل البعد عن التعامل مع المعلومات باعتبارها سلعة تجارية، على الأقل في الوقت الراهن، لأن الدول العربية لم تصل بعد إلى خصخصة قطاع التعليم العلمي والبحث العالي، كما أن المكتبة الجامعية تتأثر بحكم الوصاية الإدارية للدولة، بالجانب الاقتصادي والاجتماعي لتلك الأخيرة، إضافة إلى ذلك لا توجد هناك سياسات قومية موحدة للتوثيـق• غير أننا مع الفكـرة - فكرة تقديم المعلومات بالمقابل - وذلك لكونها تعتبر جانباً محسنًا لمردودية الخدمة، لأن كل ما هو بمقابل يصبح مثمناً(9)•1 • 2 • الأرصــدة الورقيــة : زوال أم بـقاء؟مع التحول الذي يشهده العالم المتقدم وانتقاله من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات، ظهرت حتمية التحكم في إنتاج المعلومات، ومعالجتها، ومحاولة الاستفادة منها• فوقفت المكتبات بشتى أنواعها والجامعية منها خصوصا عاجزة عن توفير كل ما ينشر في اختصاصات الباحثين والإلمام بمستجدات بحوثهم العلمية• ومع ظهور تكنولوجيا البث والاتصال، استخدمت طريقة البحث على الخط المباشر• وبظهور الوسائط الضوئية، والمغناطيسية، والإلكترونية، فقد استخدمت تقنيات حديثة في المعالجة وبث المعلومات، ناهيك عن توفيرها للصورة والصوت(10)•ومما لا شك فيه أن هذه الثورة في المعلومات قد بدأت تهدد الأرصدة الورقية أو المطبوعة، حيث أصبحت لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من الإنتاج الفكري المنشور، وذلك نظراً لما توفره من سرعة في الحصول على المعلومات بأدق الكيفيات وبأقل التكـاليف• ويقـول النقاد أن ثورة المعلومات سوف لن تلغي المكتوب و إنما تغير في شكله، فالناس لن تقرأ جريدة مصنوعة من الورق، ولا كتاباً ولا قاموساً مصنوعاً من الورق، بعدما أصبح كل ذلك عبارة عن صفحات إلكترونية تقرأ على الشاشة بفضل تقنيات الكمبيوتر والأقراص المضغوطة(11)•وفي هذا الصدد يقول وانويندوب كريستيان، عضو في جمعية الحدود الإلكترونية : "إن النصوص الموجهة للقراءات الجارية ستكون على وسائط رقمية كما هو الحال في البريد الإلكتروني ونشاطات القراءة على صفحات الويب (WEB)، والكتاب الإلكتروني سيعجل في التغيير من الورقي إلى الرقمي وبخاصة الكتب الرقمية، وبدون شك فإن حصة الورق في نشاطاتنا القرائية اليومية ستنخفض عما كانت عليه بالأمس، كما حدث للكوديكس (codex) الذي حل محل لفافة الورق، التي بدورها حلت محل اللوائح الطينية، فالكوديكس الرقمي حلّ محل الكوديكس الورقي"(12)•وتكفل لنا التطورات الهائلة في علوم الحاسوب وتقنيات الاتصال القدرة على تصور نظام عالمي نرى فيه تنفيذ تقارير البحوث، ونشرها، وبثها، والإفادة منها في جو إلكتروني خالص، ولن تكون هناك حاجة للورق في هذا المجتمع(13)• وعليه فنحن الآن في مرحلة انتقالية من حلقة التطور الطبيعي من الطباعة إلى الورق إلى الإلكترونيات• مع هذا يجب أن لا نخدع أنفسنا• فلحد الآن لم تصبح شبكات الكتب الإلكترونية شعبية، ولن تصبح كذلك قبل إدخال تحسينات على تكنولوجيا الشاشات• فالقراءة على الشاشة حاليا أبطأ بنسبة %20 إلى %30، وأقل درجة بكثير مقارنة بقراءة المواد المطبوعة بسبب الوميض وذبذبة الصورة ومشاكل أخرى(14)، مما جعل الكتاب الوعاء الأساسي بين أوعية المعلومات الأخرى، والدليل على ذلك أن جميع التنبؤات السابقة بقرب نهاية الكتاب أمام الأوعية الجديدة المنافسة باءت بالفشل•ويؤكد الأستاذ الدكتور شعبان عبد العزيز خليفة بقاء واستمرارية الكتاب الورقي، حيث ينسب السيادة الكاملة له على مستوى العالم، ويقول في كتابه "المصغرات في المكتبات ومراكز المعلومات": "إن ما تنشره المطابع سنويا يزيد عن 600 ألف كتاب وحوالي 10 آلاف نسخة• أما عن الدوريات فيقدر المطبوع منها بنصف مليون دورية، بعدد نسخ يفوق 02 مليار نسخة، هذا خلاف الأوعية الورقية الأخرى ••• ولنا أن نتصور ضخامة ما ينشر ورقيا، حيث أن كمية الورق المستخدمة سنويا لو وضعت على شكل لفافة لأمكن تغليف الكرة الأرضية سبع مرات في العام الواحد" (15)•ومنه يبقى كل من الوعاء الورقي والأوعية الإلكترونية تعمل لهدف واحد، وهو تخزين المعلومات وحفظها، فهي بذلك متكاملة رغم اختلافها المادي الذي لا يؤثر في أهمية المعلومات مهما كان وعاؤها، زيادة على أن الكتاب الورقي وسيط مألوف، وأداة مناسبة سهلة الحمل لاسترجاع المعلومات والانتقال إلى أي مكان، وهذا ما لا يحققه الحاسوب الذي تتزايد استعمالاته يوما بعد يوم في عصر طغت فيه المادة على كل ما هو روحي•وفي سؤال طُرح على أفراد العينة حول بقاء الأرصدة المطبوعة أو زوالها في ظل تعاملهم مع التكنولوجيا الحديثة للمعلومات التي يفرضها مجتمع المعلومات القائم أساساً على الحاسبات الآلية وشبكات الاتصال، فكانت إجابتهم سلبية بـ : (لا) وذلك بنسبة %86.36، مقابل %12.12 فقط ممن يتعاملون معها• ويعود ذلك إلى سرعة الوصول إلى المعلومات، التي احتلت النسبة الأكبر بـ%79.34، إذ يكفي الضغط على زر الحاسب الآلي لنحصل بعد ذلك على المعلومات المطلوبة• كما يرجعون ذلك أيضاً إلى قلة التكاليف وتدفق المعلومات التي كانت نسبتاهما %27.67 و%26.67 على التوالي، فهي توفر خدمات معلومات لا تعد ولا تحصى، وفي جميع المجالات والتخصصات، فضلا عن كونها معلومات حديثة وآنية تحيط المستفيد بكل المستجدات• أما من أجابوا بـ : (لا) فقد احتلوا النسبة الأكبر، ويعود ذلك لإيمانهم بأن الأوعية الورقية هي المصدر الأساسي الذي يعتمد عليه الأستاذ الباحث عند شروعه في البحث عن المعلومات• كما أن التعامل مع الحاسوب والمصادر الإلكترونية يتطلب إمكانيات مادية ومهارات بشرية، إضافة لعدم توفر مكتباتنا الجامعية على الإمكانيات اللازمة لتوفيرها، وهذا دليل على أن المكتبة الجامعية العربية لا تزال بعيدة عما وصلت إليه المكتبات الجامعية في الدول المتطورة، والتي تعتبر عنصراً فعالاً في مجتمع المعلومات• 1 • 3 • المعلومات : من الخدمة الخالصة إلى التجارةلقد أدت الظروف الاقتصادية التي عمت معظم أنحاء العالم في نهاية القرن العشرين، إلى إعادة النظر في أسس تقديم خدمات المعلومات، إذ وجدت مرافق المعلومات نفسها مضطرة إلى تغطية جزء من نفقاتها، كما أدى التوسع في الاعتماد على تقنيات المعلومات إلى تغذية هذا الاتجاه، كذلك أدى توفر أجهزة الاستنساخ وارتفاع كفاءتها وبساطة التعامل معها إلى التوسع في خدمات التصوير• وقد أدى ذلك بدوره إلى الإضرار بحقوق الناشرين، ومن ثمة حرص المكتبات على تعويضهم• ومن هنا بدأ التفكير في فرض رسوم مقابل ما يقدم إلى المستفيد من خدمات• وكانت البداية بخدمات التصوير• بهدف ترشيد الإفادة منها وتعويض الناشرين، ثم امتدت إلى الأنواع الأخرى من الخدمات كالترجمة واسترجاع المعلومات(16)• وقد أدى هذا التوسع إلى تحول المعلومات من خدمة خالصة إلى الصناعة، أي من المعلومات باعتبارها أحد الحقوق الأساسية للإنسان، إلى المعلومات باعتبارها مجالا للاستثمار•ويحذر البعض من مخاطر هذا الاتجاه الجديد -من بينهم IFLA- الذي يعتبر ويقر بمبدأ المعلومات كسلعة، فوضعت الأسعار، وأصبحت هذه الأسعار تتحكم فيها قوانين وقواعد السوق التجارية، وأصبح لها ما يعرف بسوق المعلومات (information market)• كما أنها ترى فيه تهديداً لمقومات المجتمع القائم على أساس مبدأ الديمقراطية والمساواة في الحصول على خدمات المعلومات، وذلك لأنه يشكل عائقا في سبيل التدفق الحر للمعلومات• وهذا ما ساعد على توسيع الهوة يوما بعد آخر بين من يستطيع ومن لا يستطيع الحصول على المعلومات، اعتمادا على تقنيات الاتصالات عن بعد -خاصة-، بين من نطلق عليهم الأغنياء والفقراء للمعلومات (Rich information, Poor information)، أو ما يطلق عليهم (Have - Have not)، وبروز نخبة جديدة وهي نخبة المعلومات، والتي تتكون من القادرين على تحمل تكلفة المعلومات(17)•وقد يتعجب البعض إذا ما علم بأن هذه التحذيرات تصدر في مجتمع متقدم يتمتع كما يقولون بتخمة المعلومات، مجتمع يتمتع فيه المستفيدون من المعلومات بموارد وإمكانات تعينهم على مسايرة هذا الاتجاه بشكل أو بآخر• فما بالنا بما يمكن أن يصدر في مجتمعات متخلفة تعاني فاقة الفقر، إذا ما لاح في الأفق الاتجاه نحو تجارة المعلومات• وإذا كنا عاجزين عن مقاومة تيار الاتجاه نحو تجارة المعلومات، فإن خطانا في هذا الاتجاه تتسم بالتريث، وذلك للأسباب التالية :1• حاجة المجتمعات التي تعاني فاقة المعلومات إلى الجهود الرامية إلى تقوية أواصر تآلفها مع خدمات المعلومات وأوعية المعلومات•2• انخفاض مستوى الدخل وانعكاساته السلبية على مسايرة الاتجاه نحو تجارة المعلومات•3• غياب الدعم المادي المناسب لمجهود البحث والتطوير•4• يمكن لتحول المعلومات إلى تجارة أن تكون له نتائجه المدمرة في بعض المجالات الحيوية كالطب والزراعة والتعليم(18)•وعلى هذا الأساس يُجمع جل مسؤولي مكتباتنا الجامعية العربية على تقديم خدمات المعلومات مجانا،ً لأهداف علمية محضة، دون أي حواجز أو تعقيدات• فإمكانيات المستفيد الآن سواء كان طالباً أم أستاذاً تحول دون إرهاقه بنفقات جديدة، أما في مجال المقابل فيمكن ذلك إذا ما استثمرت الأموال لهدف علمي بحت، وكان هناك قانون يسمح بذلك مع توفر التخطيط والتنظيم(19)•1 • 4 • المـهـنــة المـكتبيـــة : إلـى أيـــــن ؟إثر التطورات الجارية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطور خدمات المكتبات ومراكز المعلومات، ومجاراتها للبيئة التكنولوجية الحديثة، باستحداث نظم وشبكات معلومات وآليات عمل جديدة للتحكم وتحقيق السيطرة في ميدان تجميع وتخزين، وتحليل، وبث المعلومات، وتعزيز سبل وقنوات الاتصال مع مختلف فئات المجتمع، وكذا دخول مجتمعات المعلومات(20)، قد غُيّرت النظرة إلى أمناء المكتبات، والعاملين في مراكز المعلومات• فاخصائيـو المعلومات، مدراء المعلومات وأمناء المعلومات (cyber-documentalistes, cyber-thécaires) وسواها من التسميات الأخرى، تدل على التغيير الواضح في مهنة المكتبيين، وضخامة الدور الذي ينهضون به في عصر المعلومـات أو عصر النظم البارعة في انتقال المعلومات، فلم يعد أمين المكتبة أو المكتبي مجرد حارس للكتاب أو المكتبة، أو مجرد حلقة وسيطة بين الكتاب وقارئه• ولم تعد مهمته الأساسية تتركز على اختيار المواد ثم التنظيم الفكري لها، ثم تقديم أشكال متعددة من خدمة بحث الإنتاج الفكري وخدمات الإجابة على الأسئلة المعتمدة هذه المواد• بل أصبحت الوظائف الأساسية التي ينجزها أخصائيو المعلومات تتمثل في تحديد المعلومات المطلوبة، وتقديم الإجابات الدقيقة للباحثين وكذا الطلبة باستخدام وسائل الاتصال المتداخلة كالإنترنيت (Internet)، والبحث في قواعد البيانات وشبكات المعلومات، وإحاطة المستفيد علما بالجديد في مجال اهتمامه، أو الاتصال بفهارس المكتبات وغير ذلك من الخدمات(21)• ولأخصائيي المعلومات مواصفات شخصية يستلزم التحلي بها نذكر منها :آ- القدرة على التفكير التحليلي•ب- القدرة على كتابة التقارير المهنية ومهارات عرض المعلومات بكفاءة عالية•جـ- مهارات إدارة الوقت وإمكانية العمل تحت ضغط ما، سواء كان هذا الضغط حجم العمل أم ضيق الوقت أو بعض الضغوط النفسية•د- الثقة والقدرة على التنافس في استخدام تكنولوجيا المعلومات•هـ- القدرة على العمل بإيجابية من خلال مجموعات العمل، وذلك يعني البعد عن السلبية والانتقال إلى مرحلة المشاركة بفاعلية أكبر تأثيراً في العمل اليومي(22)•انطلاقا ًمن هذه المواصفات ندرك ذلك المستوى المتقدم والمطلوب إحرازه من خلال المواصفات الشخصية لأمين المكتبة أو أخصائي المعلومات بوجه عام•وأمين المراجع مستقبلاً سيكون مترجماً ومحللاً أكثر من كونه مرشداً، وهو مطالب أن يحدد بدقة احتياجات الباحثين والدارسين واهتماماتهم الموضوعية، ومساعدتهم في صياغة استراتيجيات البحث، بدلا ًمن إرسالهم إلى الفهارس البطاقية والأدوات الببليوغرافية الأخرى، من خلال إجراء مقابلات، وفتح قنوات الحوار البناء، للتعرف على عناصر السؤال أو المشكلة موضوع البحث(23)•ولكي تتحقق هذه المهام والإنجازات للمكتبي، من الضروري له ملاحقة التطورات الجارية في مهنة المكتبات والمعلومات، والاتجاهات المعاصرة في أساليب الخدمة المرجعية، لتطوير ورفع كفاءة العمل• ومكتبي المستقبل أو أخصائي المعلومات ينبغي أن ينظر إلى عالم المعلومات على أنه المكتبة والحاسوب، وملفات البيانات، والقرص البصري، والمعرفة عبر مراصد المعلومات وشبكات المعلومات(24)•والمكتبة الجامعية قد تعتبر بشكل جاد وحقيقي مشكلة الدخول إلى مجتمع المعلومات المدخل الصحيح، عن طريق تأهيل وإعداد الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة على تنظيم وإدارة النظم وشبكات المعلومات• فالتطور والتغيير ليس في محتويات المقررات و تسمياتها فحسب، وإنما إلى جانب ذلك التحول الكبير في طرق التدريس وفي مناهج البحث• و بهذا الصدد يقول لانكستر (Lancaster): "إننا إذا لم نقم بهذا، فإن مهنة المكتبات سوف تزاح وتحل محلها مهن أخرى أكثر حركة وفعالية، والمكتبة المعروفة لنا اليوم سوف تموت، ولكن المهنة يجب أن لا تموت، ومستقبلها يعتمد علينا، ولذلك لا بد أن نأمل بأن نرتفع لنكون على مستوى المشكلة والتحدي"(25)•وحول سؤال طرح على أفراد العينة المدروسة حول دور المكتبي في مجتمع المعلومات، ومدى استعداده للتكيف مع متطلبات هذا المجتمع، تضاربت الآراء واختلفت• فمنهم من يقول أن مكتبي المستقبل سيكون أخصائي معلومات ووسيط معلومات، وذلك بنسب متقاربة %51.94 و%50.65 على التوالي، تبعا لما تفرضه متطلبات مجتمع المعلومات على المكتبي من تعامل مع الحاسبات الإلكترونية، وقواعد البيانات، والأقراص الليزرية، وكذا الاتصال مع المستفيدين ومساعدتهم في استراتيجيات البحث، والتعامل مع التقنيات المتطورة، وخلق قواعد بيانات• أما من أجابوا بأن المكتبي ليس له دور في مجتمع المعلومات، والذين بلغت نسبتهم %6.49، فنحن كمكتبيين نقول لهم بأن الحاسب الآلي لا يمكن أن يقوم مقام أخصائي معلومات مقتدر مسلح بالمعرفة والإمكانات الفكرية، والقدرة على التحاور والتحليل، فالإتاحة لا تعني فقط تحديد موقع وجود المعلومات، إنها تعني الأفكار المترابطة والكيفية التي تصل بها إلى المستفيد كأفكار ناضجة• فالحاسبات لا تفكر كما هو الحال لدى أخصائي المعلومات، والبرامج الذكية تقدم لنا الأسلوب أو الطريقة التي يمكن بواسطتها أن نحل مشكلة ما• إنها مجرد حلول مبرمجة وليست ابتكارات أو مبادرات شخصية• إن خلق خدمات المعلومات وابتكارها هي من صنع أخصائي المعلومات•دور المكتبي في مكتبة مجتمع المعلومات•2 • المـكتبـة الجـامـعيــة عـشيــة مجـتمـع مـا بعد المعـلومـات :نعيش اليوم مجتمع المعلومات، هذا المجتمع الذي ظهر أول الأمر في الدول المتقدمة، والذي يعتمد أساساً على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري، وكسلعة تجارية، كخدمة وكمصدر للدخل القومي، وكمجال للقوى العاملة• والمكتبة الجامعية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المجتمع وتؤثر فيه، فقد تأثرت بمطالب هذا المجتمع، ومن التأثيرات التي نلاحظها التحول في شكل المكتبة الجامعية العربية من مكتبة تقليدية إلى مكتبة حديثة• فظهور التقنية الحديثة من حواسيب وأجهزة اتصال متطورة ومختلفة يحتّم ويوجب على المكتبة الجامعية تبديل نظامها كلية، وإدخال التقنية على جميع أعمالها ومصالحها الفنية والإدارية، وذلك من أجل التحكم أكثر في المعلومات وتحسين الخدمات، وكذا التكيف والتعامل مع هذا المجتمع الإلكتروني• وسيؤدي هذا إلى زيادة أهمية المكتبيين الذين أصبحوا يعرفون بما يسمى بأخصائيي المعلومات• كما أن اتجاهاتها نحو تقديم خدمات بمقابل قد غيّر من الوظيفة الأساسية لها باعتبارها وحدة علمية، إلى الاستثمار في مجال المعلومات والتعامل معها كسلعة تخضع لقوانين السوق التجارية من عرض وطلب•كانت هذه وضعية المكتبة الجامعية العربية عشية مجتمع ما بعد المعلومات، فكيف ستكون في صباح الغد التالي في مجتمع يرتكز على ركائز جديدة ويتطلب مطالب جديدة؟2 • 1 • دوافــع الانتقــال مـن مجـتمـع المعـلومـات إلـى مجـتمـع التكنولوجـيا الرقميـةتعتمد المكتبة الجامعية أساساً في مجتمع المعلومات على آخر اختراعات وابتكارات تكنولوجيا المعلومات، من حاسبات آلية، وشبكات اتصال فائقة السرعة في نقل المعلومات وإتاحتها للمستفيدين، وكذا في تأمينها الدخول الحر للمعلومات بدون عوائق، واعتمادها على النشر الإلكتروني ومصادر المعلومات الإلكترونية، مما جعل هذه المعلومات تتعرض لمخاطر السرقة والانتحال، وكذا الطبع أو التوزيع غير المرخص، ونشر الفيروسات، وتخريب برامج الحواسيب وأنظمتها• ومن أبرز هذه المخاطر : ضعف حماية المعلومات، غياب حقوق المؤلف، القرصنة و غياب التشريعات القانونية، هذا ما سنوضحه لاحقا•وقد أدت هذه المخاطر والنقائص التي تعاني منها المكتبات الجامعية في ظل مجتمع المعلومات إلى ضرورة التفكير في تطوير مظاهر المعلوماتية من تخزين، واتصالات عالمية عالية، محاولة بذلك الالتحاق بركب التكنولوجيا الرقمية•2 • 1 • 1 • ضـعـف حـمـايــة المـعــلومــات :تتعرض المعلومات في هذه الأيام لأخطار بلغت قدراً لم تعرفه قط من قبل، فعندما تكون المعلومات مجرد وثائق مطبوعة يسهل توفير الأمن لها، وكل ما يحتاج إليه المرء هو أن يضعها في خزانة حديدية فيمنع الوصول إليها• وحتى عندما ظهرت وحدات المعالجة الرئيسية (main frames) كان توفير الأمن قضية غير صعبة لأن النظام الحاسوبي المركزي يحتوي إجراءات تتيح توفير الأمن(26)•ولكن في هذه الأيام، صارت المعالجة الكمبيوترية منتشرة على الشبكات في جميع أنحاء العالم، فالشبكات تطورت بفضل الانتشار الواسع للكمبيوتر الشخصي، وهكذا صار ينبغي إعادة النظر في حماية المعلومات بسبب تعقد الأنظمة، والتغييرات السريعة التي يفرضها تسارع العمل في الشبكات(27)•ولقد أدت الزيادة الهائلة في انتشار نظم الحواسيب الشخصية، واعتمادها على نظم وشبكات المعلومات فائقة السرعة، إلى تعرضها للاختراق أو التجسس، فلقد أضحت أجهزة هذه النظم كنزاً غير مصان يثير شهية هواة اختراق الشبكات وسرقة المعلومات التي تحتويها، خاصة مع توافر تسهيلات ربطها ببعضها عبر الشبكات فائقة السرعة كالإنترنيت(28)•ويشير الأستاذ الباحث إلى أن أهم خطر يواجهه في مجتمع المعلومات هو ضعف حماية المعلومات، بنسبة تقدر بـ : %44.52، وذلك راجع إلى عدم توفر تقنيات توفر الحماية الكافية لها من الاختراق والتجسس• انعكاسات مجتمع المعلومات على المكتبة الجامعية•فحماية المعلومات يجب أن تكون دائمة سواء كان ذلك عند التخزين أو عند إرسال البيانات، وهناك العديد من المحاولات التكنولوجية لحل مشكلة ضعف حماية المعلومات مثل "جدران النار" (firewall) التي تهدف إلى إبعاد المعلومات الشخصية أو الشبكة عن متناول المتطفلين، فهو بمثابة حاجز تفتيش، أو أداة تتبع•2 • 1 • 2 • القرصنة :تعرّف القرصنة بأنها عملية النسخ غير القانوني لمعلومات يحميها قانون حماية الملكية الفكرية• والقرصنة هي من الأمور الخطيرة لأنها غير قانونية، كما أنها واسعة الانتشار، حيث انتشرت هذه الظاهرة في جميع دول العالم(29)، لأن الجميـع يريد الحصـول على المعلومـات المتاحـة أثنـاء عملية الاتصال سواء للمتاجرة بها، أو استخدامها لأغراض أخرى تكون مربحة•فلقد أصبح بإمكان قراصنة المعلومات الولوج إلى حواسيب البيت الأبيض ومركز بحوث الفضاء في أمريكا (NASA)، حيث يكفي وجود حاسوب وموديم (modem) لتنفيذ عملية القرصنة، كما أنه يستحيل على المركز معرفة كامل الطريق الذي تسلكه المعلومات من مرسلها إلى مستقبلها جيئة وذهابا، مما يجعل القرصنة بمأمن عن المراقبة والمتابعة•وتشكل الجامعات والشركات والمنظمات أهدافا مثالية لهذه القرصنة، فقد اضطرت إحدى الجامعات الأمريكية دفع فاتورة هاتف قدر بـ : 200.000 دولار أكثر من نصفها استخدمت لاتصالات مقرصنة(30)•وقد عبّر أفراد عينة الدراسة الميدانية عن تخوفهم من القرصنة بنسبة %37.43، الأمر الذي جعل الأساتذة الباحثون يحجمون عن عرض أعمالهم عبر شبكات الاتصال مخافة سرقتها أو التزوير فيها أو استغلالها لأغراض أخرى• وهذا ما يوضحه الشكل التوضيحي السابق (انعكاسات مجتمع المعلومات على المكتبة الجامعية)•ولحلّ مشكلة قرصنة المعلومات، كانت العديد من المحاولات التكنولوجية، كاستعمال تقنية الترميز، وتقنية جدار النار، وكذا تقنية تشفير المحتوى (Pretty Good Privacy)، والتي تعتبر محاولات لتأمين المعلومات في الشبكة(31)•2 • 1 • 3 • انـعــدام حـقــوق المــؤلـف :إن المشكلة التي نواجهها في مجتمع المعلومات، المجتمع الذي تكون فيه المعلومات أحد الموارد الأساسية، هو أن المعلومات لا تشبه أية موارد أخرى يجوز امتلاكها• فقضية حق النشر وإتاحة المعلومات لكل الأفراد تتعارض مع قضية حماية حقوق المؤلف أو الناشر، والمشكلة أن التكنولوجيا سهّلت من إعادة الطبع وسرقة المعلومات•فمن المخاوف التي تنتاب رجال الفكر والثقافة مسألة الملكية الفكرية، فبظهور الأساليب الحديثة ومنها سرعة تبادل المعلومات، أصبح بإمكان أي كان الحصول على نسخة من العمل نفسه عن بعد، في آلته الطابعة المتصلة بالكمبيوتر الذي يملكه، وذلك بالجودة نفسها التي عليها الأصل، وهذا كله بمجرد كبسة زر(32)• مما جعل أفراد عينة الدراسة يعبّرون عنها بـ : %24.25، حيث لا يمكن للأستاذ الباحث الثقة في المعلومات المتاحة، فبإمكان أي كان الحصول على نسخة من العمل واستخدامه باسمه وكأنه يمتلك الملكية الفكرية له• والشكل المذكور أعلاه يوضح ذلك (انعكاسات مجتمع المعلومات على المكتبة الجامعية)• ومن ثمة ولتفادي ذلك هناك بعض الحلول :آ- حلول تقنية : تصميم نظم إدارة حماية المؤلفات الإلكترونية، التي تهدف إلى وضع سبل الحماية للعمل من خلال وضع بصمات رقمية، أو شفرة معينة تمنع النسخ• لكن هذه الطرق قد تكون مكلفة•ب- حلول قانونية : من خلال التعاقد مع المنتج المستخدم الذي يحصل على تصريح باستخدام العمل نظير مبلغ معين يدفعه المنتج خلال مدة معينة(33)•وقد أضاف التطور السريع في تقانة الاستنساخ من صعوبة ممارسة مالكي حقوق النشر سيطرتهم على إعادة استنساخ وقرصنة أعمالهم، وزاد من صعوبة إمكانياتهم للحصول على تعويضات على قرصنة أعمالهم من المتلصصين، وزاد عليهـم الطين بلّة انتشار الإدراك الحسي لدى العامة بأن عمل نسخ للاستخدام الشخصي أو الخاص يعتبر فعلا قانونيا(34)•ويرى أعضاء في جمعية الحدود الأمريكية بكل بساطة أن الملكية الثقافية مغالطة تاريخية• فهل يعتبر هذا المجتمع الجديد مجتمعا يسلب حق المؤلف والمبدع والمفكر؟2 • 1 • 4 • غياب التـشريعات القانونية:مع التوسع في صناعات تكنولوجيا المعلومات، وانتشار تطبيقاتها في المجالات المختلفة، وتبادل المعلومات عبر الحدود، ظهرت الحاجة إلى وضع العديد من التنظيمات والتشريعات، ولوائح التوحيد القياسي• ومن أهم الجوانب التي يجب تغطيتها تشريعيا ًهي تلك المتعلقة بالملكية الفكرية، وحماية الأسرار الصناعية والتجارية، ومنع الممارسات التنافسية غير المشروعة(35)•وترى نسبة %28.41 من عينة الدراسة الميدانية أن المخاطر الناتجة عن القرصنة والاحتيال وإعادة الطبع ناتجة عن غياب التشريعات القانونية التي تحمي معلوماتهم• كما هو مبين بشكل جلي من خلال الرسم البياني السابق و المعنون (انعكاسات مجتمع المعلومات على المكتبة الجامعية)• ويرجع مشكل التشريعات إلى المعدل السريع لتقدم تكنولوجيا المعلومات، الذي تصعب عملية ملاحقته من قبل الجهات التنظيمية والتشريعية•وقد أعطت حرية التعبير والنشر عبر الشبكات فرصة لوجود صور تتنافى ومبادئ الدين الإسلامي وكذا ثقافتنا العربية• ويرجع هذا إلى انعدام التشريعات، واحترام مبدأ حرية التعبير عبر الشبكات• كما تتعرض المعلومات أثناء عملية إرسالها أو إتاحتها عبر الشبكات إلى مخاطر القرصنة والاحتيال، لذا وجب توفير التشريعات التي تحمي حقوق المؤلفين والناشرين، وتضمن التدفق الحرّ للمعلومات لكي تصل إلى من يحتاج إليها•وقد سعت الكثير من الدول المتقدمة إلى إصدار تشريعات بهدف حماية المستجدات المعلوماتية المعاصرة• ومن أهم هذه القوانين : قيام الولايات المتحدة الأمريكية عام 1993 بإصدار قانون يقضي بالسيطرة على حقوق النشر في المجال الإلكتروني، وإعطاء الحماية القانونية لهذه الأعمال، وقيامها كذلك بتضمين قوانينهم، قانون حق النشر، وتشجيع الحقوق الإبداعية في المجال التقني، حيث يمكن الحصول على حق النشر بشكل آلي بمجرد أن يصبح العمل مثبتا ًبشكل مادي، وبذلك لا يمكن لأحد أن ينسخ أو يوزع أو يعرض العمل دون سماح المالك بذلك(36)•3 • التكنولــوجـيا الرقمـيــة : حـتميــة داخــل المـكتبـات الجـامـعـيــةإن دخول المكتبات بصورة متزايدة في الخدمات الرقمية الوطنية والدولية أمر مطلوب وضروري، ويجب أخذه بعين الاعتبار أمام النقائص المسجلة في خدمات المعلومات المتاحة لدى مكتبات مجتمع المعلومات• ومنه كان من الضروري الانتقال بهذه المكتبة إلى مجتمع يحصن هذه المعلومات، فكان مجتمع التكنولوجيا الرقمية•وقد بدأت منذ عام 1998 تظهر تحالفات المستقبل الرقمي، وذلك مع ضرورة تسهيل وضع الأعمال العلمية في خدمة التطوير والبحث العلمي ط ط• وقد أدى استخدام تقنية الترقيم إلى بروز المكتبات الرقمية، التي تعتمد على كفاءة البرامج المستخدمة، وكفاءة المجموعات، كما توفر إمكانات تقديم خدمات مباشرة للمستفيدين الراغبين في استعمال أجهزة المكتبة وإمكاناتها بأنفسهم•وتعرّف المكتبة الرقمية بأنها مجموعة من أوعية المعلومات المحسّبة رقميا، والمرتبة بطريقة خاصة تلائم طريقة الاستخدام من خلال شبكات المعلومات التي تمكن من الوصول إلى المعلومات مهما بعدت المسافات، وتؤكد تجهيزات المكتبات الرقمية على تيسير تزويد المعلومات وبثها واستخدامها• وينبغي أن تؤدي المكتبة الرقمية الخدمات الأساسية التي تقدمها المكتبة التقليدية، وأن توظف في ذلك مزايا التخزين، والمعالجة الرقمية، والبحث، والاتصالات الرقمية• كما أنها تدعمها، أي الخدمات، بتوفير الأمن، والتحقق، ورقابة الملكية الفكرية•وفي سؤال طرح على أفراد عينة الدراسة حول ضرورة الانتقال بالمكتبات الجامعية العربية إلى مجتمع التكنولوجيا الرقمية، كانت الإجابة بالإيجاب بنسبة عالية قدرت بـ : %78.79؛ أما من رفض هذا الانتقال، فقد قدرت النسبة بـ : %19.70 وهي نسبة ضئيلة إذا ما قورنت بتلك التي أيّدت وقالت بأن الانتقال إلى مجتمع التكنولوجيا الرقمية هو مطلب ضروري، وذلك نظراً للنقائص والمخاطر التي تعتري خدمات المعلومات المقدمة في مجتمع المعلومات، مقارنة بمجتمع التكنولوجيا الرقمية الذي يوفر الحصانة والحماية للمعلومات، ويجعل الاتصال مؤسسا ومصانا كوحدة متكاملة عالية الجودة• كما توفر الاتصالات الرقمية عملية نقل المعلومات إلى مسافات بعيدة دون قيود أو حدود• كما أنه لا يؤدي إلى تشويش أو أية أخطاء محتملة، وكذا مقاومة التداخل في عمليتي الإرسال و الاستقبال عند نقل المعلومات• وتجدر الإشارة إلى أن نسبة عدم الإجابة قدرت بـ : %1.51•ضرورة الانتقال إلى المجتمع الرقمي•3 • 1 • التكنـولـوجـيا الرقمـيــة في خـدمـة المـكتبــاتإن جميع التقنيات التي كانت مستعملة لتحصين المعلومات من عمليات الوصول إليها، كاستخدام التشفير، باءت بالفشل نظراً لسهولة استخدامها طرق حل الشفرة، والتعرف على كلمات المرور (Passwords)، وذلك للوصول إلى مضامين المعلومات• لذا كان لا بد من إيجاد حل لهذه المشكلة، وذلك من خلال اكتشاف تقنية الترقيم• وقد ظهرت هذه الأخيرة بظهور التكنولوجيا الرقمية المطبقة داخل شبكات الاتصال، وعلى مدى واسع• فهي تمكّن من ترميز الملفات عن طريق أرقام محددة، وكل رقم له مدلوله ومفهومه لدى المرسل والمستقبل• وهذه العملية معقدة التركيب، وتتطلب استخدام تكنولوجيات ذات قدرات عالية•وستكون خدمات المكتبات التي تعتمد التكنولوجيا الرقمية في ظل مجتمع رقمي، ذات طابع خاص ومتطور، متسمة بالديناميكية والفعالية التي ستحقق، ولو جزئياً عملية إتاحة المعلومات لمن يريدونها دون قيد أو شرط• وذلك من خلال أجهزة الاتصال المختلفة في إطار الاتصال العالمي، بهدف تدعيم عمليات البحث والتعليم وخدمة المجتمع• وقد استخدمت هذه التكنولوجيا الحديثة في المكتبات الجامعية لبعض الدول المتطورة، لما توفره من خصائص ومميزات نذكر منها : عقلنة استغلال الحيز المكاني، إمكانية الوصول المباشر للمعلومات، ضمان خدمات معلومات موضوعية وآمنة، تحسين المردودية وتطوير الأداء، كما سنوضحه من خلال العناصر الموالية :3 • 1 • 1 • عـقـلـنــة اسـتـغـلال الحـيـز المـكـانــي :إن مضغوطية البيانات الرقمية تفسح المجال لتجميع الأعمال بدلا من التفكير في طباعتها، وسنرى محتويات مكتبات كاملة مخزنة على قرص صغير بصيغة رقمية• وأصبح شائعاً أن مؤسسات المعلومات تخزن معلوماتها على أقراص ممغنطة بدلا من الملفات الورقية التي تكون عرضة للتلف، كما أن الأوساط الرقمية لا تحتاج إلى مساحات تخزين كبيرة(37)•وفي سؤال طرح على أفراد عينة الدراسة الميدانية حول الإيجابيات التي يقدمها استخدام التكنولوجيا الرقمية في المكتبات الرقمية، احتلت عقلنة استغلال الحيز المكاني نسبة تقدر بـ : %31.14. •دوافع الانتقال إلى المجتمع الرقمي•لقد مكّن الاتصال الرقمي عبر شبكات المعلومات الرقمية من اختزال الحيز المكاني داخل المكتبات الجامعية، فلم يعد هناك ما يعرف بوسائط المعلومات الورقية، الرفوف، الجدران، المباني، والميزانية التي تنجر عن ذلك• إذ تمت عملية الانتقال بالمكتبة الجامعية إلى مجتمع يتعامل رقميا، وأصبحت المكتبة لا تستلزم الحضور البدني للمستفيدين، والجوانب المادية المكونة لها، حيث وفرت شبكات الاتصال الرقمي للمستفيد المعلومات التي يحتاجها من المكتبات دونما حاجة إلى الفهارس البطاقية• كما أصبحت المجموعات منظمة في شكل قوائم، لا تحتاج من المستفيد سوى لمسة(38)، وأصبحت الفهارس تتاح على الشبكات المحلية، الوطنية، الإقليمية والدولية• كما أن هذه المكتبات لم تعد بحاجة إلى بنوك الإعارة والمخازن لحفظ مختلف الأوعية الفكرية، فمكنت بذلك المستفيد من الوصول إلى المعلومات مباشرة من مصادرها المنتشرة عبر المكتبات، ومراكز وبنوك وقواعد المعلومات في كافة أنحاء العالم، وفي وقت قصير••2.1.3 إمـكـانيـة الوصــول المـبـاشــر إلـى المـعلومــات :إن استعمال تكنولوجيا الاتصالات الرقمية قد قلص من الوقت الذي تمر من خلاله المعلومات، من إنتاجها إلى الاستفادة منها، إضافة إلى تقليصها لوقت الوصول إلى المعلومات• فقد مكنت المستفيد من الحصول على ما يريده من معلومات في زمن قياسي يمكن عدّه بالثواني، إن لم نقل عدّه بأجزاء بالمائة من الثانية، وأصبح المستفيد في عالم لا تقيده الحواجز الجغرافية والسياسية والزمنية• فأضحى العالم بمثابة قرية إلكترونية يمكن التواصل فيما بين عناصر أفرادها، وتبادل المعلومات بين جميع الشعوب والأمم•كما مكنت شبكات الاتصالات الرقمية المستفيد من الوصول المباشر إلى الأوعية الفكرية المختلفة، مع إمكانية تصفح محتوياتها في الوقت نفسه، والبحث فيها بسهولة ويُسر، وذلك من خلال الاتصال ببنوك المعلومات والمكتبات الموصلة بالبحث المباشر في جميع أنحاء العالم، والتي تتيح الوصول المباشر إلى مقالات الدوريات، الرسائل الجامعية، المنشورات ••• وغير ذلك من مختلف الأوعية الفكرية•وقد عبّر أفراد عينة الدراسة الميدانية على هذه الميزة أو الخاصة بنسبة %35.48، لما توفره من إمكانية التجول عبر أرصدة مختلف المكتبات، والبلوغ المباشر والسريع لها دونما حاجة للذهاب إليها والحضور فيها بدنيا، ودونما جهد وعناء، حيث تصبح النشاطات وظيفة استكشافية للشبكات خلال رحلة البحث عن وحدات المعلومات المناسبة للمستفيدين•3 • 1 • 3 • ضـمــان خـدمــات مـوضـوعـيــة وآمـنــة :لقد وفّر استخدام التكنولوجيا الرقمية تقديم خدمات معلومات موضوعية بعيدة كل البعد عن العواطف، كما أنها تقدم معلومات شاملة تغطي الموضوع من مختلف جوانبه• كما يسمح النظام الرقمي بنقل المعلومات والبيانات في شكل نصوص، صور، أصوات و رسوم، وذلك بقدر عال من الدقة• وتتم كل أشكال الاتصـالات عن طريق استخـدام الإشارات الرقمية، كما يمكن أن تنقل الشبكة الرقمية العديد من المحادثات أو الأصوات المركبة، وذلك في آن واحد•كما يتسم نظام الاتصال الرقمي بتحقيق قدر عال من تأمين الاتصال (Security)، حيث سبق استخدام نظم الاتصال الرقمي للأغراض العسكرية ونقل البيانات السرية للحكومات، قبل أن يصبح هذا النوع من الاتصال متاحا على المستوى التجاري• كذلك يستخدم الاتصال الرقمي في شبكات بنوك المعلومات والنقل الإلكتروني للبيانات، ونقل المعلومات الحساسة التي تتسم بدرجة عالية من السرية•كما أنها توفر الحماية للمعلومات من الانتحال أو التغيير باستخدام تقنيات معينة كالعلامة المائية المرئية(Digital Watermark)(39)•مما جعل نسبة %38.39، وهي النسبة الأكبر من أفراد عينة الدراسة الميدانية، ترى بأن توفير خدمات موضوعية وآمنة هي أهم صفة تتحلى بها التكنولوجيا الرقمية، نظرا ًلما تتعرض له المعلومات من القرصنة الناتجة عن غياب التشريعات، وغياب الملكية الفكرية، إضافة إلى نشر الفيروسات المخرّبة لبرامج الحواسيب، مما أدى إلى مخافة استعمالها في إعداد البحوث العلمية كونها معلومات غير آمنة مائة بالمائة• 3 • 1 • 4 • تـحـسيــن المـردوديــة و تطـويـر الأداء :تكمن قوة الاتصال الرقمي وفعاليته من خلال عدة أبعاد نذكر منها : مقاومة التشويش، مقاومة التداخل في عمليتي الإرسال و الاستقبال، تصحيح الأخطاء إلكترونيا، والحفاظ على قوة الإشارة، وذلك على طول خط الاتصال بين المرسل والمستقبل• كما أنها تقوم بتطبيقات مختلفة : نص، صورة، صوت•كما تتسم الشبكة الرقمية بالمرونة (Flexibility)، حيث تخضع النظم الرقمية عادة للتحكم من جانب البرمجيات الإلكترونية (Software)، مما يسمح بتحقيق قدر عال من جودة الاستخدام(40)•وقد عبّر أفراد العينة المبحوثة على هذه الخاصية بنسبة %36.94، نظرا لما توفره المكتبات الرقمية من كفاءات في البرامج المستخدمة، وكفاءات المجموعات، وكذا جودة المعلومات المقدمة من حيث كونها معلومات فورية وواضحة•الخــاتمـــــةمن خلال بحثنا يظهر أن المكتبة الجامعية العربية تسير بخطى بطيئة وغير مضبوطة نحو التفاعل مع هذا المجتمع الجديد• فالتشاؤم وعدم الثقة بالنفس لدى بعض المسؤولين تقف حاجزا ًيحول دون اتخاذ أية إجراءات تطبيقية، لذلك يجب كسر هذا الحاجز النفسي والسعي لاستغلال الطاقات الكامنة للمكتبة الجامعية، وتدريب الإطار البشري لمواكبة متطلبات هذا المجتمع• ونحاول من خلال النقاط التالية تقديم بعض المقترحات مساهمة منا في الوقوف عند أهم الآليات التي إذا ما تم استغلالها الاستغلال الأمثل، ستتجاوز مكتباتنا الجامعية الكثير من العراقيل، فتقوم بتأدية خدماتها على أكمل وجه :- استغلال الإمكانيات المتوفرة حاليا، وتدعيمها بوسائل أكثر فعالية وتعميمها على جميع المصالح والهياكل التنظيمية بالمكتبة الجامعية العربية•- تطبيق الإدارة العلمية لتوجيه الأعمال والخدمات نحو الأفضل، وذلك لبناء استراتيجية عمل مضبوطة لمراقبة ومتابعة تحقيق الأهداف المرجوة بعيداً عن الانعزالية والارتجالية في العمل•- السعي لتجاوز المشاكل والعوائق التي تحول دون تعميم الأنظمة الوطنية للمعلومات، وذلك بالعمل على تحضير أرصدتها وتنظيمها لتسهيل تطبيق النظام لجعله يتماشى ومتطلبات العصر•- توحيد وإرساء قواعد التعاون بمكتباتنا الجامعية، التي تملك أرصدة هامة تبقى دائماً حكراً على مؤسسة دون الأخرى، لذلك وجب ترسيخ مبدأ تشاطر المعلومات والخبرات في ظل شبكة عربية•- محاولة إعطاء الصورة المطلوبة لهيكل المكتبة الجامعية بالداخل والخارج، وذلك بتكييف النشاطات العلمية والثقافية، توسيع وتنويع خدماتها، إثراء مواقعها بالإنترنيت بصفحات معلوماتية تتضمن برامج وأعمالا تهدف للمساهمة في إنتاج المعلومات وتحسين المردود وترويجه•- اتباع خطة تسويقية مضبوطة ومحكمة لضمان رواج خدماتها في أوساط مستفيديها، وتوسيع دائرة اهتماماتها بتوظيف خبرات باحثي علم الاجتماع والاقتصاد كونهم أكثر تحكماً في هذا المجال وأدرى بآليات ومتطلبات السوق•- الاهتمام بالعنصر البشري المتمثل في أخصائي المعلومات، وتكوينه تكويناً أكاديمياً يمكنه من التعامل مع متطلبات مجتمع المعلومات•إنها جملة من التوصيات والمقترحات، يجب أن تتعامل معها المكتبة الجامعية لضمان المكانة اللائقة والفعالة لها ضمن مجتمع المعلومات، وإلا فسيكون مصيرها مستودعاً للمعلومات يتجاوزه الزمن، ومقعداً من مقاعد المستهلكين القانعين•وأملنا كبير في أن نرى ما توصلنا إليه من نتائج وما اقترحناه يؤخذ بعين الاعتبار، ويتحقق في مجتمعنا حتى ندخل في زمرة مجتمعات المعلومات• إن قطار عصر المعلومات ومجتمع المعلومات بدأ المسير ولن يتوقف حتى يصل محطته، وطموحنا أن نكون فيه ركاباً لا مودّعين•قائمة المراجع:1- الصوفي، عبد اللطيف• المكتبات في مجتمع المعلومات• أيام دراسية حول تكنولوجيا الاتصال والجامعة الافتراضية، قالمة• 9-8 ماي 2001 •2- بدر، أحمد• مقدمة في المكتبات المتخصصة ومراكز المعلومات• القاهرة : المكتبة الأكاديمية، 1988. ص250 •3- معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ المكتبة المركزية• 22 ماي 2001. 10:004- فتحي عبد الهادي، محمد• المعلومات وتكنولوجيا المعلومات على أعقاب قرن جديد• القاهرة: مكتبة الدار العربية للكتاب• ص203 •5- بوشارب بولوداني، لزهر؛ سرسور، مفتاح• البحث عن المعلومات في ظل الواقع الافتراضي من خلال شبكة الانترنيت• مذكرة تخرج : علم المكتبات: قسنطينة، 2000 • ص136 •6- BERROUK, Saïd. La bibliothèque virtuelle. Journées d'études sur la technologie de la communication et l'université virtuelle. GUELMA, 8-9 Mai 2001.7- JACQUESSON, Alain. L'informatisation des bibliothèques : historique, stratégies et perspectives. Paris : Ed. du cercle de la librairie, 1995. p.339.8- فاضل السامرائي، إيمان• الاتجاهات الحديثة في الخدمات المرجعية• المجلة العربية للمعلومات، مج• 16، ع• 1، 1995 • ص• 73 •9- معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ كلية علوم الأرض والتهيئة العمرانية، 14 ماي 2001، 14:30•10- FONDIN, Hubert. Profession enseignant: rechercher et traiter l'information. Paris: Hachette, 1992. p49.11- لعقاب، محمد• الانترنيت وعصر ثورة المعلومات• الجزائر: دار هومة، 1999. ص.204.12- Interview avec Blaise ROSNEY. 09 Novembre 2000. http://www.ceveil.qc.ca.13- محمود الهوش، أبو بكر• تقنية المعلومات و مكتبة المستقبل• القاهرة: دار عصمى للنشر، 1996. ص• 174 •14- لعقاب، محمد• المرجع نفسه• ص • 104 •15- عبد الجواد شريف، محمد• التربية المكتبية بمراحل التعليم• القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2000 • ص• 13 •16- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم• استراتيجية التوثيق والمعلومات وخطة العمل المستقبلي• تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1998 • ص• 115 •17- فاضل السامرائي، إيمان• المرجع نفسه• ص• 82 •18- قاسم، حشمت• المعلومات و الأمية المعلوماتية في مجتمعنا المعاصر• الاتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات : كتاب سنوي• 1994. ع• 1 • ص•ص• 27-26 •19- معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ المكتبة المركزية• 22 ماي 2001، 10:00 •20- لازم المالكي، مجبل• المراجع : التطورات الحديثة في أساليب الخدمة المرجعية و اتجاهاتها• عمان : مؤسسة الوراق، 2000 • ص• 159 •21- المرجع نفسه• ص• 161 •22- فتحي عبد الهادي، محمد• تكنولوجيا المعلومات و وصول مجموعات المستفيدين إلى مصادر المعلومات• وقائع المؤتمر العربي الثامن للمعلومات• القاهرة• 12/14 ديسمبر 1997. القاهرة : الدار المصــرية اللبنانيــــة، 1997 • ص• 110 •23- لازم المالكي، مجبل• المرجع نفسه• ص• 160 •24- فتحي عبد الهادي، محمد• المكتبات والمعلومات : دراسات في الإعداد المهني والبيبليوغرافيا والمعلومات• القاهرة : مكتبة الدار العربية للكتاب، 1998 • ص• 235 •25- محمود الهوش، أبو بكر• المرجع نفسه• ص• 225 •26- لمسفر، يوسف• الشبكات المعلوماتية والجدران الواقية للنار• علوم وتكنولوجيا، ع• 3 ، 1998. ص.69.27- المرجع نفسه، ص• 27 •28- لصوفي، عبد اللطيف• المكتبات وحقوق التأليف الرقمية والنشر الإلكتروني• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، قسنطينة• 27-25 سبتمبر 1999. قسنطينة : جامعة منتوري، 2000. ص• 69 •29- عبد الوهاب الصباغ، عماد• علم المعلومات• عمان : مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع• ص.212.30- الصوفي، عبد اللطيف• حدث مجتمع المعلومات في الجزائر• مجلة المعلومات العلمية والتقنية، ع.1، 1998. ص.36.31- لعقاب، محمد• المرجع نفسه• ص.62.32- عبد الغني صبرة، بسام• تزويد المعلومات في العصر الإلكتروني: حماية حقوق المؤلف• نشرة المستخلصات، ع.10، 1998. ص•ص.85-84.33- عبد الغني صبرة، بسام• نظم إدارة حقوق المؤلف الإلكترونية: حلم، كابوس أم حقيقة؟• نشرة المستخلصات، ع.16، 1999. ص.82.34- الصوفي، عبد اللطيف• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية• المرجع نفسه• ص.30.35- نبيل، علي• المرجع نفسه• ص.237.36- زياد، فداء• تحديث القوانين في ضوء عصر المعلومات• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، قسنطينة• 27-25 سبتمبر 1999. قسنطينة : جامعة منتوري، 2000. ص.60.37- الصوفي، عبد اللطيف• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية• المرجع نفسه• ص.177.38- عبد الغني صبرة، بسام• المكتبات الرقمية• نشرة المستخلصات، ع.16، 1999. ص.90.39- زياد، فداء• المرجع نفسه• ص.63.40- مكاوي عماد، حسن• تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات• القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1997. ص.153.41- مكاوي عماد، حسن• المرجع نفسه، ص.150.أ الصوفي، عبد اللطيف• المكتبات في مجتمع المعلومات• أيام دراسية حول تكنولوجيا الاتصال والجامعة الافتراضية، قالمة• 9-8 ماي 2001.ب بدر، أحمد• مقدمة في المكتبات المتخصصة ومراكز المعلومات• القاهرة : المكتبة الأكاديمية، 1988. ص.250.ج معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ المكتبة المركزية• 22 ماي 2001. 10:00.د فتحي عبد الهادي، محمد• المعلومات وتكنولوجيا المعلومات على أعقاب قرن جديد• القاهرة : مكتبة الدار العربية للكتاب• ص.203.ه بوشارب بولوداني، لزهر؛ سرسور، مفتاح• البحث عن المعلومات في ظل الواقع الافتراضي من خلال شبكة الانترنيت• مذكرة تخرج : علم المكتبات: قسنطينة، 2000. ص.136.و BERROUK, Saïd• La bibliothèque virtuelle• Journées d'études sur la technologie de la communication et l'université virtuelle• GUELMA, 8-9 Mai 2001.ز JACQUESSON, Alain• L'informatisation des bibliothèques : historique, stratégies et perspectives• Paris : Ed• du cercle de la librairie, 1995. p•339•ح فاضل السامرائي، إيمان• الاتجاهات الحديثة في الخدمات المرجعية• المجلة العربية للمعلومات، مج.16، ع.1، 1995. ص.73.ط معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ كلية علوم الأرض والتهيئة العمرانية،14 ماي 2001، 14:30•ي FONDIN, Hubert• Profession enseignant : rechercher et traiter l'information• Paris : Hachette, 1992. p.49•ك لعقاب، محمد• الانترنيت وعصر ثورة المعلومات• الجزائر: دار هومة، 1999. ص.204.ل Interview avec Blaise ROSNEY• 09 Novembre 2000. http://www•ceveil•qc•ca•م محمود الهوش، أبو بكر• تقنية المعلومات و مكتبة المستقبل• القاهرة : دار عصمى للنشر، 1996. ص.174.ن لعقاب، محمد• المرجع نفسه• ص.104.س عبد الجواد شريف، محمد• التربية المكتبية بمراحل التعليم• القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2000. ص.13.ع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم• استراتيجية التوثيق والمعلومات وخطة العمل المستقبلي• تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1998. ص.115.ف فاضل السامرائي، إيمان• المرجع نفسه• ص.82.ص قاسم، حشمت• المعلومات و الأمية المعلوماتية في مجتمعنا المعاصر• الاتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات : كتاب سنوي• 1994. ع.1. ص•ص.27-26.ق معلومات مستقاة من مقابلة مع محافظ المكتبة المركزية• 22 ماي 2001، 10:00.ر لازم المالكي، مجبل• المراجع : التطورات الحديثة في أساليب الخدمة المرجعية و اتجاهاتها• عمان : مؤسسة الوراق، 2000. ص.159.ش المرجع نفسه• ص.161.ت فتحي عبد الهادي، محمد• تكنولوجيا المعلومات و وصول مجموعات المستفيدين إلى مصادر المعلومات• وقائع المؤتمر العربي الثامن للمعلومات• القاهرة• 12/14 ديسمبر 1997. القاهرة : الدار المصرية اللبنانية، 1997. ص.110.ث لازم المالكي، مجبل• المرجع نفسه• ص.160.خ فتحي عبد الهادي، محمد• المكتبات والمعلومات : دراسات في الإعداد المهني والبيبليوغرافيا والمعلومات• القاهرة : مكتبة الدار العربية للكتاب، 1998. ص.235.ذ محمود الهوش، أبو بكر• المرجع نفسه• ص.225.ض المسفر، يوسف•الشبكات المعلوماتية والجدران الواقية للنار• علوم وتكنولوجيا، ع.3، 1998. ص.69.غ المرجع نفسه، ص.70.ظ الصوفي، عبد اللطيف• المكتبات وحقوق التأليف الرقمية والنشر الإلكتروني• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، قسنطينة• 27-25 سبتمبر 1999. قسنطينة : جامعة منتوري، 2000. ص.69.أ أ عبد الوهاب الصباغ، عماد• علم المعلومات• عمان : مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع• ص.212.ب ب الصوفي، عبد اللطيف• حدث مجتمع المعلومات في الجزائر• مجلة المعلومات العلمية والتقنية، ع.1، 1998. ص.36.ج ج لعقاب، محمد• المرجع نفسه• ص.62.د د عبد الغني صبرة، بسام• تزويد المعلومات في العصر الإلكتروني: حماية حقوق المؤلف• نشرة المستخلصات، ع.10، 1998. ص•ص.85-84.ه ه عبد الغني صبرة، بسام• نظم إدارة حقوق المؤلف الإلكترونية: حلم، كابوس أم حقيقة؟• نشرة المستخلصات، ع.16، 1999. ص.82.و و الصوفي، عبد اللطيف• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية• المرجع نفسه• ص.30.ز ز نبيل، علي• المرجع نفسه• ص.237.ح ح زياد، فداء• تحديث القوانين في ضوء عصر المعلومات• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، قسنطينة• 27-25 سبتمبر 1999. قسنطينة : جامعة منتوري، 2000. ص.60.ط ط الصوفي، عبد اللطيف• تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية• المرجع نفسه• ص177 •ي ي عبد الغني صبرة، بسام• المكتبات الرقمية• نشرة المستخلصات، ع.16، 1999. ص.90.ك ك زياد، فداء• المرجع نفسه• ص63 •ل ل مكاوي عماد، حسن• تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات• القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1997. ص.153.م م مكاوي عماد، حسن• المرجع نفسه، ص150 •

الثلاثاء، 22 أبريل 2008

المكتبات المدرسية

الفصل الاول :
تعريف المكتبة المدرسية
اهدافها
اهميتها
المكتبة الشاملة
1. مفهوم المكتبة المدرسية School Library
لقد كان المفهوم السائد حول المكتبة المدرسية عبارة عن مستودع للكتب في زاوية بعيدة ومهجورة يأتي عليها حين من الدهر لا يلتفت إليها أحد، وكان ينظر لامين المكتبة بمثابة الحارس لمجموعة المكتبة من الفقد والضياع دون الأخذ في الاعتبار الخدمات الأخرى التي يجب أن يقدمها للمجتمع المدرسي من الطلاب والمدرسين والإداريين
ونتيجة للمستجدات التي حدثت في مجال المكتبات والمعلومات اهتز هذا المفهوم الخاطئ حول المكتبة المدرسية في ضوء التطورات المعاصرة وما شهدته الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية من تطورات ثورية خطيرة إزاء زحف التكنولوجيا الحديثة اليها بما لها من ثقل ووسائل مستحدثة وتفكير علمي خالص اطاح بالمفهوم التقليدي للمكتبة
واثرت الاتجاهات والمتغيرات التي صاحبت التطور العلمي والتكنولوجيا في كافة مجالات البحث العلمي تأثيرا ايجابيا على الاساليب والنظم التعليمية والتربوية وفي فلسفة التعليم، وكان لهذا التأثير انعكاساته على المكتبة المدرسية بوصفها القاعدة الاساسية ومحور التقاء برامج الانشطة التعليمية في كافة مستويات الدراسة التعليمية المختلفة - أحمد عبد الله العلي. المكتبة المدرسية والمنهج المدرسي: دراسة نظرية وميدانية.- القاهرة: مركز الكتاب للنشر، 1995، ص 71
ونظرا لعدم وجود تعريف محدد ومتفق عليه للمكتبة المدرسية فأننا نسوق هذه التعريفات خدمة لمفهوم المكتبة الحديث.
- المكتبة المدرسيةمكان يتمتع بالاحترام العميق يمكن ان يتصل فيه الفرد الراغب في بذل الجهد بالافكار التي سجلها الانسان عبر العصور بطريق مباشر، وهي المكان الوحيد في المدرسة الذي يمكن ان يعمل فيه الفرد بمفرده دون مساعدة الآخرين - حسني عبد الرحمن الشيمي. مقومات الدور التربوي للمكتبات المدرســـية: دراســة تطبيقية.- الرياض : دار المريخ،1986، مصدر سابق، ص 21
، وهي أول نوع من أنواع المكتبات يتعامل معه الفرد في بداية حياته ويتوقف استخدام الأنواع الأخرى من المكتبات على نجاحه أو عدم نجاحه في استخدام المكتبة المدرسية والاستفادة منها - محمد فتحي عبد الهادي. "الاستخدام التربوي والتعليمي للمكتبة المدرسية"، المجلة العربية للمعلومات.- مج18، ع1، تونس 1997، ص 5
، وهى مكان يحتوي على حوامل المعلومات Carriers of Information وهيئة موظفـين وتجهيزات يذهب إليه المتعلم للحصول على المعلومات التي يحتاجها لتعليم نفسه تبعا للبرنامج التعليمي لمدرسته واستجابته لاحتياجاته الخاصة" - حسني عبد الرحمن الشيمي. مقومات الدور التربوي للمكتبات المدرســـــية: دراسة تطبيقية.- الرياض : دار المريخ، 1986، مصدر سابق، ص 22
، في حـين اعتبر جين لويس Jean Lewis المكتبة المدرسية أساسا هاماً في قيـاس مدى فعـالية اي نـظام تعـليمي لاحتوائها على مجموعة من المراجع المساعدة في استقصاء المعلومات ودورها في تشجيع التلاميذ على استخدام مـوادها وكـيـفية الوصول الى المعلومات فيها.
ويلحظ من خلال تعريفات المكتبة المدرسية آنفة الذكر انها تركز على ناحية وتهمل ناحية اخرى الا انها تشترك في العديد من الاسس التالية:
- الفرد بدلا من الجماعة هو اساس النشاط.
- تعليم الذات.
- احترام او تقدير مسجلات الانسان.
- تقديم المعلومات لمستويات فكرية مختلفة من التلاميذ والطلاب.
وبهذا لا يمكن ان نبتعد في تعريف المكتبة المدرسية عن النظام التعليمي والمدرسة، فالمكتبة المدرسية هي النافذة التي يطل منها التلميذ على العالم يرى من خلالها ثقافته وحضارته وتقدمه ويطلع عبرها على منجزاته في جميع الميادين وهي الاستاذ الدائم والمدرسة المستمرة في حياة الفرد.
ويمكن القول بأن المكتبة المدرسية "عبارة عن بناية او غرفة او مجموعة من الغرف احتوت على مجموعة من المواد المكتبية المطبوعة وغير المطبوعة أحسن اختيارها وجرى تنظيمها وتيسير استخدامها تحت إشراف مهني متخصص لتقديم الخدمات المكتبية المناسبة لمجتمع المدرسة من المعلمين والطلبة" وأصبحت المكتبة المدرسية مركز اتصال يعبر عن ما تحتويه من كتب ووسائط او ما نطلق عليه المكتبة الشاملة.
أهمية المكتبة المدرسية
للمكتبة المدرسية اهمية خاصة تنبع من كونها النوع الأول من أنواع المكتبات الذي يواجهه الطالب في حياته ويتمثل اول احتكاك له بمصادر المعرفة وهي الأساس المتين في العملية التعليمية والتربوية ولها فضل على المعلم والتلميذ عندما كان هدفها رفع كفاءة كل منهما.

وتلعب المكتبة المدرسية بمفهومها المعاصر دوراً أساسياً في تعزيز المنهج المدرسي ، وتشهد العملية التربوية تغيرات أسهمت في تحديث مفهوم المكتبة المدرسية ، حيث خرجت بها من دورها الثانوي الهامشي إلى صلب العملية التعليمية بل ازداد ذلك الإسهام في إدخالها في مجمل البرامج التعليمية ، فإذا كانت التربية بمفهومها العام هي أداة اجتماعية ؛ فإن المكتبة بمفهومها المعاصر هي أداة تربوية . من هنا أضحت المكتبة المدرسية شريكاً مباشراً في مجمل عمليات التطوير التربوي .
إن ما نشهده اليوم من ظهور للنظم التربوية الحديثة، وما أدى ذلك من بروز الحاجة للمعرفة والتجريب يدفع المكتبة المدرسية للاهتمام بالدور التربوي باعتبارها جزءاً أساسياً من مكونات المدرسة، وهذا بدوره يقودنا إلى تفعيل هذا الدور حتى يساهم في تحقيق الهدف من وجود المكتبة المدرسية في المؤسسات التعليمية .وبمراجعة الأهداف العامة لسياسة التعليم نجد أنها اشتملت بنوداً اشتقت منها أهداف المكتبة المدرسية ، بل أنه لا يمكن تحقيقها بالشكل المرجو إلا بتحقق أهداف المكتبة المدرسية .
- وتؤدي المكتبات المدرسية دوراً بالغ الأهمية في بناء ثقافة الطالب وتنميتها فهي بصفتها مؤسسة اختزانية ، فإنها تحوي على عناصر الثقافة سواء كانت مادية أو غير مادية ، وهي بحكم موقعها تعد نقطة الانطلاق أو البداية التي يمكن من خلالها بناء الفرد ثقافيا ، فهذا النوع من المكتبات يمكن أن يتعلم الفرد من خلاله معنى المكتبة وأهمية الكتاب والمواد الأخرى لنقل المعرفة وطرق تنظيم المجموعات واستخدام الفهارس وبدايات القراءات الحرة وتقييم المادة المقروءة والبحث المنهجي المنظم وغير ذلك من المهارات التي تساعد الفرد على مواصلة مسيرته التعليمية وتجعل منه فرداً مثقفاً يساهم مساهمة فعالة في تنمية مجتمعه ورقيه . عوض توفيق عوض . الأهداف التربوية للمكتبة المدرسية . مجلة المكتبات والمعلومات العربية . س 6 ، ع 4 ، ( أكتوبر 1986) ، ص ص 83 - 107-
المكتبة المدرسية و التشجيع على القراءة
تقوم المكتبة المدرسية بين جدران المدرسة أساسا لخدمة الطلاب و المدرسين في المدرسة وهى تسعى إلى تقديم مواد القراءة التي تساند المناهج والقراءات الترفيهية والترويحية وكذلك القراءات التثقيفية للطلاب والمدرسين وتعمل على تشجيع الطلاب على القراءة الحرة وغرس وتنمية عادة القراءة والاطلاع لديهم والاستعانة بالكتب المختلفة والحرص علي تكوين مكتبات شخصية يوجد بها الأوعية التي يفضلونها وتستحوذ علي اهتماماتهم المختلفة وكذلك إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتي والتفكير العلمي والتفكير الابتكارى.

وتعتبر المكتبة المدرسية كذلك مركزا للإشعاع الثقافي في المدرسة فهي لها أكبر الأثر في تشجيع الطلاب على القراءة، واقتناء الكتب حيث أن النظام التعليمي أصبح لا يقف عند حد التعليم وتلقين قدر معين من المعلومات وإنما امتد ليشمل تعليم الطلاب البحث والاطلاع و إضافة معلومات أخرى خارج المناهج الدراسية وليس الاعتماد على المنهج وحده ، والمكتبة المدرسية هي الأساس لأنها أكثر أنواع المكتبات عددا و أوسعها انتشارا والمواطن يتعامل مع المكتبة المدرسية في أهم مراحل تكوينه ومن ثم فانه يمكن للعادات والقيم والخبرات المكتسبة من التعامل مع هذه المكتبة أن تصاحب الفرد في جميع مراحل حياته ومن مجموع الأفراد يتكون المجتمع ووظيفة المكتبة المدرسية وظيفة هامة و أساسية إذ إنها تعمل على انسجام وتكيف الطالب أو التلميذ في الإطار الثقافي العام كما تساعده على القيام بنشاطاته المختلفة كفرد في تلك المدرسة ، كما أنها تعمل على تنمية شخصية التليمذ الخلاقة وتنمية فكره النقدي البناء، بحيث يتمكن عن وعى وبالتعاون مع أبناء مجتمعه من الإسهام في تطوير مجتمعه بدءا من دائرة أسرته إلى دائرة وطنه الكبير، وكذلك تعمل المكتبة المدرسية على إعداد المواطن إعدادا سليما للاندماج النشيط في حياة المجتمع بتزويده بأساسيات التعليم والثقافة ، وهى تعمل على خلق جيل جديد يؤمن بالثقافة ويسير في ظلالها وركبها ،وهى تعمل مكملة للعملية التعليمية وهى حلقة وصل بين البيت والمجتمع والمدرسة.

ويجب التأكيد والاعتراف بدور المكتبة المدرسية في التشجيع على القراءة واقتناء الكتب ويرجع ذلك لأن دور المكتبة المدرسية يأتى بعد دور المنزل والمدرسين حيث أنها أول ما يقابل القارئ في حياته من أنواع المكتبات وسوف تتوقف علاقته بأنواع المكتبات الأخرى على مدى تأثره ،وانطباعه عنها ، وعلى ما يكتسبه من مهارات في التعامل مع مصادر المعلومات المختلفة ، لتحقيق مختلف الأغراض التعليمية والثقافية والبحثية بل والترفيهية أيضا فإذا قام المنزل بدوره في تأسيس مكتبة شخصية تضم أوعية معلومات مختلفة تتناسب مع جميع المراحل العمرية والتعليمية لأبنائهم فإن المدرسين يساعدون ، ويرشدون الطلاب إلى القراءة وإلى عمل أبحاث مختلفة بالاستعانة بالكتب والأوعية المختلفة . ومن ثم تنمية عادة القراءة لديهم . أما عن المكتبة المدرسية فلها دور فعال ومؤثر في التشجيع على القراءة في الموضوعات المختلفة وتنمية القدرة على التعلم من الكتب بلا مدرس وتنمية شهية الطالب من النواحي العلمية والاجتماعية والثقافية حيث تدعم قدرة التلميذ على القراءة ، كما أنها تسهم إسهاما مباشرا في تزويد التلاميذ بالقيم والسلوكيات والأخلاق العامة بما تدبره من مجموعات ومقتنيات وقراءات ومشروعات وعمل جماعي وكذلك فإنها تخلق عند التلميذ حب الكتب والقراءة في تلك المرحلة المبكرة من حياته ومن ثم يشب على الاهتمام بالقراءة والتعليم الذاتي وممارسة الهوايات النافعة ويكون مجتمع المستقبل القارئ المثقف . - سعيد أحمد حسن . المكتبات : أثرها الثقافي ،الاجتماعي ،التعليمي . ـ القاهرة : دار الفكر العربي ،1991 .



• أهداف المكتبة المدرسية:-

يمكن تحديد أهم أهداف المكتبة المدرسية فيما يلي:-
1. بناء وتنمية مجموعات المكتبة من المطبوعات وغيرها من المواد السمعية والبصرية بما يتمشى مع مطالب المنهج الدراسي واحتياجات الطلاب.
2. الإرشاد والتوجيه:- من أهداف المكتبة المدرسية إرشاد الطلاب إلى حاجاتهم وتوجيههم التوجيه السليم والتعرف علي مشروعاتهم التربوية التي يقوم المعلمون بتكليفهم إياها.
3. تنمية مهارات البحث العلمي:-وذلك عن طريق تعليم الطلاب على استخدام المواد المطبوعة فيكتسبوا الخبرة في استعمال المعاجم, والموسوعات, ومصادر المعرفة المختلفة.
4. تنمية الاهتمامات :- فهي تساعد الطلاب في غرس مجموعة من الرغبات والهوايات المفيدة في نفوسهم.
5. تنمية الخبرات الجمالية وتقدير الفنون:-فقاعة المكتبة عادة ذات ألوان جذابة من الداخل, وكتبها ذات ألوان جميلة, وجدران المكتبة مزينة بالصورالفوتوغرافية فجميع هذه الأشياء تخلق جواً مريحاً تستجيب له عواطف الطالب وتزيد من حبه لها.
6. تشجيع الثقافة الدائمة بواسطة استعمال مصادر المكتبة المختلفة.
7. تغرس المكتبة عادات اجتماعية فاضلة في نفوس الطلاب وتشجيعهم على الحياة الديموقراطية . فالمكتبة تتيح للطالب فرص العمل الجماعي التعاوني كالاشتراك في بحث أو دراسة موضوع معين كما أنها تعودهم على الأمانة والمحافظة علىأموال الغير واحترام شعور الآخرين والتزام الهدوء داخل المكتبة.
8. التعاون مع هيئة التدريس ومسؤولي الإدارة في المدرسة حيث أصبحت المكتبة ورشة دراسية باعتبارها مرفقاً تربوياً يتيح الفرصة لممارسة أنواع مختلفة من الأنشطة.
: -أولا: الأهداف العامة في سياسة التعليم وأهداف المكتبة المدرسية :-هنا سنذكر الهدف العام في سياسة التعليم ويليه الهدف من المكتبة المدرسية والمشتق من الهدف العام ويسعى لتحقيقه مع ملاحظة أنه قد يتكرر هدف من أهداف المكتبة المدرسية يحقق أكثر من هدف من أهداف السياسة التعليمية :- تزويد الطالب بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضواً عاملاً في المجتمع .- اكتساب خبرات مكتبيه وذلك عن طريق التعرف على كيفية العثور على مصادر المعلومات داخل المكتبة وتنمية قدرات الطلاب على استعمال جميع أنواع أوعيه مصادر المعلومات
.- تشجيع وتنمية روح البحث والتفكير العلميين وتقوية القدرة على المشاهدة والتأمل ، وتبصير الطلاب بآيات الله في الكون وما فيه وإدراك حكمة الله في خلقه لتمكين الفرد من الاضطلاع بدوره الفعال في بناء الحياة الاجتماعية وتوجيهها توجيهاً سليماً
.- تدريب القراء على الفهم والتلخيص والشرح والتحليل وإعداد البحوث والتعبير بأسلوب واضح ومفهوم
.- تنمية مهارات القراءة وعادة المطالعة سعياً وراء زيادة المعارف .- غرس وتشجيع عاده القراءة وحب المطالعة والبحث وعدم الاكتفاء بما يقوله المدرس أو ما يرد في المقرر الدراسي
.- اكتساب القدرة على التعبير الصحيح في التخاطب والتحدث والكتابة بلغة سليمة وتفكير منظم .
- تدريب القراء على الفهم والتلخيص والشرح والتحليل وإعداد البحوث والتعبير بأسلوب واضح ومفهوم
- .- التعرف على الفروق الفردية بين الطلاب توطئة لحسن توجيههم ، ومساعدتهم على النمو وفق قدراتهم واستعداداتهم وميولهم .
- - تنمية قدرات الطلاب على استعمال جميع أنواع أوعية مصادر المعلومات .-
- الاهتمام باكتشاف الموهوبين ورعايتهم ، وإتاحة الإمكانيات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة ، وبوضع برامج خاصة
- .- اكتشاف الموهوبين ورعايتهم ، واتاحة الإمكانيات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج التي تعدها المكتبة لهذه الفئة .-
- غرس حب العمل في نفوس الطلاب ، والإشادة به في سائر صوره ، والحض على إتقانه والإبداع فيه ، والتأكيد على مدى أثره في بناء كيان الأمة .
- - إكساب الطلاب عادات اجتماعيه حسنه وذلك عن طريق التعاون واحترام الأنظمة والتعليمات والتقيد بها . ومن أهم العادات التي يكتسبها الطالب مايلي:
- أ- التزام الهدوء وتقدير مشاعر الآخرين وتفادي إزعاجهم .ب - بث روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب عن طريق الأبحاث الجماعية ج –
- غرس الأمانة والإخلاص واحترام حقوق الآخرين وحب النظام وحب الكتاب وإدراك أهميته .
- د - تعويد الطلاب على استغلال وقت الفراغ الاستغلال الأمثل

2. التعريف بالمكتبات التقليدية
ولدت المكتبات مع ميلاد الحضارة الإنسانية المسجلة ولقد مضي الوقت الذي كانت المكتبة تعتبر فيه مخزنا للكتب او مظهرا من مظاهر الأبهة التي تحرص على الزخرف والشكل دون الجوهر.... وهي المكتبات التي لا تتوفر فيها الوسائل التقنية الحديثة تحتوي على مطبوعات تقليدية من كتب ونشرات وصحف ومجلات تقدم خدماتها بشكل تقليدي.
وينظر تقليديا الى المكتبات بمقتضى نظم تشغيلها كوحدات منفصلة ضمن المدرسة واحيانا كمؤسسة ضمن مؤسسة المدرسة ومع ذلك، بداية من سنة 1945 ف اعتبرت جمعية المكتبات الامريكية (A.L.A) مكتبة المدرسة كطريقة تدريس وعلى الرغم من ان هذه النظرة تكونت منذ اكثر من 56 عاما الا انها وبشكل منعش ومدهش وثيقة الصلة بالمنهج المعتمد على النتائج التي طبقت بمدارس جنوب افريقيا ، الا ان هذه النظرة تغيرت ونشأ نوع جديد من المكتبات المدرسية يمكن ان نطلق عليه المكتبة المتطورة او المكتبة الشاملة التي تضم مصادر المعلومات المطبوعة وغير المطبوعة.
3. التعريف بالمكتبات الشاملة Comprehensive Library
لم تعد المكتبة المدرسية في الوقت الحاضر مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة وانما اصبحت مركزا للتعلم يستطيع الطالب من خلاله استــخدام مـصادرها المختلفة للحصول على المعلومات بهدف البحث والاستشارة او القراءة الترويحية، كما اصبح الهدف منها تدعيم واثراء المناهج الدراسية ومواكبة الفكر الـتربوي الحديث الذي يؤكد على ضرورة توفير الفرص الكافـية
للطلاب لتحقيق النمو المتكامل على أسس فردية وفق قدراتهم وميولهم واستعدادتهم وقد ادى ذلك الى ضرورة توفير كافة اشكال المواد التعليمية واجهزتها المتمثلة في اوعية الذاكرة الخارجية والآت تشغيلها وتخطيط برامج موسعة وشاملة لخدمات المكتبة المدرسية باعتبارها محـوراً للعملية التعليمية والتربوية والثقافية المتصلة بها - مدحت كاظم، حسن عبد الشافي. الخدمة المكتبية المدرسية، مقوماتها، تنظيمها، انشطتها.– ط3. – القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1990، ص 24
وفي مضمار المكتبات المدرسية هناك تلاحم بين المكتبة وبين الوسائل السمعية والبصرية بمفهومها التعليمي انعكس في التسميات المتعددة التي اصبحت تطلق على المكتبات المدرسية الحديثة وعلى أمين المكتبة الذي اصبح يعرف باختصاصي المعلومات.
ولقد حاول كثير من المكتبيين اختيار اسم مناسب للمكتبة المدرسية الحديثة يعكس المفهوم الحديث لها وبما تقتنيه من مواد تعليمية مطبوعة وغير مطبوعة ومن بين الاسماء التي اطلقت عليها كما اشار اليها مدحت كاظم، حسن عبد الشافي
- مركز التعلم Learning Center
- مركز الاوعية المتعددة Multimedia Center
- مركز المصادرResource Center
- مركز مصادر التعلم Learning Resource Center
- مركز الوسائل السمعية والبصريةAudio-Visual Center
- مركز الاوعية المكتبيةLibrary Media Center
- مركز المواد التعليمية Instructional Materials Center
- المكتبة الشاملة Comprehensive Library
"ولذا استقر الرأي بين المكتبيين العرب على إطلاق اسم المكتبة الشاملة للدلالة على شمول المكتبة المدرسية لمختلف أوعية المعلومات المطبوعة وغير المطبوعة وأجهزتها". "ولان التغيير في تسمية المكتبات المدرسية يُعبر عن واقع بل تحدّ ينبغي لهذه المكتبات أن تتأقلم معه إذا لم يعد التعليم الحديث يعتمد على وسائل التدريس التقليدية" وان مسميات المكتبة المدرسية : (مركز، تعلم، أوعية، مصادر، شاملة) تعكس التحول الجذري في فلسفة ومفهوم ومجاميع وخدمات المكتبات المدرسية وشموليتها لكافة اوعية المعلومات المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية لتكون مركز اشعاع فكري وثقافي وتربوي وتعليمي للطلاب
- التحول الى مكتبات شاملة
"المكتبة الشاملة ديناميكية تتصف بالفعالية والتغير المستمر فهي لا تتألف من مجموعات للكتب منظمة مفهرسة ومصنفة جاهزة للإعارة فحسب بل تستخدم كل طريقة معروفة لتشجيع استخدام مقتنياتها فتثير الاهتمام بالقراءة الجيدة والمشاهدة المفيدة وتذكي حب الاستطلاع الفكري وتوسع افق الطالب ومداركه وتزرع لديه الابتكارية وكل ما يؤدي الى التفاعل مع الحياة ومتطلباتها وهو ما يدعو الى التحول للمكتبات الشاملة .
- المكتبة الشاملة ضرورة تعليمية
ان التقدم العلمي و التكنولوجي الذي تحقق خلال النصف الثاني من القرن العشرين اضاف وسائل اتصال حديثة كان لها الدور الكبير في نقل المعرفة والمعلومات ونشرها على اوسع نطاق من خلال اوعية المعلومات غير التقليدية التي تعتمد على حاستي السمع والبصر كالافلام الثابتة والمتحركة والمسجلات الصوتية والشفافيات والاذاعة المرئية واشرطة جهاز العرض (المشاهدة) الخ.... واستخدمت هذه الوسائل كوسائل اتصال تعليمية في العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية لتحقيق الاهداف التعليمية والتربوية وكان على المكتبات المدرسية ان تستقبل هذا التقدم العلمي وتسخيره وتوظيفه لصالحها. وبذلك اصبحت المكتبة المدرسية مركزا للمصادر التعليمية.
وتؤكد الحقائق العلمية والتربوية ان الاطفال يتعلمون وينمون ثقافيا من خلال اتصالهم بمؤثرات ثقافية وطبيعية واجتماعية في البيئة التي يعيشون فيها وان اكتسابهم للمعلومات يتم عن طريق الحواس الخمس: البصر، السمع، اللمس، التذوق، الشم، قال تعالى "قل هو الذي انشأكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون"
ومن بين الابحاث التي تؤكد على هذه الناحية ما قام به د. رونالد ستيورات (Ronald Stewart) المدير العام لمركز تكــنولوجيا التعليم بجامعة تكساس الامريكية الذي توصل من خلال ابحاثه الى ان حاسة البصر يتعلم منها الانسان بنسبة 85% وهي تأتي في المرتبة الاولى، اما حاسة السمع فهي بنسبة 11% وتأتي في المرتبة الثانية، اما حواس اللمس والشم والذوق يتعلم منها الانسان بنسبة 4% وهي تأتي في المرتبة الثالثة 18 - مدحت كاظم، حسن عبد الشافي. الخدمة المكتــبية المدرســية.- مصـدر ســابق، ص ص 22-23
ويُرجع "براون" (Brawen) وهو من رجال المكتبات المشهورين ان المشاكل التي ظهرت على التعليم في العصر الحديث هو بسبب "التضخم السكاني الرهيب_ الانتشار السريع للمعرفة والمخترعات الحديثة، الحاجة الملحة لاعداد القوى العاملة" التي تتم بواسطتها مقابلة متطلبات العصر وتحديات المستقبل مما جعل وجود المكتبة المدرسية الشاملة امراً ضرورياً لاداء المدرسة لرسالتها التربوية والتعليمية نحو التعليم الذاتي والتعليم المستمر مما جعل المكتبة الشاملة تحقق الميزات التالية:
- تكامل مواد التعليم وترتيبها في مكان واحد سواء اكانت مواد مطبوعة او غير مطبوعة وعدم تشتتها وتفرقها في اماكن مختلفة بالمدرسة.
- سهولة الوصول الى المادة التعليمية المطلوبة المتعلقة باي موضوع من الموضوعات.
- عدم تكرار شراء المواد الموجودة بالمكتبة وهو يؤدي الى الاقتصاد في التكاليف بالنسبة لتجهيز المدرسة بالوسائل التعليمية واجهزتها.
- ترشيد استخدام المواد التعليمية وتنسيق تداولها بما يحقق اكبر استفادة ممكنة من موجودات المكتبة.
4 – الاتجاهات الحديثة للمكتبات الشاملة وفق تقنية المعلومات
لم يعد الكتاب وما يدور في فلكه الوسيلة الوحيدة في المكتبة بل برزت الى جانبه مصادر جديدة للمعلومات مثل وسائل الاستمتاع والمشاهدة والعقول الالكترونية ويمكن ان تكون الصورة جلية وواضحة اذا ما قارنا بين مدى فاعلية الكتاب وادائه وبين مدى فاعلية اداء الوسائل التكنولوجية الاخرى من حيث التحصيل، فالكتاب في ظل منجزات التكنولوجيا او ما يعرف بالوسائل السمع-بصرية ليس سوى وسيلة واحدة من وسائل نقل المعلومات ونشر المعرفة وابراز الحقائق والمدركات وما يعرف بالمنجزات التكنولوجية هي اقدر واسهل على الاستيعاب الذاتي المباشر من الكتاب واظهار الحقائق بصورة مجردة دون تحوير او تنميق لقد اضافت التكنولوجيا بزحفها على المكتبات المدرسية المفهوم الجديد المنبثق من روح العصر كما ان زحفها على المدرسة المتطورة جعلها تتطور التطور الشامل "وهي ليست اجهزة والآت بقدر ما هي فلسفة ومفهوم وتحول في تفكيرنا" - ألفي فاضل إبراهيم، محمد سعد الكباش. المكتبة المدرسية المطورة. – القاهرة: دار الكتاب المصري، بيروت: دار الكتاب اللبناني، [د.ت]، ص 221
.
الا اننا وللاسف مازلنا ملتزمين بالمفهوم التعليمي التقليدي الذي ينحصر تفكيرنا التربوي من خلاله في الفصل الدراسي، الكتاب المدرسي المقرر، المــدرس وان ما ذكرناه ليـس معناه ان الطريق للتطور التكنولوجي للمكتبة المدرسية ممهد وسهل العبور فهو يحتاج الى وقت وجهد فالوسائل السمع-بصرية تحتاج الى تكاليف اكثر من الكتب والى الخبرة الدقيقة لمن يقومون عليها، من هنا فان التلاحم بين المكتبة وهذه الوسائل يصبح امراً حتمياً يتطلبه توحيد العملية وهو بمثابة التلاحم بين المدركات الذهنية وبين المدركات الحسية فكلاهما يكمل الاخر.
من هنا نشأ نوع جديد من المكتبات المدرسية يُعرف بالمكتبات الشاملة او المطورة يحقق الاتجاهات الحديثة وفق تقنية المعلومات "في عصر المعلومات والمهارات التقنية اللازمة للوصول الى مصادر المعرفة والذي بموجبه اصبح العالم قرية كونية لم يعد فيه البعد المكاني عائقا امام طالبي العلم للوصول الى مصادر المعرفة التي يتوقون اليها"
- الاهداف التربوية للمكتبة الشاملة
ان الوظيفة الاولى التي تعمل المكتبة على الوفاء بها في جميع المدارس هي تيسير الخدمات المكتبية المتنوعة ونجدها من مجالات الانشطة التربوية والثقافية التي تتطلبها المناهج التعليمية، لان ما تقتنيه المكتبة له اتصال مباشر بكل المواد الدراسية وهي المركز الذي تتجمع فيه المواد غير المطبوعة من الوسائل التكنولوجية المختلفة المتطورة، جعلها ركيزة للعملية التعليمية والتربوية التي تبعث على الفاعلية والنشاط والحيوية في المناهج الدراسية.
ومن بين الاهداف التربوية للمكتبة الشاملة
1. أن تحـتوي المكتبة المدرسية الشاملة على مراجع وكتب ودوريات ووسـائل اتصال تعليمية تتصل بالمنهاج المدرسي ومقرراته الدراسية وأنواع النشاط التربوي داخل المدرسة وخارجها
2. تكامل مواد التعلم وترتيبها بما يحقق التفاهم العميق بين جميع العاملين بالمدرسة وفهم العملية التعليمية وإتباع أفضل الأساليب لاستخدام المكتبة الشاملة - حسن عبد الشافي. الخدمة المكتبية في المدرسة الابتدائية.- تقديم محمد محمود رضوان.– القاهرة: دار الشعب، 1980، ص ص 40-41
.
3. فتح قنوات الاتصال الطبيعية بين مختلف المواد الدراسية وممارسات الأنشطة المدرسية الأخرى.
4. مواجهة ظاهرة تكاثر المعارف الإنسانية.
5. تحليل المقرارات الدراسية ومساندتها بالوسائل التي تحقق اهدافها.
6. تعدد مصادر المعرفة وتنوع وسائلها.
7.القدرة على التثقيف الذاتي.
8. تكافؤ الفرص التعليمية في الفصول المزدحمة - مدحت كاظم، حسن عبد الشافي. الخدمة المكتب المدرسية.- مصـــدر سابق، ص ص 28-31
9. تلبية احتياجات الفروق الفردية بتوفير وسائل الاتصال التعليمية التي تحقق الفاعلية في التعليم وفق القدرات.
10. اكتساب التلاميذ مهارات الاتصال باوعية الفكر المختلفة.
11.اكتساب التلاميذ اهتمامات جديدة تنمي من شخصياتهم وتميزها.
12. ممارسة الحياة الاجتماعية وغرس القيم الجمالية.
13.التدريب على استخدام المصادر المتنوعة والمتعددة التي تتناسب مع البحوث والدراسات التي تتنوع وتتعدد مجالاتها وتختلف طبيعتها
نحو تعميم المكتبات الشاملة
ان طرح اسلوب المكتبة المدرسية التقليدية بواقع جديد ومعاصر يعتبر اسلوباً حضارياً هدفه العام هو تحقيق طموحات المدرسة العصرية الحديثة والانتقال من التركيز على التعليم الى التركيز على التعلم بتوفير المواد التعليمية المختلفة التي تساعد التلاميذ والطلاب عى اكتساب القدرة على التحليل والتركيب والنقد.
"ولم تعد المكتبات المدرسية الحديثة مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة، انما اصبحت مركزا للتعليم ووسيلة من وسائل التعليم الداعمة للمناهج الدراسية فالمكتبة عبارة عن مجموعات من المواد والتجهيزات والاثاث والقوى البشرية" 27 - مبارك سعد عبد الله سليمان. "المكتبات المدرسية في المملكة العربية السعودية بين الواقع والطموح.- مجلة المكتبات والمعلومات العربية ، ع4، 1996، ص 50
ومما لا شك فيه ان مراكز مصادر التعلم او المكتبات الشاملة يمثل نقلة تربوية هامة انطلاقاً من المبادئ والاسس التالية:
1. تنوع مصادر المعرفة نتيجة الانفجار المعلوماتي والتقدم العلمي.
2. تاكيد الاتجاهات الحديثة في التربية على دور التلميذ والطالب الفعال باعتباره المحور الاساسي في العملية التعليمية والتربوية.
3. تنوع الوسائل التعليمية بمختلف اشكالها في المدارس.
4. التوجه الى تفريد التعليم والعناية بالفروق الفردية بين التلاميذ والطلاب وتطور طرق التدريس وتوظيفها لتقنيات التعليم.
العوامل الايجابية للمكتبات الشاملة
ادى التطور التكنولوجي الذي جاءت به الثورة الصناعية في بريطانيا خلال القرن الثامن عشر الميلادي وما افرزه هذا التطور من مخترعات ادت الى تغيير جذري في تقنيات حفظ المعلومات واسترجاعها ولكي تؤدي المكتبات المدرسية رسالتها في الوقت الحاضر يجب ان تتوفر فيها احدث مصادر التعلم المطبوعة وغير المطبوعة للمستفيدين كافة وفي جميع الاوقات وبأفضل الوسائل، اضافة الى المسؤولية في تقديم المشورة الفنية والمساهمة في تنمية مواهب القراء وقدراتهم كما يجب ان يتوفر فيها قاعات للمحاضرات والندوات واحدث اجهزة العرض المختلفة ووسائل الاستماع والمشاهدة واماكن لاقامة الدورات التدريبية ومسرح للتمثيل والعروض الفنية.
وحتى تقوم المكتبات المدرسية الشاملة بدورها يجب ان يتوفر لها العوامل الايجابية التالية:-
اولاً: الموقـــع
اذا كانت المكتبة الشاملة جزءاً من مدرستها فان الموقع يعتبر من العوامل التي تساعد على اداء رسالتها ويجب ان يتوفر في الموقع الشروط التالية:
1. ان تكون المكتبة في موقع يسهل الوصول اليه من قبل الطلبة والمعلمين وليس هناك مبرر لان تكون في الادوار العليا للمدرسة.
2. ان تكون بعيدة عن الضوضاء في مكان هادئ يساعد على التفكير والتأمل والفهم.
3. توفير الضوء الطبيعي والتهوية المناسبة في ضوء المناخ والجو العام للمدرسة.
4. توفر المدخل الملائم للمكتبة الشاملة حتى يمكن استخدامه كمهئ نفسي ليعرف رواد المكتبة انهم ذاهبون الى المكتبة وليس الى مقصف المدرسة.
5. عدم وجود المكتبة ضمن حجرات الادارة او ملاصقة لها الغاءً لاي حواجز سيكولوجية او اعمال روتينية مثل معاقبة التلاميذ كذلك التقليل من التزامات امين المكتبة تجاه الادارة في التكليفات البعيدة عن التخصص.
ثانيا: المبنــى
يعتبر مبنى المكتبة المدرسية الشاملة المرتكز الاساسي الذي يعتمد عليه في تقديم الخدمات وتصميم مبنى المكتبة يتطلب توافر العديد من الاعتبارات:
1. مناسبة المساحة لاحتياجات المكتبة من توفير مكان للكتب والمواد المكتبية ومكان للمطالعة والخدمات المكتبية الاخرى والاعمال الفنية والادارية الخاصة بالمكتبات.
2. امكانية التوسع في المستقبل من غير تكلفة في النفقات.
ثالثاً: المساحــــة
بالاضافة الى اختيار موقع مناسب للمكتبة ووجود التهوية والاضاءة الطبيعية يجب تخصيص مساحة مناسبة تتناسب ومقتنيات المكتبة المدرسية الشاملة من المواد والاجهزة والاثاث والكتيبات والنشرات والقصاصات وارشيف المعلومات والوسائل التعليمية (شرائح- افلام – تسجيلات – خرائط – اجهزة عروض صوتية وضوئية – حاسوب).
الا ان الملاحظ ان مكتباتنا لم تصمم في الاصل لتكون مكتبات وانما هي حجرات او قاعات دراسية عادية تم استخدامها كمكتبات دون اي تحوير او تعديل مما نتج عنه اعاقة الخدمة المكتبية المدرسية، ويوصي في المستقبل عند تصميم المدارس الجديدة ان تكون المكتبة المدرسية من ضمن التصاميم على ان يشترك خبراء المكتبات والمعلومات والمهندسون المعماريون في اعداد المواصفات والمقاييس والمعايير الدولية في هذا الخصوص.
رابعاً: الاثـــاث
ان الاثاث الذي يجب توفيره في المكتبات المدرسية الشاملة يخضع لمعايير خاصة تأخذ في الاعتبار مساحة المكتبة والمجموعات المكتبية اضافة الى عدد التلاميذ والطلاب والمعلمين والاداريين فالاثاث المكتبي يجب ان تكون فيه مرونة ومتانة وجودة وجمالية منظره مع توفر الراحة التامة في الجلوس.
وينبغي ان يكون الاثاث الخاص بالمكتبة المدرسية الشاملة مختلفا عن بقية الاثاث الموجود بالمدرسة الذي يغلب عليه المظهر الرسمي. ويستخدم في المكتبات نوعان من الاثاث، خشبي ومعدني والاثاث الخشبي افضل من الاثاث المعدني على الرغم من ان النوعين بهما مميزات وعيوب.
النوع الاول: غير صالح في المناطق شديدة الحرارة الا اذا تم تصنيعه من انواع جيدة من الخشب الصلب القوي الذي يتحمل الحرارة والجفاف وتعد اخشاب البلوط والزان من افضل الانواع التي تستخدم في اثاث المكتبات.
والنوع الثاني: يتأثر الى حد كبير ويصبح عرضة للصدأ.
الا انه في الوقت الحاضر يستخدم الاثاث الممزوج بين النوعين الخشب والمعدن نظرا لارتفاع اثمان الاخشاب وتصنيعها... هذا الاثاث الممزوج الذي اثبت صلاحيته في المكتبات المدرسية وغيرها من انواع المكتبات الاخرى متخصصة، جامعية... كما انه يجب استخدام الالوان الفاتحة المشرقة التي تضفي على النفس البهجة والسرور والابتعاد عن الالوان القاتمة. وتختلف مقاسات الاثاث حسب النوعية المطلوبة فأثاث المكتبة المدرسية للمرحلة الابتدائية يختلف عن اثاث المكتبة الاعدادية والثانوية....
خامساً: الاجهزة والمعدات
من الاجهزة المطلوبة للمكتبة المدرسية الشاملة:-
1. الاجهزة السمعية (جهاز تسجيل صوتي – جهاز تسجيل عادي من بكرة الى بكرة – جهاز الكاسيت).
2. اجهزة عروض الصور الثابتة: (جهاز عرض الشرائح الفيلمية (الافلام الثابتة) – جهاز العرض العلوي – جهاز عرض الصور المعتمة).
3. اجهزة عروض الصور المتحركة: (جهاز العرض السينمائي – جهاز الاذاعة المرئية – فيديو للمشاهدة – عرض الافلام الحلقية...)
المقومات الاساسية التي تستند عليها حركة تحديث التعليم
تميز النصف الثاني من القرن العشرين بكثرة المتغيرات في مختلف مجالات الحياة وبخاصة المجالات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية هذه المتغيرات التي كان لها التأثير المباشر على استراتيجيات التعليم والتعلم وعلى السياسات التعليمية في الدول، وهو ما أقر به (رانجاناثان) العالم الهندي المكتبي المشهور "ان ايام التعليم الجماعي قد ولت وان عهداً جديداً من التعليم الفردي على وشك الظهور"- حسن محمد عبد الشافي. مجموعات المواد بالمكتبات المدرسـية: بناؤها وتنميتها وتقييمها. – الرياض: دار المريخ، 1986، ص 23

ومن اهم المقومات الاساسية لتحديث التعليم
1- العمل على التوازن بين الريف والحضر وبين القرية والمدينة.
2- اتساع مفهوم ديمقراطية التعليم لكي تشمل توفير الفرص المتكافئة للمواطنين من خلال العملية التعليمية ذاتها لاجل مواجهة الفوارق الاجتماعية بين المتعلمين وعلى اعتبار ان التعليم احد القوى الاجتماعية التي تحكم علاقات الناس في المجتمع. - منصور حسين. " تحديث التعليم والوسائل التعليمية ".- صحيفة المكتبة مج11، ع3، 1979 ، ص5

الاتجاهات التعليمية والتربوية الحديثة
اصبحت الاتجاهات التربوية الحديثة تركز على التعلم الذاتي وضرورة تربية الجيل الناشئ ورسم السياسات التعليمية وفق متطلبات الواقع الحالي في ظل بيئة تكنولوجيا المعلومات والتعلم وانتشار الحواسيب الشخصية (PC.S) المصحوبة بالتقدم السريع لصناعة البرمجيات الجاهزة ذات التطبيقات العلمــية والتعليمية والترفيهية المتعددة للفئات العمرية للاطفال والشباب على وجه التحديد.
وصارت هذه البرامج ما يطلق عليه البرامج الصديقة (User Friendly) لاجل تسهيل مهمة تآلف المستفيدين مع هذه البرمجيات والتدريب عليها لتترجم فلسفة السياسة التعليمية الحديثة ولتؤكد المبدأ والاتجاه نحو تنمية المهارات والابداعات الفردية لدى التلاميذ والطلاب عن طريق نشاط التعلم الذاتي بعيدا عن الاساليب التقليدية للتعليم كالحفظ والتلقين مستعينا ومستخدما كافة اوعية المعلومات المتاحة التي توفرها المكتبة المدرسية - ايمان فاضل السامرائي. خدمات المكتبة المدرسية واتجاهاتها الحديثة.- مصدر سابق، ص291

وفي هذا المضمار يقول (جان جاك روسو JAN JACK ROSO): "لم اكن اعرف شيئا عن ذاتي حتى بلغت سن الخامسة او السادسة، ولا اعرف كيف تعلمت القراءة كل ما اذكره هو كتبي الاولى وتأثيرها في ان وعي الراسخ بكياني يعود الى اولى مطالعاتي" (33 - لوسيل توماس. "دور المكتبات في محو الأمية على الصعيد العالمي".- ترجمة سعيدة الزغلامي. المجلة العربية للمعلومات، مج14، ع2، 1993، ص 97

مصادر التعلم وتقنيات المعلومات الحديثة:
لقد بدأت عملية التطوير التربوي تعمل جاهدة في تغيير المكتبة المدرسية من قاعة استذكار ومركز تجميعي للكتب الى معمل للتعلم وتحويل مقتنياتها المطبوعة الى اشكال وانواع تتناسب مع التلاميذ والطلاب من حيث اشكالها باختلاف الخدمات التعليمية التي تقدمها فالمواد المطبوعة والمواد البصرية والمواد السمعية البصرية تعتبر من اهم مصادر المعلومات.
اما تقنيات المعلومات الحديثة التي تسهل نقل المعلومات من المواد المكتبية المرئية والمسموعة فهي تشمل المسجل الكاسيت وجهاز العرض العلوي الرأسي وجهاز عرض الشرائح والخيالة، والاذاعة المرئية (Television) والحاسوب (Computer).
وتلعب تقنيات المعلومات الحديثة الدور الكبير في عمليتي التعليم والتعلم وتتجسد هذه الاهمية الكبرى في الرفع من مستوى التعليم والتعلم وزيادة الخبرة التعليمية التي تعتبر ابقى اثراً واقل احتمالاً للنسيان، ويقع الحاسوب على سلم الهرم في تقنية المعلومات الحديثة للقدرة الفائقة على تخزين واسترجاع المعلومات حسب رغبات المستفيدين، وان ظهور شبكة المعطيات الدولية الانترنت (Internet) التي تجري فيها المعرفة من اي مكان الى اي مكان اضافت تميزا للحاسوب في خدمة المكتبات والمستفيدين من تقنياتها كالاعارة والتزويد والفهرسة والتصنيف والخدمات المرجعية.....

دور مدير المدرسة تجاه المكتبة المدرسية :
تحتل المكتبة المدرسية موقعاً متميزاً في النظم التعليمية الحديثة إذ عن طريق خدماتها المتنوعة وأنشطتها المتعددة يمكن أن نحقق كثيراً من الأهداف التعليمية والتربوية . ولم تعد المكتبة الحديثة مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة بل هي ركيزة أساس في التعليم الحديث ومركزاً للتعلم يستطيع الطالب استخدام مقتنياتها المختلفة للحصول على ما يثري المنهج الدراسي ، والقراءة الترويحية ، وتوفير الفرصة الكافية للطلاب لتحقيق النمو الكامل على أسس فردية وفق قدراتهم وميولهم .
ويجب ألا ننسى أنه إذا توطدت علاقة الطالب بالمكتبة المدرسية فسيؤدي ذلك إلى أن تكون علاقته مستمرة بأنواع المكتبات الأخرى كالمكتبات العامة أو الجامعية ، على اعتبار أن المكتبة المدرسية هي أول أنواع المكتبات التي تقابل الطالب في حياته .ونجاح المكتبة يتوقف على قدرتها بما تحويه من مقتنيات وما تقدمه من خدمات في التأثير إيجاباً على روادها بما يتحقق لهم من النجاح ويجعلهم محبين للقراءة .
ومن هنا فإن للقيادة الفاعلة دور مهم لنجاح أيّ مؤسسة تربوية
-
.ثانيا : مسؤوليات مدير المدرسة تجاه المكتبة المدرسية
:يعتبر مدير المدرسة المسئول الأول عن تحقيق أهداف المدرسة بوجه عام – وهو الذي يهتم بنشاط المدرسة بنوع خاص – بما يضفي عليه من خبراته في ميدان التربية والتعليم ، بل إن تحقيق الأغراض التربوية والتعليمية رهن بمدى ما يبذله من جهد في تنسيق الأعمال بين جميع العاملين فيها بحيث يشعر كل فرد أنه جزء من المدرسة يهمه نجاحها في تأدية رسالتها بدلاً من أن يقصر اهتمامه على مادته وهو بما يضفيه على المدرسة من جو ديموقراطي تعاوني يدفع جميع العاملين إلى بذل أقصى ما في وسعهم لصالح مجتمعهم ، ويساعد الجميع على حل المشكلات ، وتخطي العقبات التي قد تعترضهم أثناء العمل . والمكتبة المدرسية بالنسبة له مجال هام ونقطة التقاء ، يمكن أن تتخذ كقاعدة لانطلاق مجموعة من الوسائل التي تحقق أهداف المدرسة في النشاط التربوي والتعليمي والثقافي ، فضلاً عن دورها الرئيسي في تحسين العملية التربوية
.وفيما يلي بعض الواجبات التربوية التي تتصل بنشاط مدير المدرسة وميدان الخدمة المكتبية :
1 - توفير المكان المناسب للمكتبة المدرسة خاصة في المباني المستأجرة وتزويده بالأثاث والتجهيزات اللازمة قدر الإمكان .
2 - اختيار أمين المكتبة " المشرف على المكتبة " إذا لم يتوفر أمين متفرغ شريطة أن يكون كفء وليس على حساب أمور أخرى
.3 - تسهيل مهام أمين المكتبة لتحقيق مسؤولياته في إدارة وتوظيف المكتبة .4
– رعاية لجنة المكتبة : حيث يقوم مدير المدرسة في بداية كل عام دراسي بتشكيل لجنة للمكتبة المدرسية يرأسها هو أو وكيله وتتكون من أربعة إلى ستة أعضاء على أن يراعى في اختيارهم تمثيل المواد المختلفة ، ويتولى أمين المكتبة سكرتاريتها ، وللجنة أن تضم إليها من تشاء من ممثلي الطلبة ، وذلك تحقيقاً لمبدأ القيادة الجماعية ، على أن يعد للجنة سجل خاص يثبت فيه محاضر جلساتها ويحتفظ به في المكتبة ، ورعاية مدير المدرسة واهتمامه الصادق باللجنة هو الذي يبعث فيها الحياة المستمرة المتجددة ، فتؤدي عملها بصورة منطلقة خلاقة ، فيها كثير من مظاهر التجديد والابتكار ، وتختص اللجنة بمجموعة من المسئوليات من أهما : - وضع ميزانية للمكتبة ( وهي ميزانية بسيطة لبعض التكاليف الوراقية التي يحتاجها أمين المكتبة و المكافأت الخاصة بنشاط المكتبة ) .
- وضع برنامج لخدمات المكتبة والإفادة منها .
- وضع سياسة محددة لقبول الهدايا من مصادر المعلومات للمكتبة .- وضع سياسة لكيفية التخلص من المواد المكتبية التي لحق بها تلف أو يشوب معلوماتها شك معين والرفع بذلك لقسم المكتبات المدرسية .- تنظيم ومتابعة عملية جرد ممتلكات المكتبة المدرسية .
- تحديد المكافأت لنشاط الطلاب المتعلق بالمكتبة المدرسية .- المشاركة في لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الفصول .
- الإشراف على جدول حصص زيارة مدرسي المواد للمكتبة والإشراف عليه مع أمين المكتبة .5
- ترتيب حصص ثابتة للمكتبة لزيادة الثروة العلمية للتلاميذ عن طريق استخدام المواد الثقافية بالمكتبة للاطلاع الخارجي الهادف بما يخدم المناهج المدرسية المختلفة ويشبع ميولهم ورغباتهم .6
– زيارة الفصول من وقت لآخر لمناقشة التلاميذ فيما اطلعوا عليه من مصادر المعلومات للتعرف على مدى انطلاقهم في القراءة واستفادتهم منها ، مع إذكاء روح المنافسة بينهم ، وتشجيعهم على مداومة القراءة والاطلاع وتلخيص ما يقرءون
.7 – تشجيع النشاط المكتبي وتوجيهه بحضور ندوات التلاميذ الخاصة بالحديث عن الكتب ، وتخصيص جوائز تشجيعية لخير القارئين والتنويه بالطلاب المتفوقين في القراءة في لوحة الشرف بالمدرسة وفي صحافتها وفي الإذاعة المدرسية ، بالإضافة إلى نشر عينات من أبحاثهم وملخصاتهم في صحيفة المدرسة
.8 – توفير المبالغ اللازمة للصرف منها على أوجه النشاط الثقافي للمكتبة حتى لا يقف الأمين مكتوف اليدين أمام ما يتطلبه هذا النشاط من إمكانيات تبرزه وتنشره بين الطلاب
.9 - حث المعلمين على استخدام المكتبة ومتابعة ذلك من خلال تفقده لخططهم التدريسية .
10 - لإشراف المباشر على الإعلام المكتبي والتشجيع على الإفادة من المكتبة وما تقتنيه من أوعية المعلومات 11
- اطلاع بعض أولياء الأمور على المكتبة المدرسية وإشعارهم بأنها مؤسسة ثقافية علمية تربوية اجتماعية جديرة باهتمامهم ورعايتهم ودعمهم لها بكل الوسائل الممكنة تحقيقاً لمصلحة أبناؤهم .
12 - متابعة الأعمال الفنية لأعمال أمين المكتبة من حيث الفهرسة والتصنيف والبرامج التفعيلية لنشاط المكتبة
.
دور المدرسين في التشجيع على القراءة :
للمدرسين دور كبير في التدعيم والتشجيع على القراءة واقتناء الكتب حيث إذا استطاع المدرس أن يستغل ميول التلاميذ ويحسن توجيههم للقراءة التي تتفق مع مستوياتهم وميولهم الفكرية ويشجعهم على القراءة الحرة في هذا السن فمن الممكن أن تستمر معهم عادة القراءة واقتناء الكتب وقد تناول العديد من الباحثين أهمية المدرسين، وأجمعوا على أن المدرسين عادة ما يكون لهم تأثير كبير في التشجيع على القراءة وتعلم القراءة ، والتعود عليها ،وعلى اقتناء الكتب وحب جمع مكتبات شخصية خاصة بهم ونمو هذا الحب مع سنوات حياتهم المختلفة وسنواتهم الدراسية المختلفة وذلك من خلال الطرق التي يتعاملون بها مع الطلاب والترحيب بالإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم ، ونجد أن المدرس مهمته لا تكون في تلقين المعلومات للطالب و إنما تتوقف إلى حد كبير جدا على مقدرته في توسيع مدارك الطلاب ، بإثارة العديد من التساؤلات ،وإكثار المشاكل والاستفسارات التي تحتاج إلى حلول ، فيقوم الطالب باستخدام الوسائل التعليمية المختلفة مثل الكتب والمجلات والنشرات والوسائل الأخرى للبحث والاستقصاء للعثور على الإجابات الصحيحة.

ويرى ( دونالد هوارد ) أن المدرسيين في الفصل الذين يستمتعون بالقراءة ينتهزون كل فرصة لكي يمدوا الطلاب بخبرات قرائية ممتعه ويخصصون الوقت للقراءة الترفيهية أثناء ساعات المدرسة .

حيث نجد أنه من الضروري أن يحاول المدرس أن يكون قدوة لطلابه وأن يخلق الدافع نحو القراءة الحرة والاطلاع وذلك عن طريق توجيههم إلى إعداد أبحاث بالاستعانه بالقراءة والكتب ويعمل على تشجيعهم عليها ،ويعمل على اقتنائهم للكتب لكي يستطيعوا جمع المزيد من المعلومات حول موضوعات دروسهم ومن ثم لا يستطيعون الإستغناء عن المكتبات الشخصية ، ولكن نجد أن تأثير دور المدرسين في التشجيع على القراءة في مصر ليس تأثيرا فعالا ويرجع ذلك إلى اعتماد نظام التعليم في مصر على الكتاب المدرسي المقرر ، وعدم التشجيع على الاستعانة بأى كتب خارجية تتحدث عن المقرر الدراسي أو موضوعات المقرر لكي يستعين بها الطلاب في زيادة معلوماتهـم .

** دور مدير المدرسة في تفعيل المكتبة المدرسية :-
1-اختيار موقع المكتبة:
يُختار موقع المكتبة في مكان متوسط في المدرسة يسهل الوصول إليه ويتوافر فيه الهدوء والبعد عن الضوضاء، ويجب أن تتوافر في المكتبة الإضاءة والتهوية الطبيعية ، ولا يمنع من وجود إضاءة صناعية مناسبة موزعة توزيعاً جيداً ، ومن شروط مساحة المكتبة أن تكون مناسبة لاستيعاب طلاب فصل كامل على الأقل عند حضورهم إلى المكتبة لتنفيذ حصة المكتبة ،بالإضافة إلى استيعابها المواد والأجهزة والأثاث ، كما تستوعب مجموعات الكتب وأوعية المعلومات الأخرى من وسائل تعليمية كالصور والخرائط والمصغرات الفلمية .إلخ
على اعتبار أن المكتبة المدرسية تضمّ أوعية المعلومات المختلفة.
اختيار أمين المكتبة تنفيذ ما ورد في التعميم الصادر من مقام الوزارة رقم 201/9في
3- متابعة سجلات المكتبة المدرسية :
هناك عدد من السجلات الرسمية التي ينبغي على مدير المدرسة الاطلاع عليها ومتابعتها باستمرار وهي :-
1)سجل العهدة . 2)سجل الدوريات . 3) سجل المترددين .
4)السجل المصنّف. 5)سجل الإعارة . 6) سجل إحصاء النشاط المكتبي.
بالإضافة إلى عدد من السجلات الأخرى التي يعدها أمين المكتبة ومنها :-
· سجل الصادر والوارد .
· سجل جماعة أصدقاء المكتبة .
· سجل لجنة المكتبة ، وما تمّ من اجتماعات لتطوير نشاط المكتبة .
· سجل زيارات المعلمين مع طلابهم .
· السجل الخاص بمحاضر الجرد السنوي للمكتبة .
· ملف لحفظ المسابقات والبحوث والملخصات المقدمة من الطلاب . 4- تكليف أمين المكتبة بخطة عمل فصلية ، ومتابعة تنفيذها :
من الأمور الرئيسة في خطة أمين المكتبة المقدمة إلى
مدير المدرسة لمتابعة تنفيذها ما يلي:
أ-تهيئة المكتبة لروادها من ناحية تصنيفها وفهرستها وتنظيم أثاثها وإعداد اللوحات
الإرشادية المناسبة داخل المكتبة .
ب-تنظيم سجلات المكتبة .
ج –تكوين جماعة أصدقاء المكتبة وجدولة نشاطها من مسابقات وإذاعة ونشرات .
د- إعداد جدول زيارات المعلمين مع طلابهم .
هـ إعداد جدول التردد والإعارة لفصول المدرسة .
و- التقرير الفصلي لنشاط المكتبة .

5-تضمين خطة مدير المدرسة زيارة المكتبة بصفة دورية ومستمرة :
وذلك للاطلاع على سجلات المكتبة وتنظيمها وأنشطتها المختلفة .
6-متابعة نشاط وخدمات المكتبة المدرسية :
مجال نشاط المكتبة المدرسية متعدد ، ويعتمد بشكل رئيس على نشاط أمين المكتبة ،ولعل كثرة أعداد المترددين تعطي دليلاً على جودة ما تقدمه المكتبة من أنشطة وخدمات . ومن أبرز الأنشطة والخدمات التي تقدمها المكتبة المدرسية :-
¯ الإعارة وفق شروطها وقواعدها المعروفة .
¯ تكوين جماعة أصدقاء المكتبة .
¯ إعداد لوحات حائطية ومطويات .
¯ إجراء مسابقات ثقافية وبحوث .
¯ دعم المكتبة للنشاط العام في المدرسة لما تحويه من أوعية معلومات .
¯ المشاركة في الإذاعة الصباحية .
7-دعم المكتبة المدرسية للقاءات التربوية الشهرية :
يتمثل دور المكتبة المدرسية- في هذه اللقاءات التربوية- فيما تحويه من مصادر المعلومات ذات الأثر الناجع في إثراء موضوعات اللقاءات، حيث يمكن الرجوع إليها عند إعداد تلك الموضوعات .
8-بالنسبة للمدارس الابتدائية من {1 –7 }فصول. فمن الملاحظ أن جميع المعلمين بها يشغلون كامل النصاب من الحصص ، وحتى تؤدي المدرسة دورها المأمول فإنّ على مدير المدرسة وأمين المكتبة المكلّف القيام بما يلي :
· وضع دولاب صغير داخل كلّ فصل يطلق عليه [ مكتبة الفصل ] ، ويتمّ تزويده بمجموعة من الكتب والقصص المتوفرة في المكتبة المدرسية بصفة دورية ، ويقوم رائد كلّ فصل بإعارة طلابه وتسجيل ذلك في سجلّ إعارة يُعدُّ لكلّ فصل .
· تفعيل كل ما من شانه الارتقاء بالخدمات المكتبية من مسابقات شهرية ، وفصلية ، وبحوث تتناسب و أعمار الطلاب ، والتدريب على عمل الملخصات لبعض الكتب أو القصص .

تفعيل المكتبة المدرسية:-
هناك بعض الوسائل لتفعيل المكتبة المدرسية وهي:-
1. ينبغي أن تتلاءم المكتبة مع ظروف البيئة المدرسية (ابتدائي ,إعدادي ,ثانوي) لأن البيئة المدرسية تفرض بالتالي نوعية معينة من الكتب والأثاث.
2. تعويد الطالب علي الدخول إلي المكتبة في سن مبكر ولن يتم ذلك بشكل تربوي سليم إلا بإيجاد حصة للقراءة الحرة ضمن الجدول الأسبوعي.
3. مراعاة التوازن في مجموعات المكتبة المدرسية بحيث لا تنمو مجموعات مادة على حساب بقية المواد تلبية لإرضاء مختلف الميول والرغبات والاتجاهات.
4. إقامة معارض للكتاب في المدرسة وتنظيم زيارات للطلبة.
5. تدريب الطلبة على استعمال المكتبة والاستفادة من محتوياتها المختلفة وخاصة الكتب المرجعية في تعليم كثير من الموضوعات.
6. نقل المكتبة المدرسية إلى أماكن تواجد الناس بمعنى أن تقيم المكتبة ندوات ومحاضرات ثقافية لاجتذاب الطلبة إليها.
7. التزام المدرسين بالقراءة ليكونوا قدوة لطلابنا في القراءة والإطلاع.
8. الإعلان عن الكتب التي وصلت حديثاً بمكتبة المدرسة عن طريق الإذاعة المدرسية وصحيفة الحائط وحصة القراءة الحرة.
9. إصدار نشرة تربوية تثقيفية تحت مسمى\"صحيفة المكتبة\" بإشراف أمين المكتبة وتنشر كل جديد في المكتبة.
10. التشجيع على الاهتمام بالإذاعة المدرسية وحصة القراءة الحرة والمسابقات الثقافية وعمل لوحات الحائط مختلفة الموضوعات.
11. عمل مكتبة متحركة توضع في أماكن مختلفة من المدرسة.
12. تشجيع مكتبات الفصول وتغذيتها باستمرار بكل ما هو جديد.
13. تدريب بعض الطلاب على إدارة المكتبة لتقديم المساعدة لأكبر عدد من المستفيدين.
ومن هنا يجب أن تكون للمكتبة المدرسية دورها الفعال في تعزيز وتطوير العملية التعليمية /التعلمية إلى جانب هدفها الرئيس وهو نشر الثقافة و الفكر.

مجموعة المصادر الأساسية التي ينبغي أن توفرها المكتبات المدرسية والإعداد الفني لها وكيفية إيصال الفرد أو الطالب بمكتبة المدرسة ، فهذه عناصر أساسية يمكن من خلالها تفعيل الدور المنوط بالمكتبة المدرسية في تنمية وثقافة الفرد .

7- مصادر المعلومات الأساسية الواجب توافرها في المكتبات المدرسية :
عند بناء مجموعات المكتبة المدرسية ينبغي أن تكون هناك مجموعة أساسية تمثل نواة هذه المكتبة تلبي معظم احتياجات الطلبة وتمكن المكتبة من أداء خدماتها بصورة جيدة ومباشرة عند افتتاحها ، ومن ثم يمكنها استكمال اختيار باقي مجموعاتها دون تأثرها بأي ضغوط قد تسبب انحراف عملية الاختيار عن مسارها الصحيح ، هذه المجموعة من وجهة نظر الباحث يرى أنها ينبغي أن تشتمل على ما يلي:
" كتب المراجع كالقواميس والمعاجم والموسوعات ودوائر المعارف والأطالس، وما إلى ذلك من المراجع سواء كانت مطبوعة أو الكترونية .
" كتب التعريف بالحاسوب الآلي وكيفية استخدامه ومجموعة برامج تشغيله .
" الكتب العلمية المبسطة بالدرجة الملائمة والأسلوب المشوق وكتب الاكتشافات العلمية والاختراعات الحديثة التي تتلاءم مع النمو العلمي والثقافي للتلاميذ والكتب التي تتناول التطبيقات العلمية وأثرها في نواحي الحياة المختلفة وحبذا لو تم هذا بأسلوب قصصي مشوق.
" الكتب التي تخدم المناهج الدراسية بصورة مشوقة ملائمة .
" الكتب التي تهدف إلى التربية القومية والتصوير الصادق للمجتمع العربي وأوضاعه وتوعية التلاميذ بالنظم والاتجاهات السائدة فيه .
" المسرحيات المطبوعة والإلكترونية الهادفة التي تناسب مستوى الطلاب وتخدم القيم والاتجاهات السليمة .
" السّير والتراجم والرحلات وقصص البطولة والمغامرات المطبوعة منها والإلكترونية .
" القصص والكتب التي تتناول عادات الشعوب وتقاليدها مما يوسع أفق الطالب وثقافته سواء كانت في شكل مطبوع أو الكتروني .
" الكتب التي تصل الطالب بأحدث التطورات والابتكارات العالمية وتظهر دور العلم في تقدم البشرية، وتساعد على تكوين العقلية العلمية واكتساب طريقة البحث العلمي.
" الكتب والقصص الدينية والأخلاقية التي تتوخى الحقيقة وتدعم الإيمان وتخلو مما يثير العقل والجدل .
" الكتب والقصص التي تعالج مشكلات الشباب وتبعد الطالب عن الانحراف وتسمو بعواطفه.
" الكتب التي تتناول القضايا الأدبية والنقدية.
" الكتب التي تتناول المنظمات الدولية ونشاطها .
" الكتب التي تنمي معلومات هيئات التدريس في تخصصاتهم المختلفة .
" كتب التدريب والتوجيه التي تساعد على النمو المهني للمدرسين فنياً وتربوياً .
" مجلة أسبوعية واحدة أو أكثر .
" مجلة مصورة واحدة أو أكثر .
" بعض دوريات الموضوعات العلمية والأدبية .
" بعض الدوريات التي تهتم بالهوايات التي يقبل عليها التلاميذ كتعليم الحاسوب والتصوير وجمع الطوابع والطيران وغيرها. 5- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1972 - الحلقة الدراسية للخدمات المكتبية والوراقة "الببليوغرافيا" والتوثيق والمخطوطات العربية والوثائق القديمة - سورية:وزارة التعليم العالي - ص ص 82-83 .
8- الإعداد الفني لمصادر المعلومات :
تعد عملية الإعداد الفني لمصادر المعلومات التي تم اختيارها للمكتبة المدرسية عملية في غاية الأهمية تعادل في أهميتها عملية اختيار المصادر نفسها فدون تحليل وتنظيم المواد التي تم اختيارها لا يمكن الاستفادة منها وهذه العملة تشتمل على مجموعة من الإجراءات تختلف تبعاً لاختلاف طبيعة مصادر المعلومات المختارة فالمواد السمعية والبصرية لها إجراءات تختلف عن المواد الأخرى كما أن هذه العملية تحتاج إلى أدوات معيارية .
ولكي تؤدي هذه العملية الأهداف المنوطة بها ينبغي أن تشتمل على الحد الأدنى من الإجراءات الأساسية التالية التي تعتبر من أساسيات الإجراءات التقليدية من جهة ، كما أنها تعد إجراءات ضرورية عند تطبيق النظام الآلي من جهة أخرى ، وسوف نركز هنا على الإجراءات التقليدية للمواد المطبوعة لأنها تمثل الغالبية العظمى لمحتويات المكتبة وهذا لا يمنع أن نتناول باختصار المواد غير المطبوعة .

أولاً المواد السمعية والبصرية :
بصفة عامة ينبغي أن تسجل المواد السمعية والبصرية في سجلات خاصة بعد ختمها بختم المكتبة ويحتوي السجل غالباً على البيانات التالية :
- مسلسل المادة في سجل .
- بيانات النشر "اسم الناشر، مكان النشر، تاريخ النشر".
- بيانات الطبعة .
- ملاحظات.
بعد إتمام عملية التسجيل تمر هذه المواد بعملية أخرى فنية تسمى عملية الفهرسة : وهي عبارة عن وصف للمحتوى المادي للمادة على بطاقات الفهرسة مقاس"7.5×12.5" ، ويتناول هذا الوصف البيانات الآتية :
- عنوان المادة .
- بيان المسؤولية .
- بيانات النشر "اسم الناشر: مكان النشر، تاريخ النشر".
- السعة الزمنية للمادة .
وهذه البيانات تكتب وفق قواعد معينة ولعل أبرز هذه القواعد هي القواعد الأنجلو أمريكية للفهرسة ، وبعد ذلك تصفف هذه البطاقات في الأدراج الخاصة بها وتكون جاهزة للاستعمال .

ثانياً: الكتب :
يمر الكتاب بعدة مراحل قبل أن يوضع في مكانه الصحيح على أحد أرفف المكتبة، وقبل أن يكون صالحاً للإعارة ، ونجمل فيما يلي الخطوات التي يجب اتباعها في هذا السبيل :
1- ختم الكتاب: توضع علامة أو سمة خاصة على الكتاب تدل على ملكية المكتبة له ، ويمكن أن يتم ذلك بأن يختم الكتاب بختم المكتبة والذي يحتوي على البيانات التالية :
- مكتبة المدرسة.
- رقم السجل .
- رقم التصنيف .
2- تسجيل الكتاب: يسجل الكتاب في سجل خاص "سجل العهدة" يحتوي على البيانات التالية بالترتيب:
- مسلسل "رقم السجل".
- رقم التصنيف .
- عنوان الكتاب.
- اسم الملف .
- مكان النشر .
- اسم الناشر .
- تاريخ النشر .
- جهة الورود.
- تاريخ الورود.
- ملاحظات.
3- تصنيف الكتاب: للتصنيف في المكتبة أهمية كبرى ، بل لا نغالي إذا قلنا أن التصنيف الجيد هو المعيار الذي تمتاز به مكتبة على مكتبة ، ويمكن تعريف التصنيف بأنه هو ترتيب أوعية المعلومات ترتيباً من شأنه جمع كتب الموضوع الواحد في مكان واحد على أرفف المكتبة تجاورها أوثق الكتب صلة بهذا الموضوع وذلك لتحقيق غرضين:
أولهما: معاونة الفكر لإدراك طبيعة الموضوعات واجتلاء حقائقها وترتيبها لسهولة الرجوع إليها.
ثانيهما: إظهار ما بينها وبين غيرها من صلة في الخواص والأوضاع .
وهناك تصانيف كثيرة شائعة لا مجال لاستعراضها ، أشهرها ديوي العشري وتصنيف مكتبة الكونجرس الأمريكية، هذا إلى جانب عدد كبير من التصانيف الأقل شهرة كتصنيف بروان وتصنيف كاتر وتصنيف رانجاناثان …إلخ.
وعلى أي حال ، هناك ثلاثة أسس ينبغي على أمين المكتبة أن يأخذها بعين الاهتمام عند تصنيف مكتبته، هي :
- جم الكتب وعددها .
- مستقبل المكتبة والوظيفة التي تؤديها، فتصنيف مكتبة دور المعلمين يجب أن يختلف عن تصنيف مدرسة ابتدائية .
- عدد الطلاب الذين يستعملون المكتبة ومستواهم العلمي ومرهم الزمني والعقلي .
وبخبرة الباحث في المجال يرشح تصنيف ديوي العشري للمكتبات المدرسية في البلاد العربية نظراً لقيام كثير من المتخصصين بوضعه في القالب العربي والإسلامي المناسب للمنطقة العربية - تصنيف ديوي العشري : الطبعة العربية الأولى للطبعة الحادية عشرة المختصرة - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - الكويت: شركة المكتنبات الكويتية 1984 -2 مج .
4- تكعيب الكتب: يوضع رقم التصنيف على كعب الكتاب وذلك بعد إضافة الحرفين الأولين من اسم المؤلف والحرفين الأولين من عنوان الكتاب وهذا بغرض تجميع الكتب ذات المؤلف الواحد في مكان واحد إضافة إلى تسهيل مهمة الطالب في الوصول إلى الكتاب بسرعة .
5- عملية فهرسة الكتب: من المهم بعد الحصول على مواد المعلومات الملائمة لاحتياجات الطلاب ، تنظيم هذه المواد وعرضها بطريقة تؤدي إلى الاستخدام السريع والسهل، كذلك من المهم توفير الأداة " الفهرس" التي تعد بمنزلة الدليل لما هو موجود في المكتبة ، ومكن تعريف الفهرس بأنه أداة دقيقة وسريعة لإيجاد كتاب بعنوان معين أو بموضوع معين أو مؤلف معين ، ولكي نحقق ذلك لا بد أن نعتمد على قواعد للفهرسة ، وظيفتها وصف الملامح المادية والموضوعية للكتب وغيرها من المواد بوساطة مجموعة من البيانات ، ولعل أبرز وأنسب قواعد الفهرسة الوصفية الآن هي قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية حيث أنها تقدم ثلاثة مستويات للوصف :
- المستوى الأول : وهو المستوى المبسط أو المنجز .
- المستوى الثاني : وهو المستوى المتوسط للوصف .
- المستوى الثالث: وهو المستوى المفصل للوصف.
وبالنسبة للمكتبات المدرسية يرجح استخدام المستوى الثاني للوصف "انظر شكل رقم 2" حيث أنه يفي بالغرض، ولا توجد مشكلة في تطبيق هذه القواعد وخصوصاً أنها عربت(7
6 -جيب الكتاب: يوضع جيباً للكتاب وترفق به بطاقة جيب للكتاب ويلصق جيب الكتاب عادة على الصفحة الداخلية للغلاف الخارجي الواقع في أخر الكتاب وتوضع فيه بطاقة جيب الكتاب، وهي تحتوي على البيانات التالية "انظر شكل رقم "3" " وبعد ذلك يكون الكتاب جاهزا للتداول والإعارة ويوضع في مكانه المناسب على رفوف المكتبة.
بطاقة جيب للكتاب
" عنوان الكتاب

" اسم المؤلف
" اسم المستعير


ثالثاً الدوريات:
من المعروف أن المعلومات التي تتضمنها أحدث الكتب تعد قديمة نسبياً عن المعلومات التي تتضمنها الدوريات ، والمكتبة الحية تحاول أن تسد الثغرة بين عالم الكتب والعالم الآتي الذي تتناول أخباره الدوريات بكل ما فيه من معلومات جديدة .
ولذا يمكننا القول بأن أهمية الدوريات بالنسبة للمكتبات المدرسية تضاهي أهمية الكتب .
وتختلف الإجراءات الخاصة بتجهيز الدوريات لعرضها على الطلاب عن إجراءات الكتب ، ذلك أن أهم شيء يميز الدوريات عن الكتب هو الاستمرارية وفيما يلي هذه الإجراءات :
1- متابعة وصول الدوريات :
إن قيمة الاشتراك السنوي للدوريات التي تم اختيارها تسدد عادة مقدماً ، وإذا تم ذلك فيجب التأكد من أن جميع الأعداد التي دفعت فيمتها سلفاً تصل بانتظام .
ويمكن تسجيل ذلك في دفتر خاص يسمى سجل الدوريات وغالباً يشتمل على البيانات الآتية:
- عنوان المجلة .
- نوع المجلة .
- عدد مرات صدورها .
- تاريخ صدورها .
- اسم النشر .
- مكان النشر .
ثم بعد ذلك تقسم الصفحة إلى شهور السنة أفقياً والسنين رأسياً فيصبح لكل شهر مربع خاص به، كما يمكن تقسيمه إلى أربعة مربعات أخرى، وهذا في حالة الدوريات التي تصدر أسبوعياً .
ويجوز تسجيل الدوريات على بطاقات مقوية يوجد فيها البيانات السابقة ترتب ألفبائياً في ملف خاص . وعندما تصل الدوريات أو المجلة إلى المكتبة يسجل رقم ذلك العدد تحت الشهر المعين في البطاقة وفي حالة عدم وصول الدورية أو المجلة توضع إشارة × .
وغالباً يفضل طريقة البطاقات عن السجل، لأن البطاقة تعطي مرونة أكثر من السجل وخصوصاً في عملية الترتيب للدوريات المسجلة.
2- فهرسة الدوريات:
تحتاج الدوريات إلى معالجة تختلف بعض الشيء عن معالجة الكتب وذلك لأن أهم شيء يميز الدوريات عن الكتب كما قلنا هو صفة الاستمرارية، ولذلك فإن مدخل الدوريات مفتوح لا يغلق إلا عندما تقف الدورية عن الصدور، كذلك يجب أن يذكر في بطاقة فهرسة الدورية اعداد كل ما تقتنيه المكتبة من تلك الدورية، فبطاقة فهرسة الدوريات هي أولاً وسيلة لإيجاد الدورية ، وثانيا"ً سجل لما تقتنيه المكتبة من تلك الدورية، وتشتمل بطاقة الفهرس المعلومات التالية :
- العنوان .
- تاريخ صدور أول عدد وصل المكتبة ورقمه.
- مكان النشر .
- اسم الناشر .
- كونها اسبوعية أو شهرية .
- ما إذا كانت تحوي صوراً أو غيرها من وسائل الإيضاح .
ويمكن الاعتماد على قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية في فهرسة الدوريات حيث أنها تحتوي على فصل خاص بالدوريات وطريقة فهرستها . 7- راجع موجز قواعد الفهرسة الانجلو أمريكية في طبعتها الثانية / ميشيل جرومان تعريب محمد فتحي عبد الهادي، نبيلة خليفة جمعة
ط1 القاهرة: د.ن "1987"
3- تصنيف الدوريات:
تصنف الدوريات مثل الكتب ويفضل تصنيف ديوي العشري لهذا الغرض وغالباً يضاف الثلاثة أحرف الأولى لعنوان الدورية بعد إهمال التعريف ويعد هذا هو الرقم الخاص للدورية .
بعد الانتهاء من عمليتي الفهرسة والتصنيف للدوريات توضع البطاقة في الفهرس وتوضع الدورية في مكانها على الرفوف الخاصة بالدوريات .
في نهاية هذا العرض الموجز للعمليات الفنية، أو أن أشير إلى أهمية الإجراءات التقليدية لبناء أي نظام آلي للمكتبة، فعملية مكننة المكتبة لا تنشأ من فراغ بل على ما تم إعداده تقليدياً، فكلما كانت المكتبة معدة تقليدياً جيداً، كانت عملية المكننة سهلة وناجحة.
كما أود أن أشير إلى أهمية وجود نظام آلي للمكتبة سواء كان جاهزاً أو محلياً وخصوصاً أن الأنظمة الآلية أصبحت متوافرة وبأسعار تناسب ميزانيات كثير من المدارس على أنه ينبغي أن يشتمل نظام المكتبة على النظم الفرعية الآتية:
نظام التزويد، ونظام الفهرسة، ونظام الإعارة .
فمثل هذا النظام من شأنه أن ييسر الإستفادة من المكتبة وبالتالي الإستفادة من دورها الثقافي في بناء الفرد .

9- كيفية إيصال الطالب بمكتبة المدرسة :
هناك مجموعة من الأنشطة والبرامج التي يمكن من خلالها إيصال الفرد بمكتبة المدرسة، وتقع المسؤولية على أمين المكتبة في وضع هذه البرامج والأنشطة محل التنفيذ وتكمن هذه البرامج والأنشطة فيما يلي :
- تنشيط القراءة الحرة عن طريق تنظيم المسابقات: وذلك بعمل مسابقات في موضوعات مختلفة، ورصد جوائز قيمة للبحوث التي تستحق النشر.
- تشجيع القراءة في الهواء الطلق: بأن تقام الرحلات في العطلات إلى المنتزهات أو البر أو الشاطئ مع أخذ مجموعات قصصية تلائم إلى حد ما جو الرحلة المقامة .
- إصدار مجلة خاصة بالمكتبة المدرسية يساهم في إعدادها الطلاب وتهدف إلى خلق شعور بأن المكتبة المدرسية المكان المجيب إلى أنفسهم حيث يمكنهم التعبير عن شخصياتهم بالمساهمة في تحرير المقالات .
- التوسع في برامج النشاط الثقافي: بأن تقام الندوات والمحاضرات الهادفة والتي تتناسب مع ميول الطلاب .
- تعليم استخدام الانترنيت: يعد الانترنيت وسيلة من الوسائل الثقافية المهمة في هذا العصر تساعد الطلاب في الحصول على أية معلومة في أي مكان في العالم بسهولة ويسر، فهي أصبحت بحق بارجة العبور إلى الثقافة العالمية. لذلك من المهم أن تخصص المكتبة حصة أسبوعية لجميع الصفوف لتعليمهم كيفية البحث من خلال الانترنيت، ولا سيما أن الانترنيت أصبح مجبباً لجميع الطلاب.
- تنمية التذوق الموسيقي لدى المترددين على المكتبة المدرسية : تساعد الموسيقا على تنمية المواهب الفنية وخلق الذوق الرفيع لدى الطلاب الأمر الذي يدعو إلى زيادة اهتمام المكتبة المدرسية بنشر التوعية الموسيقية وتنمية الذوق الموسيقي لدى المترددين عليها وذلك بإذاعة المقطوعات الموسيقية الهادئة في قاعة المكتبة خلال ساعات الدوام بحيث يستمع القرّاء بالاستماع إلى تلك المقطوعات الموسيقية التي تهيئ لهم الجو المناسب للقراءة والبحث.
- تنظيم الرحلات الثقافية: يقترح أن تقوم المكتبة المدرسية بتنظيم برنامج للرحلات الثقافية يشمل زيارة المعالم الرئيسية في البلد، وتحقيق مثل هذا البرنامج يزيد من ارتباط المكتبة المدرية بطلابها، حيث لا تقتصر وظيفة المكتبة على تقديم المعلومات عن طريق الكتب فحسب بل أيضاً عن طريق الزيارات العلمية الهادفة.
- الدعوة إلى تخصيص أسبوع للمكتبات المدرسية : يقترح تخصيص أسبوع من كل عام دراسي تحتفل فيه وزارة التربية بالمكتبات المدرسية يتعرف الطلاب والمهتمون بالمكتبات على أوجه النشاطات المختلفة التي تقدمها المكتبة ويمكن اتخاذ هذا الأسبوع مناسبة طيبة لتقديم الجوائز التشجيعية والتقديرية على النحو التالي:
" أكثر أفراد الطلاب تردداً على المكتبة .
" أحسن البحوث والدراسات التي يتقدم بها الطلاب .
" أفضل الملخصات التي يعدها الطلاب لبعض المكتبات .
" أفضل قصة تكتب من قبل الطلاب المترددين على المكتبة .
" أحسن الأعمال الفنية التي عرضت في معارض المكتبات .
" أفضل المسرحيات التي تدعو إلى الاستفادة في المكتبات المدرسية .
" أحسن المكتبات المدرسية أداءاً لرسالتها .
وفي النهاية، هذه العناصر ليست صعبة التنفيذ إذا تم التعاون بين أمين المكتبة والإدارة المدرسية من جانب، والإدارة المدرسية مع القيادات الفنية المهتمة بالمكتبات المدرسية بالجهة القائمة على التعليم من جانب آخر، على أن يكون الهدف من وراء ذلك هو الطالب وكيفية إيصاله بالمكتبة لتخريج جيل من المثقفين القادرين على تحمل كل المهام التي تسند إليهم في المستقبل .